المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أحكام عدم التركيز الإداري
14-6-2018
السخرية والاستهزاء.
2024-02-24
سرية بشير بن سعد إلى فدك
24-7-2019
طفح أيضي Metabolic Overflow
28-1-2019
أحكام الواجب والممكن والفرق بين الممكن والممتنع
12-3-2019
Bernoulli Number
20-9-2020


إمنح إبنك الإِحترام والتقدير  
  
2015   08:07 صباحاً   التاريخ: 2-4-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص21 ـ 28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-4-2022 1436
التاريخ: 19-6-2016 2043
التاريخ: 28-7-2017 2342
التاريخ: 17-11-2018 2230

كان الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يسأل أولاده بحضور من الناس بعض المسائل العلمية، وربما كان يحيـل الجواب على أسئلة الناس إليهم.

ومن النتائج المهمة لهذا العمل، احترام الأولاد، وإحياء الشخصية فيهم.

وفي يوم من الأيام سأل الإمام (عليه السلام) من الحسن والحسين بعض الأسئلة، فأجاب كل منهما أجوبة حكيمة بعبارات قصيرة.

ثم التفت الإمام علي (عليه السلام) الى الحارث الأعور فقال: (يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي).

وحدث ذات يوم وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يصلي في فئة من الناس، والحسين صغيراً بالقرب منه.

فكان النبي إذا سجد جاء الحسين (عليه السلام) فركب ظهـره ثم حرك رجليـه فقال:

حل، حل!

فإذا أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يرفع رأسه أخذه فوضعه الى جانبه، فإذا سجد عاد على ظهره، وقال: حل، حل!

فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي من صلاته.

فقال يهودي: (يا محمد! إنكم لتفعلون بالصبيان شيئاً ما نفعله نحن).

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله لرحمتم الصبيان).

حينئذ قال اليهودي: (فإني أؤمن بالله وبرسوله. فأسلم لما رأى كرمه مع عظم قدره).

أجل كما يجب احترام الكبار ـ بقد ذلك أو أكثـر ـ يكون من الضروري احترام الأبناء الصغار.

 بينما الأمر الواقع الذي نعيشه ـ في معاملة الأبناء ـ عكس ذلك تماماً.

أحب هنا أن أسوق لكم هذه القصة الواقعة: يقول السيد (م) وهو يوري قصته أيام الطفولة: كانت سنين عمري لا تتجاوز الحادية عشر ـ كما أتذكر ـ وذات يوم من تلك الأيام، كنا قد أقمنا في بيتنا حفلاً بمناسبة شفاء والدتي من مرض خطير كاد أن يقضي على حياتها، لولا عناية السماء.

وقـام والـدي بـدعـوة الأهل والأقارب وبعض الجيران للمشاركة في الحضور وتناول طعام العشاء.

وحلت تلك الليلة، وتوافد الرجال والنساء الى دارنا، بينما كنت أنا ـ خارج البيت ـ أقوم بشراء بعض الحوائج، وما لبثت ان عدت الى البيت بعد ذلك.. توجهت الى قاعة الاستقبـال فـدخلتها، وسلمت على الحضور، ومما بعث في قلبي السرور والفرح، أن جميع الرجال الجالسين انتصبوا قائمين لمقدمي، وهم يرحبون بي، ويشيرون لي بالجلوس.

ولكن سرعان ما تحول ذلك الفرح في قلبي الى حزن وتبدل السـرور لينقلب الى مرارة، ترى ما الذي حدث؟ إن الذي حدث هو أن والدي الوحيـد الذي لم ينهض لقدومي، بل وكأن عملاً سيئاً قد وقع وادخـل الخجل في نفسه، حيث راح يأمـر الـحـاضـرين بالجلوس ويقول لهم: استريحـوا تفضلوا.. لا داعي لذلك!

لقـد أحسست بأن أبي يريد أن يقـول للضيوف: ان ابني لا يليق بالاحترام والتكريم، فلا تعتنوا به ولا تقوموا له!!

ويحدث كثيراً إن الآباء لا يحجزون في بعض السفرات مقاعد لأطفالهم لغرض الاقتصاد في الصرف، فيقف الطفـل طول الطريق، وعنـدمـا يتعب يجلس في حجر الأب.

بالطبع فإن ذلك مما يثير في إحساس الطفل بأنه لا يملك من المنزلة والاحترام ما يستوجب أن يحجز له مقعد خاص حتى يجلس كالآخرين، خصوصاً إذا كان هنالك طفل في سنه قد حجز له أبوه مقعداً!

أو يحدث أحياناً أن بعض الآباء.. يمنعون أبناءهم من ارتياد أماكن الكبـار، ويضطرون ـ في كثير من الأحيان ـ الى إستعمال العنف في طردهم فيما لو حدث وأن دخلوا تلك المجالس الممنوعة عليهم!

إن الآباء يحاولون ـ بعملهم هذا ـ إلحاق الإهانة بنفوس الأطفال وتكون بمثابة الضربة القاصمة التي ترد على شخصياتهم وتلازمهم مدى الحياة.

ولا أدري بالضبط أو لا أكـاد أفهم مـا يهـدف إليه الآباء من سحق شخصيـات أبناءهم وعـدم احتـرامهم؟ هب أنهم يريدون التخلص من ضجيجهم وصراخهم وكل ما يحدثون من أذى وشر.

ولكن هل أن التخلص من ذلك، ليس له حيلة إلا بالإهـانـة، وعـدم الاحترام؟!

حدثني أحد الرجال قائلاً: اجتمعت مع ثلة من الأصدقاء في جلسة عصـر ذات يوم، كنا نتجاذب فيهـا أطـراف الحديث، ولم يكن فينـا سوى صبياً واحداً، كان قد جاء في صحبة والده.

والذي حدث أن والـد هـذا الصبي طلب من إبنه الخروج من بيننـا واللعب مع الأطفال خارج الدار.

لكن الـطـفـل رفض الخروج، ولم يستجب لإلحـاح والـده وطلبـه المتكرر، وكلما كان الأب يصر على خروج إبنه، كان الابن يصر على الجلوس معنا.

فاضطر ذلك الأب الى أن يتوسل بالعنف الأحمق فهدد إبنه بالضرب إن لم يخرج، وأخيراً استطاع طرده من الجلسة، دون مكترث بمسألة أحترام شخصيـة ولده.

والقصة لم تتوقف عند هذا الحد والذي جرى ان هذا الصبي البالغ من العمر سن التاسعة ولكي يرد الاعتبار لشخصيته المسحـوقـة خـرج الى الطريق وحمل حجراً، وضرب به رأس طفل من أبناء الجيران فشجه وسالت الدماء، ولما شاهد ذلك أخوة هذا الطفل المصاب لم يتركوا صبينا وشـأنه، فعمدوا بدورهم - انتقاماً ـ وانهالوا عليه يضربونه بقسوة ولم ينج منهم إلا بعـد أن أوقعوا فيه جروحاً بليغة، اضطر أبوه أن ينقله الى المستشفى فوراً.

إذن هنالك آثار سلبية كثيرة من جراء عدم احترام الأبناء، هذا بالإضافة الى الآثار السيئة التي تتعلق في نفوس الأطفـال، مثـل عقـدة الحقارة، واهتزاز الشخصية، وما شابه ذلك من صفات نفسية خطيرة تهدد كيان الطفل وتلاحقه حتى خريف عمره.

بينما تستطيع أنت ـ أيها الأب العـزيز ـ أن تكون بمعزل عن كل تلك الآثار السيئة، والنتائج السلبية بفعل شيء واحد وهو (الاحترام).

ولا يعتقـد أحد بأن إحترامك لولدك يلحق بك ضرراً، أو يسيء الى سمعتك.

ترى.. فماذا يحدث لو قام الأب ـ في مجلس - احتراماً لولده مثلا؟

وماذا يحدث.. لو اصطحب الآباء أبناءهم الى أماكن الكبار؟

وماذا يحدث.. لـو تعامل الوالد مع ولده على أساس من الاحتـرام والتقدير؟

وماذا يحدث.. لو احترم الكبار الصغار؟

هل يحدث غير النتائج الحميدة والطيبة التي تترك أثراً سحرياً في نفوس الأبناء، وتربأ بهم الى مدارج العظمة والكمال؟

ويجدر بنا أن نسجل - هنا ـ هذه الفكرة الهامة التي تقول ان قيمـة الاحترام تكمن حينما يتقدم الكبار باحترام الصغار، وإلا فإن احترام الصغار للكبار أمر طبيعي مفروغ منه.

كذلك فإن قيمة الزهد وعظمته حينما يكون الإنسان الغني زاهداً، وليس حينما يكون الفقير زاهداً.

كما أن عـظـمـة التـواضـع، هي أن يتـواضـع العـظيم للداني والكبيـر للصغير.

فلو احترم الصغير الكبير، وزهد الفقير، وتواضع الحقير، حينئذ لا يكون قد صدر منهم أي فعل ذي بال يشار إليه بالتقدير والتعظيم.

ولكن العظمة.. حينما يحترم الإنسان من هو أصغر منه، ويتواضع لمن هو أدنى منه منزلة.

يقول الحديث الشريف في وصف النبي (صلى الله عليه وآله): (يصافح الغني والفقير والصغير والكبير، ويسلم مبتدءاً على كل من استقبله من صغير أو كبير، أسود أو أحمر، حر أو عبد)

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (خمس لست بتـاركهن حتى الممات.. وتسليمي على الصبيـان لتكـون سنـة من بعدي)(1).

وهذا عيسى بن مريم، جمع الحواريين وقال لهم: (إليَّ إليكم حاجة. اتقضونها لي؟)؟

فقالوا له: (لقد قضيت حاجتك يا روح الله).

فقام عيسى بن مريم (عليه السلام) وغسل أقدامهم!

فقالوا: (كنا أحق بهذا منك) !؟

فقال: (أحق الناس بالخدمة: العالم).

وأضاف: (إنما تواضعت هكذا، لكي تتواضعـوا من بعدي في الناس كتواضعي لكم).

ولاحترام الأبناء نتائج إيجابية كثيرة، وباستطاعة أي أب أن يجرب ذلك، فلو كنت تريد من ابنك خدمة ما، ابدأ أولاً باحترامه وأومئ إليه بالثقة ثم اطلب ما تريد.. وانظر كيف تكون النتيجة.؟

هذا بالإضافة الى أن الأبناء سيعاملون آباءهم كما تعلموا وتعودوا عليه، لذلك فالأب حر في اختيار الطريقة التي يرغب أن يعامله بها أبناؤه في صغرهم وعند الكبر.

تماماً كما أنك لا تستطيع أن تسحب مقداراً من المال من البنك إلا إذا كنت قد دفعته مسبقاً، فلا تستطيع أن تطالب أبناءك ـ أو أي إنسان آخـر - بالاحترام، وأنت لم تـودع الاحترام في بنوكهم، ولم تمنحهم الاهتمام، فاهتم بهم يهتمون بك، واحترمهم يحترمونك.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (اجملوا في الخطاب تسمعوا جميل الجواب).

لأن هذه حقيقة حتمية وسنة كونية لا يمكن تبديلها، (فمن جد وجد ومن زرع حصد).

وإذن، لكي تحترم أبناءك على أكمل وجه، اعمل بهذه الاقتراحات:

1ـ دع أبناءك يتحدثون أمام الآخرين، كما كان يفعل الإمام علي (عليه السلام) مع ولديه الحسن والحسين (عليهم السلام).

2ـ إظهر صفاتهم الحسنة وأجزل الثناء عليهم.

3- بادرهم بالسلام والتحية.

4ـ لا تنهرهم أمام أي أحد.

5ـ أصدق معهم في الحديث والموقف.

6- اصطحبهم معك.. وخذ بأيديهم إلى أماكن الكبار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل ج3 ص٢٠٩. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.