المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

هل تنسجم الشفاعة مع العدل الإلهي
8-12-2015
في ما يصح تعلق إرادته وكراهته به وما لا يصح
3-07-2015
اعراب الملحق بجمع المذكر السالم
16-10-2014
موجبات صلاة الايات
10-10-2016
تعريف النباتات الطبية
20-7-2022
دعاؤه في مواضع مختلفة
20-4-2016


الغيرة من المولود  
  
1196   08:04 صباحاً   التاريخ: 16-1-2023
المؤلف : حمزة الجبالي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الطفل والمراهق النفسية
الجزء والصفحة : ص173ــ176
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 1849
التاريخ: 2023-03-14 1274
التاريخ: 9-1-2016 2105
التاريخ: 14-5-2017 2070

يحسن بالوالدين تنظيم الحمل والولادة بحيث تكون الفترات الواقعة بين طفل وآخر لا هي بالقصيرة ولا بالطويلة، أي أنها لا تكون قصيرة بحيث تحرم الطفل الموجود فعلا من النمو الكافي، ولا تكون طويلة بحيث يتمتع الطفل الموجود بامتيازات يصعب عليه التنازل عنها فيما بعد. ونعتقد أن فترة طولها من سنتين إلى ثلاث أو أربع سنوات وهي فترات معقولة. ويجب عند الحمل اعداد ذهن الطفل الموجود لما يتوقع حدوثه، فقبل الولادة بمدة كبيرة، يجب أن يقل التصاقه بالأم. ويجب اعداد ذهنه لذلك بأن تفهمه الأم بأنه سيكون له اخ صغير يلعب معه، ويرعاه. وكثير من الاطفال يلاحظون ظاهرة الحمل، وقد ينزعجون للتغير الظاهر غير المفهوم.

ويظن الآباء اذ ذلك أن الغيرة بدأت قبل حادث الولادة، وبعض الاطفال يسألون الأم عن سبب هذا التغيير الظاهر، فيجب على الأم أن تجيبه بهدوء بأنه يوجد بداخلها طفل صغير سيكبر ثم يولد بعد أن ينمو نموا كافيا.

ويكتفي الاطفال عادة بما يقال لهم اذا كان معقولا صريحا يلائم عقولهم.

وبعد أن يولد الطفل لا يجوز إهمال الكبير واعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه، فيجب الا يعطى المولود الا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى كثير. والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر بالمولود أكثر مما يفيده.

فواجبنا اذن تهيئة عقل الطفل إلى حادث الولادة وكذلك يجب فطاما وجدانيا تدريجيا قدر الإمكان. فلا يحرم حرمانا فجائيا من الامتياز الذي سيغدق مثله على اخيه.

الغيرة بسبب الموازنة

نعلم بطبيعة الحال أن الاطفال باستعدادات مختلفة من حيث الذكاء أو النواحي المزاجية. ينشؤون مختلفين اختلافات تكون أحيانا شاسعة ويوازن الطفل نفسه عادة بغيره من اخوته من حيث الجنس (ذكر أو أنثى) أو من حيث السن (كما بين الصغير والكبير، فالأصغر يغار أحيانا من الأكبر لمجرد أنه أكبر منه) أو من حيث المقدرة، أو من حيث الجمال الطبيعي، أو غير ذلك. ولكن الخطأ هو في اهتمام الآباء والمدرسين وأصدقاء الأسرة والمجتمع عامة بإبراز هذه الفروق واشعار الأطفال بأنها مهمة في نظر غيرهم. ومختلف درجات ابراز هذه الفروق اختلافات كبيرة، وتختلف تبعا لها النتائج المترتبة عليها من غيرة، وحقد، وغرور وغير ذلك.

فيجب على الآباء أن يقلعوا عن الموازنات الصريحة، وعن خلق الجو الذي يشعر بالموازنة ويجب اعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها مزاياها واستعداداتها الخاصة بها فاذا نجح طفل في عمل ما فيكفي أن يشجع عرضا ولا يوازن بغيره وكل طفل - مهما خاب - له ناحية طيبة يمكن كشفها وابرازها والاعتزاز بها. وبذلك يمكن أن يزول الشعور بالخيبة المؤدي إلى الشعور بالذلة والنقص.

ومنعا للموازنات بين الاخ واخيه أو التلميذ وزميله، يمكن الموازنة بين الطفل ونفسه في أوقات مختلفة. فإن تقدم في وقت ما عما كان عليه في وقت سابق فهذا كان لتشجيعه واذا كانت المدرسة أو الاسرة تعنى بالهوايات فيحسن أن يكون لدى الأولاد هوايات مختلفة التصوير، وجمع الطوابع، وجمع عجائب الطبيعة من الحفريات، وأنواع البيض، وغير ذلك. وبذلك يتفوق كل في ناحيته، ويوازن نفسه بنفسه.

وإن اختار الأطفال هوايات متشابهة، فيجب الامتناع عن الموازنة التي تقلل من قيمة بعضهم، مما يجعلهم يكفون عن نشاطهم، ويفقدون اهتمامهم به. وتخطئ بعض الأسر بأن تعامل الابن معاملة تختلف اختلافا تاما عن معاملة البنت، مما يخلق الغرور في الأبناء، ويثير حفيظة البنات، وينمي عندهن غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور اخرى في مستقبل حياتهن، ككراهية الرجال عامة وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر، ومما يجعل الولد ايضا معرضا للغيرة عند خروجه للحياة.

وبعض الاسر يخطئ في اغداق امتيازات كبيرة على الطفل العليل كما حدث بالفعل في حالة معينة من احضار علب (الشيكولاته)، والملابس الحريرة، واللعب واعطاء النقود، وغير ذلك مما لا علاقة له بعلاج المرض نفسه، وهذا يثير الغيرة في الأخوة الأصحاء.

وتبدو مظاهرها في تمني المرض، وكراهية الطفل المريض، أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة.

ويستنتج من هذا أنه لا يجوز اعطاء الطفل أي امتياز أكثر من العناية التي يتطلبها المرض، وإن كان المرض شديد الوطأة طويل المدة يتطلب امتيازات كثيرة بارزة فيجب أن يحرر الطفل تدريجيا من هذه العناية مع خروجه التدريجي من حالة المرض. وعلى هذا يجب الا يعطى الطفل في أي وقت من الأوقات امتيازا يصعب عليه التنازل عنه فيما بعد، أو يشعر معه غيره من اخوته بالظلم والتحيز البالغ.

خلاصة ما تقدم مهما كانت الفروق العرضية أو الدائمة بين الاخوة أو الزملاء، فلا يجوز استثارة الموازنات المؤدية إلى الغيرة.

وهذا لا يمنع بالطبع من اجراء مباريات بين تلاميذ المدارس من آن لآخر مما يحفزهم لبذل الجهد، ويخلق الفرصة أحيانا لتعويد التلميذ تقبل الخيبة المؤقتة بصدر رحب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.