المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



عدم احترام الشباب  
  
1403   03:53 مساءً   التاريخ: 2023-05-08
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص223 ــ 229
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016 2032
التاريخ: 11-4-2017 5589
التاريخ: 26-12-2020 2076
التاريخ: 26-5-2020 2353

من العوامل المهمة التي تبعث على تمرد جيل الشباب هو عدم احترام شخصية الشاب وإهانته وتحقيره. ولكي لا يغرق الفتيان قسراً في دوامة الاندفاعات العاطفية ولكي لا تثور فيهم روح الانتقام مما يدفعهم إلى ارتكاب أعمال قبيحة ومنبوذة ، ينبغي على الوالدين في المنزل والمري في المحيط التربوي التعامل معهم بما لا يثير نفسياتهم الرقيقة والهشة ، ولا يجرح عواطفهم وأحاسيسهم كي لا يشعروا بالحقارة والدناءة ، لأن مثل هذه الحالة النفسية إن وجدت فإنها قد تثيرهم وتدفعهم إلى ارتكاب أعمال غير مباحة .

جرم الشباب :

«إن أهم الدراسات التي جرت حول الجوانب النفسية - الطبية لجرائم الشباب وأكثرها دقة، دراسة قام بها العالمان« هيلي وبرونر». فقد قام هذان العالمان بإجراء اختبار دقيق لـ(105) أزواج من الأطفال الذين كانوا قد ارتكبوا مخالفات كبيرة، وقارنا بينهم وبين عدد من إخوانهم وأخواتهم ممن لم يرتكبوا خلافاً ، وذلك للكشف عن العوامل المتعلقة بالوراثة والمحيط الاجتماعي والاقتصادي، وقد توصل هذان العالمان إلى نتيجة مفادها أن واحداً وتسعين بالمئه من الشبان المجرمين يعانون من اختلالات عاطفية، أي أنهم من ناحية العلاقات العاطفية يشعرون بعدم استقرار وأمان كونهم لم يشعروا بالعطف والحنان، ويعانون من ناحية الانضباط الأسروي من اختلالات عاطفية، كما أنهم يضمرون شيئاً من الحقارة والحسد وحب المنافسة لإخوة لهم ، كذلك تبدو عليهم آثار صراعات عاطفية نفسية عميقة يصحبها إحساس لا شعوري بالذنب مع رغبة في تلقي العقاب»(1).

العنف دون سبب :

إن مما لا شك فيه أن جانباً من طغيان الشباب وتمردهم مرده افتقارهم للعطف والحنان، ومعاناتهم من تصرفات غير عقلانية تصدر عن أبويهم. فالتحقير والتأنيب في غير محلهما والقسوة والعنف والاعتراض والانتقاد الذي قد يصدر عن أبوين جاهلين يغيظ الشباب من الأبناء ويدفعهم إلى اتخاذ موقف معاد في مواجهة هذه التصرفات، وقد وجه أولياء الله سلام الله عليهم أجمعين انتقادات قوية لمثل هؤلاء الآباء والأمهات الجهلة.

الأحاسيس الحادة :

رغم أن الأعمال المشينة والتصرفات السيئة الصادرة عن بعض الآباء والأمهات تشكل عاملاً من عوامل طغيان جيل الشباب وتمرده ، إلا أنه لا بد من القول إن الأحاسيس الحادة والأفكار غير الناضجة للشباب أنفسهم تلعب دوراً أكثر تأثيراً في روح العداء والاستبداد التي تتلبسهم. فأصحاب العقول النيرة من الآباء والأمهات الذين يتفكرون في عواقب الأمور قد يرفضون لأبنائهم الشباب أحياناً بعض المطالب الساذجة وغير المدروسة لأنها تتعارض - حسب اعتقادهم - ومصلحتهم. لكن الأبناء الشباب يعتبرون هذا الرفض إهانة لشخصيتهم ويشعرون بالخيبة والاستحقار مما يشعل نيران الغضب في نفوسهم ويدفعهم إلى ارتكاب أعمال غير عقلانية وحتى غير إنسانية أحياناً للتعويض عن الخيبة الوهم التي واجهتهم.

فالبعض يطلق لسانه توهيناً وإساءة لأبويه ، ويده تطاولاً عليهما، والبعض الآخر يغضب ويهجر بيته وذويه كخطوة احتجاجية، حتى ان هذا البعض يغادر أحياناً حتى مدينته تاركاً أبويه يتخبطان اضطراباً وقلقاً. والبعض من الشبان ممن هم أكثر جهلا يرتكب أعمالاً وحشية وخطيرة لا يمكن تلافيها، والبعض الآخر يقدم على الانتحار نتيجة ضغوط نفسية حادة يعاني منها.

عجز العقل:

كل هذه الأعمال غير المباحة والتصرفات السيئة ناجمة عن عجز في العقل وحدة في الأحاسيس والميول العاطفية لدى جيل الشباب. وطالما لم يتجاوز الشاب هذه المرحلة الحساسة وهذا الإعصار، فإنه يظل يعاني من عدم توازن بين عقله وأحاسيسه.

الدوافع العاطفية:

حقيقة مرة لا يمكن إنكارها وهى أن غالبية الشباب يقبعون تحت تأثير أحاسيسهم الملتهبة ، فعندما تثير الدوافع العاطفية والميول النفسية هذه الأحاسيس فإنهم لا يميزون بين خير أعمالهم وشرها بسبب قصور في الفكر وقلة في التجربة، متجاهلين ما قد يترتب على قراراتهم الارتجالية المستعجلة من عواقب وانعكاسات. وإذا لم يتدخل الآباء والأمهات الحريصون على مستقبل أبنائهم لمعارضة هذه القرارات المتهورة والحؤول دون تسرعهم وتفريطهم فإن أحداثاً غير محمودة قد تقع، وقد يتسببون في خطوة منافية لمصلحتهم في بروز مشاكل عضال تواكب مسيرتهم الحياتية. كان لعبد الملك بن مروان عين بالمدينة يكتب إليه أخبار ما يحدث فيها، وإن علي بن الحسين (عليه السلام) أعتق جارية له ثم تزوجها، فكتب العين ذلك إلى عبد الملك الذي كتب إلى علي بن الحسين (عليه السلام): أما بعد فقد بلغني تزويجك مولاتك ، وقد علمت أنه كان في أكفائك من قريش من تمجد به في الصهر، وتستنجبه في الولد ، فلا لنفسك نظرت ولا على ولدك أبقيت والسلام.

اللوم في غير محله:

فكتب إليه الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): أما بعد، فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي وتزعم أنه قد كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر، وأستنجبه في الولد وأنه ليس فوق رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرتقى في مجد ولا مستزاد في كرم. وإنما كانت ملك يميني ثم خرجت من ملكي فأراد الله عز وجل أمراً ألتمس به ثوابه فارتجعتها على سنته ومن كان زكياً في دين الله فليس يخل به شيء من أمره، وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة، وتمم به النقيصة، وأذهب اللوم ، فلا لوم على أمرئ مسلم إنما اللوم لوم الجاهلية والسلام.

فلما قرأ الكتاب رمى به إلى ابنه سليمان فقرأ، فقال: يا أمير المؤمنين لشد ما فخر عليك علي بن الحسين!!، فقال: يا بني لا تقل ذلك فإنها ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر، وتغرف من بحر، إن علي بن الحسين (عليه السلام) يا بني يرتفع من حيث يتضع الناس(2).

الأفكار المنبوذة:

وقد رد الإمام السجاد (عليه السلام) على كتاب عبد الملك بن مروان ، مشيراً إلى المنزلة الرفيعة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وافتخار أبنائه به، وموجهاً اللوم بشكل غير مباشر إلى عبد الملك على جهالة كلامه. واعتبر (عليه السلام) أفكار ابن مروان الخاطئة بأنها من بقايا الأفكار المنبوذة والمطرودة لعهد الجاهلية. وطبيعي أن يثير كتاب كهذا غضب واستياء عبد الملك وابنه سليمان.

لم يكن من اللائق والمفروض أن يوجه عبد الملك كتاباً إلى الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) يلومه دون مبرر على عمل صحيح وقانوني أقدم عليه، ولكن بما أنه قد كتب ما كتب كان الأجدر به أن يستعد لاستلام ردّ غاية في الدقة والفطنة من الإمام (عليه السلام)، ليقف عند عواقب فعلته.

تطرف الشاب:

استطاع عبد الملك الذي كان قد تجاوز مرحلة الشباب، وبلغ عقله نموه الطبيعي، واكتسب تجارب لا بأس بها، استطاع إلى حد ما السيطرة على أحاسيسه، وصيانة نفسه من الانفعالات الخطيرة ، لكن ابنه الشاب الذي كان يطوي مرحلة شبابه ، ولم يكن قد بلغ كمال النمو العقلي، ولم يكتسب من الحياة شيئا من التجارب، كان من المستبعد أن يستطيع السيطرة على نفسه وتجنب الانفعال والتطرف واتخاذ المواقف الجاهلية حينما تنفعل أحاسيسه.

وجاء الرد القاطع للإمام السجاد (عليه السلام) بمثابة ضربة موجعة تلقتها نفسية الأب والابن معاً، حيث أثار فحواه غضبهما واستياءهما مع فارق بين حالتيهما، فالأب الخبير بشؤون الحياة وتجاربها قد أخفى إنفعاله ولم ينبس ببنت شفة ، بينما لم يستطع الإبن الشاب القليل التجربة السيطرة على نفسه ، فانفعل وأظهر غضبه واستياءه.

الرغبة في الانتقام:

لو كان زمام الأمور بيد الابن الجاهل الضيق التفكير لما تردد في الانتقام إرضاء لأحاسيسه، ولاستخدم كل القوى العسكرية وغير العسكرية في البلاد لإنزال أفدح الخسائر المادية والمعنوية بالإمام السجاد (عليه السلام) غير آبه للنتائج السلبية التي ستتمخض عن تصرفه هذا ، وذلك انتقاماً للفشل المعنوي الذي لحق به ، لكن الأب الناضج والعاقل الذي أدرك القضية بمختلف أبعادها، رأى بعد أن أعاد حساباته أن عواقب الانتقام من الإمام (عليه السلام) أكثر مرارة من رد الإمام السجاد (عليه السلام) على كتابه ، لأن أي مكروه كان سيلحقه بالإمام (عليه السلام) كان أثار غضب الرأي العام وسخطه، وربما دفع بالرعية إلى الثورة على حكومته وإسقاطها.

دليل التعقل:

لقد توصل عبد الملك بن مروان من خلال إعادة الحسابات والتفكير ملياً بعاقبة الأمور إلى هذه النتيجة وهي أن يتحمل أعباء الضغط النفسي الذي أحدثته رسالة الإمام السجاد (عليه السلام) ، وأن يغض النظر عن الانتقام الذي يحمل أخطاراً أكثر جسامة، ولا بد من تحمل الهزيمة المعنوية التي لحقت به من جراء تلك الرسالة، لتجنيب نفسه غضب الرأي العام وسخطه، ففي ذلك هزيمة أكبر. ومن هذا المنطلق العقلاني قرر عبد الملك التزام الصمت، وطلب من ابنه عدم إثارة هذا الموضوع ثانية، وهذه الخطوة بحد ذاتها دليل على تعقله وتدبره.

ميزان المساوئ :

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل من يعرف خير الشرين)(3).

إن الرجل الناضج العاقل لا يفكر في إرضاء ميوله ورغباته فقط، بل يفكر بعقله النير بما هو أبعد من ذلك ، فهو يعمل على إرضاء هذه الميول والرغبات إلى حد لا يسبب له شقاء ومستقبلاً مظلماً. أما الشبان فتتغلب عليهم احاسيسهم وتمنعهم من التفكير بعواقب أعمالهم ، وهذا ما يؤدي بهم إلى ممارسة أعمال قبيحة وغير مباحة وبالتالي إلى الانحراف.

وإذا ما أراد الشباب أن ينجحوا في السيطرة على عواطفهم وأحاسيسهم، وحماية أنفسهم من الأخطاء المحتملة، وتعديل ميولهم النفسية وإدارتها على أفضل وجه، ينبغي عليهم أن يلتفتوا إلى النقاط المهمة التالية:

سدّ في وجه السعادة :

أولاً: على الشاب أن يعلم بأن الغرور والاستبداد وتحرر العواطف والأحاسيس تشكل أكبر سد في وجه السعادة، والشاب الحريص على سعادته عليه أن يجهد نفسه للسيطرة على أهوائه النفسية وميوله العاطفية، واستخدامها في موقعها المناسب وبالمقدار المناسب، والحيلولة دون طغيانها وتمردها.

___________________________

(1) علم النفس الاجتماعي، ص447.

(2) بحار الأنوار ج 11، ص45.

(3) بحار الأنوار ج17، ص116. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.