المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



الظروف التي تسبق عملية التأديب للطفل  
  
1173   10:04 صباحاً   التاريخ: 2023-02-07
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص414 ــ 418
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2018 1850
التاريخ: 21-8-2022 1550
التاريخ: 25-10-2020 1892
التاريخ: 2023-02-23 973

قبل أن نبدأ في تأديب الطفل ونرفع يدنا عليه يجب أن نمهد لهذه الشرائط والمجالات ويجب أن يؤدّي المربي الاجراءات اللازمة في هذا المجال:

1ـ معرفة السبب: قبل كل تأديب من الضروري أن نعرف العلل والبواعث لذلك العمل والسلوك ونعرف ما هي العوامل التي سببت في بروز ذلك السلوك أسلوب التأديب يجب أن يكون بصورة يخفف جذور تلك العلل وإلا فأي عمل في هذا المجال سيكون خاطئاً وبلا فائدة. نعم من الممكن أن يتأدب الطفل ويمتنع عن ذلك العمل بصورة موقتة ولكنه بما أننا لم نزيل جذور العوامل والعلل فأن هذه الأعمال الخاطئة ستعود مرة ثانية.

2ـ الإعلام والإخبار: قبل أن نؤدب الطفل يجب أن يكون معلوماً وواضحاً لنا أن الطفل كان يعرف قبح العمل الذي قام به ومع ذلك أقدم عليه. نحن مطمئنون أن القسم الأعظم من أخطاء الطفل بسبب عدم معرفته بقبح العمل.

يتوهّم الوالدان والمربون في أمر تأديب الطفل أن الطفل يفهم مثلهم أن ذلك العمل حسناً وذلك العمل قبيحاً، ومع ذلك ارتكب ذلك الخطأ مع أننا لو تعمقنا في ذلك فأننا سنرى أن هؤلاء غير مطّلعين على هذه الأمور من الأساس، تعريف الطفل على قبح العمل وحسنه من أول الاجراءات والأعمال التي يجب أن تتخذ قبل تأديب الطفل وضربه.

3ـ التهديد بالعقوبة: من الممكن أن يرتكب الطفل عملاً سيئاً بصورة مكررة، ولكن لم توضح العقوبة له من قبلكم وحتى لم تهدّدوه أنتم بأنه لو ارتكب هذا العمل مرة ثانية فأنه سيعاقب تلك العقوبة بالنتيجة هو يرى نفسه حراً في ارتكاب ذلك العمل.

التهديد من المراحل الأولية في التأديب وقبل الاقدام عليه. من الصواب والصحيح أن نعطي الانذار اللازم للطفل ونخبره بالعقوبات التي تنتظره، فإذا سمع انذاركم وتنبيهكم ولم يعتني به فتستطيعون أن تؤدبوه.

4ـ الانسجام بين الوالدين: يجب أن يكون هناك انسجاماً كاملاً بين الوالدين في تأديب الطفل ويختلف نوع هذا التوافق في الشرائط المختلفة والمتنوعة قد يكون التوافق في بعض الأحيان أن يتحرك الأب للتأديب وتقوم الأم بدور الضامن. وفي بعض الأحيان قد يكون بالعكس. قد يكون التوافق في بعض الأحيان أن تشغل الأم نفسها لمدة دقيقة أو دقيقتين حتى يضرب الطفل مثلاً ضربة كان يستحقها ويتأدّب و.

على أي حال من الخطأ أن يتنازع الأب والأم حول مسألة تأديب الطفل. هذا يضرب الطفل ضربة والآخر يبدأ بالسب والكلمات البذيئة ويحسب عمله خطأ على أي حال يجب أن ننتبه الى أن الطفل لو هرب من التأديب والضرب الى أحضان الأم، يجب على الأب أن لا يحطم هذا الملجأ والمأمن ولا يسحب الطفل من أحضان أمه ويؤدبه. يجب أن يوجد التوافق بينهم من قبل والمواقف المختلفة يجب أن لا تسبب في اهدار جهودهم ومساعيهم.

ـ الرقابة عند الاجراء

عندما قرّرنا اجراء التأديب فيجب أن نراقب الطفل وذلك كما يلي:

1ـ امتلاك المخطط: الشخص الذي يريد أن يؤدب طفلاً يجب أن يكون له مخطط وبرنامج حتى لا يكون تأديبه خطراً على الطفل هو يجب أن يعرف أين يريد أن يضرب الطفل وما مقدار الضربات وكيف؟ و... حتى لا يقدم على عمل بجهالة ولا يسبب خسائر وأضرار.

2ـ اخباره واطّلاعه: يجب أن لا يفاجأ الطفل بعملية التأديب، كأن يكون مشغولاً باللعب أو بعمل آخر، فمن الخطأ ضرب الطفل على غفلة منه، مثل هذه الضربات خطرة جداً وتسبب في اختلالات نفسية أو تخلق الخوف الشديد عنه، وفي بعض الأحيان تسبب له سكتة قلبية.

3ـ ايضاح السبب والعلة: الطفل يجب أن يعرف لماذا يضرب ويؤدّب. ما هو السبب والشيء الذي سبب ضربه وتأديبه. لأن نفس التأديب لا يبين قبح الأمر والعمل. ان كان قصدكم من التأديب عبرته وتنبيهه على أمر ونتائج ذلك الأمر وعقوبته فيجب أن نوضح ذلك للطفل. لهذا يجب أن يعرف ويفهم الطفل في ضمن التأديب أنه لماذا يضرب وماذا يجب أن يفعل فيما بعد حتى لا يضرب ويؤدّب.

4ـ السيطرة على النفس: عند التأديب من اللازم أن نسيطر على أعصابنا ونفصل بين حساباتنا الشخصية التي سببت في غضبنا عن مسائل الطفل. بعض الوالدين والمربين قبل أن يضربوا الطفل لهم قلب مليء بالغضب والتنفّر منه وبعد ذلك يأتون اليه ويضربوه.

بيّنت التجارب الحاضرة أن التأديب في مثل هذه الشرائط والأحوال يسبب عوارضاً وآثاراً خطرة على الطفل. من الممكن أن تؤدبوه وبعد ذلك نندم على هذا العمل، لذلك فالسيطرة على النفس والبرود والهدوء النفسي من الشرائط المهمة والأساسية في التأديب.

5ـ الابتعاد عن الضعف والتعب: من الممكن أن يكون ابنكم مستحقاً للتأديب وأنتم مصابين بالتعب والضعف وأتيتم من العمل قبل دقائق. في مثل هذه الحالة لا تؤدبوا الطفل لأنها ستولد الندم وليس لها نتائج حسنة. الأمهات أيضاً يجب أن ينتبهن أن لا يشتكوا من الطفل الى الأب في مثل هذه الأحوال والأوضاع. ليجعلوه يستريح لحظات وينشط وبعد ذلك يشتكوا له.

هذه التوصية صادقة أيضاً على النساء اللواتي يكنّ في العادة الشهرية. حيث يكون وضعهن غير عادي في هذه الأيام وأن كنّ هادئات في الظاهر من الممكن أن يخرجوا من حالة الاعتدال في وقت التأديب.

6ـ المحيط الهادئ: المصلحة هي أن يكون التأديب في جو هادئ وبعيد عن كل ضجة وفوضى ولا تختلط المسائل المختلفة معاً وأن نجتنب عن ذكر الأشياء التي لا علاقة لها بالموضوع والبحث. كذلك، التأديب يجب أن لا يكون في ظروف وأوضاع تؤدي إلى اصابة الطفل بالاختلال النفسي والاضطراب. مثلاً يجب أن لا يكون في الأيام التي هو مهموم ومشغول بامتحاناته ويخاف هو أن لا يحصل على النجاح والموفقية في الامتحان الفلاني.

7ـ الإعلام بالمحبّة: يجب أن تعاملوا الطفل أثناء التأديب بصورة يدرك ويفهم أنكم غير راضين عن تصرفاته هذه. أنتم تحبونه ولهذا تؤدبونه، لأنكم لا تريدون أن يرتكب تلك الزلّة مرة أخرى.

كذلك يجب أن يفهم بعد عملية التأديب أنكم تحبونه وليس في قلبكم بغض منه ولستم فرحين لأجل ضربه وتأديبه وحتى غير راضين. أزيلوا الحزن والألم الناشئ من التأديب من قلبه بمحبتكم ومع ذلك خذوا منه وعداً على ان لا يرتكب ذلك العمل مرة أخرى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.