1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ الاسلامي : الدولة العباسية : الدولة العباسية * :

مجلس دعاة الدولة العباسية (مجلس النقباء)

المؤلف:  مثنى عباس عواد المجمعي

المصدر:  دعاة الثورة العباسية ودورهم السياسي والعسكري

الجزء والصفحة:  ص93- 101

20-6-2018

16074

تشكيل مجلس النقباء (مجلس الاثني عشر)

هنالك اختلافات فيما بين الروايات التي أوردها المؤرخون فيما تتعلق بتشكيل مجلس النقباء، وهذه الاختلافات تهتم بثلاث نقاط رئيسة:

الأولى تتعلق في التاريخ الذي ظهر فيه هذا التنظيم.

والنقطة الثانية تخص الشخص الذي قام بتشكيل المجلس واختار النقباء.

أما النقطة الأخيرة وهي الثالثة فتتمثل في أسماء من هم في النقابة، واختلاف في أسماء النقباء بين قائمة وأخرى من القوائم التي أوردها المؤرخون.

ولهذا سوف نتفحص ونتعرض لهذه الروايات بشيء من التفصيل وتسليط الضوء على أبرز ما جاء فيها من اختلافات وفي الوقت نفسه نحاول قدر المستطاع التوصل إلى الوقت التقريبي الذي ظهر فيه هذا المجلس –أي السنة التي شُكل فيها– وكذلك التعرف على الشخص الحقيقي الذي قام باختيار أعضاء هذا المجلس.

فأشار البلاذري إلى أنه شُكِّل مجلس النقباء، بعد أن قتل يزيد بن أبي مسلم (*) بأفريقية، وبعد أن انتقضت البربر، وكان ذلك في سنة 102هـ (1)، وإن الشخص الذي اختار النقباء هو محمد بن خُنيس، حيث وجهه ميسرة النبال إلى خراسان (2). ويقال إن الإمام محمد بن علي العباس هو الذي وجهه (3).

في حين أشار مصنف أخبار الدولة العباسية، إلى أن بكير بن ماهان هو الذي أنشأ مجلس النقباء في خراسان وكان ذلك بعد اضطراب الأمر في خراسان (*) (4).

أما الطبري (5) فيذكر أنه في سنة 100هـ وجه محمد بن علي أبا عكرمة السراج (**) وعدد من الدعاة (***) إلى خراسان وعليها يومئذ الجراح بن عبد الله الحكمي من قبل الخليفة عمر بن عبد العزيز حيث تولى مهمة الاختيار –اختيار النقباء– أبو محمد الصادق (أبو عكرمة السراج) (6) وفي رواية أخرى قدمها الطبري (النقباء الاثنى عشر هم الذين اختارهم محمد بن علي من السبعين الذين كانوا استجابوا له حين بعث رسوله إلى خراسان سنة 103هـ أو 104هـ) (7).

أما صاحب كتاب تاريخ الموصل فيجعل تشكيل مجلس النقباء في سنة 107هـ وإن الذي تولى عملية اختيار النقباء وشكل المجلس أبو عكرمة السراج، ويذكر أن الذي بعث بأبي عكرمة إلى خراسان هو بكير بن ماهان (8)، لأن بكيراً كان رئيساً للدعوة في الكوفة.

ونص المقدسي على انه (في ولاية هشام بن عبد الملك وجهه أبو هاشم بكير بن ماهان... أبو محمد الصادق في جماعة من الشيعة إلى خراسان دُعاة... فاستجاب لهم قوم فنقبوا عليهم اثني عشر نقيباً) (9).

أما ابن الأثير (10)، وابن كثير (11)، وابن خلدون (12)، فإن كلاً منهم قد أوضح بأن تشكيل المجلس كان في سنة 100هـ، وإن الذي اختار النقباء وكوَّن المجلس هو أبو عكرمة السراج –أبو محمد الصادق–.

وبالنسبة للمقريزي فإنه يتفق مع هؤلاء المؤرخين في أن الذي اختار النقباء هو أبو عكرمة السراج، غير أنه يجعل تكوين هذا المجلس –مجلس النقباء– قد حدث في سنة 102هـ، بعد وفاة يزيد بن أبي مسلم بأفريقية (13).

ويورد أحد الباحثين المحدثين عبارة نصها: (وقد أسس هذان الرجلان –يقصد سليمان بن كثير وقحطبة بن شبيب– مع عشرة آخرين جمعية أشبه بمجلس شورى تحت رياسة داعي الدعاة، ثم اتخذ كل منهم لقب نقيب) (14). إن ظاهر النص يوحي على أن سليمان الخزاعي وقحطبة الطائي هما من قام بتشكيل المجلس، غير أننا نرى أنه إنما كان يريد أن يقول بأن المجلس كان مؤلفاً من هذين النقيبين مع عشرة آخرين كان يلقب كل منهم بـ(نقيب).

وعند النظر إلى هذه الروايات يتبين لنا أن هناك أربعة شخصيات وردت في هذه الروايات أن كل شخصية منها هي التي قامت بعملية الاختيار وتشكيل المجلس. وهذه الشخصيات هي – أبو عكرمة السراج – محمد بن خنيس – محمد بن علي العباسي – بكير بن هامان.

غير أننا نرجح أن الشخص الذي قام بتأسيس المجلس هو أبو عكرمة السراج لإجماع أغلب المؤرخين عليه (15). أما محمد بن خنيس فلا نعتقد انه قد تولى هذه المهمة لكن نقول أنه كان ضمن وفد الدعاة الذي كان مع أبي عكرمة السراج عندما أسس مجلس النقباء في خراسان (16). وربما تكون المصادر التاريخية قد خلطت بينه وبين أبي عكرمة لأنه كان معه في خراسان عند تشكيل المجلس، وهذا راجع إلى الطبيعة السرية للدعوة العباسية. وأن الإمام محمد بن علي قد ذُكر كمؤسس لهذا المجلس، ونحن نشك في ذلك أيضاً ونقول أن محمد بن علي لم يشكل المجلس إنما وجهه إلى خراسان من قام باختيار النقباء وأشار عليه بذلك (17). ثم أن المصادر التي تيسر لنا الاطلاع عليها لم تشير إلى ذهاب محمد بن علي إلى خراسان ليتولى بنفسه مهمة اختيار النقباء، وأن عملية الاختيار كانت من خلال تماس واتصال مباشر مع النقباء في حين كما قلنا لم يذهب محمد إلى خراسان.

والشخص الرابع الذي ذُكر على أنه هو من انشأ مجلس النقباء في خراسان هو بكير بن ماهان فبما أننا نعرف أن إنشاء هذا المجلس قد تم على يد أبي عكرمة السراج لذلك فمن المحتمل أن يكون ما قام به بكير بن ماهان هو إعادة تشكيل هذا المجلس وإضافة مجالس جديدة لإحكام الرقابة على أمور الدعوة العباسية في خراسان، بعبارة أخرى فقد أجرى بكير بن ماهان حركة تطهير أو تصحيح بعد أن انحرف خداش عن الخط العباسي ودعى إلى الخرمية (18).

أما الوقت الذي ظهر فيه المجلس فكما ذكرنا آنفاً أنه قد وردنا أكثر من تاريخ لتشكيل المجلس، ومن اجل التوصل إلى توقيت مقبول لابد من استبعاد التوقيتات المبكرة جداً من بدء الدعوة في خراسان وكذلك التوقيتات المتأخرة نسبياً على بدئها. ومن ثم فإن المدة الواقعة بين عامي 104–107هـ، هي الأكثر قبولاً لقيام تنظيم النقباء (19). ومما يؤيد ذلك أن من المؤرخين من أشار إلى أن اختيار النقباء قد كان بعد أن بلغ عدد المنضمين إلى الدعوة في خراسان سبعين رجلاً (20) وهو رقم يمكن بلوغه في مدة قصيرة. بمعنى أن مجلس النقباء لم يُشكل إلا بعد أن بلغ عدد الاتباع سبعين رجلاً. حيث أن الحصول على سبعين شخص لا يتطلب وقتاً طويلاً للوصول إلى هذا العدد.

في حين يرى بعض العلماء أنه قبل بلوغ هذه الخطوة المتقدمة، لابد أن مساراً طويلاً قد قطع قبل الوصول إليها، وقد استغرقت عملية من هذا النوع سنوات طويلة وتجارب متعددة، حتى استطاعت أن تراكم عدداً من المستجيبين (21).

وقبل أن نختم موضوعنا هذا آثرنا أن نشير إلى نقطة كان لزاماً علينا مناقشتها وهي فيما إذا كان النقباء الاثني عشر من ضمن الدعاة السبعين أو بالإضافة إليهم، وأشار مؤلف أخبار الدولة العباسية إلى هذا التباين قائلاً: (فذكر بعض أهل العلم.... أن السبعين سوى الاثنى عشر النقباء) (22). غير أن الأصح هو أن النقباء من ضمن مجلس السبعين (23)؛ بسبب اتفاق أغلب المصادر على ذلك (24). حيث ذكر مصنف أخبار الدولة العباسية، أنه بعد أن اختير النقباء الاثني عشر قاموا باختيار باقي السبعين، 40 من أهل مرو، وستة من أهل نسا، وسبعة من أهل ابيورد، واثنان من بلخ، وواحد من مرو الروذ، وواحد من أهل خوارزم، ومن آمل رجل واحد أيضاً (25).

العوامل التي أدت إلى إيجاد تنظيم مجلس النقباء (دوافع تأسيس مجلس النقباء)

أنه لمن المؤكد أن تشكيل مجلس النقباء لم يتم اعتباطاً، ولابد أن تكون هناك دوافع أو أسباب كانت تقف وراء إيجاد تنظيم النقباء حيث لم يكن وجود لمثل هذا التنظيم في مكان آخر عدى خراسان عملت فيه الدعوة، بل انه كان مقتصراً على عمل الدعوة في خراسان.

فمن دوافع إيجاد تنظيم النقباء هي انتشار الدعوة. والحذر من دخول أناس يشتبه في ولائهم، أو أناس من أهل السخف أو الطمع، وأنه إذا ضعف التدقيق والضبط قد ينكشف أمر الدعوة، فقد ذكر مصنف أخبار الدولة العباسية أن بكير بن ماهان قال للشيعة في خراسان (وتسارع الناس إلى دعوتكم، ومتى تدعوا التثبيت فيمن يأتيكم لا يؤمن أن يدخل عليكم من ليس شأنه شأنكم من أهل السخف وأهل الطمع وأهل الضعف، ثم لا آمن أن يدعوا ذلك إليكم سلطانكم فيسطوا بكم على معرفة منه بأمركم) (26). ثم اقترح بكير بن ماهان أن يختار من الأتباع في خراسان اثني عشر نقيباً فيكونوا نقباء على من يجيب دعوتهم وضمناء عليهم، فمن رضوا إيمانه وعرفوا صحته أخذوا ببيعته، ومن اتهموه حذروه واحترسوا منه (27).

((بسم الله الرحمن الرحيم، إن السنة في الأولين والمثل في الآخرين وإن الله يقول: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا} [الأعراف: 155] (28) ثم قال في آية أخرى: {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} [المائدة: 12] (29)، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وافاه ليلة العقبة سبعون رجلاً من الاوس والخزرج فبايعوه، فجعل منهم اثني عشر نقيباً، فإن سنتكم سنة بني إسرائيل وسنة النبي عليه السلام)) (30).

وذكر اليعقوبي خلال عرضه لوصية أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية لمحمد بن علي العباسي عندما تنازل له عن الإمامة قائلاً: (... ثم اختر دعاتك. فليكونوا اثني عشر نقيباً، فإن الله عز وجل لم يصلح أمر بني إسرائيل إلا بهم وسبعين نفساً بعدهم يتلونهم فإن النبي إنما اتخذ اثني عشر نقيباً من الأنصار اتباعاً لذلك) (31).

وبناءً على ما سبق يبدو لي أن الدافع الرئيس من إيجاد تنظيم النقباء هو التشبه بسنة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنة نبي الله موسى عليه السلام، حيث أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) اختار اثني عشر نقيباً من الأنصار عند بيعة العقبة، وإن أمر بني إسرائيل لم يصلح إلا على يد اثني عشر نقيباً اختارهم موسى (عليه السلام).

وفي الواقع لقد قدم عدد من المؤرخين المحدثين تفسيرات وآراء ووجهات نظر يمكن أن نعدها دوافع أخرى لتشكيل هذا التنظيم منها:-

(1) كان لابد لهذه الدعوة –العباسية– من عقول مفكرة تخطط بدقة وتجتذب الأنصار والمشايعة حتى يتوافر لها أسباب النجاح. وعلى هذا النحو استلزم الأمر نوعاً من التنظيم السري المحكم الذي يكفل للدعاة أن يقوموا بمهامهم الخطيرة دون أن تتعرض لهم السلطات الحاكمة، ويهيئ للدعوة أن تستمر في طريق النضال حتى النصر (32).

(2) الخطر الشديد الذي كان محدقاً بالدعاة الذين أوفدهم العباسيون من الكوفة لنشر الدعوة في خراسان والحصول على الأتباع والمؤيدين غير أنه لم يكن بد من استخدامهم أول الأمر. ومن ثم كان لزاماً على العباسيين أن يختاروا غيرهم ممن هم أكثر صلاحية وآمن جانباً، ولهذا فقد اختار العباسيون النقباء من أهل خراسان وعلى رأسهم سليمان بن كثير الخزاعي. وثمة فرق كبير بن هؤلاء النقباء والدعاة من أهل العراق، حيث أن عقيدة هؤلاء النقباء –وقد نشأوا في خراسان وأقاموا على مقربة من مرو– لا تختلف في شيء عن عقيدة السواد الأعظم من مواطنيهم (33). وكأن بـ(فان فلوتن) يريد أن يقول: (أهل مكة أدرى بشعابها).

(3) ضرورة إيجاد قيادة محددة ومنظمة تتولى الإشراف على عمل الدعوة في هذا المكان الخطير –أي خراسان– وضبطه بما يكفل نجاح النشاط السياسي للدعوة. وجعل هذه القيادة جماعية وليست فردية إنما هو تأكيد لطبيعة الشورى في العمل الإسلامي، وليكون مجلس النقباء هذا شورياً بالنسبة إلى إمام الدعوة العباسية ورئيسها (34).

وثمة مسألة في غاية الأهمية نود أن نناقشها وهي أن النقابة لا تشكل امتيازاً للنقيب من غيره من الدعاة، إنما هي مرتبة أو تكليف للدعاة، بعبارة أخرى أن العباسيين أوضحوا من البداية أن المراتب التي وضعوها للدعاة لا تعني التفاضل بينهم، وإنما وضعت بقصد تنظيم الدعوة وإحكام الإشراف عليها. وهذا واضح من خلال عبارة (ليس للنقيب أن يدعي الفضل على غيره بالنقابة، وإنما الفاضل بالعمل) (35).

ويضرب لنا مؤلف أخبار الدولة العباسية مثلاً لبيان ذلك (فقد بلغنا أن سعد بن معاذ لم يشهد بيعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قومه النقباء وغير النقباء، وبلغنا أنه أقبل ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في ملأ من أصحابه، فلما نظر إليه قال لمن عنده: قوموا إلى سيدكم، فقال عمر بن الخطاب: الله سيدنا ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وسعد سيدك يا عمر. هذا لتعلموا أن الفضل إنما هو بالعمل لا بغيره) (36).

_______________

(*) كان محمد بن علي يقول لنا ثلاثة أوقات: موت الطاغية يزيد، وراس المائة، وفتق بأفريقية، أنساب الأشراف، ج3: ص110؛ السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر بن محمد، تاريخ الخلفاء، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الأولى، مطبعة منير، (بغداد: 1952م)، ص171. وبالنسبة إلى حادثة قتل يزيد هذا فيذكر أن الخليفة يزيد بن عبد الملك قد استعمل يزيد بن أبي مسلم على أفريقية في سنة 101هـ فقتل في هذه السنة، وسبب قتله يعود إلى أنه أراد أن يسير في أهل أفريقية بسيرة الحجاج في أهل الإسلام الذين سكنوا الأمصار ممن كانوا أصلهم من السواد من أهل الذمة، فإنه ردهم إلى قراهم، ووضع عليهم الجزية على ما كانوا عليه قبل الإسلام، فلما عزم يزيد بن مسلم على ذلك اجتمع رأي أهل أفريقية على قتله، فقتلوه وولوا عليهم الوالي الذي كان قبله وهو محمد بن يزيد مولى الأنصار، وكتبَوا إلى الخليفة يزيد بن عبد الملك بذلك وشرحوا له الحادثة فكتب إليهم أنه لم يرضى بما صنع، وأقر محمد بن يزيد على عمله. النويري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب، تحقيق علي محمد البجاوي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (القاهرة: 1396هـ–1976م)، ج21: ص393-394.

(1) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص158.

(2) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص110.

(3) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص213.

(*) ربما المقصود باضطراب الأمر في خراسان هو ما تعرضت له الدعوة في خراسان من نكسة بسبب انحراف خداش عن مسار الدعوة.

(4) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66.

(5) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66.

(**) واسمه زياد بن درهم، ويلقب أيضاً أبو محمد الصادق، ينظر، أنساب الأشراف، ج3: ص158–159؛ تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66؛ تاريخ الموصل، ص26.

(***) (محمد بن خنيس، حبان العطار).

(6) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص320.

(7) الازدي، تاريخ الموصل، ص26.

(8)  المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص60.

(9) الكامل في التاريخ، ج5: ص53.

(10) البداية والنهاية، ج9: ص189.

(11) تاريخ ابن خلدون، ج3: ص101.

(12) المقفى الكبير، ج4: ص127.

(13) فلوتن، السيادة العربية، ص96.

(14) تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66؛ تاريخ الموصل، ص26؛ البدء والتاريخ، ج6: ص60؛ الكامل في التاريخ، ج5: ص53؛ البداية والنهاية؛ ج9: ص189؛ تاريخ ابن خلدون، ج3: ص101؛ المقفى الكبير، ج4: 127.

(15) ينظر الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66؛ الازدي، تاريخ الموصل، ص26.

(16) االبلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص110.

(17) محمد بركات البيلي، الدعوة العباسية، ص24.

(18) موفق سالم نوري، دور النقباء ونظر النقباء، ص258.

(19) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص110؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص320.

(20) زهير هواري، السلطة والمعارضة في الإسلام، ص487.

(21) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص220؛ وينظر الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص66.

(22) أنساب الأشراف، ج4: ص110، 158؛ أخبار الدولة العباسية، ص217؛ تاريخ الأمم والملوك، ج6: ص320.

(23) نفس هامش رقم (5) من هذه الصفحة.

(24) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص 217-219؛ وينظر: مؤلف مجهول، تاريخ الخلفاء، ص512.

(25) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص214.

(26) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص214.

(27) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص250.

(28) سورة الأعراف، آية رقم 155.

(29) سورة المائدة، آية رقم 12.

(30) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص215، 216.

(31) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2: ص208.

(32) د. السيد عبد العزيز سالم، العصر العباسي الأول، ص17.

(33) فلوتن، السيادة العربية، ص105.

(34) موفق سالم نوري، دور النقباء ونظر النقباء، ص260. وينظر: ماجد، الدكتور عبد المنعم، التاريخ السياسي للدولة العربية (عصر الخلفاء الأمويين)، الطبعة الخامسة، الناشر مكتبة الأنكلو المصرية، (القاهرة: 1976م)، ج2: ص326.

(35) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص214، 215.

(36) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص214.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي