المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
وقت الإمساك
2025-01-18
مسائل في الصوم
2025-01-18
تروك الاعتكاف
2025-01-18
Capsule and Glycocalyx
2025-01-18
علامات شهر رمضان
2025-01-18
صوم النذر
2025-01-18



ضرب الأولاد بين الحرمة والجواز  
  
30   11:05 صباحاً   التاريخ: 2025-01-18
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص336ــ339
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-29 792
التاريخ: 2024-08-24 540
التاريخ: 17/10/2022 1354
التاريخ: 16/11/2022 1432

قال النبي (صلى الله عليه وآله): الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين، فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى(1).

لقد ورد في هذه الرواية دون بقية الروايات تعبير ((فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه)) وهو مشعر بجواز ضرب الولد في سن 21 فقط إذا لم يتأدب ويتخلق بأخلاق الإسلام، فإن ضممنا إلى ذلك ما يدل على جواز الضرب دون ذلك والروايات التربوية لتخرجنا بالنتائج التالية:

أولاً: أن الضرب هو آخر العلاج، وإن تعيّن ولا بديل.

ثانياً: إن الضرب بعد استنفاد جميع وسائل التربية والعناية والاهتمام والرحمة والإحسان وبقية الحقوق التي تقدمت عن أهل البيت (عليهم السلام).

ثالثاً: إن لفظة ((فاضرب جنبه)) كناية عن الضرب الذي لا يؤثر على البدن الاحمرار أو الاخضرار أو الاسوداد وإلا فإنه يوجب الدية والتي تتضاعف في الرأس كما سوف يأتي معنا.

وفي رواية أخرى قال بعضهم: شكوت إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) ابناً لي، فقال: لا تضربه واهجره ولا تطل))(2).

قال الشيخ محمد تقي الفلسفي: في هذا الحديث نجد أن الإمام يمنع من ضرب الطفل بصراحة، مستفيداً من العقوبة العاطفية بدلاً من العقوبة البدنية. فالأب هو الملجأ الوحيد للطفل ومعقد آماله، وإن هجره للولد أكبر عقوبة روحية ومعنوية إنه (عليه السلام) يطلب من الوالد أن يهجر الولد ولكنه سرعان ما يوصيه بعدم طول مدة الهجر، ذلك أنه إذا كان لهجر الوالد أثر عميق في روح الطفل فإن طول مدته يبعث على تحطيم روحيته وإذا كان أثر هذا الهجر ضعيفاً فإن شخصيته الوالد ستصغر في نظر الطفل لطول مدة الهجر وسوف لا يكون لتألم الوالد أثر أصلاً.

((إن للعقوبات التي ترجّح فيها الوسائل العاطفية والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيراً كبيراً، ففي مثل هذه العقوبات بدلاً من أن يحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره، فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعره وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة))(3).

وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام): ((إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب))(4).(5).

وإن كان هذا المضمون ناظراً إلى العقلاء لا الأطفال إلا أنه يعطي الصورة العامة عن الضرب بنظر الإسلام العزيز.

وعليه فكثير من ضرب الأطفال في السنوات الأولى كما يفعله الكثير من الآباء والأمهات أمر خارج عن الشرع وعليهم الإقلاع عنه الى الأساليب الأخرى.

ووردت بعض الروايات تجيز الضرب الخفيف، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم على تركها إذا بلغوا تسعاً))(6).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((أدّب صغار بيتك بلسانك على الصلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً))(7).

فهنا الضرب إن جاز فهو عند ترك الواجبات المهمة، وذلك بعد الموعظة والتنبيه على أنه بكمية وعدد قليل لكي لا يعد انتقاماً ولا يوجب الدية.

بعض موارد جواز العقوبة

أ ـ العقوبة عند خوف الانحراف: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الصبي إذا شب فاختار النصرانية وأحد أبويه نصراني أو (هما) مسلمين، قال: ((لا يترك ولكن يضرب على الإسلام))(8).

ب ـ الضرب للتأديب عن النبي (صلى الله عليه وآله) فيما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ((لا تضربن أدباً فوق ثلاث))(9).

تحديد العقوبة البدنية

1- قال حماد بن عثمان قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) في أدب الصبي والمملوك؟

فقال: ((خمسة أو ستة، وارفق به))(10).

2- وعن النبي (صلى الله عليه وآله) فيما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: ((لا تضربن أدباً فوق ثلاث، فإنك إن فعلت فهو قصاص يوم القيامة))(11).

3- وقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) لصبيان: ((القوا ألواحهم بين يديه لينظر فيه يخيّر بينهم: أبلغوا معلمكم إن ضربكم فوق ثلاث ضربات في الأدب اقتص منه))(12).

____________________________

(1) مكارم الأخلاق: 207، الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم، في فضل الأولاد.

(2) عدة الداعي: 61، وبحار الأنوار للمجلسي: 101 / 99. ومعنى الهجر: إظهار عدم الرضا بأعماله وعدم الاعتناء إليه ضمن الهدف.

(3) چه میدانیم؟ تربيت أطفال دشوار: 94.

(4) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص 108 طبعة النجف الأشرف.

(5) الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي، المحاضرة الخامسة عشرة.

(6) مستدرك الوسائل 2: 624.

(7) تنبيه الخواطر، لورّام بن أبي فراس: 390 ـ دار التعارف بدون تاريخ.

(8) وسائل الشيعة: 18 / 546.

(9) مجموعة ورام: 358.

(10) وسائل الشيعة: 18: 581.

(11) مجموعة ورام: 358.

(12) وسائل الشيعة: 18: 581. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.