أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2017
5699
التاريخ: 11-1-2016
2008
التاريخ: 11-1-2016
2004
التاريخ: 14-8-2020
1517
|
إن أول معلم يعلم الطفل دروس الحياة ويطبع على قلبه البريء وذهنه الصافي آثاراً إما حسنة أو سيئة ، هو الأب والأم . وأول عامل يجعل الطفل البري يتسم صفات إما حميدة او ذميمة ، ويولد فيه ميولاً ورغبات إما مباحة أو غير مباحة، هو التربية الاسرية.
فالطفل منذ ولادته ينمو ويترعرع جسماً وروحاً في محيط اسرته ، ويوضع الحجر الأساس لتركيبته الجسمانية والأخلاقية في أحضان أبويه ، لذا فإن المثقفين الواعين والحريصين من الآباء والأمهات هم القادرون على تربية أبناء أكفاء صالحين وتقديمهم للمجتمع، على عكس الجهلة والمهملين منهم الذين لا يقدمون إلى المجتمع سوى حفنة من الأشرار والفسقة.
«لا شك أن الطفل ربما تمكن في المستقبل من بناء شخصيته والانطلاق بها نحو المجد والعلا، ولكن قدره غالباً ما يكون مرتبطاً بأسلوب من يحتضنه ويرعاه في التربية، ويضع له القواعد الاولى لسلوكه وأخلاقه، ويجسم ويصور له اولى توقعاته بالنسبة للحياة».
«ليس هناك أية تركيبة اجتماعية تؤثر في بناء الطفل مثل المنزل ، ففيه توضع قواعد الأخلاق. والمنزل الذي يسود فيه التفاهم والمحبة والألفة بين أفراده ، تتهيأ سبل الكمال بنحو أسرع ، ويؤخذ بيد الطفل نحو الاعتماد على النفس وتحقيق الجدارة والكفاءة ، وتنمية روح التفاهم وحب المسؤولية في نفسه. أما المنزل الذي ينعدم فيه التفاهم والمحبة والألفة بين أفراده فلا سبيل للكمال ، وفيه يشعر الطفل بأنه منبوذ من قبل الجميع ، وربما كان هذا سبباً في عدم تحركه في الحياة بثقة واطمئنان، أو أنه يصاب بصدمة خوف من كثرة ما يتعرض له من تهديد، فيتملكه الخوف من أدنى شيء، وهذا ما يجعله بعد فترة يخجل من نفسه، أو أنه يتلقى معاملة من أبويه يعجز معها عن التكهن بردة فعلهما إزاء الواقع ، وهكذا يعيش الطفل دائماً حالة عصبية ، أو أنه يصبح مجرد وسيلة يتنافس عليها أبواه، أو أنه يجد نفسه مرغماً على الدخول في منافسة عمياء للحصول على ما يبتغيه ، أو أنه يتوصل من خلال معاشرة من هم أكبر منه سناً إلى نتيجة خاطئة تقول بأن الحياة لا معنى لها إذا ما صرف الإنسان النظر عن تحقيق أمانيه وسد احتياجاته».
«والذين يولدون في منازل ووسط اسر كالتي أشرنا إليها آنفاً يطوون مرحلة الطفولة دخولاً إلى مرحلة البلوغ دون أن يكونوا أهلا لارتقاء سلم الكمال»(1).
بذور التربية:
إن قلب الطفل أشبه ما يكون بالأرض الخصبة المستعدة لاستقبال بذور أي نوع من النباتات، وتوفير مستلزمات النمو والنضج لها. والسلوك الصحيح أو الخاطئ للأبوين وأسلوبهما التربوي داخل الأسرة، بمثابة بذور تنثر في ضمير الطفل، لتنمو تدريجياً حتى تنضج وتثمر بعد أن يتكامل نموها وتفتّحها.
وتأتي ثمرة التربية الأسروية الحسنة أو السيئة على شكل رغبات إيجابية أو سلبية تستقر في ضمير ووجدان الشاب الذي لا يلبث أن يحثّ الخطى لإشباعها. أما نتائج التربية الأسروية فتكون على شكل صفات حميدة أو ذميمة يتسم بها الشاب وتكون أساساً له في معاشرة الناس.
______________________________
(1) كتاب العقل الكامل، ص 221.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|