المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

ويلسون ، روبيرت و
8-12-2015
المعركة من أجل آتو و جزيرة ألوشن - العوامل الجغرافية المؤثرة في المعركة- الطقس
21-8-2022
السيد حسن بن مرتضى بن أحمد
5-4-2017
بعض احوال عبد الملك بن مروان
17-11-2016
جغرافية السلالات البشرية
9-11-2021
الشبهة الموضوعيّة
11-9-2016


قانون الوراثة  
  
1429   05:47 مساءً   التاريخ: 2023-05-13
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص29 ــ 35
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

لقد اثبت من الناحية العلمية ان صفات الوالدين، الصفات الظاهرة كالشكل والشبه والصفات الباطنة كالشجاعة او الجبن والخوف والكرم والبخل والحسد والرأفة اي ان الصفات الحسنة والسيئة تنتقل بواسطة ذرات او التي في الخلايا إلى الأبناء وعادة يصبح الابن شبهاً بالأب او الأم أو كلاهما معاً حتى لو لم نستطع نحن أن نميز ذلك. غير ان المختصين يشخصون ان كان هذا الطفل يشبه اباه او أمه. وكما يقال الآن ان فئة الدم تثبت ام الطفل ووالده. وكذلك المختصين. الصفات المعنوية ايضا كالصفات الظهرية فالأم الحسودة يكون ابنها حسوداً والأب البخيل يكون عادة ابنه بخيل، وكذلك الوالدين الجبناء. وبالعكس فالأب الكريم والأم الكريمة والوالدين الشجاعين يقدمون للمجتمع ابناء كرماء وشجعان. ويطابق هذا الحكم على الأم الرؤوفة او على الوالدين القساة القلب.

طبعاً عليكم ان تلتفتوا ان ارادتنا تغير قانون الوراثة فالحسود يستطيع ان يزيل بخله بإرادته وبمجاهدته وكذلك الجبان طبقاً لقانون الوراثة فإرادة الانسان كالمعلم الجيد تستطيع ان تغير قانون الوراثة.

لكن موضوع بحثنا حيث على الجميع ان ينتبه له ان قانون الوراثة طبقاً لرأي الاسلام والعلم يعد صحيحاً. فالعلم يقول لنا ان الجينات الموجودة في الخلية الواحدة يحملون صفات الوالدين الظاهرة والباطنة ويقول لنا ايضاً ان صفات الوالدين الظاهرة كالشكل والشبه والصفات الباطنة كالفضيلة والرذيلة تنتقل إلى الأبناء. والاسلام يؤيد هذا وقد تكون هذه الآية الشريفة تشير الى قانون الوراثة هذا، {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف: 58]، وهذا تشبيه المعقول بالمحسوس فهو يريد ان يقرب مطلب معقول إلى اذهاننا. فيبنيه في قالب امر حسي فيقول ان الارض الخصبة، التي اجتذت منها النباتات السامة وقد حرثت الأرض التي هي ذاتاً جيدة للعطاء فسيكون عطاءها وفيراً اما الأرض الجدباء المليئة بالسموم فهي اما ان لا تعطي شيئاً او يكون عطاءها قليل جداً هذا ما نعرفه جميعاً الخصبة، القرآن يقول انتبه لنفسك كن مهذباً فإن كان قلبك غير طاهر فإنه كالأرض الجدباء والله ينبع منها الطهارة والفضيلة فانتبه وكن مهذباً ولتحكم الصفات الحسنة على قلبك. لكي يصبح كالأرض الخصبة فينبع الخير الكثير منه. هذا أحد معاني الآية وقد يشير المعنى الآخر إلى موضوع بحثنا حيث ينتج من الأم العفيفة والفاضلة والأب الشجاع والكريم والتقي ابناء اتقياء. ومن الوالدين الفاسدين ابناء فاسدين. ينقل عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، رواية تقول: (انظر إلى ما تصنع نطفتك فإن العرق دساس)(1)، فانتبه اي امرأة تتزوج هل هي عفيفة أم لا هل هي فاضلة، انتبه من تتزوج (فان العرق دساس)، لأن أصل اساس اي شيء هو الذي يقوم بعمله. فالذين معنوا كلمة عِرق معنوها بالجينات التي يقول بها علماء الأحياء وقد يكون معنى جيداً ويصبح معنى الرواية أن اعلم ان الجينات هم الذين يقومون بالعمل. اعلم ان هذه الموجودات الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة الموجودة في الخلية الواحدة هي التي تحمل الوراثة والشكل وشباهة الأم والأب ويحملون صفات الوالدين الحسنة والجملة المشهورة عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، التي يقول فيها (الولد سر ابيه)، قد تكون اشارة إلى هذا الكلام فيصبح المعنى: ان لم تكن الأم فاضلة يصبح الطفل عادة كذلك، وان كان الاب فاضلاً يصبح الطفل فاضلاً ولست بصدد ان أؤكد على ان تطبيق الآية والروايتين التي ذكرتهما شاهدا على كلامي صحيحا او غير صحيح وما أريد ان أقوله ان قانون الوراثة امراً علمياً مسلماً به.

ولقد وضع الاسلام اساساً لقانون الوراثة ولتربية الأبناء. فأعطى بعض الأوامر كمقدمة للتربية قبل ان تنعقد نطفة الطفل. لكي نتمكن من ان نربي الابناء تربية صحيحة، واول شيء يعلق عليه الاسلام زواج الفتاة والصبي. فكيف يجب ان تكون الزوجة والزوج والزواج كيف يجب ان يكون؟! هذه مقدمة للتربية، وللإسلام كلام كثير في هذا المجال فاذا اردتم ان تقدموا اطفالاً سالمين إلى المجتمع فعليكم ان تنتبهوا لقانون الوراثة ولأنفسكم وإلى زوجاتكم. فاذا ارادت المرأة ان تقدم ابناً فاضلاً إلى المجتمع فأول امر عليها الاهتمام به قانون الوراثة اي اول امر يجب ان تهتم به الزواج وممن تتزوج ان للإسلام قاعدة عامة وقد كررها النبي (صلى الله عليه وآله)، مراراً عن النبي: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه وامانته يخطب اليكم فزوجوه والا تكن فتنة وفساد كبير)(2)، أن الحديث للجميع لكن هذه الرواية تختص بالشاب والفتاة الذين لم يتزوجوا بعد فلقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله)، لهؤلاء مراراً. ان كنتم تريدون الزواج فعليكم ان تلتفتوا لأمرين الدين والأخلاق. تزوج ايها الشاب ذات الدين التي يكون والديها اصحاب اخلاق إنسانية، ويأمر الفتاة ايضاً ان تتزوج بالشاب المتدين المهذب صاحب الأخلاق الفاضلة. فان لم تكن الزوجة تملك اخلاقاً انسانية او لم تكن متدينة فان هذا زواجا خطيرا وخاصة الابن الذي سينتج عن هذا الزواج فانه سيكون خطيراً ايضاً يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (اياك والخضراء الدمن قيل يا رسول الله وما خضراء الدمن قال: المرأة الحسناء في منبت السوء)(3)، مع انه يذكر المرأة الحسناء لا ان هذا لا يصدق على الفتيات فيجب تجنب الزواج من العوائل الغير متدينة والغير مهذبة. نقرأ في الروايات إذا تزوجتم ممن لا يصلي ويشرب والديه الخمر او كان والديه فاسدين. لا يكترثون للذنوب. فأنكم تكونوا قد قطعتم رحمكم. اي انكم في الحقيقة قد قتلتم ابنتكم واهلكتم ابنكم. ولا يعني قانون الوراثة شيء أكثر من هذا،... ومعنى الكفؤ...هي هذه الجملة (المرأة الحسناء في منبت السوء)، في العائلة الحقيرة ولا يعني هذا ما قد يتصوره بعضنا او ما يعتقده البعض عن الكفؤ فمثلاً التاجر يتصور ان كفؤه تاجر مثله أو أرقى منه او شخص وجيه يظن ان كفؤه من كان مثله او أعلى مقاماً منه فإن الاسلام لا يقبل بهذا. وعندما تقول الرواية ان لا تتزوجوا بالغير كفؤ فنظن انه الفقير البائس الذي ليس له مكانة في المجتمع. فالإسلام يرفض ذلك. وما يعتقد به الاسلام ان العائلة التقية، المتدينة التي تحكمها الصفات الإنسانية فهذه هي العائلة المحترمة والمرموقة وليست بالحقيرة: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، فنظن نحن ان كفؤنا هو المساوي لنا (في المال والمكانة وهذا المعنى خاطئ فالعائلة المحترمة والغير حقيرة هي العائلة الكريمة، التقية اي الابنة الفاضلة).

والشيء المنسي والذي لا يزال منسياً ويحتاج إلى وقت طويل حتى يزول نسيانه انه عادة عندما يذهبون لخطبة الفتاة يدققون كثيرا ان كانت الفتاة جميلة ام لا خاصة اذ ابدين النساء حضارة كبيرة فانهم يدققون في جمالها وشطرتها وحتى في نظافتها يروى أن إمرأة ذهبت لتخطب فتاة قالت: لقد رفعت السجادة فوجدت الأرض متسخة فعلمت انهم ليسوا نظيفين، فإن هذا القدر من الدقة جيدا فانهم يدققون في النظافة والجمال وحتى في مستوى المعيشة. اما عن الدقة في الصفات المعنوية وهل هذه الفتاة حسودة مثلا ام لا؟ فقليل ما يحدث ان يذهب أحد ليخطب فيقول لقد حققنا ووجدنا ان ام هذه الفتاة حسودة وقد تكون هي ايضاً كذلك طبق قانون الوراثة والزواج من هذه الفتاة يعد خطراً. انتبه للصبي ان كان يصلي ويذهب إلى المسجد ويعاشر العلماء فان لم يكن كذلك فهو خطير جداً. وعندما يدقق الانسان في الأخطار يجد منشأها لدى الأفراد الذين لا يهتمون بالعلماء والمنبر والمحراب فهل حدث انكم دققتم في شخصية عائلته وصداقته ومعاشرته فان كان يرافق اصدقاء سوء فانه سيشقى ولن يتمكن من ادارة بيته وسيعود بعد الثانية عشرة والواحدة ليلاً هذا إذا لم يعد سكراناً، أحدث انكم حققتم في هذه الأمور ضمن تحقيقتكم لمن قدرته المالية وشكله وقامته. فهل دققتم في قول النبي (صلى الله عليه وآله)، حيث يقول من على المنبر: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه والا تكن فتنة وفساد كبير)، فان لم ندقق في الدين والأخلاق ستخلق فتنة لنفسك او لابنك او ابنتك التي ستتزوج، فتنة اي (فساد كبير)، فسيفسد المجتمع وان لم تكترث وتدقق في الدين ستفسد العائلة وان لم تدقق في الأخلاق مفسد الفتاة. فكم نعرف فتيات محجبات فاضلات قد تعب والديهن على تربيتهن لكن بعد زواجهن تتبدل اوضاعهن بسبب ازواجهن فقبل ان يمر عاماً حتى يتركن الصلاة وكم هنالك من شباب كانوا متدينين لكن ما ان دخلوا في عائلات غير متدينة او فاسدة حتى تغيرت أخلاقهم ودينهم رغم ارادتهم القوية.

ومن الواضح أن هذا يؤثر تأثيراً عجيباً. الإسلام يقول ان قانون الوراثة صحيحاً وان صلاح المجتمع بالأخلاق والدين والتقوى ويقول ايضاً أنك إذا ركضت وراء المال وليس الأخلاق فلن تصل إلى نتيجة، احياناً يكون من يهتم بالأخلاق وبالدين وبالتقوى وفي نفس الوقت يهتم بالمال والجمال والشخصية. لكنه قد تكون الأخلاق كاليوم والأمس منسية عند البعض الآخر وكذلك التقوى فيبحث عن المال والجمال والشخصية. يقول الامام الصادق (عليه السلام): (من تزوج امرأة لجمالها رأى فيها ما يكره) ونرى العديد من الذين كانوا يركضون وراء الشخصية او المال فصدموا بهذا الشأن او ركضوا وراء الجمال فابتلوا بالفساد. ايها الشباب والفتيات لا تركضوا فقط وراء الفضائل الظاهرة لا اقول لا تسعوا لها مطلقاً فإذ كنتم تسعون لها بشدة فاعلموا انه سيخيب املكم فان تزوج شاباً فتاة جميلة من اجل جمالها وكان يعلم انها لا تصلي او ليست عفيفة. فقد اقسم رب العالمين ان يخيب أمله.

وهل تعلم ماذا يعني تخييب الآمال؟! اي ان يصبح جمال هذه الفتاة مصيبة وبلاء عليكم، تعجب بجمالها فتثير الخلافات في البيت، تعجب بجمالها فتقل المحبة في العائلة والبيت الذي يفتقد المحبة. يخلق عقد عجيبة لدى الأولاد وان ابتلي الطفل بالعقد النفسية فإن الشقاء والتعاسة ستلاحقهم ... والويل لهذا الطفل إلا إذا رحمه الله والا فاذا رفعت عناية يد الله فان جمال هذه المرأة قد يصبح مصدرا لفسادها وقد تهيئ عشيرة بكاملها (وتصبح عاراً عليهم)، فأنها لا تقضي عليك انت فقط وتهينك إلى يوم القيامة بل عشيرة بكاملها احذركم ايها الشباب والفتيات اذا سعيتم فقط وراء المال فسيصبح هذا الجهاز وبالاً عليكم وكذلك ثروة الأب والأم وقد تؤدي الثروة بالإنسان إلى السجن وكذلك اذا سعيتم فقط وراء الشخصية فإن زوجتم من تعلمون ان والديه لا يصلون ولا يعطون الخمس والزكاة فإن رب العالمين قد اقسم ان يخيب آمالكم حتى اننا نقرأ في الرواية انه لا يخيب املك فحسب بل يوم القيامة يضربونك ويلقونك في جهنم وعليك ان تحترق وأن تسقط فيها سنين طوال - وهذا تهديد الاسلام وقد اثبتته التجربة أيضاً.

لذا الاسلام يقول من اجل التربية الصحيحة عليك ان تفكر بأبنائك قبل الزواج وان تفكر بتربيته وان كنت تريد ذلك فعليك ان تنتبه ممن تتزوج. الاسلام يقول ان كنت تريد ان تبلغ شيئاً ان تسعد ويسعد ابنائك فعليك ان تنتبه فقط إلى أمرين، وما سواهما هوامش ان كملت كان بها وان لم تكمل فلا يضر، واما الأمران الأخلاق والدين. وهناك رواية عن الامام الثاني (عليه السلام) وكم هي عظيمة. جاء رجل إلى الحسن (عليه السلام) يستشيره في تزويج ابنته فقال الامام (عليه السلام): زوجها من رجل تقي فانه ان أحبها اكرمها وان ابغضها لم يظلمها؟(4).

حقيقة انها رواية عجيبة، فان كنت تبغي تزويج ابنتك وترجو سعادتها عليك ان تجد انسانا تقيا فاضلا لأنه سينتبه لزوجته ومن كان غير خلوقا سيظهر ذلك منذ الأيام الأولى وهل يمكن ان يكون انساناً من يفتقد الفضيلة يقول القرآن: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84]، اي الإناء ينضح بما فيه وما ينضح من اناء الشراب شراباً. وان كان الشاب غير فاضل فستنضح المشاكل العائلية منذ اليوم الأول. قد تؤخر الغريزة الجنسية المشاكل العائلية ستة أشهر لكنها عندما تنطفئ هذه الغريزة ستظهر الأخلاق الرذيلة وستشقى الفتاة وتجعل جو البيت كالسجن. انتبهوا زوجوا بناتكم ولكن من شخص فاضل. ولو كان فقيراً حتى لو لم يكن لديه وجاهة ظاهرة. كان النبي (صلى الله عليه وآله)، حريصاً على ان يزيل الخرافات (الاباطيل) وكان يقوم (صلى الله عليه وآله)، احياناً ببعض الأعمال الصعبة ظهراً لكن عندما يدقق فيها من وجهة نظر علم الاجتماع وعلم النفس والأخلاق الانسانية. يتبين كم كانت هذه الأعمال مهمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المستظرف، مجلد2، ص218.

2ـ البحار، مجلد103، ص372.

3ـ المصدر السابق، ص232.

4ـ مكارم الأخلاق، ص204. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.