x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
تبنى الجغرافيون العرب شكل الأرض الذي ذكره القرآن الكريم - قول الشريف الإدريسي المتوفى سنة (560 هـ)
المؤلف: رائد راكان الجواري
المصدر: دراسات في الفكر الجغرافي (الحضارات القديمة والحضارة العربية)
الجزء والصفحة: ص 82 - 86
2023-02-22
3065
قول الشريف الإدريسي المتوفى سنة (560 هـ): (( ان الأرض مدورة كتدوير الكرة والماء لاصق بها وراكد عليها ركوداً طبيعياً لا يفارقها والأرض والماء مستقران في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة ووضعهما وضع متوسط والنسيم محيط بهما من جميع جهاتها وهو لهما جاذب إلى جهة الفلك او دافع لهما والله اعلم بحقيقة ذلك)) ، لاحظ الشكل (4).
وبينما أشار العرب المسلمون في العصور الوسطى إلى ان الأرض بيضوية الشكل ، كانت أوربا في تلك المدة تعيش فترة مظلمة في تاريخ التطور العلمي ، اذ سادت الأفكار الخاطئة حول الأرض من تلك الأفكار الاعتقاد بأن شكل الأرض هو قرص مسطح توجد القدس في مركزه.
ولم يدرك العلماء في أوربا ان الأرض بيضوية الشكل حتى القرن السابع عشر الميلادي ، اذ حاول الباحثون في تلك الفترة معرفة كروية الأرض وبحثوا في سطحها ليتأكدوا هل هو بمستوى واحد أم لا ؟ والإجابة عن ذلك كانت من الفلكيين الذين قالوا بأن الأرض كروية ولذلك ادعوا بأن سطحها مغطى بمحيط واحد كبير .
وبمعنى أدق ان سطح الأرض بقاراته ومحيطاته ذو مستوى واحد وهو مستوى سطح البحر ، فهل هذه الفكرة صحيحة ؟ بالطبع لا ، اذ ان الأرض تتكون من عالم فيه مرتفعات ومنخفضات ، فنرى ان الموقع الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض هو شاطئ البحر الميت في فلسطين ، اذ ينخفض سطح الأرض عن سطح البحر 1286 قدماً (أي ربع الميل ) ، في حين ان أعلى قمة هي قمة جبل ايفرست في سلسلة جبال الهملايا، والتي يبلغ ارتفاعها 29.002 قدماً ) أي خمسة أميال ونصف الميل )، ولو وضعنا هذه الحقيقة نصب أعيننا لوجدنا تبايناً كبيراً بين الموقع الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض والأكثر ارتفاعاً على سطحها ، لذلك فإن سطح الأرض ليس بمستوى واحد من هذا المنطلق لا يمكن ان يكون عالم كهذا ، كرة كاملة التكور ، وهذا ما أكده اسحق نيوتن في عام 1671 عندما سئل هل ان الأرض كروية وأعطى جواباً على هذا السؤال بالنفي ولكن لو لم تكن الأرض كروية ، وليست ذات سطح مستوى واحد فكيف شكلها الحقيقي ؟ ، وهل فوقها أسطح عدة ؟
هذه الأسئلة أجاب عنها اسحق نيوتن في القرن السابع عشر الميلادي بنظريته حول الجاذبية الكونية ، ومفادها وجود قوتين على الأرض الأولى تجذب الأشياء كلها نحو مركزها بقوة شديدة أدت إلى كروية الأرض ، والثانية تولدت مع دوران الأرض حول نفسها ، وهي قوة مركزية طاردة تحاول دفع سطح الأرض بعيداً عن مركزها ، وفي عكس اتجاه الجاذبية، وبما ان الأرض كروية لذلك فإن هذه القوة المركزية الطاردة ضعيفة جداً بالقرب من القطبين لصغر قطر الأرض في حين تكون قوية في منطقة الاستواء لكبر قطر الأرض ، ونتيجة لذلك فإن الأرض تبق على شكلها الكروي بل تقببت بسبب القوة المركزية الطاردة الناشئة عن دورانها ، ويزداد التقبب كلما اقتربنا من خط الاستواء ، اذ يصل إلى أقصى مداه ، وكانت محصلة ذلك ان أصبحت الأرض ذات شكل بيضوي وقد اثبت القياس الدقيق فيما بعد ان هناك اختلافات بين أبعاد الكرة الأرضية ، فقد ظهر ان القطر الاستوائي أطول من قطرها القطبي بنحو 43.5 كيلومتراً ، اذ يبلغ القطر الاستوائي 12756.3كم ، والقطر القطبي 12713.5 كم ، لاحظ الشكل (5) ، بمعنى آخر ان شكل الأرض مفرطح عند القطبين ومنبعج عند خط الاستواء ، ونسبة الفرطحة هي1 : 297 ، وتقدر مساحة سطح الأرض بنحو 510 مليون كم إذن فالأرقام التي تم التوصل اليها حول أجزاء الأرض تؤكد على ان الأرض ليست كروية الشكل ، بل هي في أطرافها قد نقصت بحيث ظهرت بشكل مفلطح (أو بيضوي ) ، وفي ضوء ما عرض تتضح أصالة وإبداع الجغرافيين العرب في ذكر حقيقة علمية غابت عن أذهان الحضارات القديمة وعن العالم في العصور الوسطى ، وهي حقيقة بأن الأرض بيضوية الشكل التي اثبت اسحق نيوتن والعلماء حديثاً صحتها ودقتها.