المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

إعداد الأرض لزراعة الفراولة
25-5-2016
الالتذاذ والتحلل
2024-09-13
الشيخ الصدوق القُمّي
17-9-2016
التربية الصالحة ضمان السعادة
19/10/2022
Louis Melville Milne-Thomson
25-7-2017
الجزاء المترتب على ارتكاب جريمة الضوضاء في القانون العراقي
20-3-2016


من هم الأشخاص الذين يتشاجرون؟  
  
1259   10:21 صباحاً   التاريخ: 10/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص197
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

تكثر ظاهرة المشاجرة عادة بين الإخوة والاخوات في العائلة الواحدة وخاصة اذا كان فارق العمر بينهم ضئيلاً الا اننا لو أمعنا النظر لرأينا ان المشاجرات التي تنشب بين الابناء انفسهم اكثر بكثير من المشاجرات التي تنشب بين البنات. والتعليل الطبيعي لهذا السلوك يكمن في ان طبيعة الاناث اكثر هدوءاً من الذكور. ومن الممكن طبعاً تربية الابناء على هذا النمط من السلوك أيضاً.

كما ويلاحظ ان المنازعات تكثر أيضاً بين الاطفال الغرباء وخاصة من لهم سابقة طويلة في الخصومات والمشاجرات، وكذا في الأوقات التي يجد فيها الطفل لنفسه الحامي والمعين فيتجرأ ويهجم على الضعيف، وهكذا الحال أيضاً بالنسبة للاطفال الذين نشأوا على الدلال والافراط في المحبة فهم يعطون لأنفسهم الحق في الاشتباك مع الآخرين. هناك اطفال يكبرون الآخرين بثلاث أو اربع سنوات الا انهم يعدون انفسهم في مصاف الكبار ويعتقدون باحقيتهم في توجيه الأوامر الى الأصغر منهم، واذا لم يستجب لهم يمنحون لانفسهم الحق في منازعته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.