المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



إضفاء القوة على رسائلنا  
  
1045   08:59 صباحاً   التاريخ: 2023-03-05
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص22 ــ 25
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2799
التاريخ: 11-1-2016 1860
التاريخ: 8-1-2016 2317
التاريخ: 9-1-2016 1822

لقد أدرك العلماء أن تأثير الرسالة يكون أعمق في عقل المتلقي إذا كان مصحوباً بإشارات أخرى تدعمها، مثل اللمس والتواصل البصري وقوة الصوت، إنه أمر في منتهى البساطة.

إذا قال لك أحدهم (أنت وباء !)، فسوف تشعر باستياء على الأرجح. غير أنه إن قالها وهو مقطب الجبين وبصوت مرتفع، فسوف يزداد الوضع سوءاً.

فإذا قالها بصوت مرتفع جداً وتحرك باتجاهك وهو يشير إليك مهدداً وقد بدا خارجاً عن وعيه قليلاً؛ فسوف تشعر أنك تواجه مشكلة.

وإذا كان هذا الشخص يفوقك ضخامة بشكل واضح، أو كان أحد أفراد عائلتك أو كان أحد الأشخاص الذين تعتمد عليهم؛ فسوف تظل تذكر تلك الحادثة - على الأرجح - طوال عمرك.

يبدو أن الرجل والمرأة العصريين (خاصة الذين ينحدرون من أصل أنجلو ساكسوني)، قد باتا مكبلين بضغوط الحياة اليومية.

لقد أصبحت أحاديثنا وأفعالنا تفتقر إلى العاطفة أو القوة بدرجة كبيرة. أي أننا أصبحنا نميل إلى كبت المشاعر السيئة والجيدة داخل أنفسنا، وعندما تسير الأمور على غير ما يرام؛ فإننا نحاول تحمل العبء دون أن نصدر أية إشارات خارجية.

وبسبب ذلك، قد يعيش أطفالنا في موقف تكون رسائل الحياة اليومية فيه غامضة بشكل كبير وغير مباشرة: (لا تفعل ذلك الآن يا عزيزي؛ تعال إلى هنا)، (أنت فتى جيد)، وهكذا تبدو الرسائل السلبية والإيجابية عرضية ومفتقرة إلى التأثير الكبير.

وفيما بعد وفي أحد الأيام عندما تثقل ضغوط الحياة كاهل الأب والأم؛ ينفجر أحدهما قائلاً: (أيها المزعج؛ أتمنى أن تصمت)، ومثل هذه العبارات تكون مصحوبة بنظرات قاسية، أو اقتراب شديد ومفاجئ من الطفل، أو صوت مدوٍ، وقدر كبير من فقد السيطرة مما يترك أثره الذي لا ينسى على ذاكرة الطفل. أما الرسالة؛ فإنها تصبح حتمية على الرغم من عدم صحتها (هذا هو رأي أبي وأمي في!).

إن الكلمات التي يتخيرها الأب أو الأم في هذه الأوقات العصيبة قد تتسم بالقوة المبالغ فيها:

(ليتك ما اتيت إلى الدنيا).

(أنت طفل شديد الغباء).     

(أنت تقتلني، هل تسمعني؟).

(اود أن أخنقك).

ليس من الأمور السيئة أن تغضب من الأطفال، أو أن تبدي غضبك أمامهم، بل على العكس يجب أن يعرف الأطفال أن الإنسان يمكن أن يغضب، وأن يتخلص من التوتر، وأن يكون مسموعاً ولكن بشكل آمن. تذكُر، (اليزابيث كوبلر روس)، أن الغضب الحقيقي يدوم لمدة 20 ثانية ويعبر عنه الشخص في شكل ضوضاء. غير أن المشكلة تنبع من كون الرسائل الإيجابية، (أنت عظيم)؛ (نحن نحبك)؛ (نحن نعتني بك)، لا تتساوى في قوتها ومصداقيتها مع الرسائل السلبية. فنحن غالباً على الرغم من أننا نشعر بتلك الأشياء، لا نعمل على توصيلها إليهم.

إن كل طفل تقريباً يحظى بقدر كبير من الحب، غير أن الكثير من الأطفال قد لا يدركون هذه الحقيقة، بل وقد يقضي الكثير من الراشدين حياتهم بالكامل معتقدين أنهم كانوا يشكلون مصدراً للإزعاج والإحباط لآبائهم. إنها لمن أكثر اللحظات المثيرة للمشاعر لطبيب الأسرة عندما يستطيع أن يزيل سوء الفهم بين الآباء وأبنائهم.

في الأوقات التي تتعرض فيها حياة الطفل لبعض الهزات - مثل ميلاد طفل جديد في الأسرة، أو انهيار الزواج، أو فشله في الدراسة، أو إخفاقه في الحصول على عمل وهو في سن المراهقة يملؤه الأمل ـ تتجلى أهمية توجيه الرسائل الإيجابية المصحوبة بالتربيت على كتف الطفل والتواصل الدافئ بلغة العيون معه: (مهما يحدث؛ يجب أن تعلم أنك تمثل أهمية خاصة بالنسبة لنا جميعاً. نحن نعلم أنك شخص عظيم). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.