المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاختلاف في عيسى  
  
1280   05:24 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج2 ، ص70ـ72.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة نبي الله عيسى وقومه /

اختلف الناس في أمر عيسى اختلافا شديدا . . اختلفوا في أصل وجوده ، واختلفوا في طبيعته ، واختلفوا في موته . . فمن قائل : لا وجود له إطلاقا ، وانما هو بطل أسطوري ، ظهر هذا القول في ألمانيا وفرنسا وانكلترا في القرن التاسع عشر ، وهو أسخف من السخف ، لأنه تماما كقول من ينفي الطوائف المسيحية والاسلامية التي تؤمن بالمسيح . . ومن قائل : انه إله ، وقائل : بل هو انسان ، وقائل : هو إله وانسان في وقت واحد ، وقالت اليهود فيه وفي أمه ما يهتز له العرش .

واختلف المسلمون فيما بينهم ، فقال أكثرهم : ان المسيح لم يمت ، وانه حي في السماء ، أو في مكان ما بجسمه وروحه ، وانه يخرج في آخر الزمان إلى الأرض ، ثم يتوفاه اللَّه بعد ذلك الوفاة الحقيقية . . وقال كثير من المسلمين : انه مات حقيقة ، وان الذي ارتفع إلى السماء روحه ، لا جسمه .

وسبب هذا الاختلاف بين المسلمين هو اختلاف ظاهر النص ، فالآية 158 من سورة النساء تقول : {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء : 157 ، 158]. وهذه الآية ظاهرة في انه حي ، بالإضافة إلى أحاديث نبوية في معناها . ولكن الآية 117 من سورة المائدة تقول :

{ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ }. . وقريب منها الآية التي نحن بصددها ، وهي : {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } [آل عمران : 55] . فإن المتبادر من الوفاة هو الموت ، وان المعنى الظاهر أني مميتك وجاعلك بعد الموت في مكان رفيع ، كما قال في إدريس : {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم : 57]. وكما قال في الشهداء : { أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169].

والذين قالوا : ان عيسى حي بجسمه وروحه أولوا ( توفيتني ، ومتوفيك ) بوجوه أرجحها - نسبيا - ان القصد هو التشبيه بالوفاة ، لا الوفاة الحقيقية ، لأنه إذا رفع إلى السماء فقد انقطعت علاقته بالأرض ، وصار كالميت .

أما الذين قالوا : انه مات حقيقة فقد أولوا ( وما قَتَلُوهُ وما صَلَبُوهُ ولكِنْ شُبِّهً لَهُمْ ) بأن اليهود لم يقتلوا مبادئ عيسى وتعاليمه بقتله وصلبه . . ولكن خيل إليهم انهم قد قضوا على تعاليمه بذلك ، مع انها ما زالت قائمة ، وستبقى إلى يوم يبعثون .

ونحن نميل إلى القول الأول ، وان عيسى حي رفعه اللَّه إليه بعد أن توفاه بنحو من الأنحاء - غير الموت - نميل إلى هذا بالنظر إلى ظاهر الآية ، والى ما روي عن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله ) من طريق السنة والشيعة انه ما زال حيا . .

ومع هذا فلا نرى أية فائدة من التحقيق والتدقيق في هذا الموضوع ، لأن الايمان بكيفية وفاته ، ورفعه ليس من أصول الدين ، ولا المذهب ، ولا من فروعه في شيء وانما هو موضوع من الموضوعات الخارجية لا تتصل بحياتنا من قريب أو بعيد . . واللَّه سبحانه لا يسأل الناس غدا ، ويقول لهم : بيّنوا كيف توفيت عيسى ؟ وكيف رفعته ؟ . . ان ما يجب علينا الايمان به هو ان عيسى نبي مرسل من اللَّه ، وانه خلق بكلمة من اللَّه ، وان أمه قديسة . . هذا ، إلى ان البحث في هذا الموضوع لا ينتهي بالباحث إلى الجزم واليقين بكيفية وفاته ، ولا بكيفية رفعه . . فالأولى إيكال ذلك إلى اللَّه سبحانه.

( إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ورافِعُكَ إِلَيَّ ) . بعد أن صمم اليهود على قتل عيسى ، ودبروا الأمر لذلك بشّره اللَّه بنجاته منهم ، وإبطال مكرهم وكيدهم ، وانه لن يقتل ، ولن يصلب ، بل يتوفاه اللَّه حين انتهاء أجله وفاة طبيعية ، وانه تعالى سينقله إلى عالم لا يناله أحد فيه بأذى ، ولا سلطان فيه لأحد عليه سوى اللَّه . وهذا هو معنى قوله تعالى : ( ومُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) . أي أبعدك عن ارجاسهم ، ودنس معاشرتهم ، وعما يريدونه بك من الشر .

{وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آل عمران : 55]. المراد بالتفوق هنا التفوق نفسا وكمالا ، لا التفوق سلطانا ومالا . . وليس من شك ان الذين آمنوا بعيسى أفضل وأكمل من الذين كذبوه .

( ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) . لا يحتاج هذا إلى تفسير ، لأن المعنى الظاهر هو المراد . . أجل ، ان ضمير الخطاب هنا يشمل الغائبين في كل زمان ومكان من الذين اختلفوا في السيد المسيح ، أو في صفة من صفاته .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .