أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-05
280
التاريخ: 20-6-2017
2245
التاريخ: 30-4-2018
10925
التاريخ: 20-6-2017
1868
|
ومن المراكز العلمية المهمة التي استمرت من القرن 2هـ/ 8م، وحتى القرن 5هـ/ 10م، هو بيت الحكمة. وعلى الرغم من اختلاف الآراء في المدة الزمنية التي نشأ فيها، فالمصادر التاريخية أشارت إلى أن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور، أمر بترجمة الكتب القديمة الاجنبية الى اللغة العربية في الطب والحساب والفلسفة والفلك وغيرها، ففي عهده تُرجم كتاب "كليلة ودمنة"، وكتب "أرسطو طاليس"، وكتاب "المجسيطي"، لبطليموس، وكتاب "أقليدس" وغيرها، ونظر الخليفة المنصور في العلم وروى الحديث النبوي الشريف، وجمع هذه الكتب في خزانة كتبه التي كانت النواة الأولى لبيت الحكمة (1). وتوسع بيت الحكمة وزادت أهميته في عهد الخليفة هارون الرشيد، وذكرت المصادر التاريخية ان خزانة أو بيت الحكمة كان موجوداً في عهده، ولأبي سهل الفضل بن نوبخت عدد من الكتب فيها (2). اتسع بيت الحكمة في عهد الخليفة المأمون واحتل مكانة مرموقة، إذ أُلحق به مرصد لدراسة علم الفلك وخصصت قاعات خاصة به لتدريس علم الطب والرياضيات، وألحقت به دار للكتب زُودت بالعديد من الكتب المهمة النادرة بمختلف اللغات وجميع الاختصاصات (3). استمر بيت الحكمة مركزاً للعلم والثقافة حتى منتصف القرن 4هـ/ 10م، وارتاده عدد من المؤرخين والفقهاء منهم حمزة الاصفهاني (ت360هـ/ 970م)، وأفاد من الكتب الموجودة فيه لتأليف كتبه (4). وارتاد ابن النديم (ت385هـ / 995م) بيت الحكمة باستمرار وأفاد من كتبه في تأليف كتابه " الفهرست " (5). وأشار القلقشندي إلى أن بيت الحكمة استمر حتى سقوط الخلافة العباسية على يد المغول سنة 656هـ/ 1258م، وأكد ذلك بقوله: (إن خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد، فكان فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة، ولا يقوم عليه نفاسة، ولم تزل على ذلك الى ان ادهمت التتر بغداد، وقتل ملكهم هولاكو المستعصم أخر خلفائهم ببغداد، فذهبت خزانة الكتب فيما ذهب وذهبت معالمها وأعفيت أثارها) (6). ويمكن أن تعد المراصد الفلكية التي أُنشئت في مدينة بغداد من أهم المراكز والمؤسسات العلمية والفكرية التي أسهمت في ازدهار الحياة العلمية في هذه الحقبة التاريخية. فيعد المركز الفلكي الذي أمر بإنشائه الأمير البويهي شرف الدولة في بغداد...- لرصد حركة الكواكب ومسيرها وتنقلها في بروجها، مركزاً ثقافياً علمياً نظرياً وعملياً وعقدت فيه الحلقات الدراسية لدراسة علم الفلك (7). ومما لا شك فيه أن الأهمية التي احتلتها دراسة هذا العلم دفع بعددٍ من هواته وطلابه للالتحاق بهذا المركز لدراسته. وتعد البيمار ستانات التي أُنشئت في بغداد من المراكز العلمية البارزة لتدريس علم الطب والصيدلة، واشتملت على أجنحة أو أواوين خاصة لعقد حلقات التدريس لطلاب العلم، ومن أشهرها البيمار ستان الذي أنشأه الأمير عضد الدولة البويهي سنة 372 هـ / 982م، وأصبح مدرسة لتدريس علم الطب (8). وهذا يؤكد تطور هذه العلوم في تلك الحقبة التاريخية. وعقد عدد كبير من العلماء والفقهاء حلقات ومجالس دراسية وتثقيفية في مساكنهم، وانتشرت الأندية الأدبية التي أسهموا في انشأها (9). ومن أشهرها مجلس الفقيه إسماعيل بن احمد بن إبراهيم الإسماعيلي (10) (ت 396 هـ/1005م)، عندما قدم من جرجان (11) الى بغداد وترأس المجلس الأول الفقيه أبو حامد الإسفراييني (ت410هـ/ 1019م)، وترأس الثاني أبو محمد البافي (ت398هـ / 1007م) (12). يعد انعقاد مثل هذا المجالس الادبية حافزا مهماً لكثير من العلماء والفقهاء والأدباء لحضورها والمشاركة فيها، لما دار فيها من مناقشات ومجالات في مسائل وقضايا عدة، وارتاد عدد كبير من طلاب العلم ومحبيه مثل هذه المجالس باستمرار لتوسيع مداركهم وزيادة ثقافتهم.
........................................
1- اليعقوبي، مشاكلة الناس لزمانهم تحقیق ولیم، ملورد، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط1، 1382هـ / 1962م، ص 22؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص269؛ الده يوجي، سعيد، بيت الحكمة، ص 32.
2- ابن النديم، الفهرست، ج7، ص 274.
3- امین احمد، ضحى الاسلام، ج 2، ص 61 - ص 63 معروف ناجي، أصالة الحضارة العربية، ص 439 - ص 440؛ حمادة، محمد ماهر، المكتبات في الإسلام، ص 53؛ شريف، م.م، الفكر الإسلامي، ص 9؛ طلس، محمد أسعد، التربية والتعليم في
الاسلام، ص 96 ص 98 - ص 99؛ رؤوف، عماد عبد السلام المدارس في العصر العباسي، ص5 - ص6.
4- الاصفهاني، حمزة بن الحسن (ت 360 هـ / 970 م)، تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، دار مكتبة الحياة، بيروت، ط3، 1381هـ / 1961م، ص 14؛ امین احمد، ضحى الاسلام، ج 2، ص 65؛ معروف ناجي أصالة الحضارة العربية، ص 438؛ الديوه جي، سعيد بيت الحكمة، ص 40.
5- ابن النديم الفهرست، ج 7، ص 5؛ امین احمد، ضحى الاسلام، ج 2، ص 65؛ الده يوجي، سعيد، بيت الحكمة، ص 40 - ص 41؛ حمادة، محمد ماهر المكتبات في الإسلام، ص 69 - ص 70.
6- صبح الاعشى، ج 1، ص 537
7- ابن الأثير الكامل، ج 7، ص 137؛ شريف م.م الفكر الاسلامي، ص57؛ رؤوف عماد عبد السلام، المدارس في العصر العباسي، ص 6.
8- أبو شجاع، ذيل کتاب تجارب الأمم، ج 3، ص 69؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج 7، ص 112 - ص 113؛ ابن الأثير، الكامل، ج 7، ص 111؛ شريف، م. م، الفكر الإسلامي، ص 57؛ رؤوف، عماد عبد السلام المدارس في العصر العباسي، ص7.
9- شريف م.م الفكر الاسلامي، ص 56 - ص 57.
10- اسماعيل بن احمد بن ابراهيم بن اسماعيل أبو سعد الجرجاني الإسماعيلي، ورد مدينة بغداد عدة مرات، حدث عن أبيه ابي بكر وعبد الله بن عدي، روى عنه الخلال والتنوخي، كان ثقة فاضلاً، فقيهاً، عارفاً بالعربية، سخياً جواداً، جمع بين رياسة الدين والدنيا في جرجان، وهو إمام زمانه في الفقه والأصول واللغة العربية وعلم الكلام، صنف كتاباً في أصول الفقه، توفي سنة 396 هـ/ 1005م. ينظر: ابن الجوزي، المنتظم، ج 7، ص 231؛ ابن العماد، شذرات الذهب، ج 3، ص 147
11- جرجان وهي مدينة من بلاد الجبل بين طبرستان وخراسان، افتتحت على يد سعيد بن عثمان في عهد الخليفة معاوية بن ابي سفيان، ارتد اهلها عن الإسلام حتى افتتحها يزيد بن المهلب في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك يكثر فيها النخيل والزيتون والعنب والتين، غزيرة الانهار كثيرة البساتين يعمل فيها اجود انواع الخشب، وتصنع فيها ثياب الحرير، اهلها أحسن وقار ومروة ويساراً ينظر الاصطخري المسالك والممالك ص 2 212؛ المقدسي، أحسن التقاسيم. ص 354 اليعقوبي البلدان، ص 227؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص 119.
12- ابن الجوزي، المنتظم، ج 7، ص 231؛ ابن العماد شذرات الذهب، ج 3، ص 147؛ طلس، محمد أسعد، التربية
والتعليم، ص 123.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|