المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ابن شهيد والوزير أحمد بن عباس  
  
1322   03:10 مساءً   التاريخ: 13-1-2023
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:610-611
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-21 1259
التاريخ: 18-1-2023 1057
التاريخ: 2024-05-11 792
التاريخ: 2024-02-25 841

ابن شهيد والوزير أحمد بن عباس

وقال أبو عامر ابن شهيد(1): لما قدم زهير الصقلبي(2) إلى حضرة قرطبة من المرية وجه وزيره أبو جعفر ابن عباس إلى لمة من أصحابنا منهم ابن برد وأبو بكر المرواني وابن الحناط والطبني ، فحضروا إليه ، فسألهم عني، وقال: وجهوا إليه، فوافاني رسوله مع دابة : محلى ثقيل ، فسرت إليه ودخلت المجلس ، وأبو جعفر غائب ، فتحفز المجلس لدخولي ، وقاموا جميعا لي حتى طلع أبو جعفر علينا ساحباً ذيلا لم أر أحدا سحبه قبله ، وهو يترنم ، فسلمت عليه سلام من يعرف قدر الرجال، فرد رداً لطيفاً ، فعلمت أن في أنفه نعرة لا تخرج إلا بسعوط الكلام ، ولا ترام إلا بمستحصد النظام ، ورأيت أصحابي يصيخون إلى ترنمه . فقال لي ابن الحناط ، وكان كثير الانحاء علي، جالباً في المحافل ما يسوء إلي إن الوزير حضره قسيم ، وهو يسألنا إجازته فعلمت اني المراد ، فاستنشدته ، فأنشد:

مرض الجفون ولثغة في المنطق

فقلت لمن حضر : لا تجهدوا أنفسكم ، فما المراد غيري ، ثم أخذت الدواة فكتبت:

سببان جرا عشق من لم يعشق

من لي بالثغ لا يزال حديثه                            يذكي على الأحشاء جمرة محرق

يني فينبو في الكلام لسانه                             فكأنه من خمر عينيه سقي

لا ينعش الألفاظ من عثراتها                         ولو أنها كتبت له في مهرق

ثم قمت عنهم ، فلم ألبث أن وردوا علي ، وأخبروني أن أبا جعفر لم يرض بما جئت به من البديهة ، وسألوني أن أحمل متكاوي الهجاء على حتاره ، فقلت:

أبو جعفر كاتب محسن                        مليح سنا الخط حلو الخطابه

تملأ شحماً ولحما وما                            بليق تملؤه بالكتابة

له عرق ليس ماء الحياء                       ولكنه رشح ماء الجنابه

جرى الماء في سفله جري لين               فأحدث في العلو منه صلابه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- البدائع 1 : 75 .

2- ب م العقل ، وهو خطأ ، وكان زهير من فتيان المقالية بالأندلس.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.