المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الزراعة
NaN-undefine
شروط انشاء السند الرسمي
21-6-2016
إدريس بن عبد الله القمي
21-9-2020
حرمة صيد البرّ في الحل والحرم على المحرم.
18-4-2016
التوحيد في الحاكمية والتقنين
25-10-2014
الاحداث بعد بيعة اهل الكوفة للحسن
4-03-2015


الأبوة ـ مشاركة الأبناء  
  
977   09:02 صباحاً   التاريخ: 2023-02-16
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص58 ــ 62
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2022 2002
التاريخ: 7-12-2016 1801
التاريخ: 28-1-2021 2314
التاريخ: 2024-01-29 886

عندما كان طفلنا صغيراً؛ كنا نعيش في مدينة هادئة تبعد عن مكتب البريد والمتجر العام بنصف كيلو متر، كنا نستمتع بالسير للحصول على البريد في صباح الأيام - المشمسة وكان الأمر يستغرق عشر دقائق للوصول إلى هناك والعودة إلى المنزل. ما لم تصطحب معك طفلاً في الثانية من عمره!، إن الطفل في الثانية من عمره لا يفكر مثل الشخص الناضج إنه لا يعرف معنى (الأهداف بعيدة المدى)، فهو لا يعرف معنى إنجاز المهمة التي يسعى إليها. إنه بعيد كل البعد عن هذا المفهوم. لقد كانت كل خطوة في الطريق تثير موضوعاً للتفاوض المكثف! (أريد أن ألهو في الخضرة والماء!).

ذات مرة ـ ومن منطلق البحث العلمي ـ قررت أن أجرب شيئاً ما؛ استسلمت تماماً وتركت لطفلي العنان وسمحت له أن يفحص كل مستنقع، وحفرة، ودودة ميتة، وبقعة مياه وكل صخرة كان يرغب في تفحصها على طول الطريق، (فإن كانت المؤثرات الأولى في حياة الشخص توثر على مجال عمله في المستقبل؛ فإن ابني سوف يكون له مستقبلاً باهراً في مجال الأعمال الصحية)، على أية حال؛ لكي نختصر قصة طويلة جداً كان الطريق يستغرق ساعتين ونصف! وبعد فترة؛ بدأت أستمتع بهذه؛ الرحلة!

يبدو جلياً من كل الأشياء التي نعرفها عن الأسر أن الأطفال، وخاصة الصبية منهم يحصلون على الكثير من خلال تواجدهم مع الأب، إنهم يحصلون على شيء، مختلف ومكمل لما توفره الام في ذلك الوقت. كما أن التواجد مع الأب يعني في أغلب الأحيان المشاركة في عمل شيء ما، إن الأمر في الواقع ليس شبيهاً بما يتم عرضه في الأفلام والبرامج مثل برنامج (عائلة والتونز)، ففي هذا البرنامج يجلس الجميع في هدوء ويتحادثون معاً حديثاً من (القلب)، ربما كان هذا يحدث في الولايات المتحدة القديمة (رحم الله الأيام الخوالي)، ولكن في استراليا؛ قد يصاب الشخص بالإغماء التخشبي إن جلس وجهاً لوجه مع شخص آخر كما يحدث في البرنامج الأمريكي، وقد خلصت من خلال حديثي مع الأشخاص الناضجين الذين حظوا بعلاقات ناجحة مع آبائهم أنه كان هناك بالفعل حواراً يجمع بين الجانبين، غير أنه كان مستتراً بعناية داخل احد أنواع النشاط، إن الثقة والافضاء بسرائر النفس ينموان بالتدريج، بينما نقوم بتحميل الأخشاب أو إصلاح السيارة أو العناية بالماشية.

قد تلحظ أن بعض هذه الأنشطة تنتمي إلى الأنشطة الريفية، إن المدينة بالفعل تفتقر إلى المشاركة في عمل الأشياء كما أنها تفتقر إلى الحماس بدرجة كبيرة، يمكن فقط المشاركة كثيراً في إخراج القمامة!، يبدو أن التقارب يحدث بين الآباء والأبناء في المدينة في أوقات توصيل الأبناء بالسيارة بين نشاط وآخر كالانتقال من النادي الرياضي إلى درس الباليه، او.. الخ، هذا هو بالفعل الوقت الذي يستطيع فيه الاب ان يسأل أبناءه عن أحوالهم، وأن يوجههم قليلاً على ان يكون ذلك في حدود الوقت الذي تسمح به الرحلة.

أن مشاركة الأبناء الأنشطة يعتبر من الأمور الحيوية بالنسبة للأب. فهو يسمح بالتقارب التلقائي بين الأب وأبنائه. وهكذا تتطرق الحوارات إلى مدى أعمق، وتنمو العلاقة بشكل تلقائي ويستطيع الاب بمنتهى اليسر ان يوجه أبناءه ويعدل مسار حياتهم على نحو أفضل بكثير من توجيه افلام هوليوود ومجموعة الأصدقاء لهم.

عندما تشارك أبناءك في بعض الأنشطة هناك بعض القواعد البسيطة التي يجب أن تطبقها:

1ـ لا تتوقع انجاز أي شيء!

وخاصة مع الأطفال الصغار، (مثل الذهاب إلى مكتب البريد)، حيث لم يعد الهدف هو نفسه الهدف. إن كنت ـ على سبيل المثال - تعلمهم كيفية استخدام المفكات، فإنك لن تنجز تركيب أحد الأبواب بسرعة كبيرة. لذا دعك من هذا الأمر. إنهم سيذهبون للتجول لبعض الوقت وحينئذٍ سوف تستطيع تعويض هذا الوقت الضائع.

2ـ لا تشارك أبناءك العمل إلا عندما تشعر أنك على استعداد لذلك.

إن مساعدتهم لك في غرس بذور نباتات الربيع لن تجعل حديقتك باهرة. يجب أن تقرر ما يجب عمله: هل تسعى لأن تقضي وقتاً مع أبنائك أم أنك تريد إنجاز المهمة على الوجه الأمثل؟ إن كنت تسعى لتحقيق الهدفين؛ فسوف تشعر بالإحباط. يمكنك أن تشاركهم في التخلص من بعض الأوراق على أن يكون الهدف الأساسي هو الاستمتاع بصحبتهم. وهكذا سوف ينظرون إلى (مشاركة الأب أعمال الحديقة)، على أنها نشاط ممتع وسوف يتطوعون بعد عشر سنوات من تلقاء أنفسهم لجز الحشائش! 

3ـ استمتع بالأبوة، فإنها لا تدوم!

كنت في الثلاثينات من عمري عندما رزقت بابني، وكنت على قناعة بأن عمر الأبوة قصير. فعندما كان يتجول أبني حولي وأنا أقوم بعملي، كنت أقدر قيمة التواصل معه وأود أن أعرف ما يمكنني تعليمه إياه في مثل هذه السن وفي مثل تلك الظروف، باستثناء الوقت الذي كنت أعمل فيه على الحاسوب.

والخلاصة هي أنك كأب بحاجة لأن تقرر أولوياتك لحظة بلحظة والتي ستكون في بعض الأحيان الأبناء وفي أحيان أخرى غير ذلك. أما أحد أهم مميزات قضاء وقت مع أبناك فهي أنهم سوف يساعدونك على التمهل، وحينئذ سوف تشرع في إعادة اكتشاف بعض المتع الصغيرة والتي تعد الهبة التي يمنحونك إياها. إن الوقت الذي تقضيه مع الأطفال ليس وقتاً ضائعاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.