المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حقيقة التوكل  
  
1581   04:38 مساءً   التاريخ: 20/10/2022
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : الأخلاق
الجزء والصفحة : ج2، ص 334 ـ 339
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الاخلاص والتوكل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/12/2022 1741
التاريخ: 17-2-2022 2058
التاريخ: 18-7-2016 1798
التاريخ: 17-2-2022 1770

اعلم أن التوكل منزل من منازل الدين ومقام من مقامات الموقنين (1)، بل هومن معاني درجات المقربين (2)، وهو في نفسه غامض من حيث العلم وشاق وقال (عليه السلام) (3):

لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، بل انظر الى خلقه وعمله (4).

ووجه غموضه من حيث العلم أن ملاحظة الأسباب والاعتماد عليها شرك في التوحيد، والتباعد عنها بالكلية طعن في السنة وقدح في الشرع، والاعتماد على الأسباب انغماس (5) في غمرة (6) الجهل.

والتحقيق فيه أن التوكل المأمور به في الشرع هو اعتماد القلب على الله في الأمور كلها وانقطاعه عما سواه، ولا ينافيه تحصيل الأسباب إذا لم يكن يكن إليها، وكان سكونه إلى الله تعالى دونها مجوزا أن يؤتيه الله مطلوبه من حيث لا يحسب دون هذه الأسباب التي حصلها،

وأن يقطع الله هذه الأسباب عن مسبباتها، سواء كانت لجلب نفع متوقع أو لدفع ضرر منتظر أو لإزالة آفة واقعة، وسواء كانت مقطوعاً بها، كمد اليد إلى الطعام ليصل إلى فيه، أو مظنونة كحمل الزاد للسفر وأخذ السلاح للعدو واتحاذ البضاعة للتجارة والادخار لتجدد الاضطرار والتداوي لإزالة الضرر والتحرز عن النوم في مكمن السباع وممر السيل وتحت الحائط المائل وغلق الباب وعقل البعير ونحو ذلك.

أما الموهومة كالرقية (7) والطيرة (8) والاستقصاء (9) في دقائق التدبير، فيبطل بها

التوكل؛ لأن أمثال ذلك ليست بأسباب عند العقلاء الألباء 10)، وليست مما أمر الله بها، بل ورد النهي عنها.

وليس معنى التوكل - كما يظنه الحمقاء - أنه ترك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب، والسقوط على الأرض كالخرقة الملقاة واللحم على الوضم (11)، فإن ذلك جهل محض (12)، وهو حرام في الشرع، فإن الإنسان مكلف بطلب الرزق بالأسباب التي هداه الله إليها من زراعة أو تجارة أو صناعة أو غير ذلك مما أحله الله.

وكما أن الصلاة والصيام والحج عبادات كلف الله بها عباده يتقربون بها إليه كذلك طلب الرزق الحلال عبادة كلفهم الله به ليتقربوا به إليه، بل هو أفضل العبادات (13)، كما ورد في الشرع: إنّ (14) العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحلال (15).

ولكنه سبحانه كلفهم أيضا بأن لا يثقوا إلا به جل وعز ولا يثقوا بالأسباب كما أنه سبحانه كلفهم بأن لا يتكلوا على أعمالهم الحسنة بل بفضل الله تعالى (16) ولهذا ورد في الشرع الأمر بالإجمال في الطلب لا الترك بالكلية ولا الاقبال عليه بالكلية (17).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ألا إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله عز وجل وأجملوا في الطلب (18).

وقال (صلى الله عليه وآله): ما أجمل في الطلب من ركب البحر (19).

وقال الصادق (عليه السلام): ليكن طلبك المعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها، ولكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف (20) المتعفف ترفع نفسك عن منزلة الواهن (21) الضعيف، وتكتسب ما لابد منه (22)، إن الذين أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم (23).

وقال (عليه السلام) (24): إذا فتحت بابك وبسطت بساطك فقد قضيت ما عليك (25). وإنما لا يبطل التوكل بالأسباب المقطوعة والمظنونة مع أن الله تعالى قادر على إعطاء المطلوب بدون ذلك لأن الله سبحانه أبى (26) أن يجري الأشياء إلا بالأسباب (27) كما قال الصادق (عليه السلام)؛ وأحب الله لعباده أن يطلبوا منه مقاصدهم بالأسباب التي سببها لذلك وأمرهم بذلك، قال الله تعالى: {خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71]. وقال في كيفية صلاة الخوف (28): {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء: 102] وقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60]. وقال لموسى: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا} [الدخان: 23]. والتحصّن بالليل اختفاء عن أعين الأعداء دفعاً للضرر (29).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله) للأعرابي لما أهمل البعير وقال: توكلت على الله ((اعقل وتوكّل)) (30) غير ذلك من الأخبار.

وروي أن زاهدا من الزهاد فارق الأمصار وقام في سفح جبل وقال: لا أسأل أحدا شيئاً حتى يأتيني ربي برزقي. فقعد سبعاً فكاد يموت ولم يأته رزقه، فقال: يا رب إن أحييتني فأتني برزقي الذي قسمت لي وإلا فاقبضني إليك. فأوحى الله إليه: وعزتي وجلالي لا أرزقك حتى تدخل الأمصار وتقعد بين الناس. فدخل المصر وأقام فجاء هذا بطعام وهذا بشراب، فأكل وشرب وأجد في نفه ذلك، فأوحي إليه أردت أن تذهب حكمي بزهدك في الدنيا، أما علمت أن أرزق عبدي بأيدي عبادي أحب إليّ من أن أرزقه بيد قدرتي (31).

وروي أنّ موسى (عليه السلام) اعتلّ بعلة فدخل عليه بنو إسرائيل فعرفوا علته فقالوا له: لو تداويت بكذا لبرئت. فقال: لا أتداوى حتى يعافيني الله من غير دواء. فطالت علته فأوحى الله إليه: وعزتي وجلالي لا أبرأتك حتى تتداوى بما ذكروه لك. فقال لهم: داووني بما ذكرتم، وداووه فبرأ فأوجس في نفسه ذلك فأوحى الله إليه: أردت أن تبطل حكمي بتوكلك علي، فمن أودع العقاقير منافع الأشياء غيري؟! (32).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) اليقين: العلم وإزاحة الشك، وتحقيق الأمر. واليقين: نقيض الشك

لسان العرب، ابن منظور: 13/ 457، مادة "يقن".

(2) قيل في المقريبن، أنهم: علي عليه السلام وأصحابه.

مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب: 3/ 231.

قال الحسيني: في تفسير سورة الواقعة/ 88: ((فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ)) قال: ذاك من كان منزله عند الإمام. تأويل الآيات، الحسيني: 631، تأويل سورة الواقعة.

(3) أي: "الإمام الصادق عليه السلام".

(4) الكافي، الكليني: 2/ 105، كتاب الإيمان والكفر، باب الصدق والأمانة/ ح12.

 وفيه النص: قال أبو عبد الله عليه السلام: ((لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فإن ذلك شيء اعتاده فلو تركه استوحش لذلك ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته)).

(5) لغمس: إرساب الشيء في الشيء. وقال علي بن حجر: الإغتماس أن يطيل اللبث فيه

لسان العرب، ابن منظور: 6/156، مادة "غمس".

(6) الغمرة منهمك الباطل، ومرتكض الهول. ويقال: هو يضرب في غمرة اللهو ويتسكع في غمرة الفتنة، وغمرة الموت: شدة همومه.

لسان العرب، ابن منظور: 5/29، مادة "غمر".

(7) الرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات

النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 2/254، باب الراء مع القاف.

(8) الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تسكن: هي التشاؤم بالشيء. يقال: التطير بالسوائح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما. وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر

النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 3/152، باب الطاء مع الياء.

(9) القصا: البعد والناحية.

الجوهري: 6/ 2462، مادة "قص".

 (10) الصحاح، اللبيب: العاقل، والجمع ألباء

الصحاح، الجوهري: 1/216، مادة "لبب".

(11) الوضم الخشبة أو البارية التي يوضع عليها اللحم

غريب الحديث، ابن سلام: 3/ 354.

(12) المحض من كل شيء: الخالص.

لسان العرب، ابن منظور: 7/ 227، مادة "محض".

(13) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 197، الباب الخامس في اليقين والتوكل، الفصل الرابع تحصيل الأسباب لا ينافي التوكل.

(14) ليس في التهذيب: "إنّ".

(15) التهذيب، الشيخ الطوسي: 6/ 324، كتاب المكاسب، باب 93 المكاسب/ ح12.

(16) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 194 ــ 195، الباب الخامس في اليقين والتوكل، الفصل الثاني التوكل باب الرزق والرحمة.

(17) انظر: الكافي، الكليني:5/80 ــ83، كتاب المعيشة، باب الإجمال في الطلب/ الأحاديث1 ــ11.

(18)  الكافي، الكليني: 5/ 80، كتاب المعيشة، باب الإجمال في الطلب/ صدر الحديث1.

(19) من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 1/ 460، أبواب الصلاة وحدودها، باب الصلاة في السفينة/ ح14.

(20) في التهذيب: "النصف" بدل "المنصف".

(21) الواهن: الضعيف.

سبل الهدى والرشاد، الصالحي الهاشمي: 5/ 173.

(22) في التهذيب: "ما لابد للمؤمن منه".

(23) تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي:6/322، كتاب المكاسب، باب 93 المكاسب/ح2.

(24) أي: "الإمام الصادق عليه السلام".

(25) الكافي، الكليني: 5/ 79، كتاب المعيشة، باب الإبلاء في طلب الرزق/ ح1.

(26) في بصائر الدرجات: "أبى الله".

(27) بصائر الدرجات، الصفار: 6، باب 3 معرفة العالم الذي من عرفه عرف الله ومن أنكره أنكر الله تعالى والسبب الذي يوفق لمعرفته/ صدر الحديث1.

(28) انظر: تفسير القمي، علي بن إبراهيم القمي: 1/ 79، تفسير سورة البقرة.

(29) انظر: جامع البيان، ابن جرير الطبري: 25/ 156، تفسير سورة الدخان/ ح24056.

(30) عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 1/ 75، الفصل الرابع/ ح149.

(31) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 198 ــ 199، الباب الخامس في اليقين والتوكل، الفصل الرابع تحصيل الأسباب لا ينافي التوكل.

(32) انظر: نفس المصدر السابق.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.