أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-08
387
التاريخ: 17-7-2021
2395
التاريخ: 18-7-2016
3369
التاريخ: 18-7-2016
1498
|
الإخلاص الاخلاقي وهو (ان تتمثل وتؤدي اعمالك بسبب ان الله تعالى يأمر بها، وانه أهل للعبادة ، وواجب الطاعة بحسب رؤية العقل العملي للإنسان)(1)
ومصداق ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : (ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك اهلاً للعبادة فعبتدك)(2).
والسر في ذلك ان الإسلام يريد للإنسان ان يتجرد في اعماله، وفي تهذيب اخلاقه وتزكية نفسه الله تعالى فإن (المسلك القرآني في تهذيب النفس لا يقوم على أساس الغايات والمصالح الدنيوية، وما يقال ان هذه الصفة محمدة عند الناس وتوفر للإنسان سعادة وراحة)(3).
إذن عندما يتصف الإنسان بالأخلاق الحسنة لا لكي يكسب ثقة الناس ومحبتهم؛ وانما لأجل ان التخلق بالخلق الحسن محمود عند الله، وهذا المعنى ينبعث من منبع التوحيد باستعمال معارف العملية في صياغة الأخلاق الإسلامية التي تقوم على أساس رفع الرذائل النفسية بالمعارف الإلهية (وبالجملة إذا استحكم في القلب اصل التوحيد الفعلي للحق، وسقي بماء العلم التوأم بالعمل اللطيف الذي يقرع باب القلب، تكون نتيجته تذكر مقام الألوهية، ويصفى القلب للتجلي الفعلي للحق فإذا خلت الدار من الغداء والعش من الغش يتصرف في البيت صاحبه)(4).
وهكذا إذا تشبعت النفس الإنسانية بالمعارف الإلهية، وبتوجه خالص لله فستنطبع تلك المعارف على صفحات القلب، وتشرق في كل صفحة صفة حميدة تبرز بشكل طبيعي في سلوك المخلص بلا تكلف فيها، وهذا هو الإخلاص العملي، وأقصد به تصفية العمل عن طلب رضا المخلوقين، وعن طلب حصول المفائد الدنيوية الفانية، بل وحتى عن رؤية استحقاق الثواب على الاعمال الصالحة التي يقدمها العبد طاعة لله تعالى مع استقلال عمل الخير مهما بلغ، واستكثار عمل السوء مهما دق وصغر، ودلالة ذلك تساوي العمل في حالة السر والعلن يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (ومن لم يختلف سره وعلانيته، وفعله ومقالته فقد ادى الأمانة، وأخلص العبادة )(5) وهذا هو تمام الإخلاص العملي لله وكماله.
ومن هنا تبرز اهمية الإخلاص في حياة المؤمن، وهذه الاهمية لا يمكن ان تحد بحدود هذه الألفاظ القاصرة خصوصاً إذا عرفنا ان العقيدة بدون وعي وإخلاص ألفاظ فارغة لا قيمة لها، بل تصبح هواءاً في شبك، وكفى الإخلاص عظمة بأنه كمال التوحيد، وبهذا يتبين لنا اهمية الاخلاص ويتجلى لنا معناه الحقيقي وهو : (تصفية معاني التنزيه في التوحيد كما قال الاول : هلك العاملون إلا العابدون وهلك العابدون إلا العالمون، وهلك العالمون إلا الصادقون، وهلك الصادقون إلا المخلصون ، وهلك المخلصون إلا المتقون ، وهلك المتقون إلا الموقنون ، وان الموقنين لعلى خطر عظيم)(6)
وأما اهمية الاخلاص في المجال الاخلاقي فبدونه تكون الاخلاق الحسنة تصنع وتكلف ممقوت، سرعان ما تنقلب إلى عكسها في حالة عدم تحقق الدوافع الكامنة وراءها فإن غرض الإنسان من الكمال الخلقي إما ان يكون اقتناء (الفضيلة المحمودة عند الناس والثناء الجميل منهم ... (أو) نيل السعادة الحقيقية للإنسان وهو استكمال الغيمان بالله وآياته ، والخير الآخروي وهي سعادة وكمال في الواقع لا عند الناس فقط.
ومع ذلك فالمسلكان يشتركان في ان الغاية القصوى والغرض فيها الفضيلة الإنسان من حيث العمل)(7).
وفي هذين الفرضين لا يتحقق الإخلاص الخلقي – رضا الله بالكامل – لأن المقصود به ان الإنسان (إنما يريد به وجه ربه ، ولا هم له في فضيلة ، ولا رذيلة ولا شغل له بثناء جميل وذكر محمود، ولا التفات له إلى دنيا او اخرة او جنة او نار، وانما همه ربه ، وزاده ذل عبوديته ، ودليله حبه)(8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشهيد الشيخ حسين معن، الإعداد الروحي .
(2) المحدث المجلسي، بحار الانوار: 70/186.
(3) العلاقة الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن : 1/374 .
(4) الإمام الخميني ، الآداب المعنوية للصلاة : 375.
(5) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 33/528 .
(6) مصباح الشريعة : 37.
(7) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 1/373 .
(8) المصدر نفسه : 374 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|