المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

نظر یة عمل الأدلة
16-2-2016
جبرية fatalism
30-5-2017
المته MATE
2023-03-17
تفسير الاية (75-96) من سورة الواقعة
5-10-2017
بعض المشاكل التي تتعلق بقطاع النقل والمرور في المدن العربية - تلوث الهواء
1-5-2019
الفرق بين التخوم والحدود الدولية
19-11-2020


التدريب على الحياة  
  
1941   01:19 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص396-401
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

  إن الهدف من جميع البحوث والدراسات والآراء والتوصيات حول ظروف النمو وكيفية التعامل مع حالاته ، إنما هي من أجل الحفاظ على سلامة الفتاة وإعدادها نفسيا وفكريا في سبيل الدخول الى معترك الحياة والعيش السليم الهادف والمتطلع نحو السمو والرفعة في ظل ظروف طبيعية.

ومن هنا فمن الواجب تركيز جانب من الجهود والمساعي التربوية على توضيح معاني الحياة للفتاة، وشرح الأبعاد التي تساهم في نموها وتكامل شخصيتها، وتجنيبها مشاعر اليأس والإحباط في الحياة، والعمل على توعيتها وتثقيفها بالواجبات والمسؤوليات التي تنتظرها في المستقبل .

فالفتاة في هذه السن لا هي طفلة كي تبقى منغمسة في دنيا اللهو وملاعب الصبا، ولا هي امرأة كبيرة وناضجة كي تترك لحالها تدبر شؤونها وتعتمد على نفسها في التعامل مع مسائل الحياة. ومن هنا فإنها بحاجة الى توجيه أولياء الأمور والمربين ورعايتهم لكي تنمو نموا طبيعيا، كما تحتاج النبتة في سبيل نموها الى نور الشمس والرعاية الدائمة لكي تنضج وتعطي ثمارها في نهاية المطاف .

ـ الإعداد للحياة :

من حسن الطالع إن الفتاة في هذه السن هي في وضع تميل فيه ذاتيا على التوصل لمستوى معقول ومنطقي في الحياة ، وأن تتمكن من تحمل مسؤولياتها الفردية والاجتماعية بنفسها في الحياة، وأن تدرك دورها وواجباتها الجنسية في معترك الحياة الأسرية والاجتماعية.   

فهي ترغب في أن تعرف لماذا وكيف يجب أن تبادر الى تشكيل الأسرة، وما هي الطريقة المثلى في التعامل مع الحياة الزوجية والأمومة، وبالتالي هي تميل الى استجلاء أجوبة كل هذه المسائل وما يشابهها ومعرفة ما يحيط بها من أسرار وملابسات، وهي فرصة طيبة يجب استثمارها، على الوجه الصحيح، في سبيل تنمية قابليات الفتاة، نفسيا، وفكريا، واجتماعيا، واقتصاديا، بالشكل الذي ينضج شخصيتها ويؤهلها لتعب دور إيجابي في الحياة الاجتماعية . كما إن النساء والفتيات يملن ذاتيا الى الأعمال والمهن النسائية أكثر من الأعمال الخاصة بالرجال.

ـ تنمية الأنوثة :

من المهم الانتباه الى هذه المسالة وهي أننا نريد أن تكون الفتاة أنثى وتعتز بأنوثتها، وأن تحمل في شخصيتها جميع صفات الأنوثة عن رضى وطيب خاطر، وأن لا تنبذ أنوثتها بحيث تتمنى لو كانت ذكرا، أو أن تتصرف على أساس الميل والرغبة بالاسترجال والذكورة.

وينبغي عدم إغفال حقيقة إن كل من الذكور والإناث نوع حياتي خاص به بحسب طبيعتهم والدور الذي ينتظر أن يلعبوه في الحياة مستقبلا كأعضاء في المجتمع الإنساني . ويجب احترام هذه الطبيعة والدور وتنميتهما في مجاليهما المختلفين .

ففي سني ما بعد البلوغ، يجب أن يتجه التركيز على التثقيف العملي، وتكتسب مسائل الأسرة وفنون الحياة الزوجية وتربية الأطفال أهمية متزايدة في هذا المجال. إننا لا نعترض على مواصلة الفتيات لتحصيلهن الدراسي، لكننا نعتقد، كما يعتقد المتخصصون بشؤون المرأة، إن الدور الأساس والواجب الأهم للفتيات هو تربية الأجيال وإدارة شؤون الأسرة. يقول (لامبروزو) بأن الدراسات العلمية المعمقة في مجالات الفلسفة، والرياضيات، والاقتصاد، والسياسات، والتي تصفي ذهن الرجل، تساهم في إضعاف فراسة المرأة .

ـ التدريب على العمل :

يجب تجريب الفتاة، منذ سني المراهقة على العمل، وتشجيعها على القيام ببعض الأعمال البيتية كالطبخ ورعاية الأخوة والأخوات الأصغر سنا، وذلك من أجل أن تتمرس بالتدريج على تحمل الواجبات والمسؤوليات العملية في الحياة ،حيث إن هذه الطريقة تحمل تأثيرات إيجابية كبيرة جدا في تنمية قابليات الفتاة واكتسابها للمهارات الضرورية التي تحتاجها مستقبلا .

فأحيانا نجد الأمهات يتصورن خطأ أنه يجب إشغال الفتاة بالأعمال الهامشية الروتينية ومنعها من القيام بالأعمال الأخرى المهمة كطهي الطعام وما الى ذلك، خوفا من أن تلحق بالأسرة أضرارا مادية. في حين إن تعلم مثل هذه الأعمال يعد ضرورة لا غنى للفتاة عنها في حياتها الزوجية في المستقبل من الزمن .

ولا بد أن نسجل هنا استثناء بخصوص عمل الفتاة في هذه السن وهو وجوب عدم الإثقال على الفتاة بكثرة الأعمال والواجبات البيتية الى الدرجة التي تأخذ كل وقتها، وترهقها وتخلق لديها من جهة طابعا سلبيا عن المسؤوليات التي تنتظرها في المستقبل، ومن جهة أخرى تحول بينها وبين التمتع بملذات سن الشباب، بل يجب الأخذ بنظر الاعتبار، عند تكليفها بالأعمال والواجبات راحتها وعدم إجهادها كثيرا، وكذلك إعطائها وقتا كافيا للتفرغ الى نفسها وممارسة هواياتها اليومية .

ـ التدريب على الاستقلال :

يجب على أولياء الأمور أن يخففوا من وصايتهم على الفتاة في سني المراهقة بالتدريج، وأن يتعاملوا معها بالشكل الذي يتيح لها المجال كي تنمو وتتطور شيئا فشيئا بالاعتماد على نفسها بعيدا عن أوامر وتوجيهات الأبوين. إن الفتاة في هذه السن هي في مرحلة الفطام النفسي، الذي يستتبعه الاستقلال الذاتي، ويوجب أن تتحول فيها سلطة الوالدين المباشرة الى سلطة ظل وتوجيه غير مباشرَين .

ومن المهم جدا العمل على إعداد الفتاة لكي تستقل بشؤونها بالتدريج بشكل كامل، حيث إنه ليس من الصحيح أن تبقى متعلقة بالوالدين كالأطفال أو تنتظر أن يحلا لها جميع مشاكلها ويستجيبا لكل ما تريده وتطلبه .

وطبيعي أنه يجب على أولياء الأمور، وهم يعملون على تنمية استقلال فتياتهم وتشجيع اعتمادهن على أنفسهن، أن يشرفوا على أوضاعهن بشكل غير مباشر ليعرفوا بمن يلتقين خارج إطار الأسرة، ومن يعاشرن، وما هي نوع العلاقات والروابط التي تربطهن بالآخرين، ويراقبوا سلوكهن وتصرفاتهن في المجتمع، خصوصا نوع العلاقات العاطفية التي يمكن أن تربطهن بالأقران والمعلمات .

وهناك بعض المشكلات يمكن أن تعترض سبيل تنمية استقلال الفتيات يجب معرفتها والعمل على تذليلها، ومنها التعلقات العاطفية الشديدة بين الأولياء والبنات، التي تمد بجذورها لسنوات الطفولة، والجهل بما يدور داخل الفتاة من ميول وانفعالات تنعكس على سلوكها وتصرفاتها  رغم حرصها على إخفائها، وبساطة البنت وسرعة تصديقها الأمر الذي يمكن أن يعرضها

لمخاطر النصب والاحتيال و ... 

ـ معالجة المعضلات :

هناك الكثير من المشاكل والصعوبات التي تعترض سبل نمو واستقلال ونضوج الفتيات يتطلب العمل على تذليلها وحلها مزيدا من الوعي والتحمل. وبإمكان الأولياء، خصوصا الأمهات، الذين يتطلعون لخير وسعادة بناتهم، أن يتواصلوا معهن بالإرشاد والتوجيه وايداء العون والمساعدة على تجاوز مثل هذه المعضلات بنجاح. وذلك بحاجة الى جد ومثابرة وسعة صدر .

تتاح في بعض الحالات داخل الأسرة فرص مناسبة ينبغي استغلالها للحديث مع الأبناء، بما فيهم البنات حول شؤون الحياة ومشاكلها وكيفية التعامل معها من خلال شرح حيثياتها وملابساتها، وبالتالي تزويدهم بخبرات عن طرق وكيفية التعامل مع معضلات الحياة وصعوباتها، وإفهامهم بأنه يجب عليهم من الآن فصاعدا الاعتماد على أنفسهم في إدارة شؤونهم وحل مشاكلهم .

إن الصدمات النفسية، التي يمكن أن تتعرض لها الفتيات في هذه السن أو في مراحل لاحقة من حياتهن، لو بحثنا عن أسبابها فإننا سنجدها في غالب الأحوال تعود الى قلة الخبرة وعدم اكتساب المهارات اللازمة في التعامل مع مشكلات الحياة وصعوباتها، لأنهن كن ببساطة فتيات عاطلات في البيت دون أي نشاط أو فعالية عملية، وكانت الأمهات هن اللاتي يقضين حاجاتهن ويتصرفن في شؤونهن على الدوام، ولم يكن ليخطر في بال الأمهات بأن فتياتهن لابد أن يستعدن عمليا للعب دور الزوجة والأم وإدارة شؤون الأسرة في المستقبل من حياتهن الاجتماعية.

ـ الإعداد للزواج :

قد يعتبر بعض أولياء الأمور الحديث عن الزواج في هذه المرحلة من العمر سابقا لأوانه، وينزعجون من سماعه أو التداول حوله، في حين إن مثل هذا التصور ـ كما نعتقد ـ خاطئ بالمرة وليس في محله، فالملاحظ إن بعض الفتيات ، في سني 14 و 15 و16 عاما، تحصل لديهن ميول وتصرفات جنسية منحرفة بما يدل على أن هذه المسالة ليست سابقة لأوانها ومن هنا فإن التفكير بتزويج الفتاة في هذه السن وإعدادها نفسيا لقبوله ضرورة لا غنى عنها وتزداد أهمية ذلك إذا عرفنا إن الإسلام يعتبر (من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته)(1).

ولا ننسى أن نشير في هذا المجال أيضا الى نقطتين هامتين وهما أولا إن الفتيات في هذه السن، رغم ما يتمتعن به نمو عضوي ونفسي، على أنهن لسن في وضع يسمح لهن بانتخاب الزوج المناسب لوحدهن بسهولة، أعني أنهن لم يبلغن النضج الفكري في هذا المجال تماما، ولابد أن يكون على جنبهن من يرشدهن ويساعدهن على اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحتهن، وثانيا إن سن التأهل للزواج هوسن بلوغ الحيض ...

وأحيانا يحصل فاصل بين الاثنين، ويوصف ذلك بفترة تأخر البلوغ .

قد تتزوج الفتاة من دون أن يحصل لديها حمل . لذا فإن النضوج الجنسي شيء جدا مهم في أمر الزواج والحمل .

إن المشكلة التي تواجه فتياتنا في هذا المجال هي طول مرحلة الدراسة في عصرنا الحاضر، وازدياد تعلقهن العاطفي بالوالدين، الأمر الذي يؤدي الى تأخر زواجهن، ويفترض عليهن تحمل كثير من المعاناة والحرمان الجنسي. وتزداد هذه المشكلة تفاقما في الحالات التي لا يلتفت فيها الأولياء لحاجة الفتاة للزواج، ولا تجد الأخيرة فرصة مناسبة لمفاتحتهم والتعبير عن رغبتها.

_______________

1ـ النبي (صلى الله عليه واله) عن كتاب مكارم الأخلاق .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.