المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المياه الجوفية في الوطن العربي
2024-11-03
الظواهر الجوية الكهربائية وآثارها العسكرية - عمليات الطيران والهجوم الجوي
16-5-2021
الاديان الخارجية
16-1-2017
من تعقيبات صلاة الفجر / دعاء لدفع البلاء.
2023-06-06
الإباء - من الله - المنع
16-11-2015
Franklin Graph
27-3-2022


المربيات  
  
1121   11:33 صباحاً   التاريخ: 2023-03-18
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص303
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

يعملن في البيت وتعتني كل واحدة منهن بطفل واحد، بمعنى أن هناك مربية واحدة لكل طفل كما أنك من يقوم باختيارها. إنه اختيار مكلف ويبدو أن الكفاءة تتفاوت أيضا بدرجة ملحوظة (هل المربية مهتمة بابنك بالفعل أم بمشاهدة التلفاز؟)، إنها تمثل مهمة شاقة بالنسبة للشخص الذي لا تروقه مهمة العناية بالأطفال، وقد ذكرت إحدى المتحدثات في أحد برامج رعاية الطفل أنها قد توالى عليها ثلاث مربيات لطفلها البالغ من العمر عاماً واحداً على مدى ستة أشهر فقط، حيث قالت: (إنها ليست بالمهمة الشيقة بالنسبة لفتاة في السابعة عشرة من عمرها أن تبقى مع طفل طوال اليوم)، (وهنا يمكن أن نضيف أنها ليست شيقة أيضاً بالنسبة للرضيع)، أما الجانب الإيجابي فهو أن بعض المربيات يتمتعن بالفعل بمهارة فائقة ويعتبرن بمثابة سند هائل للأسرة، وهذا يعني أنها ستعتني بطفلك داخل بيتك .

غير أن هناك أثر جانبي للمربيات سوف يلحظه الأهل، وهو ينطبق أيضاً على أي نوع من أنواع الرعاية الجيدة. فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في شمال أمريكا - حيث تنتشر المربيات داخل الأسر بدرجة كبيرة - أن المربية تقلل بالفعل من حميمية العلاقة بين الطفل وأمه، حيث إن الطفل يميل بطبعه إلى الشخص الذي يمنحه الدفء ويكرس له جل الوقت.

إنها مشكلة مفهومة وهذا يعني وجوب عدم المبالغة في الاعتماد على المربية، وكذلك الموازنة بين الوقت الذي يقضيه الطفل مع الأم والأب وذلك الذي يقضيه مع المربية. فليس هناك ما يعيب ارتباط الطفل عاطفياً بالكثير من الأشخاص. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.