المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عدم وجوب الموالاة في الغسل
29-12-2015
بذرة الفول
14-2-2017
Radical Additions to Alkenes: Chain-Growth Polymers
21-8-2016
معنى كلمة يَبِسَ
3-1-2016
نموذج لمقال الخواطر والتأملات- الرأي والعقيدة
2023-06-05
مركبات قوى الأختزال Reducing Power Compounds
14-11-2019


ملامح التفكير المتشابه لدى الشباب وتأثيراته السلبية  
  
1185   10:19 صباحاً   التاريخ: 21/11/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص25 ــ 26
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ان المشاكل التي تعصف بالشباب تنطلق من تفكيرهم في كيفية التواصل مع متطلبات الحياة والضغوط المستمرة التي تؤدي  ـ ان تكاثرت ـ الى انهيار البنية الفكرية والايمانية لدى الشباب، والاخفاق الاكبر في النمط الذي اعتاد عليه الشاب في مواجهة التحديات، فحين لا يجد الشاب فرصة عمل يشعر ان الدنيا اغلقت بوجهه، فيرى انه سيء الحظ لا خير فيه، وان ذهب ليخطب فتاة اعجبته ولم تكتب له يرجع خائباً حسيراً مهموماً مغموماً فيشعر ان الدنيا اغلقت ابوابها بوجهه، وحيث يسافر للقاء شخص ما ويجد ان هذا الشخص قد هرب او توفي او كذب عليه تغلق الدنيا بوجهه مرة أخرى وحين يدرس ويبذل الجهد ولا يصل الى النتيجة التي كان يحلم بها يجلس ليندب حظه ولا يقوى على مواجهة الحياة مرة أخرى، فينشغل بالفشل الذي يحدث معه ويبقى اسير التجربة الفاشلة، لان النمط الفكري الخاص يقول له، طالما انك فشلت هنا فلن تنجح مرة اخرى، اقبل بفشلك وكسلك وحظك السيء!

ربما يحسب الناس ان هذا الحكايات النفسية هي خواطر سلبية تأتي وترحل، لكن الحقيقة هذه ليست خواطر بسيطة، انما هذه اشجار نمت من بذور الطفولة او البيئة وكبرت وشاخت وتجذرت واصبحت نمطاً تفكيراً يقيد الشباب عن التطور والتقدم وكسر وهم الفشل؟. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.