المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
وظـائـف اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28



عبد الرحمن الناصر  
  
1061   01:37 صباحاً   التاريخ: 27/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:353-355
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-12 1064
التاريخ: 2024-08-08 459
التاريخ: 8-5-2022 1839
التاريخ: 2024-01-15 925

عبد الرحمن الناصر

وولي حافده عبد الرحمن الناصر (1) ابن ابنه محمد قتيل أخيه المطرف، وكانت ولايته من الغريب، لأنه كان شابا، وأعمامه وأعمام أبيه حاضرون، فتصدى إليها واحتازها دونهم، ووجد الأندلس مضطربة بالمخالفين، مضطرمة بنيران المتغلبين، فأطفأ تلك النيران، واستنزل أهل العصيان، واستقامت له الأندلس في سائر جهاتها بعد نيف وعشرين سنة من أيامه، ودامت أيامه نحو خمسين سنة استفحل فيها ملك بني أمية بتلك الناحية، وهو أول من تسمى منهم بالأندلس بأمير المؤمنين، عندما التاث أمر الخلافة بالمشرق، واستبد موالي الترك على بني العباس، وبلغه أن المقتدر قتله مؤنس المظفر مولاه سنة سبع عشرة وثلاثمائة (2) فتلقب ألقاب الخلافة،وكان كثير الجهاد بنفسه والغزو إلى دار الحرب، إلى أن هزم عام الخندق سنة ثلاث وعشرين (3) ، ومحص الله فيها

(353)

المسلمين، فقعد عن الغزو بنفسه وصار يردد الصوائف في كل سنة، فأوطأ عساكر المسلمين من بلاد الإفرنج ما لم يطؤوه قبل في أيام سلفه، ومدت إليه أمم النصرانية من وراء الدروب يد الإذعان، وأوفدوا عليه رسلهم وهداياهم من رومة والقسطنطينية في سبيل المهادنة والسلم والاعتمال فيما يعن في مرضاته، ووصل إلى سدته الملوك من أهل جزيرة الأندلس المتاخمين لبلاد المسلمين بجهات قشتالة وبنبلونة وما ينسب إليها من الثغور الجوفية، فقبلوا يده، والتمسوا رضاه، واحتقبوا جوائزه، وامتطوا مراكبه، ثم سما إلى ملك العدوة فتناول سبتة - قفل الفرضة (4) - من أيدي أهلها سنة سبع عشرة وثلاثمائة (5) ، وأطاعه بنو إدريس أمراء العدوة وملوك زناتة والبربر، وأجاز إليه الكثير منهم كما يعلم من أخباره، وبدأ أمره أول ولايته بتخفيف المغارم عن الرعايا، انتهى كلام ابن خلدون.

وقيه يقول ابن عبد ربه صاحب العقد يوم تولى الملك (6) :

بدا الهلال جديدا ... والملك غض جديد

يا نعمى الله زيدي ... إن كان فيك مزيد

إن كان للصوم فطر ... فأنت للدهر عيد وأراد بأول الأبيات أنه ولي مستهل ربيع الأول كما علم.

وما أشار إليه ابن خلدون في غزوة الخندق فصله المسعودي فقال (7) ، بعد أن أجرى ذكر مخالفة أمية بن إسحاق على الناصر ودخوله أرض النصارى ودلالته إياهم على عورات المسلمين، ما ملخصه: وغزا عبد الرحمن صاحب الأندلس

 (354)

سمورة دار الجلالقة، وكان عبد الرحمن في مائة ألف أو يزيدون، وكانت الوقعة بينه وبين رذمير (8) ملك الجلالقة في شوال سنة 327 بعد الكسوف الذي كان في هذا الشهر بثلاثة أيام، فكانت للمسلمين عليهم، ثم ثابوا بعد أن حوصروا وألجئوا إلى المدينة، فقتلوا من المسلمين بعد عبورهم الخندق خمسين ألفا، وقيل: إن الذي منع رذمير من طلب من نجا من المسلمين أمية بن إسحاق، وخوفه الكمين، ورغبه فيما كان في عسكر المسلمين من الأموال والعدة والخزائن، ولولا ذلك لأتى على جميع المسلمين، ثم إن أمية استأمن بعد ذلك إلى عبد الرحمن وتخلص من رذمير، وقبله عبد الرحمن أحسن قبول. وقد كان عبد الرحمن بعد هذه الوقعة جهز عساكر مع عدة من قواده إلى الجلالقة، فكانت لهم بهم عدة حروب هلك فيها من الجلالقة ضعف ما قتل من المسلمين في الوقعة الأولى، وكانت للمسلمين عليهم إلى هذه الغاية، ورذمير ملك الجلالقة إلى هذا الوقت وهو سنة 332 (9) ، انتهى.

وقال في موضع آخر ما ملخصه (10) : إن عبد الرحمن غزا في أزيد من مائة ألف من الناس، فنزل على دار مملكة الجلالقة، وهي مدينة سمورة، وعليها سبعة أسوار من أعجب البنيان قد أحكمته الملوك السابقة، وبين الأسوار فصلان وخنادق ومياه واسعة، وافتتح منها سورين، ثم إن أهلها ثاروا على المسلمين فقتلوا منهم ممن أدركه الإحصاء وممن عرف أربعين ألفا، وقيل: خمسين ألفا، وكانت للجلالقة والبشكنس على المسلمين، انتهى كلام المسعودي.

رجع إلى أخبار الناصر - فنقول: إن الناصر - رحمه الله - كان له نظم، ومما نسب إليه بعضهم قوله:

لا يضر الصغير حدثان سن ... إنما الشأن في سعود الصغير

 (355)

كم مقيم فازت يداه بغنم ... لم تنله بالركض كف مغير هكذا ألفيت البيتين منسوبين إليه بخط بعض الأكابر، ثم كتب بأثره ما نصه: الصحيح أنهما لغيره، والله أعلم، انتهى.

 

 

__________

 (1) انظر ابن خلدون 4: 137.

(2) الصواب سنة 320.

(3) اقرأ: سنة 327.

(4) قفل الفرضة: مضطربة في النسخ فهي ق: قفل الفرصة؛ وفي ك: ونقل الفرضة؛ وفي ط: نقل الفرضة؛ ج: فغل الفرصة، وسقطت من طبعة بولاق من تاريخ بن خلدون.

(5) كذلك عند ابن خلدون؛ وعند ابن عذاري: (319).

(6) ورد منها بيتان في ابن عذاري 2: 236 والمغرب 1: 177.

(7) مروج الذهب 2: 37.

(8) رذمير (Ramiro).

(9) ط ج ق ودوزي: وهو سنة 336؛ وما هنا موافق لما في المروج، وفي ك: 329.

(10) المروج 1: 162.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.