 
					
					
						انتشار الزندقة في العصر العباسي					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						أحمد أمين
						 المؤلف:  
						أحمد أمين					
					
						 المصدر:  
						هارون الرشيد
						 المصدر:  
						هارون الرشيد					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص 49- 50
						 الجزء والصفحة:  
						ص 49- 50					
					
					
						 29-11-2018
						29-11-2018
					
					
						 17180
						17180					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				انتشار الزندقة
وانتشرت في هذا العصر الزندقة … اشتدت في عهْد المهدي، واشتهر بقتله للزنادقة، واستمرت إلى عهد الرشيد، وكانت كلمة الزندقة — ككلمة الشيوعية اليوم — غير محدودة المعنى عند العامة، وهي تهمة يَتَّهم بها الشخصُ عدوَّه لينال السلطان منه، فكانوا يطلقونها على معان كثيرة:
(1) كانوا يطلقونها على المَجَّان كحماد عجرد، وآدم بن عبد العزيز لإمعانهما في اللهو.
(2) وكانوا يطلقونها على المرشحين للخلافة حتى يكرههم الناس، وحتى يسهل للخليفة عزلهم، وتولية أولاده بدلهم، أو على الشخص العظيم الذي يريد الخلفاء أن يتخلصوا منه كما أطلقوها على أبي مسلم الخرساني، وعلى البرامكة.
(3) وكانوا يطلقونها أيضًا بحق على الذين يلحدون في أقوالهم كقول أبي نواس:
فدعي الكلام لقد اطعت رواية *** وصرفت معرفتي الى الانكار
ورأيت اتياني اللذاذة والهوى *** وتعجلا من طيب هذي الدار 
احرى واحزم من تنظر احل *** علمي به رجم من الاخبار 
ما جاءنا احد يخبر انه *** في جنة من مات او في نار 
وقوله :
يا ناظرا في الدين ما الامر *** لا قدر صح ولا جبر
ما صح عندي من جميع الذي *** تذكره الا الموت والقبر 
وقوله:
قلت والكأس على كفي تهوى الالتثام *** انا لا اعرف ذاك اليوم في ذاك الزحام 
وقول ابن سيابه:
قل لمن يلحاك فيها *** من فقيه او نبيل  
انت دعها وارج اخرى *** من رحيق السلسبيل
ونحو ذلك … ومَن كانوا يسمعون مثل هذا القول كانوا طائفتين: طائفة متزمتة تسخط على قائل مثل هذا القول، وترميه بالإلحاد وبالزندقة، وطائفة متسامحة ترى أن هذه الأقوال قيلت على سبيل الفكاهة والتملح.
(4) وكانوا يستعملون كلمة زنديق أحيانًا للدلالة على الظرف والتملح كالذي يقول:
تزندق معلنا ليقول قوم *** إذا ذكروه زنديق ظريف 
فقد بقي التزندق فيه وسما *** وما قيل الظريف ولا اللطيف 
(5) وأحيانًا يطلقونها بحقٍّ على طائفة من الفُرس كانوا يُظهرون الإسلام، ويُبطنون أديانهم الأولى من مانية وغيرها، وكان هذا الصنف كثيرًا في هذا العصر، يَرْمُون إلى إعادة الدولة الفارسية، كما كانت في العصور الأولى قبل الفتح الإسلامي.
وأيٍّا كانت فقد طُبِّقَت الكلمة ظُلمًا على قوم عُرفوا بأصالة الفكر وحُرية القول، ولكن خُشيَ بَأسُهم فاتُّهموا بالزندقة، وقُتلوا كالذي حدث مع عبْد لله بْن المقفع.
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  الدولة العباسية *
					 الاكثر قراءة في  الدولة العباسية *					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة