أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24
802
التاريخ: 5-10-2016
1379
التاريخ: 5-10-2016
1638
التاريخ: 5-10-2016
1611
|
السخرية والاستهزاء أي: محاكاة أقوال الناس وأفعالهم وصفاتهم قولاً أو فعلاً أو إيماءً على وجه يضحك منه الناس نوع من الأذية والإهانة، وتنبيه الناس على عيوب المستهزئ به ولو كانت في غيبته كانت غيبة أيضاً، ولو بالغ بما ليس فيه كان كذباً وبهتاناً أيضاً، فإن كان الباعث عليها الكبر والتحقير أو العداوة كانت من رذائل الغضبية، وإن كان مجرّد ضحك الأغنياء وتنشيط قلوبهم طمعاً كان من رذائل الشهوية.
ويشتمل هذا القسم من خسّة النفس ودناءة الهمّة والوقاحة وهتك أستار الحياء والذلّ والهوان على مالا يخفى.
وهو مضافاً إلى كونه بنفسه عقوبة عاجلة مستلزم لعقوبات عظيمة في الآجل، إذ لا ظلم أعظم من وضع النفس الشريفة التي هي من سنخ عالم الربوبيّة القابلة لخلافة الله تعالى في أخس المراتب البهيميّة.
وأيّ شناعة أعظم من أخذ أذى المسلمين حرفة، وما يؤدّي إلى قسوة القلوب وغفلتها عن الله تعالى بالضحك الملاهي عملاً وصنعة، فما هو الا من غاية الحمق وخفّة العقل والجهالة بخواصّ النفس الانسانيّة، وما به تمتاز عن البهائم، ويشهد لذلك أنّ موسى عليه السلام لمّا قيل له: {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67] فلو جعلت من رذائل القوّتين لم يكن بعيداً.
وعلاجها بإزاحة عللها، أي: الكبر والعداوة والجهل، وتبديلها بأضدادها، أي: التواضع والمحبّة والعلم بما به امتياز النفس الانسانية من غيرها، ويكون الأرزاق والأقوات والأموال من قبيل آلات لحفظ البدن الذي هو مركب للنفس، فتضييع النفس وتنكيسها إلى المرتبة البهيميّة لأجل المال وغيره انتكاس على أمّ الرأس نعوذ بالله منه.
فليزجر قوته الشهوية بهذه الزواجر القلية مع الأوامر والنواهي الشرعية، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
وعن النبي صلى الله عليه وآله: «المستهزئ بين الناس يفتح لأحدهم باب من الجنّة، فيقال له: هلمّ هلمّ فيجيء بكربه وغمّه، فإذا أتى أغلق دونه، ثم يفتح له باب آخر فيقال له: هلمّ هلمّ فيجيء بكربه وغمّه فإذا أتى أغلق دونه، فما يزال كذلك حتى يفتح له الباب ويقال له: هلمّ هلمّ فما يأتيه» (1).
وأمّا من يجعل نفسه مسخرة أي: يسرّ بأن يسخر به الناس فهو وإن كان كالقسم الثاني في الظلم على نفسه، لكن فعل ما يؤذن بإيذائه وتحقيره محرّم.
وعلاجه كما تقدّم، على أنّ من تفكّر فيما صدر ويصدر عنه من سيّئات الأعمال وتأمّل في حقيقة حاله يوم القيامة وما أعدّ له فيه من الشدائد والأهوال كان بأن يشغله الضحك على نفسه تارة، والبكاء عليها أخرى أحقّ وأحرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحجة البيضاء: 5 / 236 وفيه: «إنّ المستهزئين بالناس».
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثاني والعشرين من سلسلة كتاب العميد
|
|
|