المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

إحترام قيمة الإنسان
21-11-2021
كن وصي نفسك
30-1-2021
الطحالب الحمراء Division Rhodophyta- Red Algae
2-3-2017
نظرية المسؤولية الاجتماعية
26-12-2019
Radio Number
8-5-2022
الإذاعة أثناء العهد الملكي
24-6-2021


الاسلام والتعصب  
  
1168   09:42 صباحاً   التاريخ: 2023-02-13
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص167 ــ 173
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

العصبية تعني التفكير بارجحيته ونسبه على الآخرين وقمع وتحقير واستصغار الناس. وهذا ما ينكره الدين الاسلامي أشد الانكار.

ورد عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله): (من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع اعراب الجاهلية).

ورد في (ج2، من وسائل الشيعة، ص477)، ما مضمونه (ان الاسلام قضى على نخوة الجاهلية والتفاخر بالآباء. كلكم من آدم وآدم من تراب).

وورد أيضاً عن الامام الصادق (عليه السلام): (من تعصّب أو تُعصّب له فقد خلع ربقة الايمان عن عنقه).

فالتعصب من الصفات المذمومة. والاسلام جاء ليقضي على هذه النزعة. لأن التعصّب يعني المواجهة مع الله سبحانه وتعالى والوقوف ضده.

لقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير الآية الكريمة: {اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].

قوله: (اعترته الحمية وغلبت عليه الشقوة).

ضرورة التعصب

يجب أن لا ننسى بأن هناك نوعاً من التعصب مقبولاً ومعقولاً إلى حد ما ويجب ان تكون هذه الصفة موجودة لدى الانسان أحيانا فيكون متعصباً لدينه ومذهبه واخلاقه وثقافته... وان لا يترك ذلك وراء ظهره.

ان بقاء اي فكر وأي مدرسة مرهون بدفاع افراده عنه وتفويت الفرصة على الأعداء كي لا ينزلوا ضربة بالأصول والاعتقادات التي نؤمن بها. وهناك رابطة عقلية بين التعلق والتعصب فاذا أراد الانسان أن يكون وفيا لدينه ووطنه واعتقاده وشرفه فيجب أن يدافع عنه ويجب ان تنمو وتتأصل هذه النظرة في نفسه.

والتعصب في بعض الموارد يعني الدفاع وحفظ الشرف والانسانية والاخلاق. ويعني ان الفرد يجب أن لا يسمح بأن يكون رفاهه ورخاءه وافراد عائلته عرضة وهدفاً لما هو غير مألوف ومناسب. وان لا يدع عائلته، وزملائه وقائده، والاهم من ذلك اعتقاداته في معرض الضرر وتلقي الصدمات.

التعصب بالنسبة للأمور التي يجب أن نتعصب لها. إذا كان ضعيفاً عندها سيكون السعي والجهد باطلاً وعديم الفائدة. وعندها سيفتح باب البطالة وضياع العمر هدراً بوجه الشخص ضعيف التعصب.

ان التعصب الايجابي والبناء يجب ان يكون منذ مرحلة الطفولة بارزاً لدى الطفل كي يستفيد من ذلك في مراحل الصبا والشباب والكهولة، فيكون مدافعا عن الحقائق والأساليب البناءة والهادفة. لكن من الضروري تربية هذه الصفة لدى الأطفال لكي لا تكون سداً مانعاً في طريق نمو وتطور الطفل ولكي نعمل على ايجاد التقارب بين افراد المجتمع ونمنع سيادة النظرة الضيقة والجمود الفكري.

والتعصب إذا أصبح عادة فإنه سيأسر صاحبه كما حدث لأرسطو الذي قال: (ان الرق شيئاً محبّذا ولكن بشرط ان لا يكون الرقيق من اليونانيين).

طرق اصلاح التعصّب

من أجل القضاء على التعصب الشديد والمفرط أو اصلاح التعصب العادي يجب اتباع الأساليب التالية:

1ـ النشاطات الثقافية: ان بعض المساعي الاصلاحية تتم عن طريق رعاة الجوانب الثقافية في البيت والمدرسة والمحافل الاخرى كوسائل الاعلام. ويتم ذلك كما يلي:

- التعرف على الحقائق الموجودة في المجتمع حول الانسان وقضاياه وحالاته الايجابية والسلبية.

- رفع مستوى الوعي لدى الافراد حول مختلف الوقائع والحوادث والتيارات.

- التعليم والايحاءات في نطاق ضرورة التفاهم والتنسيق والانسجام في جميع الامور.

- ذكر القصص حول الوحدة الاجتماعية بشكل يتم معه اخراج الاذى والنفرة من قلب الطفل.

- إشاعة الفكر الوحدوي وترسيخ روح التعاون لكي نتغلب على الايحاءات التي تسبب الشعور بالحقارة.

ـ عرض أفلام حول الحياة اليومية للشعوب والقوميات المختلفة وذلك لإيجاد تجربة عقلية لدى الطفل.

- التعريف بالموازين العلمية والاختلافات بين بني البشر في الجوانب الظاهرية والباطنية.

- اقامة المناقشات الحرة والجلسات من أجل تقريب آراء وافكار الاخرين بعضها ببعض وفتح المجال للحوار الهادف.

- تسليط الاضواء على علل بروز ظاهرة التعصب بلسان الأطفال وحسبما يرغبون.

2ـ النشاطات الاجتماعية. من أجل ارشاد وتوجيه الشخص المتعصب، هناك بعض الاساليب الاجتماعية يجب اتباعها في هذا المجال وهي:

- النمو والتطور الأخلاقي والذي يتبعه الاتحاد والانس بالآخرين والعفو والوفاء والمحبة.

- التعرف على حدود وحقوق الافراد، الاسود والابيض والانسانية.

- التمرين على احترام عقائد الاخرين من خلال التقرب والانس بهم.

- السفر الجماعي، حيث ينتج عن ذلك الانس والرفقة والقضاء على الاحفاد.

- الاشتراك بالألعاب والاعمال الجماعية لكي تتحكم الاخوة والصداقة والتقارب.

- التعرف على الضوابط والمقررات الدينية والمذهبية، لكي يفهموا ارادة الدين.

- تحريضه على الانضمام إلى مجموعة لمواجهة بعض الامور والتيارات بالشكل الذي يقبل أحدهم الاخر ضمن تلك المجموعة.

- تطوير احساسه بالتعلق بفكره ومذهبه ضمن مجموعته.

- ايجاد الارضية المناسبة للأفراد لأجل ايجاد الروابط على صعيد المجتمع. المدرسة والبلد، وهذا الامر يعد من مقدمات التطور.

تنمية القدرة القضائية والحكمية لدى الافراد بشكل يستطيعون معه التفكير بحرية ويفكرون بشكل اجتماعي.

3ـ النشاطات الأخلاقية: هناك بعض المساعي والنشاطات التي من شأنها توجيه وهداية المتعصب وهذه النشاطات ذات ابعاد اخلاقية. نذكر قسماً منها:

- تشجيعه على ابراز آرائه ونظرياته في حضور عدد من الاشخاص وهذا العمل يؤثر على ازالة عقده.

- تعريف الافراد بوظائفهم ومسؤولياتهم الانسانية وبالأخص في حقل خدمة الآخرين.

- تنمية القدرة على المرونة والمطاطية لدى هؤلاء بشكل يكون العفو والاحسان والتساهل رائدهم الاساسي.

- الاطراء على الصفات المحمودة والمحبوبة وعلى اصدقائه بشكل نجعلهم قدوة له.

- تشجيعهم على اقامة العلاقات الودية والخيرة مع الآخرين كي يلاحظوا نتائج ذلك.

- إيجاد الأرضية للتعاون والأخذ بيد الآخرين ومعونتهم في المدرسة والشارع.

- تشجيع الأطفال على التأكيد على النقاط المشتركة للإنسانية حيث يرسخ هذا الامر الوحدة بين افراد المجتمع.

- اظهار الانزجار وتحقير الاعمال والحياة المقرونة بالتعصب المفرط وبيان خطر هذا الامر.

4ـ النشاطات الدينية: بالنسبة للأطفال الذين بلغ سنهم سن الذهاب الى المدرسة أو انتظموا في صفوف الدرس والذين أصبحوا يفهمون معنى التعاليم الدينية والالهية نستطيع ان ندخل لهم من هذا الطريق بأن نخوفهم من عواقب التعصب وبان الله سبحانه وتعالى لا يحب هذه الصفة ولا يرضى عن صاحبها.

ومن أجل اصلاح وتوجيه هذه الصفة نستطيع ترسيخ صفة المحبة والعطف بالشكل الذي يتساوق مع التعاليم الدينية، والقضاء على جذور التطرف والمشاعر الحادة والغير محسوبة، وطبق التعاليم الاسلامية يجب ترويج المحبة بين الاشخاص واشاعة روح التعاون وقضاء حاجات الاخرين. والسيطرة على صفة الغضب والعصبية من خلال الاعتقادات الدينية ووضع مقررات وضوابط للسلوك.

5ـ النشاطات العاطفية والنفسية: ان للسلوك الذي يتميز بالتعصب ابعاد روحية ونفسية وعاطفية، وعلى هذا الأساس يجب اتخاذ الاجراءات المناسبة لهذا الامر فاذا ما اطمئن أحدنا بأن شخصاً يحبه ويتمنى له الخير. ولا يكن له العداوة والاذى فعليه ان لا يتركه ولا يعرض عنه.

ان بذور الحقد والقابلية على التلوث وعدم الاستقرار زرعت في الانسان منذ الطفولة وتنمو هذه الصفات فتصبح عقداً واحقاداً إذا لم نهتم بتربية الطفل وهدايته خلاف المسير والتيار، حيث نربي الاشخاص على حل بعض مشكلاتهم بأنفسهم.

الاحتياطات اللازمة

من اجل اصلاح وتوجيه هذه الصفة يجب اجتناب ممارسة الضغط والتهديد والتشدد والاعمال المغرضة. ويجب على الوالدين ومن بيدهم امر التربية ان يراعوا المرونة وان يبذلوا جهدهم في ايجاد جو من الصفاء والاخوة والمحبة لأطفالهم ومن يشرفون على تربيتهم.

يجب المحافظة على الأجواء المناسبة في المدرسة. ويجب أن تكون علاقات الوالدين مبنية على المحبة والانس والصفاء والعفو والايثار.

ويجب على الوالدين ان يراعوا العدالة في علاقاتهم مع ابنائهم وان يتجنبوا التمييز بين الأطفال وان يراعوا العدالة في إعطاء الاستقلالية لأولادهم في البيت. أو الاستقلالية في المدرسة حيث يجب أن تراعى من قبل المشرفين على المدرسة.

ويجب اجتناب المسائل التي تدعو إلى ايجاد التفرقة في المدرسة وان لا نثير غضب البعض على البعض الآخر، لان ذلك يسبب عوارض ومضاعفات للآخرين.

وفي كل الاحوال فإن الاصل هو التفكير على مستوى ونطاق عالي، فإيجاد المحبة والالفة والعلاقات بين خلق الله من الأمور الضرورية والمندوبة، ويجب ان يسعى الوالدين والمربين إلى تعليم وتربية اطفالهم على المحبة وحب الخير. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.