المدققون الداخليون 

يتناول هذا الجزء الجوانب المختصة بالمدققين الداخليين الذين يقومون على تنفيذ مهام التدقيق الداخلي بحيث نناقش هنا الجوانب التالية :ـ

- الصفات التي يجب أن تتوفر في المدقق الداخلي.

- المعارف والمهارات التي يجب أن يتمتع بها المدقق الداخلي.

- العناية المهنية اللازمة للمدقق الداخلي.

أولاً: الصفات التي يجب أن تتوفر في المدقق الداخلي:

قبل الخوض في مهارات المدقق الداخلي واحترافيته في تنفيذ مهامه وإجراءات تطوير كفاءته وإجراءات تطبيق العناية المهنية اللازمة في مهامه يجدر الإشارة إلى أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها المدقق الداخلي والتي تلعب دوراً أساسياً في إدارة علاقته مع الجهات ذات العلاقة بنشاط التدقيق الداخلي وذلك حتى يتم تحقيق الأهداف الموضوعة والوصول إلى نتائج جيدة.

وفيما يلي أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها المدقق الداخلـي:۔

اللباقة في التعامل مع الآخرين: 

عندما يكون المدقق الداخلي يتمتع بلياقة الحديث أثناء المناقشة أو التواصل مع الأخرين من خلال اختيار العبارات الملائمة في التخاطب المبنية على الاحترام لمن يقوم بمخاطبته، وكذلك بإبداء التقدير للآخرين، فإنه يعكس انطباعاً عند الأخرين بتقبل آراءه وتوصياته ويشجع الآخرين على التعاون معه وتسهيل مهامه، وهنا على المدقق الداخلي أن يراعي إن كل مستوى إداري يستلزم طريقة معينة من التعامل فلا يجوز أن يتعامل مع مدير تنفيذي كما هو الحال مع موظف مستجد.   

الاتزان:

على المدقق الداخلي أن يكون متزناً في التعامل مع الآخرين بحيث لا تقلل تصرفاته من شأنه أمام الآخرين، بحيث لا يكون مبالغاً في الحديث في مواضيع جانبية لا تمت للعمل بصلة مثل مواضيع أفلام التلفزيون أو المباريات الرياضية ... الخ أو الإكثار من المزاح.

كذلك يجب أن لا يكون متحفظاً بشكل مبالغ فيه، لذا عليه إبداء المرونة في التعامل حتى يكون مقبولاً من قبل الآخرين

الصبر والمثابرة :  

إن مهنة التدقيق تتطلب جهداً كبيراً وأحياناً تتطلب الدخول في مراحل مختلفة ووقتاً طويلاً للوصول إلى النتائج المرجوة ، وفي بعض الأحيان يصطدم المدقق بعقبات سواء في الحصول على المعلومات أو بالتعامل مع الآخرين، لذلك يجب أن يكون صبوراً ومثابراً ونشيطاً، وأن يكون حريصاً بأن لا يتسلل الملل اليه.

الاستماع والإنصات الجيد : 

على المدقق أن يستمع لآراء الآخرين أثناء المناقشة، وأن يعطي الآخرين الفرصة الكاملة في التعبير عن آرائهم وهذا يؤدي في النهاية إلى مساعدته في نتائجه وتوصياته.

سعة الأفق: ۔

يجب أن يكون المدقق واسع الأفق مطلع وتفكيره عميق ولا يرتبط بموقف معين بل عليه تقييم المواضيع من كافة النواحي حتى تكتسب نتائجه ثقة الأخرين.

الثقة بالنفس: ـ

تأتي الثقة بالنفس من خلال امتلاك المعلومات الصحيحة والتطوير المستمر والاطلاع على المستجدات باستمرار لذلك على المدقق الاستمرار بتطوير نفسه، وأن يضع نصب عينيه دائماً بأنه يقدم أفضل ما يمكن تقديمه.

الشجاعة: ـ   

يجب أن يكون المدقق شجاعاً في الحق، وأن ينقل النتائج كما هي، ولا يلتفت إلى أي ضغوطات من أي مستوى إداري کان، ومن الجدير ذكره أن الشجاعة تتأتي من الثقة بالنفس، فإذا كان المحقق واثقاً من النتائج التي تم التوصل إليها هذا حتماً سيعزز قدرته على مواجهة أي ضغوطات يمكن أن تقابله .

الهدوء وعدم التسرع : ـ

على المدقق أن يكون هادئاً وألا يتفاعل مع أي عبارات أو استفزازات قد يسمعها من الآخرين، بمعنى يجب أن تكون ردود أفعاله هادئة وغير متسرعة وعلى المدقق تجنب ردة الفعل السريعة المبنية على موقف معين قد يكون تعرض له، لأن ردود الأفعال السريعة قد تقود إلى أخطاء في التصرف وقد تؤثر سلباً على مهمة المدقق وحتى على إدارته .

قدوة للآخرين:ـ

قال الشاعر:

لا تنه عن خلقٍ وتأتي بمثله                     عارُ عليك إذا فعلت عظيم

إن التزام المدقق بالأنظمة والتعليمات والتصرفات المثلى وقواعد السلوك الأخلاقي تؤدي إلى تقبل نتائجه من قبل الأخرين وتزيد الثقة فيها، فالمدقق يعمل على مراقبة الالتزام بالأنظمة وإيصال المخالفات إن وجدت للإدارة العليا وتتم المحاسبة عليها، فكيف يقوم برصد مخالفات الأخرين لأنظمة وقواعد هو نفسه خالفها ويكون موقفه ضعيفاً أمام الآخرين.

حسم المواقف : ـ  

على المدقق أن يحسم المواقف في ظل الأنظمة والتعليمات بحيث لا ينقاد وراء الجدل المتواصل مع الآخرين في جوانب عمل تم حسمها من خلال التعليمات والأنظمة بصورة واضحة تجنباً لإضاعة الوقت لاسيما وأن تنفيذ مهامه محددة بفترة زمنية معينة.

تطوير الذات : ـ

على المدقق متابعة التحديثات والمستجدات، وتنمية مهاراته باستمرار لاسيما وأنه يقوم بالمراقبة على هذه المستجدات، كما عليه أن يواكب أي تطوير في مجال مهنته وتقديم اقتراحات للتطوير. 

التواضع :ـ  

على المدقق الا يتعامل مع الأخرين بالفوقية والاستعلاء، ويجب أن يحترم الآخرين ويتعامل معهم بتواضع.

المدقق الإيجابي والمدقق السلبي :

من هو المدقق الإيجابي:

1- يفهم تماماً أهداف التدقيق الداخلي ويعمل على تحقيقها.

2- يفهم مبدأ الموضوعية ويعمل على تطبيقه أثناء قيامه بتنفيذ مهامه.

3 ـ يتعامل مع الآخرين بلباقة واحترام.

4- يتواضع في التعامل مع موظفي الوحدات محل التدقيق.

5ـ يحرص باستمرار أن يكون قدوة للأخرين ويلتزم بذلك.

6 ـ يختار الوقت المناسب عند مناقشة الموظفين في الوحدات محل التدقيق أو عند طلب المعلومات.

7 ـ يقدر ويحترم آراء الآخرين ويناقش فيها إيجابياً.  

8- يفهم قواعد السرية ويحافظ على سرية المعلومات التي يطلع عليها . ولا يفكر في استغلالها لتحقيق مصالح شخصية.

9- من الصعب استفزازه ويتمالك نفسه عند الغضب.

10 - يحرص باستمرار على تقديم توصيات بنّاءَة تعمل على إضافة قيمة للمؤسسة .

11- يعمل على مناقشة الأخرين وحسم المواقف أثناء النقاش.

12 - يتمتع بالمرونة أثناء تنفيذ المهام.

13 - يمتاز بالاتزان أمام الجهات الخاضعة لعمليات التدقيق.

14ـ يعمل على توعية الموظفين بأهمية الالتزام بالضوابط الرقابية .

15ـ يعمل على تطوير نفسه باستمرار ويحرص على تقديم اقتراحات لتطوير أعمال أدار ته .

من هو المدقق السلبي:

1- يتعامل مع الموظفين في الوحدات الخاضعة للتدقيق بفوقية واستعلاء.

2- يستخف بآراء وقدرات واقتراحات الأخرين ويقلل من شأنها.

3- يتمسك برأيه ويكون حدياً في النقاش ولا يتقبل الرأي الآخر.

4- يعتمد على آراء الآخرين عند تقديم توصياته . 

5ـ يوجه انتقادات لزملائه المدققين أمام الآخرين ويسمح بانتقادهم أمامه.

6ـ يطلب المعلومات في أوقات غير مناسبة وأحياناً يطلبها بطرق غير لائقة تثير استفزاز الأخرين.

7- من السهل استفزازه ولا يتمالك نفسه .

8 ـ سريع الملل أثناء قيامه بتنفيذ مهام التدقيق.

9- يركز بشكل كبير على الجوانب الفرعية على حساب الجوانب الرئيسية والهامة.

10 ـ أثناء قيامه بتنفيذ المهمة يكون هدفه الأكبر تصيّد الأخطاء.

11- تعامله مع الموظفين أو بعضهم في المراكز التي تخضع للتدقيق مبني على الشك دون وجود أي قرائن أو أدلة تثير الشكوك.

12- يوجه الاتهام للأخرين بتسرّع وقبل الحصول على الأدلة التي تؤيد الاتهام.

13- يفتقر لروح المبادرة .

14- لا يهتم بتطوير نفسه.