أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-7-2019
1463
التاريخ: 2-1-2023
3790
التاريخ: 23-9-2019
1336
التاريخ: 22-9-2020
1962
|
تعريف الخبر
لماذا نحرص على تعريف الخبر أولاً؟ وهل لذلك صلة ما بطريقة اختيار الخبر الذي ينشر في الجريدة؟.
الحق أن الصحف تختلف طعومها ومشاربها لدى القارئ باختلاف فهمها للخبر الصحفي من حيث هو:
فهناك صحيفة من الصحف ترى أن حوادث الجريمة وأخبارها أهم من سواها من الاخبار والحوادث، ولذلك تختار لهذه الاخبار أحسن الامكنة في الصحيفة.
وهناك جريدة أخرى ترى أن الاخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل ما أولى بالنشر عما عداها من الاخبار الاخرى، ولذلك تتوخى الاماكن الجذابة في الجريدة وتخص بها هذه الاخبار الكبيرة أو الصغيرة، واختلاف الصحف في تقدير الاخبار على هذه الصورة هو المؤثر الحقيقي في اتجاهات الشعب واتجاهات الحكومة، والعكس صحيح أيضاً؛ فإن هذه الاتجاهات من جانب الشعب أو الحكومة كثيراً ما تؤثر في الصحف من ناحيتين هما:
1. ناحية اختيار الاخبار.
2. ناحية التوزيع والانتشار.
وهكذا يصبح اختيار الاخبار عملا مهماً في نظر الحكومات، ونظر الشعوب معاً، كما سبق القول في ذلك، ومن أجل هذا وجب أن يدرس الصحفيون موضوع "تعريف الخبر" دراسة جيدة، ويكونوا لأنفسهم رأياً واضحاً في هذه المسألة.
"الخبر الصحفي هو الجديد الذي يتلهف القراء على معرفته؛ والوقوف عليه بمجرد صدوره في الجريدة، ومعنى ذلك أن أحسن الاخبار الصحفية هو ما أثار اهتمام أكبر عدد ممكن من الناس".
هذا التعريف للخبر الصحفي هو ما ذهب إليه الاستاذ ويلارد بلاير Willard G. Bleyer في كتابه "الصحيفة وتحريرها".
وذهب أستاذ آخر، هو )وليم مولسبي Willim maulsby ( في تعريف الخبر الصحفي إلى أنه "وصف أو تقرير دقيق غير متحيز للحقائق الهامة حول واقعة جديدة تهم القراء". لهذا تبقى أن تتوفر للخبر خصائص الدقة والإثارة والتجاوب مع الوقت والوضوح التام ونحو ذلك.
وهناك تعريف ثالث للخبر الصحفي يمثل الناحية الواقعية أو العملية pragmatic للصحيفة، وهو تعريف ماكدوجل Mac Dongall . وفيه يقول:
"الخبر الصحفي تقرير عن حادث معين ترى الصحيفة في نشره وسيلة للربح المادي".
وثم تعريف للأخبار يقول إنها "أي حادث أو فكرة أو رأي ابن ساعته يمكنه أن يفهم أو يؤثر في عدد كثير من الاشخاص في مجتمع ما ويكون مفهوماً منهم".
أما لورانس كامبل"؛ R وولسلي في كتابهما Exbloring lournsliam فيذهبان إلى أن الخبر "وصف أو تقرير عن حادث أو موقف أو فكرة تنشره الصحيفة لأنه يهم القراء، ولأنه يدر الربح على الناشرين".
ويقول كارل وارين في وصف الاخيار الصحفية "إنها بعض وجوه النشاط الإنساني الذي يهم الرأي العام ويسليه، ويضيف إلى معلوماته جديداً. وتفسير ذلك: أن الذي تعتبره، موسكو، خبراً ربما كان شيئاً تافهاً في بلاد كالهند، وأن المادة التي تهتم بها صحيفة المحافظين في انجلترا تلقى بها صحيفة الاحرار في سلة المهملات.
وبوجه عام فإن )الاخبار هي كل شيء لم تعلم به أمس).
ومعنى ذلك أن تعريف الخبر الصحفي أمر ليس بالهين، فقد عقدت مجلة كوليير الاسبوعية الامريكية ندوة جمعت إليها عدداً كبيراً من محرري الصحف في أمريكا لكي يمدوا المجلة بتعريف صحيح للخبر الذي ينشر في الصحف، ولكن أعضاء الندوة اختلفوا اختلافاً كبيراً في ذلك. فظهرت المجلة وبها عدد كبير من التعريفات، منها على سبيل المثال:
1. الخبر هو كل ما يهم القراء أن يعرفوا عنه شيئاً ما.
2. الخبر هو كل شيء يرغب عدد كاف من الناس في قراءته بشرط ألا يكون خارجاً على قواعد الذوق العام، وقوانين السب والقذف.
3. الخبر هو كل شيء يحدث ويهتم به الناس.
4. الخبر هو كل ما قد يتحدث عنه الناس، وكلما كان الاهتمام الذي يثيره فيهم أكبر، كانت قيمته أعظم.
5. الخبر هو الاستطلاع الدقيق للأحداث الإنسانية، والكشوف والآراء التي تهم الناس وتؤثر فيهم.
6. الخبر هو كل ما يحدث وكل ما توحي به الاحداث وكل ما ينجم عنها.
7. الخبر هو الوقائع الاساسية التي تتعلق بأي حدث أو مناسبة أو فكرة تستحوذ على اهتمام الناس، وتؤثر على الحياة وعلى السعادة البشرية.
8. الخبر قائم في أساسه على الناس، ويجب أن يكون محدوداً بما يعنيهم، وما يرضيهم دائماً.
9. الخبر يشمل كل أنواع النشاط الجاري الذي يستحوذ بصفة عامة على اهتمام الناس وأحسن الاخبار ما أثار اهتمام أكبر عدد من القراء.
10. الخبر كل ما يتعلق بالصالح العام. وكل ما يهم القراء أو يترك أثراً في علاقاتهم ونشاطهم وآرائهم وأخلاقهم وسلوكهم.
11. الخبر هو الذي تقول الصحيفة عنه إنه خبر.
والنتيجة من كل هذه التعاريف السابقة أن الخبر الصحفي مادة من أهم مواد الصحيفة، وأنها تهم القراء من جانب، وتهم الصحيفة من جانب آخر، وأنها تعتبر مورداً من موارد الثروة للصحف.
والحق أن الاخبار لم تعد حاجة من حاجات الصحف وحدها، وإنما أصبحت حاجة من حاجات الامة كلها، ولذلك اتخذت الاخبار مكانها الممتاز في جميع وسائل النشر، ومنها الصحف والإذاعة والسينما والتلفزيون.. الخ.
حدث أن أضرب العمال في انجلترا حوالي سنة 1930 فاضطرت الحكومة إلى وقف إصدار الصحف، ولكنها أي الحكومة لم تجد مفراً من إذاعة الاخبار على الجمهور، فأصدرت باسمها نشرة إخبارية أطلقت عليها اسم "الجازيت البريطانية Britanic Gazette "، ودلت بهذه النشرة على أن مسئولية الإعلام من حيث هي تعتبر إحدى المسؤوليات التي تقع على عاتق الحكومات.
وأن هذه الحكومات والشعوب التي تخضع لها لا تستغني عن الخبر بحال ما وإلا أحست بنقص ظاهر في حياتها لا يمكنها أن تصبر عليه، ومن أجل هذا أثر عن عملاق الصحافة الإنجليزية "لورد نور ثكليف" أنه قال:
"الشيء الوحيد الذي يساعد على زيادة توزيع الجريدة هو الخبر، والخبر هو كل ما يخرج عن محيط الحياة العادية المألوفة، ويكون مدار حديث العامة والخاصة".
ومن ثم كانت للخبر أهميته التي أشرنا إليها في الفصل السابق، وأصبحت رسالة الصحفي تنحصر أو تكاد تنحصر في جمع الاخبار بأمانة، وسردها ونشرها بأمانة، ثم التعليق عليها بأمانة، حتى أن الصحفي الذي يخل يوماً بهذه الامانة يصبح في نظر الحكومة والجمهور أشبه رجل بالصانع الغشاش، أو التاجر المطفف، أو الطبيب، أو المعلم الذي هان عليه العبث بشرف المهنة.
وهنا يعود الباحث ليواجه المشكلة مرة أخرى، وهي إلى أي حد يجب أن يتصف الصحفي المسؤول بالأمانة التامة حيال الخبر الذي ينشره في الجريدة؟ هل يحق له أن يساير عواطف الجماهير فيعمد من أجلهم إلى نشر الخبر حيناً وإلى تشويهه حيناً آخر، حتى يصبح الخبر متفقا والرأي العام..
والجواب على هذا، أن الصحيفة ليست إلا عقداً اجتماعياً بين ناشريها من جهة، وقرائها من جهة ثانية، وفي هذا العقد الاجتماعي اتفاق ضمني بين هذين الطرفين على أمور كثيرة، من أولها أداء هذه الامانة.
وهذا الاتفاق الضمني كما يقول الاستاذ "ويكهام استيد" في كتابه المعروف عن الصحافة إنه من نوع العلاقة الصحفية التي تقوم بين الطبيب والمرضى مع فارق واحد، هو أن رجال الطب يعملون طبقاً لنظام خاص، بينما الصحافة لا تزال مهنة حرة لا تخضع إلا لعدد محدود من القيود الخارجية، ومن القيود الداخلية.
وانظر إلى الاستاذ "استيد" هذا يمضي في بيانه قائلاً:
"إني أعتقد كما يجب أن يعتقد كل إنسان أن الاخبار الكاذبة أكثر ضرراً من الاطعمة المغشوشة أو الفاسدة، ذلك أن الصحافة ذات الكلمة الممتازة في نفوس القراء، مادتها الاولى في العقل العام، وبضاعتها القيم الإنسانية بوجه عام، وهدفها الاخير هو السعي نحو الكمال".
ولكن ليس معنى هذا أن تكون الصحيفة راكدة أو غير جذابة، فإنه ليس شيء أخطر على الصحافة من الركود، فالركود مدعاة للكساد، والكساد طريق إلى الموت، ومن هنا تحرص على الجريدة على نشر الاخبار الغريبة متى وجدت إليها سبيلا.
وهنا نسمع صوت من يقول في سخرية مريرة لا تخفى على سامعيها: ولكن الفضيلة لا تحوي غير العادي من الامور، أما الرذيلة فتحوي كل المادة التي تشتهيها الصحافة، كما تشمل عنصري الإغراب والإثارة، ومن هذه الثغرة الاخيرة تنفذ الصحافة الصفراء، أو الصحافة المثيرة؛ وحجتها في ذلك أنها لا تريد أن تكون صحافة ملولة، وهذا صحيح إلى حد ما ولكن متى وقفت الصحافة الرشيدة على هذه الحقيقة عرفت أن أمامها صعاباً كثيرة، وأن عليها أن تتغلب كل يوم على واحدة منها، وإذ ذاك تحاول هذه الصحافة أن تستعيض بالتدريج عن عنصر الغرابة عنصراً آخر: هو عنصر التنويع في عرض مواد الصحيفة.
فهذه أخبار سياسية يهتم بها السياسيون.
وهذه أخبار اقتصادية يهتم بها الاقتصاديون.
وهذه أخبار رياضية يهتم بها الرياضيون.
وتلك أخبار علمية أو أدبية أو فنية يعني بها ذوو العلم والادب والفن.
وبمقدار ما تتنوع الصحف يزداد عدد قرائها، وتنشأ صداقة وطيدة الاركان بينها وبين القراء، فتراهم )يتعلقون بها، ويزدادون مع الايام وفاء لها(، ويؤثرونها على غيرها من الصحف التي تعتمد على الإغراب والإثارة وما إليهما.
ومعنى ذلك أنه يجب على الصحفي أن يشعر دائماً بهذه الامانة الصحفية، وأن يكون له ضمير يقظ يمنعه من نشر خبر من الاخبار ما لم تكن وراء نشره مصلحة تعود على القراء أو المجتمع.
كما ينبغي للصحفي أن تكون العلاقة طيبة بينه وبين مصدر الخبراء، فإن هذه العلاقة هي الاساس الذي تبنى عليه عملية استنقاء الانباء.
ويجب على الصحفي ألا ينسى مطلقاً أن مصدر الخبر هو وحده صاحب الحق في نشر الخبر أو عدم نشره متى أراد.
وباختصار شديد يجب على الصحفي أن يدرك أن الخبر ليس ملكا له ولا ملكا للصحيفة التي يعمل بها، ولا ملكا للرأي العام، ولكنه ملك الحقيقة فقط.
وكل هذه الاعتبارات هي التي أملت على "هدوله لاسكي" أن ينصح طلبة الصحافة في كتابه "الصحافة والشئون العالمية" بأن يضعوا نصب أعينهم الحقائق الاربع التالية:
الاولى- أنه لا توجد حكومة في العالم لا تعمل على توجيه الاخبار الوجهة التي تخدم مصالحها.
الثانية- أن هناك هيئات كثيرة تعمل في جمع الاخبار على أساس تلوينها بما يمليه عليها ميولها وتجهزها.
الثالثة- أن للمراسلين وزناً خاصاً في عرض الامور، وهم لذلك يعمدون إلى تلوين الاخبار التي يبعثون بها إلى الصحف.
الرابعة- أن لمكاتب التحرير هي الاخرى شخصيتها الخاصة التي تضفيها على الاخبار، وطريقتها الخاصة التي تقدم بها هذه الاخبار للقراء.
)والخلاصة) أن الاخبار وجمعها واختيارها وطرق صياغتها إنما تعتمد اعتماداً تاماً على المصدر الذي أتت منه. وعملية امتحان هذا المصدر والتحقق من نزاهته هو أصعب عملية تواجه المخبر الصحفي، وتقف أمامها الصحيفة نفسها موقف المحكمة أمام الشهود.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|