1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ الاسلامي : الدولة العباسية : الدولة العباسية * :

الدور السياسي لدعاة الدولة العباسية (النقباء)

المؤلف:  مثنى عباس عواد المجمعي

المصدر:  دعاة الثورة العباسية ودورهم السياسي والعسكري

الجزء والصفحة:  ص103- 121

20-6-2018

8030

الدور السياسي

يمكن القول إن محمد بن علي العباسي هو المنظم الأول للدعوة العباسية السرية والذي أصبح إماماً على أثر تنازل أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، كما أشرنا إلى ذلك مسبقاً، فعمل محمد بن علي هذا، على بث وتوجيه دعاته في الآفاق لنشر الدعوة العباسية، ثم جاء بعده ابنه إبراهيم الإمام حيث عمل على تفجير هذه الدعوة ونقلها من دعوة سرية إلى علنية، إلا أن المنية وافته قبل أن يقطف ثمار جهوده في هذه الدعوة التي قتل بسببها على أيدي الأمويين. وعلى الرغم من قتله إلا أن العباسيين حققوا الانتصار على الأمويين فكان أبو العباس (*) عبد الله بن محمد أول خليفة لبني العباس.

ونستطيع أن نميز بين مرحلتين في تاريخ الدعوة العباسية بخراسان فلكل مرحلة من هذه المراحل لها سمات وخصائص تميزها عن غيرها:

المرحلة الأولى سرية: تبدأ من سنة 97هـ أو سنة 98هـ أو سنة 100هـ على اختلاف في الروايات وتنتهي سنة 128هـ عندما أرسل أبو مسلم إلى خراسان ليتولى رئاسة الدعوة هناك، أعلن الثورة ضد الأمويين سنة 129هـ، وفي هذه المرحلة كانت الدعوة خالية من أساليب العنف والشدة، إذ كان الدعاة يجوبون البلاد الإسلامية لنشر الدعوة العباسية متظاهرين بالتجارة أو أداء فريضة الحج أي انهم كانوا يظهرون خلاف ما يبطنون، ظاهرهم شيء وداخلهم شيء آخر.

المرحلة الثانية: من مراحل الدعوة العباسية فتبدأ بنهاية المرحلة الأولى –آنفة الذكر– وتنتهي بزوال دولة بني أمية سنة 132هـ وهي السنة التي أعلن فيها أبو العباس عبد الله بن محمد كأول خليفة عباسي في مسجد الكوفة (1). ففي هذه المرحلة يدخل النزاع بين الأمويين والعباسيين في طور العمل وهو طور الصدام المسلح والحروب التي انتهت بزوال الدولة الأموية (2).

ومن الجدير بالذكر أن هناك من يجعل سنة 128هـ سنة تمهيدية بين الدورين السري والعلني، ولا يدخلها ضمن المرحلة العلنية (3)، ونحن إذ نقول صحيح أن أبا مسلم الخرساني (*) قد مكث سنة كاملة في خراسان يدرس الوضع هناك –أي في خراسان– من سنة 128هـ –وهي سنة تعيينه رئيساً للدعوة في خراسان– إلى سنة 129هـ، غير أن هذا لا يعني أن المرحلة العلنية قد بدأت في سنة 129هـ، حيث أنه في هذه السنة أعلنت الثورة والحرب على الأمويين، وليس بداية إعلان وإظهار الدعوة، فالثورة شيء وإظهار الدعوة شيء آخر.

ويشبّه أحد الباحثين المحدثين طريقة العباسيين في نشر دعوتهم بظهور الإسلام حيث كان في بداية ظهوره يعتمد على التخفي والتستر لأنه ما زال ضعيفاً لم يكثر أنصاره وينتثر في الآفاق لكنه عندما قوي وزاد اتباعه وصلب عوده دخل مرحلة المقاومة المسلحة (4).

ولقد قام نقباء الدعوة العباسية بدور مهم في كافة مراحلها وأدوارها سواء كانت في المرحلة السرية أو في مرحلة إظهار الدعوة وإعلان الثورة، وكان لهم حضور ووجود فتميز بعد قيام الدولة العباسية كذلك. بعبارة أخرى أدى النقباء دوراً مهماً في الدعوة العباسية حتى بعد قيام الدولة وإعلان الخلافة. ولم يكن دورهم مقتصراً على جانب معين أو ناحية واحدة بل كان عملهم ودورهم واسعاً وعلى مختلف الجوانب والنواحي، ويحدد ابن منظور (5) واجبات وعمل النقيب بقوله: (النقابة كالولاية وهو كالعريف على القوم المقدم عليهم الذي يتعرف على أخبارهم وينقب عن أحوالهم أي يفتش) أما صاحب كتاب أخبار الدولة العباسية (6) فيحدد واجبات النقيب بالإشراف على الدعوة والتأكيد ممن ينتمي إليها فمن رضوا إيمانه وعرفوا صحته اخذوا بيعته ومن اتهموه حذروه واحترسوا منه. وفي الواقع فإن ما قام به النقباء من أعمال وما بذلوه من جهود يتجاوز ما قد حدد لهم من أعمال وواجبات وهذا ما سنوضحه ونتطرق له في الصفحات اللاحقة فقد تجسد دورهم –أي النقباء– في صور وأشكال عديدة: -

دورهم في نشر الدعوة العباسية وكسب الأتباع.

كان النقباء يتميزون بإخلاصهم الشديد للدعوة العباسية، وتفانيهم في نشرها، وكانوا يتصفون ببعد النظر والقدرة على فهم تقسيمات الناس وتمييز عناصرهم، تمهيداً لاجتذابهم إلى دعوتهم، وبالبراعة في التخفي والتنكر مع حظ كبير من الثقافة والعلوم الدينية واللغوية (7).

ويشير إلى ذلك الدكتور عبد الفتاح عليان ويقول (8): (كان الدعاة (*) والنقباء يتميزون بالبراعة بالتخفي، فمن لم يكن منهم تاجراً بالفعل، كان يتنكر في زي التجار، وكانوا على قدر كبير من الثقافة والدهاء ويتصفون بالفراسة والقدرة على التحليل النفسي، مما مكنهم من التعرف على اتجاهات الناس وتمييز المهيئين منهم لتقبل الدعوة.

ومما يؤكد ذلك ما قاله الدكتور حسن محمود (9) (أغلب الدعاة تعمقوا في العلوم الإسلامية وبرعوا في الحديث والفقه واللغة، وتولوا التعليم، وأخذ الناس عنهم، ونعتقد أن ثمة مدرسة للدعوة العباسية برزت في هذه المدة تدرب هؤلاء وتعدهم نفسياً وثقافياً وعسكرياً، وتعدهم لليوم المرتقب).

إن هذه الصفات التي ذكرناها التي كان النقباء يتمتعون ويتصفون بها والقدرات التي يمتلكونها قد مكنتهم من النهوض والقيام بالأعمال والواجبات الموكلة إليهم والمكلفين بها، ومن أبرز الأعمال المكلفين بها ما ذكره بكير بن ماهان عند حديثه عن دوافع إيجاد تنظيم مجلس النقباء، فأشار إلى أن مهمة النقباء هي الإشراف على التنظيم في خراسان ورئاسته، والتفتيش والتدقيق فيمن يدخل في صفوف الدعوة فمن يكون صالحاً قبلوه ومن شكّوا في أمره حَذّروه واحترزوا منه (10). وفي الواقع أن هذا العمل الموكل إليهم لشديد الصلة بنشر الدعوة في خراسان وكسب الاتباع والمريدين إليها كما أنه التأمل في هذا النص يُبيّن لنا أن نشر الدعوة العباسية في خراسان منوط بهؤلاء النقباء، وإلا فيكيف يكلفون بأن لا يقبلون أي شخص في صفوف الدعوة ما لم يتم إثبات صدقه وأن يكون من أهل الثقاة، أي لا يدخل الشخص في الدعوة ما لم يزكيه هذا المجلس وبعد هذا نقول لا يمنح مجلس النقباء هذه الصلاحيات ما لم يكن مسؤولاً عن نشر الدعوة في خراسان.

لقد كان هؤلاء النقباء في نشرهم للدعوة العباسية في خراسان يسيرون على وفق خطة مرسومة وبرنامج مُعد بصورة أتقنها الإمام محمد بن علي العباسي. فذكر الطبري (11) أنه عندما شُكِّل مجلس النقباء في سنة 100هـ كتب الإمام محمد بن علي للنقباء كتاباً ليكون لهم مثالاً وسيرة يسيرون بها. وأن محمد بن علي عندما أرسل أبا عكرمة السراج إلى خراسان أمره أن يلتقي بسليمان بن كثير والنفر الذين استجابوا لبكير بن ماهان، وأشار عليه كذلك أن تكون دعوتهم للرضا من آل محمد، وأن يكون اسم الإمام مستوراً، وقال له أيضاً: ((إنه محرم عليكم أن تشهروا سيفاً على عدوكم، كفوا أيديكم حتى يؤذن لكم، وبهذا سميت الكفية، لأنهم كفوا أيديهم فلم يشهروا سيفاً، حتى كتب إبراهيم بن محمد إلى أبي مسلم يأمره بإظهار الدعوة ومجاهرة عدوه فكل من أجاب الدعوة قبل ظهور أبي مسلم فهو لقي، ومن دخل في الدعوة بعد ظهور أبي مسلم فليس من الكفية)) (12).

ولقد تفانى النقباء لنشر الدعوة العباسية وشمروا عن سواعدهم لذلك، فقد أظهروا حماسة شديدة لنشرها –أي الدعوة– في مدن خراسان، وكانوا يجوبون المدن والقرى حيث يصورون استبداد الأمويين بأسوأ الصور، ويتهمونهم بأنهم لا يزالون يبطنون الكفر على الرغم من إسلامهم، وكان هؤلاء الدعاة والنقباء، قد دأبوا على الدعوة للرضا من آل محمد في المرحلة السرية والعلنية من دعوتهم (13). أن جهود هؤلاء النقباء قد أثمرت في نشر الدعوة العباسية في خراسان، وهذا النجاح بدوره قد أدى إلى لفت انتباه ولاة بني أمية نحوهم وتوجيه الأنظار عليهم، فلو لم ينشطوا في نشر الدعوة، لما نمى إلى علم الولاة الأمويين هذا النشاط المعادي للدولة الأموية، وبناء على هذا قام ولاة بني أمية بتضييق الخناق على هؤلاء النقباء فقبضوا على بعضهم وحبسوهم وعرّضوهم لأسوأ أنواع التعذيب من ضرب وغيره. لاسيما من الوالي أسد بن عبد الله القسري في ولايته الأولى والثانية (*) حيث تعرض النقباء على يديه لمحن شديدة.

ويخبرنا البلاذري (14) في بعض رواياته. بأن عدد من النقباء قد جاءوا إلى الكوفة، عندما كان أبو رباح ميسرة النبال رئيساً للدعوة في الكوفة (102هـ- 105هـ)، فلم يعرفوا الإمام بعد أن بحثوا عنه. فذهبوا إلى المدينة، فالتقوا فيها بأحد العلويين، وأخبرهم باسم ومكان الإمام العباسي، فطلبوا منه أي من الإمام أن يوجه معهم شخص إلى خراسان، فبعث معهم أبا عكرمة الصادق –وهو زياد بن درهم– وقام عكرمة هذا بالعمل على نشر الدعوة في خراسان ومعه النقباء حتى ألقي القبض عليه وعلى بعض النقباء، فقتل أبا عكرمة وضرب أحد النقباء حتى شارف على الموت أو كاد يقتل. وهذا نص رواية البلاذري (15) (قدم قحطبة وسليمان بن كثير بن أمية إلى الكوفة فلم يعرفا الإمام، فأتيا المدينة فسألا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الإمام فقال: هو منا وهو بالشام، فمضيا إلى الشام فلقيا محمد بن علي فذاكراه أمرهم وسألاه أن يبعث إلى خراسان رجلاً معهما، وكتب إلى أبي عكرمة الصادق، واسمه زياد بن درهم وهو بالكوفة، فخرج معهما إلى خراسان. ويقال بل كتب إلى ميسرة في توجيه رجل يثق به، فوجه أبا عكرمة، فلما صار بخراسان اكتنى بأبي محمد، وتسمى ماهان، فلم يزل بها حتى قدم أسد بن عبد الله أخو خالد بن عبد الله القسري والياً على خراسان من قبل أخيه، وذلك في أيام هشام بن عبد الملك (105هـ–125هـ) فسعى إليه جبلة بن أبي رَوّاد –واسم أبي رَوّاد حسين– بأبي عكرمة وأصحابه، فقتل أسد أبا عكرمة، وضرب أبا داود (*) ألفاً، ويقال ثلاثمائة، وأمر به فضرب على رأسه حتى عمش، ثم كلم فيهم ورَشا بعضهم حتى تخلصوا).

وبعد أن قُتل أبا عكرمة السراج، توقف الإمام محمد بن علي العباسي عن إرسال دعاة من الكوفة إلى خراسان فترة من الزمن، حفاظاً على سرية الدعوة ولكي لا يتم القضاء عليها في مهدها، ويحدد البلاذري مدة التوقف هذه بسنة واحدة، حيث يقول (16): (ومكث محمداً لا يبعث أحداً سنة، ثم بعث أبا الحسن كثير بن سعد) وعند التمعن والتأمل في رواية البلاذري يتبين لنا أن الفترة التي تريث فيها محمد بن علي العباسي عن إرسال الدعاة إلى خراسان لم تكن سنة واحدة فقط بدليل أن قتل أبا عكرمة كان في سنة 107هـ وأن إرسال أول وفد من الكوفة إلى خراسان بعد مقتل أبا عكرمة كان سنة 113هـ (17) وبهذا تكون مدة التوقف هذه استمرت ست سنوات، وعليه يمكن القول أن المدة ما بين قتل أبي عكرمة وإرسال هذا الوفد – لم تكن سنة واحدة.

ومن الجدير بالذكر أن عدم إرسال دعاة من الكوفة إلى خراسان لا يعني أن الدعوة العباسية قد أصابها الوهن أو الضعف بل على العكس من ذلك فقد أخذ انتشار الدعوة بالازدياد في خراسان، حيث عين الإمام محمد بن علي دعاة من أهل خراسان، حيث كانت توجيهاته الدعوة للرضا من آل محمد. وذكر جور بني أمية، حيث كان عدد هؤلاء الدعاة خمسة وهم من النقباء، ونهضوا بدورهم على أكمل وجه في نشر الدعوة في كافة كور ومدن خراسان. يقول الدينوري (18): (ولما قتل أبو عكرمة… وجه الإمام محمد بن علي إلى خراسان خمسة نفر من شيعته وهم سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم وموسى بن كعب وخالد بن إبراهيم وطلحة بن رزيق، وأمرهم بكتمان أمرهم وأن لا يفشوه إلى أحد إلا بعد أن يأخذوا عليه العهود المؤكدة بالكتمان فساروا حتى أتوا خراسان فكانوا يأتون كورة بعد كورة فيدعون الناس سراً إلى أهل بيت نبيهم، ويبغضون إليهم بني أمية لما يظهر من جورهم واعتدائهم وركوبهم القبائح حتى استجاب لهم بشر كثير في جميع كور خراسان).

ويقدم لنا اليعقوبي (19) دليلاً آخر على دور النقباء في نشر الدعوة العباسية في خراسان والعمل على كسب أكبر قدر ممكن من الأتباع والمؤيدين يقول: (وظهر سليمان بن كثير الخزاعي وأصحابه بخراسان يدعون إلى بني هاشم سنة 111هـ، وظهرت دعوتهم، وكثر من يجيبهم). فعندما وصلت أخبار هؤلاء النقباء إلى مسامع ولاة بني أمية طلبوهم وأخذوهم واعتقلوهم، وأذاقوهم أشد أنواع العذاب، وعرّضوهم شتى أنواع العقاب. وكان أسد القسري من أشد ولاة بني أمية على تتبع دعاة بني العباس، الذي تميز بحرصه الشديد على مقاومة أي حركة من شأنها أن تقوم في خراسان، وكان لا يظفر بداعية ولا مدعوّ إلا ضرب عنقه وصلبه حتى اخذ سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، وموسى بن كعب، ولاهز بن قريظ، وخالد بن إبراهيم، وطلحة بن رزيق، فأتى بهم فقال: يا فسقة ألم أظفر بكم في إمرتي الأولى فأعفو عنكم؟ فقالوا: والله ما نعرف إلا طاعة أمير المؤمنين هشام وإنه لمكذوب علينا، فدعا بموسى بن كعب فقال: يا ذا الثنايا أعليَّ تتوثب وفي سلطاني تدغل، ثم تدعوا هذه السفلة إلى هذه الدعوة الضالة؟ فألجمه بلجام حمار، ويقال بإيوان، ثم أمر به فجذب حتى حطمت أسنانه، ثم أمر به فرُتم أنفه، وأمر بلاهز فضرب ثلاثمائة سوط وحُبس، ثم صلب منهم نفر من الازد، وشهدوا لهم بالبراءة، فخلى سبيلهم (20).

ويروي الطبري (21) خبر اعتقال هؤلاء النقباء من قبل أسد القسري في سنة 117هـ في ولايته الثانية، ويصور لنا الطريقة التي عُذب بها هؤلاء النفر، ويخبرنا عن الكيفية التي تم بموجبها إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص من قبضة أسد القسري فأشار إلى أنه في سنة 117هـ (أخذ أسد بن عبد الله جماعة من دعاة بني العباس بخراسان، فقتل بعضهم، ومثّل ببعضهم، وحبس بعضهم، وكان فيمن أخذ سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وموسى بن كعب، ولاهز بن قريظ، وخالد بن ابراهيم، وطلحة بن رزيق؛ فأُتي بهم، فقال لهم: يا فسقة، الم يقل الله تعالى: { عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } [المائدة: 95] (22). فذُكر أن سليمان بن كثير قال: أتكلم أم أسكت؟ قال: بل تكلم، قال نحن والله كما قال الشاعر:

لو بغير الماء حَلْقي شرقٌ *** كنت كالغَصَّان، بالماء اعتصاري (*)

تدري ما قصتنا؟ صيدت والله العقارب بيدك أيها الأمير؛ أنا أناس من قومك، وإن هذه المضربة إنما رفعوا إليك هذا لأنا كنا أشد الناس على قتيبة بن مسلم (*)؛ وإنما طلبوا بثأرهم، فتكلم ابن شريك الصامت الباهلي، وقال: إن هؤلاء القوم قد اخذوا مرة بعد مرة. فقال مالك بن الهيثم: أصلح الله الأمير! ينبغي لك أن تعتبر كلام هذا بغيره؛ فقالوا: كأنك يا أخي باهله تطلبنا بثأر قتيبة! نحن والله كنا أشد الناس عليه؛ فبعث بهم أسد إلى الحبس، ثم دعا عبد الرحمن بن نعيم فقال له: ما ترى؟ قال: أرى أن تمن بهم على عشائرهم؛ قال فالتميمان اللذان معهم؟ قال: تخلي سبيلهما، قال: أنا إذاً من عبد الله بن يزيد نفيّ، قال: فكيف تصنع بالربعّي؟ قال: أخلّي والله سبيله. ثم دعى بموسى بن كعب وأمر به فالجم بلجام حمار، وأمر باللجام أن يجذب فجذب حتى تحطمت أسنانه، ثم قال: اكسروا وجهه، فدُقّ أنفه، ووجا لحيته، فندر ضرس له. ثم دعا بلاهز بن قريظ، فقال لاهز: والله ما في هذا الحق إن تصنع بنا هذا، وتترك اليمانيين والربعيين، فضربه ثلاثمائة سوط، ثم قال: اطلبوه فقال الحسن بن زيد الازدي: هو لي جار وهو بريء مما قذف به؛ قال: فالآخرون؟ قال: أعرفهم بالبراءة، فخلى سبيلهم).

إذن كان هؤلاء النقباء أحياناً يستخدمون العصبية في أحرج مواقفهم للخلاص مما يقعون فيه. وقد كان ذلك الجواب من جانب النقباء سبباً في خلاصهم مما وقعوا فيه.

والأمر المثير للغاية أنه على الرغم من الانتكاسات والنكبات التي تعرض لها الدعاة والنقباء، وقتل بعض منهم، إلا أنهم لم يفصحوا عن تنظيماتهم السرية ولا أمر دعوتهم، وحاول بعضهم تخليص نفسه بطريقة أخرى غير ادعائهم التجارة (23).

ونعود الآن إلى خبر أولئك النفر من النقباء الذين أنقذتهم العصبية القبلية وخلصتهم من قبضة أسد القسري الذي كان يضرب بيد من حديد على كل من يقع في قبضته من نقباء ودعاة بني العباس. حيث نجد أنفسنا إمام سؤال نعتقد أننا ملزمين بطرحه وهو ماذا كان مصير هؤلاء النقباء بعد أن أطلق سراحهم، وما مدى تأثير سياسة الشدة والقسوة التي اتبعها ضدهم الوالي الأموي، أفتّت في ساعدهم وقللت من عزيمتهم في نشر الدعوة أم ماذا؟ إن الإجابة على هذا السؤال نحصل عليها من رواية الدينوري (24)، غير أنه يجعل الجنيد بن عبد الرحمن (111–116هـ) هو الذي قبض عليهم وليس أسد بن عبد الله القسري، وهذا مخالف لما أجمع عليه أغلبية المؤرخين (25) الذين قالوا إن أسد القسري هو الذي حبسهم وعذبهم. وعلى أية حال كتب هؤلاء النقباء بعد أن أُخلي سبيلهم إلى الإمام محمد بن علي، وأخبروه بما أصابهم من السب والضرب والقسوة التي تعرضوا لها والعذاب الذي ذاقوه فشد على سواعدهم، وهون عليهم مصيبتهم قائلاً لهم: هذا أقل ما لكم فاكتموا أمركم وترفقوا في دعوتكم (26). وفي الواقع لقد عاود النقباء إلى نشاطهم في نشر الدعوة في مدن وقرى خراسان ولم تؤثر فيهم شدة وبطش الولاة الأمويين، فساروا من مدينة مرو إلى بخارى ومن بخارى إلى سمرقند ومن سمرقند إلى كش ونسف ثم عطفوا على الصغانيان (*) وجازوا منها إلى خُتّلان (**) انصرفوا إلى مَرْو رُوذ والطالقان وعطِفوا إلى هَراة وبوشنج وجازوا إلى سجستان فغرسوا في هذه البلدان غرساً كثيراً وفشا أمرهم في جميع أقطار خراسان. ولما سمع الجنيد (***) بذلك أسف وندم على تركهم ووجه في طلبهم فلم يستطيع الإمساك بهم وكتب إلى خالد بن عبد الله القسري أخو أسد القسري ووالي العراق (105–120هـ) يخبره بما قام به الدعاة من الدعوة لمحمد بن علي العباسي، فكتب والي العراق بدوره إلى الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان يعلمه بما آل إليه أمر الدعوة العباسية في خراسان، فكتب الخليفة هشام إليه آمراً إياه أن يكتب إلى والي خراسان ألا يرغب في الدماء، وأن يكفّ عمن كفّ عنه ويُسكّن الناس بجهده وأن يطلب النفر الذين يدعون الناس حتى يجدهم فينفيهم –أي يخرجهم من خراسان– فلما انتهى ذلك إلى الجنيد (****) بعث رسالة في أقطار خراسان وكتب إلى عماله في الكور يطلب هؤلاء النقباء فطلبوا فلم يدرك لهم أثر (27).

وبعد هذا نقول أن الدكتور عبد العزيز الدوري (28) كان صائباً عندما قال: إن الدعوة في خراسان قد انتشرت بجهود هؤلاء النقباء وأن جهودهم قد لفتت انتباه الولاة الأمويين مثل الجنيد بن عبد الرحمن، وأسد القسري الذين نكلوا ببعضهم.

وفي الواقع أن ما تعرض له النقباء على يد أسد القسري في سنة 117هـ لم يكن المرة الأولى بل أن أسد القسري كان قد ألقى القبض عليهم في ولايته الأولى (106–109هـ) على خراسان وهذا واضح من خلال عرض المؤرخين لخبر اعتقالهم من قَبِل أسد القسري في سنة 117هـ، حيث قال لهم أسد هذا: (يا فسقة، الم يقل الله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [المائدة: 95]، كما قال لهم: (ألم أظفر بكم في إمرتي الأولى فأعفو عنكم) (29).

وتنفس النقباء الصعداء عندما توفي الوالي الأموي أسد بن عبد الله القسري سنة 120هـ وساعدهم تصدع البيت الأموي بخروج يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان على الوليد بن يزيد بن عبد الملك (30). وساعدتهم ظهور العصبية بين القبائل المكونة للجيش الأموي في خراسان، المكونة للجيش الأموي في خراسان، المكونة من قحطان ونزار. بسبب أن ملك العرب القديم كان في اليمن فلما جاء الإسلام تحول إلى نزار (31). وكان أسد بن عبد الله القسري من اليمن، وقد خلفه نصر بن سيار وهو من كنانة. وقد ظهر الانشقاق في عهد نصر بن سيار بين النزارية (*) واليمانية (32)، إذ كان رئيس النزارية نصر بن سيار ورئيس اليمانية جديع بن شبيب الكرماني (**)، وكانت النزارية منشقة على نفسها فربيعة في جانب ومضر في جانب، فكان أكثر ربيعة مع شيبان بن سلمة الحروري (*) الخارج على الدولة، حيث تمكن الكرماني بعد عدة حروب من إجلاء نصر بن سيار عن مرو (33).

يقول صاحب كتاب أخبار الدولة العباسية: (فقد طالت الفتنة بين نصر بن سيار وعلي بن الكرماني، ومن كان بها من العرب حتى أضجر ذلك كثيراً من أصحابهما وجعلت نفوسهم تتطلع إلى غير ما هم فيه وإلى أمر يجمعهم، فتحركت الدعوة: يدعو اليماني من الشيعة اليماني، والربعي الربعي، والمضري المضري حتى أكثر من استجاب وكفوا عن القتال في العصبية) (34).

وفي الحقيقة كانت الفترة التي تولى فيها إبراهيم بن محمد الدعوة مناسبة للعمل السياسي، فبعد أن تولى إبراهيم الإمام الدعوة، وأثر وفاة هشام بن عبد الملك بدأت حقبة الانحلال في الحكم الأموي، فنشط الدعاة والثوار، وطالبوا بإعلان الثورة (35). وتحركوا في هذا الاتجاه، فأرسل إليهم إبراهيم الإمام سنة 126هـ أبو سلمة الخلال، يثنيهم عن عزمهم، ويضبط الأمور عندهم. وبعد أن مكث في مرو مدة أربعة أشهر عاد إلى الكوفة تاركاً سليمان بن كثير الخزاعي على رأس التنظيم في مرو (36).

وبعد هذا نحن نؤيد ما ذهب إليه أحد المؤرخين المحدثين قائلا: (أن أبا مسلم وهو القائد الأبرز لم يصل إلى خراسان إلا في وقت كان إعلان الثورة قاب قوسين أو أدنى) (37).

وما دمنا بصدد الحديث عن دور النقباء في نشر الدعوة وكسب الاتباع في خراسان ارتأينا أن نتطرق إلى العوامل التي كانت تقف وراء نجاح النقباء في دورهم هذا.

ويأتي في مقدمة هذه العوامل المكان الذي نشرت فيه الدعوة، ونقصد بذلك خراسان نفسها التي تعد من أصلح الأماكن لنشر الدعوة العباسية. ولقد كان اختيار الإمام محمد بن علي موفقاً وصائباً إلى حد بعيد، حيث قال للدعاة حينما أراد توجيههم إلى الأمصار: (أما الكوفة وسوادها فشيعة علي وولده، وأما البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكفر تقول كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل. وأما الجزيرة (*) فحرورية مارقة وأعراب كأعلاج (**) ومسلمون في أخلاق النصارى وأما أهل الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان وطاعة بني مروان وعداوة راسخة وجهل متراكم، وأما مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر ولكن عليكم بأهل خراسان فإن هناك العدد الكثير والجَلَد الظاهر، وهناك صدور سليمة وقلوب فارغة لم تتقسمها الاهوار ولم يتوزعها الدَّغل. وهم جند لهم أبدان وأجسام ومناكب وكواهل وهامات ولحى وشوارب (*) وأصوات هائلة ولغات فخمة (**) تخرج من أجواف منكرة وبعد أني أتفاءل إلى الشرق والى مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق) (38).

ويرى بعضهم أنه ثمة أسباب أخرى جعلت الإمام محمد بن علي يفضل خراسان على غيرها من المدن الأخرى منها ما كان يعانيه الخراسانيون من الضغط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على يد الأمويين. وكذلك نظرية الحق الملكي المقدس الساسانية، والمصاهرة بين العلويين والساسانيين (زواج الحسين (عليه السلام) من شهربانوه ابنة يزدجرد آخر ملوك الساسانيين) (39).

ويرى الدكتور فاروق عمر (40) (إن هذه الأسباب التي نادى بها هؤلاء المؤرخون المحدثون قديمة في مغزاها التاريخي وهي لا تقف إمام النقد العلمي الصحيح؛ ويقول أيضاً: إنه ليس من السهل التعرف على الدوافع التي دفعت الإمام لاختيار خراسان ولكن يمكن القول بأن خراسان كانت موطن المقاتلة العرب مرستهم الحرب الطويلة مع ترانسكسونيا والذين عبروا مراراً عن تذمرهم من السياسة الأموية والمالية والعسكرية).

ونحن مع تأييدنا إلى ما ذهب إليه الدكتور فاروق عمر وغيره من المؤرخين نقول: أن ما ذكروه من أسباب اختيار خراسان إن لم تكن عوامل رئيسة كانت عوامل مساعدة في هذا الاختيار، ونضيف على ذلك ونقول: إنَّ محمد بن علي عندما شرع ببث الدعوة فقد وضع نصب عينيه كافة أقطار الدولة العربية الإسلامية وأجرى مقارنة بينها في جوانب وميادين مختلفة، لمعرفة أي منها فيها أكثر صلاحية لنشر الدعوة وبالتأكيد كانت نتيجة المقارنة أن خراسان كانت هي البلد الأكثر ملاءمة لنشر الدعوة العباسية.

ونرجع الآن إلى مناقشة عامل آخر من عوامل نجاح النقباء في نشر الدعوة وكسب الأتباع وهذا العامل يتمثل بالشعارات التي رفعها النقباء، فقد كانت مهمة النقباء في خراسان تقوم على ترديد بعض الشعارات التي ينادي بها العباسيون كتحقيق مبدأ المساواة التي كانت تستتر وراءه نزعات متباينة، الذي أيده جماعة كبيرة من الشعوبيين العجم؛ لأنه يحقق لهم مكاسب تهدف إلى إحياء المجد الفارسي القديم وإزالة دولة الجبابرة (أي الدولة العربية)، وأيده آخرون من العرب على أساس تسوية الموالي بالعرب استناداً إلى مبدأ الفقهاء في الإصلاح، ومحاربة الظلم والتعسف، كذلك طالب الدعاة والنقباء بالدعوة إلى الإصلاح، ويقصد به الدعوة إلى الكتاب والسنة. وقد أدت هذه الشعارات إلى ازدياد عدد المؤيدين للدعوة في خراسان للرضا من آل محمد وانتشارها في بلاد فارس وخراسان وخوارزم وبلاد ما وراء النهر (41).

وعندما قام بكير بن ماهان في سنة 118هـ بتشكيل مجلس النقباء، أشار عليهم بضرورة بقاء شعارات الدعوة وهي الرضا من آل محمد والتنديد بظلم الأمويين وجورهم والثأر للمظلومين من أهل البيت الذين لهم حق الخلافة، حيث أن القصد من وراء هذه الشعارات كسب كل المتذمرين من الحكم الأموي، فانضم إلى الدعوة الغلاة (*) والمعتدلين، المسلمين وغير المسلمين، العرب وغير العرب، إلا أنها اعتمدت بوجه خاص على القبائل العربية بخراسان التي شكلت القوة الفعالة في الجيش الخرساني (42).

وباختصار شديد نقول إن الشعارات التي رفعها النقباء والدعاة في خراسان كانت شعارات مرنة ومطاطة -وإذا صح التعبير– حيث أن هذه الشعارات يمكن أن تفسر أكثر من تفسير واحد، فوجدت كل الفئات المستاءة من الحكم الأموي ما يلبي حاجاتها ويحقق طموحاتها في هذه الشعارات البراقة.

وثمة عوامل أخرى أسهمت في نشر الدعوة في خراسان من النقباء، وهذه العوامل هي مرتبطة بالنقباء أنفسهم وما تميزوا به من صفات وما حملوه من مؤهلات فقد تميز النقباء بالصبر والإصرار والعزيمة، فنراهم على الرغم مما تعرضوا له من الحبس والضرب والقسوة الشديدة، وما ذاقوه من العذاب على يد ولاة بني أمية نراهم يعودون وبعزم أكبر على ممارسة دورهم في نشر الدعوة العباسية (43). أي أن الضربات التي تكال عليهم أعجز من ان تفت في عضدهم. وتميز النقباء كذلك بالدهاء والقدرة على تخليص أنفسهم من قبضة أقسى ولاة الأمويين، فلاحظنا كيف أنهم استنجدوا بالعصبية القبلية لدى أسد القسري وبالفعل كانت السبب في خلاصهم من الموت فلولا تذرعهم بها لكان مصيرهم الموت –والله أعلم– لأن أسد القسري كان لا يظفر بداعية ولا مدعّو إلا ضرب عنقه وصلبه (44).

وبما أننا ذكرنا في بداية موضوعنا هذا أن النقباء كانوا يتميزون بالقدرة على التخفي، فرب سائلٍ يسأل كيف يتميز النقباء بالقدرة على التخفي وقد انكشف أمرهم أكثر من مرة؟. وللإجابة على هذا السؤال نقول انه عندما ألقي القبض على النقباء، كان رؤساء الدعوة في خراسان قادمين من الكوفة، أي انهم من الطارئين على البلاد –أي خراسان– وربما كان عدم معرفة هؤلاء الرؤساء بالوضع في خراسان معرفة تامة، بالإضافة إلى أسلوبهم في نشر الدعوة هناك هي التي أدت إلى كشف أمر هؤلاء النقباء. ثم إنه بعد أن تولى النقباء أنفسهم رئاسة الدعوة في خراسان من سنة 118هـ لم ينكشف أمرهم في خراسان ولمدة عشرة سنوات من النضال السري والعمل على نشر الدعوة، حيث تولى أبو مسلم رئاسة الدعوة في خراسان سنة 128هـ وبدأت المرحلة العلنية للدعوة العباسية.

وبهذا يقول فان فلوتن (45). إن الدعاة الذين أوفدهم العباسيون من الكوفة لجذب أهل هذه البلاد –خراسان– إلى دعوتهم خطراً شديداً عليهم؛ غير أنه لم يكن بد من استخدامهم أول الأمر. ومن ثم كان لزاماً على العباسيين أن يتلمسوا غيرهم ممن هم أكثر صلاحية وآمن جانباً، وقد ظفر العباسيون بهؤلاء من بين النقباء الذين كانوا يمثلون الحزب الخراساني، حيث كان هناك فرق كبير بين هؤلاء النقباء وبين الدعاة من أهل العراق. وهذا يؤيد ما قد ذهبنا إليه.

وفي ختام موضوعنا هذا نقول: إن دخول هؤلاء النقباء في الدعوة العباسية يعد بحد ذاته عاملاً من عوامل انتشار الدعوة في خراسان ودخول عدد كبير من الأتباع والمؤيدين، إذ أن هؤلاء كانوا من الأشخاص النافذين ليس على الصعيد الشيعي، بل على صعيد البنية القبلية أيضاً. وهذا له أهمية خاصة، إذ أن المعروف أن شيخ القبيلة كان أحياناً يتصرف بالنيابة عن مجموع القبيلة برمتها (46).

ثم أن هؤلاء النقباء كما هو معروف كانوا من أهل خراسان أي من سكان البلاد الأصليين، وانهم كما قلنا ذلك سابقاً يمثلون المجتمع بكافة طبقاته وشرائحه وهم بهذا كانوا على علم بما كان يعاني منه أهل البلاد وما يشعرون به، وإلى ماذا يتطلعون، وبناءاً على هذا كانوا يحاكون مشاعر أهل البلاد بدعوتهم وجعلوا يُشعرون أهل البلاد بأن الانضمام إلى الدعوة العباسية هو السبيل الوحيد لخلاصهم مما هم فيه، وعليه فقد اخذ عدد الناس المنضمين إلى الدعوة بالازدياد.

________________

(*) أبو العباس: هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ويكنى أبا العباس. خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ص434؛ ابن حبيب، المحبر، ص33؛ ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص20. وينظر: ترجمته في الكتبي، محمد بن شاكر، فوات الوفيات، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار صادر، (بيروت: 1974م)، ج2: ص215. وأمه امرأة من العرب من بني الحارث بن كعب وهي ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن على بن جلد. الزبيري، نسب قريش، ص30؛ ابن حزم، جمهرة انساب العرب، ص20؛ وينظر: اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2: ص243.

(1) د. فاروق عمر، طبيعة الدعوة العباسية، ص153.

(2) حسن، د. حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، الطبعة العاشرة، مكتبة النهضة المصرية للطباعة والنشر، (القاهرة: 1983م)، ج2: ص13.

(3) الدكتور محمد عليان، قيام الدولة العباسية، ص63.

(*) سوف نتناول موضوع أبي مسلم من عدة جوانب بشيء من التفصيل في موضع آخر من رسالتنا.

(4) محمد العامري، الفكر السياسي والديني في العصر العباسي الأول، ج1: ص40.

(5)  ابن منظور، لسان العرب، مجلد 3: ص699. والنقيب هو (شاهد القوم) وهو (ضمينهم وعريفهم) ورأسهم لأنه يفتش أحوالهم ويعرفها، الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: عبد العليم الطحاوي مطبعة الحكومة، (الكويت: 1968م)، ج4: ص296–279، وقيل النقيب في اللغة كالأمين والكفيل والنقابة كالولاية. ينظر: الزبيدي، تاج العروس، ج4: ص296–297.

(6) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص214.

(7) السيد سالم، العصر العباسي الأول، ج3: ص25.

(8) قيام الدولة العباسية، ص59، 60.

(*) إن النقباء هم أيضاً دعاة عملوا على نشر الدعوة العباسية، ولهذا يجب أن لا يظن البعض أن النقباء هم ليس من الدعاة فكما ذكرنا سابقاً أن النقابة تكليف وليست مرتبة، وليس على النقيب أن يدعي الفضل على غيره بالنقابة، ففي كور خراسان كان كل داعية في هذه الكور هو نفسه نقيب، أي هو نقيب وداعية في الوقت نفسه؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص 214، 215.

(9) محمود، حسن أحمد وأحمد إبراهيم الشريف، العالم الإسلامي في العصر العباسي، الطبعة الثالثة، دار الفكر العربي للطباعة والنشر، (القاهرة: 1977م)، ص15-16؛ عليان، قيام الدولة العباسية، ص60.

(10) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص214.

(11) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص54؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص189؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3: ص101.

(12) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص204، 205؛ وينظر: البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص219؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص169؛ فان فلوتن، السيادة العربية، ص147، 148.

(13) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص110، 158؛ اليعقوبي؛ تاريخ اليعقوبي، ج2: ص228؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص 192، 194، 200، 202، 204، 282، 283، 308، 317؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص320، 321؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص59، 62؛ مؤلف مجهول، العبوت والحدائق ج3: ص180؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص 53، 125، 381، 408؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص189، ج10: ص28؛ فلـهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص489؛ فان فلوتن، السيادة العربية، ص95. ويقول الدكتور محمد أسعد طلس، (وكان في خراسان اثني عشر نقيباً يعملون على هدم بني أمية وإقامة سلطان هاشمي)؛ تاريخ الأمة= =العربية، عصر الازدهار (تاريخ الدولة العباسية)، دار الأندلس للطباعة والنشر، (بيروت: ب ت)، ص18.

(14) انساب الأشراف، ج4: ص158، 159؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص131.

(15)  نفس الهامش السابق.

(*) ولي أسد القسري خراسان مرتين الأولى سنة (106هـ–109هـ) والثانية سنة (117هـ–120هـ) ينظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص118، 124، 126، 157، 181.

(16)  أنساب الأشراف، ج4: ص159؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص131.

(17) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص149؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص176؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص304.

(*) المقصود به النقيب خالد بن إبراهيم الذهلي (ينظر: ابن حبيب، المحبر، ص465؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص158؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص216؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص54؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص189؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3: 123؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص127.

(18) الدينوري، ابو حنيفة احمد بن داود، طبع على نسخة مصححة ومضبوطة ألفاظها اللغوية، طبع على نفقة المكتبة العربية، (بغداد: ب ت)، ص288.

(19) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2: ص223.

(20) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص160؛ الازدي، تاريخ الموصل، ص38؛ المقدسي، البدء والتاريخ ج6: ص60؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص132.

(21) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص162، 163؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5، ص189، 190؛ ابن تغري بردي، جمال الدين أبي المحاسن، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب؛ المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. (القاهرة: 1929م)، ج1: ص343–345.

(22) سورة المائدة، آية رقم 95.

(*) عند الدينوري الشطر الثاني لهذا البيت الشعري هو: لاستغثتُ اليوم بالماء القَراح. الأخبار الطوال، ص288.

(*) قتيبة بن مسلم الباهلي: هو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن اسيد بن زيد، قضاعي من بني هلال بن عمرو بن باهلة، وكان عاملاً على خراسان لـ(الحجاج) وقبل ذلك على الري، ثم خلع، فقتل في فرغانة سنة 97هـ، وعمره 45 سنة، وقد بقي على خراسان 13 سنة، فافتتح خوارزم وسمرقند وبخارى. ابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم، المعارف، حققه وقدم له ثروة عكاشة، مطبعة دار الكتب، (مصر: 1379هـ–1960م)، ص406.

(23) الشمري، مها محسن خليفة، مدينة مرو منذ الفتح حتى نهاية العصر الاموي، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كلية التربية (ابن رشد)، جامعة بغداد، 2000م، ص209.

(24) الدينوري، الأخبار الطوال، ص288.

(25) البلاذري، انساب الاشراف، ج4: ص160؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص162، 163؛ الازدي، تاريخ الموصل، ص38؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص60؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5، ص189، 190؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص132؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج1: ص343–345؛ د. حسين عطوان، الدعوة العباسية تاريخ وتطور، ص200.

(26) الدينوري، الاخبار الطوال، ص289.

(*) صَغَانِيان: العجم يقولون جغانيان: ولاية عظيمة واسعة بما وراء النهر، أعمالها متصلة بترمذ فيها جبال وسهول. ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5: ص190.

(**) خَتْلاَن: بلاد مجتمعة وراء النهر، قرب سمرقند. ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3: ص215.

(***) كما ذكرنا قبل قليل إن الأصح هو أسد القسري وليس الجنيد بن عبد الرحمن، لاجتماع جمهور المؤرخين على ذلك، ثم أن الدينوري يبدوا في بعض الأحيان مرتبكا في رواياته وفيها كذلك نقص وخلط وغلط.

(****) الأصح هو أسد القسري.

(27) الدينوري، الأخبار الطوال، ص289.

(28) الدعوة العباسية، ص48.

 (29) ينظر البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص160؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص162؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص190.

(30) لمزيد من التفاصيل حول خروج يزيد بن الوليد على الوليد بن يزيد، ينظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص235-246؛ الخضري، الدولة العباسية، ص17.

(31) الخضري، الدولة العباسية، ص17، 18.

(*) النزارية هو اسم مناسب يشمل ربيعة ومضر، استخدمه الطبري عندما وجد بين أتباع نصر نفراً من ربيعة، (د. عبد الحي شعبان، الثورة العباسية، ص220).

(32) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص265 وما بعدها؛ الشرقاوي، أحمد، مذكرات الدولة الأموية في الشرق، الجامعة الأزهرية، (مصر: 1937-1938م)، ص158-159.

(**) هو جديع بن شبيب بن عامر بن براري بن حنيم، بن مليح بن شرطان بن معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس (الكلبي، نسب معد واليمن الكبير، ج2: ص492؛ ابن دريد، الاشتقاق، ص502؛ ابن حزم، جمهرة النسب، ص381؛ مؤلف مجهول، تاريخ الخلفاء، ص521؛ الترمانيني، د. عبد السلام، أزمنة التاريخ الإسلامي، مراجعة وتحقيق، د. شاكر مصطفى و د. أحمد مختار العبادي، الطبعة الأولى، (الكويت: 1982م)، ص556. سمي الكرماني لأنه ولد بكرمان، وكان شديد الطموح من أجل الوصول إلى السلطة حتى قيل عنه (لو أن جديعاً لم يقدر على السلطان والملك إلا= =بالنصرانية واليهودية لتنصر وتهود). الطبري،، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص266، قتل بتدبير من نصر بن سيار فصلبه وعلق معه سمكة يعيره بعُمان وصيد السمك، البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص174.

(33) المناصير، د. محمد عبد الحفيظ، الجيش في العصر العباسي الأول، الطبعة الأولى، دار مجدلاوي للنشر، (عمان: 2000م)، ص42.

(34) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص248.

(35) مؤلف مجهول، تاريخ الخلفاء، ص506–519؛ الجومرد، د. عبد الجبار، داهية العرب أبو جعفر المنصور، مؤسس دولة بني العباس؛ الطبعة الأولى، دار الطليعة للطباعة، (بيروت: 1963م)، ص 75، 76؛ د. محمد عبد الحي شعبان، الثورة العباسية، ص243.

(*) شيبان بن سلمة الحروري: رجل من بني سدوس، حروري، غلب على سرخس وطوس وناحية ابرشهر في قريب من ثلاثين ألفاً من الخوارج، يبدو انهم كانوا من خوارج العراق ثم استطاع مروان بن محمد من تشتيت شملهم، فاضطروا إلى الانسحاب إلى عمان واليمن، ويبدو أن قسماً منهم انضم إلى عبد الله بن معاوية في فارس، ولكنهم انسحبوا بعد فشل عبد الله إلى خراسان وسجستان ومنهم شيبان المسمى (شيبان الصغير). ينظر: ابن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ج2: ص410–411؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص323–324؛ فاروق عمر فوزي، طبعة الدعوة العباسية، ص182؛ حسين عطوان، الدعوة العباسية تاريخ وتطور، ص285.

(36) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص248؛ مؤلف مجهول، تاريخ الخلفاء، ص519–520؛ د. محمد عبد الحي شعبان، الثورة العباسية، ص443.

(37) زهير هواري، السلطة والمعارضة في الإسلام، ص491؛ وينظر: بروكلمان، كارل، تاريخ الشعوب الإسلامية، نقله إلى العربية نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي، الطبعة الثامنة، دار العلم للملايين، (بيروت: 1979م)، ص166.

(*) الجزيرة: وتشمل ديار ربيعة ومضر ومخرج الفرات من داخل بلاد الروم. ابن حوقل، صورة الأرض، ص198. وتعد الموصل من اكبر مدن الجزيرة، السخاوي الإعلان بالتوبيخ، ص298.

(**) العِلْج: هو حمار الوحش السمين القوي، وهو الرجل الضخم القوي من كفار العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر عموماً. المنجد في اللغة، ص525.

(*) يقصد بذلك أنهم رجال يعتمد عليهم. السيد عبد العزيز سالم، العصر العباسي الأول، ج3: 24.

(**) إشارة إلى التذمر. الدوري، العصر العباسي الأول، ص18.

(38) ابن الفقيه الهمداني، مختصر كتاب البلدان، ص315؛ وينظر: الجاحظ، رسائل الجاحظ، ج1: ص16، 17؛ ابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري، عيون الأخبار، شرحه وضبطه وعلق عليه وقدم له ورتب فهارسه الدكتور يوسف علي طويل، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، (بيروت: 1988م)، ج1: ص303؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص160؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص206، 207؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص59.

(39) ينظر: فان فلوتن، السيادة العربية، ص35–44، 94، 95؛ السيد عبد العزيز سالم، العصر العباسي الأول، ج3: ص22؛ جمال الدين الشيال، تاريخ الدولة العباسية، ص16؛ محمد الهادي العامري، الفكر السياسي والديني في العصر العباسي الأول، ص56؛ عبد الفتاح عليان، قيام الدولة العباسية، ص42.

(40) طبيعة الدعوة العباسية، ص156.

(41)  السيد عبد العزيز سالم، العصر العباسي الأول، ج3: ص28. ينظر الجومرد، داهية العرب، ص70، 71، عبد الفتاح عليان، قيام الدولة العباسية، ص37–44؛ د. محمد عبد الحي شعبان، الثورة العباسية، ص237–238.

(*) الغلاة: هم المتطرفون الذين يبالغون في تعظيم شخصية ما حتى درجة التقديس ويضفون عليها صفات الهية؛ محمد عبد الحي شعبان، الثورة العباسية، ص225، نقلاً عن، سي كاهن: وجهة نظر حول الثورة العباسية. المجلة التاريخية، سنة 1963، ص309. وكان كثير من هؤلاء –الغلاة- من ذيول الحركات الاجتماعية الإيرانية القديمة، ويبدو أن بعض الغلاة وجدوا مجالاً حسناً لمضاعفة نشاطهم وتوسيع فعالياتهم في إطار الدعوة العباسية. الدوري، الدكتور عبد العزيز، مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي، الطبعة الأولى، دار الطليعة للطباعة والنشر، (بيروت: 1969م)، ص55.

(42) فاروق عمر، طبيعة الدعوة العباسية، ص158، 276، 277.

(43) الدينوري، الأخبار الطوال، 289.

(44)  البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص159؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص131.

(45) السيادة العربية، ص105.

(46) زهير هواري، السلطة والمعارضة في الإسلام، ص514.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي