أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2017
27522
التاريخ: 2023-02-19
1121
التاريخ: 2023-02-17
1077
التاريخ: 30-12-2015
2189
|
المدرسة الإمكانية:
يعد العالم الجغرافي الفرنسي الكــ بير فيدال دي لابلاش (de la Blache) رائد هذه المدرسة فقد اعترف بوجود قوة الابتكار عند الإنسان وتأثيره بها في بيئته الطبيعية ، وقال : أن الإنسان عنده من القوة ما يمكنه من أن يشكل نفسه تبعا للظروف الطبيعية، بل ويشكل ويغير في نفس البيئة التي يعيش فيها، وعلى ذلك ففكرة تحكم البيئة الطبيعية، يجب تعديلها وابدالها ما يسمى تأثير البيئة الجغرافية بها بعد أن اعترفنا بوجود التأثير المتبادل بين الإنسان والبيئة الطبيعية. ولقد أطلق لوسيان فيفر Lucie Fever على هذه الفلسفة الجديدة أيضا اسم الإمكانية (Possibilism) حيث يقول بصددها : "لا توجد هناك ضروريات أو حتميات وانما دائما هناك إمكانيات، وبما أن الإنسان سيد الإمكانيات فأنه هو الذي يحدد ما يستعمله منها.
وأفصحت بعض الآراء عن هذا المفهوم من أن "البيئة الطبيعية ليست أكثر من مرشد للإنسان وأنه ليس في البيئة شيء مطلق أو نهائي أو حتمي أو ضروري بالنسبة للإنسان باستثناء القوانين العامة والشروط الأساسية التي تحدد الضوابط والحدود التي يمكن له أن يعيش داخلها وأن يقوم بنشاطه فيها. لقد دفعت أفكار هذه المدرسة إلى أن أصبح الإنسان عندها مركز الدراسة ومدار الاهتمام بشكل هبطت معه دراسة الناحية الطبيعية في الجغرافيا إلى مرتبة ثانوية من الأهمية، كما حدث من أصحاب المدرسة البيئية الى جعلها مركز الدراسة وبدورها هبطت معه دراسة الناحية البشرية في الجغرافيا إلى مرتبة ثانية من الأهمية.
إن مثل هذه النزعة في التفكير الجغرافي الحديث ظهرت أيضا بصورة واضحة في أمريكا بالذات ولاسيما في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى حيث اصبحت حاجات الإنسان الاقتصادية وأمر تطمينها مدار الاهتمام عند الكثيرين. فتوجهت كثير من الدراسات إلى معالجة موضوع انتاج سلع الاستهلاك المختلفة وتطوير مصادر الثروة وكانت الجغرافيا أحدى المواضيع التي أخذت تنزع هذه النزعة بحيث أصبحت الجغرافية الاقتصادية تطغي على بقية فروع هذه المعرفة الأخرى. أما الجغرافية الطبيعية فلم تعد غير الجانب الذي يدرس عناصر البيئة الطبيعية بالشكل الذي له علاقة بإنتاج السلع الاقتصادية.
ونتيجة لهذه الأفكار فقد بقيت العلاقة متوترة بين المدرسة الإمكانية والمدرسة البيئية، فالإنسان يعد وفق تصور المدرسة الأولى عامل جغرافي يساهم بنصيب كبير في تعديل سطح الأرض، فالإنسان ليس مجرد مخلوق سلبي خاضع لمؤثرات البيئة ولكنه قوة إيجابية في تهيئة لمطالبه أيضاً، إذ لا توجد منطقة من مناطق العالم لم تحمل آثاره فأصحاب المدرسة هذه ينظرون إلى أن البيئة لم تعد مظهراً طبيعيا بل مظهرا إنسانياً، إن عناصر البيئة عديدة متنوعة وامكانياتها لا حصر لهـا والإنسان هو الذي يختار من هذه العناصر ما يناسبه ويستغله كيف شاء حسب طاقته وتفكيره، ويرى لوسيان فيفر إن عقل الإنسان هو الذي جعله حكما في قوة اختيار الإمكانيات التي تهدي إليها.
إن تأثير الإنسان في البيئة الطبيعية ليس موزعا بدرجات متساوية على سطح الأرض ونستطيع أن نميز ثلاثة أنماط بيئية:
1- بيئات لا يؤثر فيها الإنسان بدرجة واضحة وهي تشمل المناطق القطبية وشبه القطبية والصحارى والجبال وبعض مناطق الغابات المدارية المطيرة، وهي المناطق التي تقل فيها كثافة السكان عن (1) نسمة /كم2 ويقل فيها النشاط البشري.
2- بيئات يؤثر فيها الإنسان جزئياً.
3- بيئات درجة تأثير الإنسان فيها عالية.
فالمجموعة الثانية والثالثة يظهر فيها تحكم الإنسان في البيئة بصورة واضحة فهي المناطق ذات الكثافات السكانية العالية والمتوسطة ذات التأثير الطويل في استخدام الأرض والتي شهدت تقدما تكنولوجيا هائلاً صاحبه في كثير من الاحيان إخلال بالتوازن الايكولوجي، ومن الجدير بالذكر أن أول تجمع علمي على مستوى مناقشة التغيرات التي طرأت على سطح الأرض بسبب تزايد النشاطات البشرية، كان في الندوة العالمية التي عقدت في نيوجرسي بالولايات المتحدة عام 1955 عن دور الإنسان في تغيير وجه الأرض:
"Ma's Role in Changing the face of the earth". ويعنى هذا اعترافا بدور الإنسان كعامل جيمورفولوجي على اعتبار إن الإنسان أصبح عاملاً مهما لا يقل شأنا عن بقية العوامل الجيمورفولوجية المعروفة كالرياح والأمطار والمياه الجارية والأمواج والجليد.
وإذا كانت أغلب مناطق العالم قد تأثرت بالإنسان بدرجات متفاوتة فأن ذلك يعود على درجة كثافة الاستغلال البشري للبيئة الطبيعية من جهة وعلى مدى استجابة الظاهرات الطبيعية للمؤثرات البشرية من جهة أخرى. فالمدرسة الإمكانية لا تنكر أثر الظروف الطبيعية أو البيئية على الإنسان ولكنها في الوقت نفسه ترفض أن تكون العلاقة بين الإنسان والبيئة علاقة حتمية نهائية.
وبعد هذا العرض يمكن أجمال آراء الإمكانيين بما يأتي:
1- إن أعمال الإنسان هي نـ نقاط الانطلاق، وليست البيئة الطبيعية وتأثيرها.
2- إن إمكانيات الإنسان في البيئات الهامشية وفي مراحل الحضارة المختلفة غاية في الضيق، وتصبح هذه الإمكانيات أكبر وأكثر وفرة في الأوقات والأماكن التي يبلغ فيها التطور الحضاري والتقني للإنسان في مستوى أعلى.
3- إن الإنسان مهما كثرت مهاراته وقدراته فأنه لا يستطيع أن يحرر نفسه من تأثير البيئة الطبيعية تحرراً تاماً.
4- البيئة الطبيعية للامكانيين توجه ولا تحكم، وإن الإنسان لا يقف منها موقفاً سلبياً.
5- إن التكنولوجيا العلمية قد غيرت ثقافتنا اقتصادياً واجتماعيا وسياسيا وبفضل سلطان هذه التكنولوجيا اكتسب الإنسان المعاصر سلطة أكبر من ذي قبل بشأن رفاهه المادي
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|