العمليات الأيكولوجية

أن المدينة بمثابة كائن حي وعضوي له نشاطه وحركته والتي تتم عبر تفاعل عناصره ويتحكم في العلاقة بينها مجموعة من العوامل يطلق عليها علماء المدن اسم " العمليات الأيكولوجية " ، التي يمكن رؤية أثارها في النمو الحضري ، ومما يجدر ذكره أنه ليس هناك اتفاق تام حول عدد العمليات الأيكولوجية التي تؤثر في النمو الحضري، غير أن القائمة التقليدية كما يصورها ماكنزي McKenzie تشمل التركيز أو التجميع والمركزية واللامركزية ، والفصل ، والغزو والتتابع ويضيف بعضهم إلى القائمة رحلة العمل اليومية .

وبطبيعة الحال تختلف هذه العلميات في حجمها وتأثيرها بين مدينة وأخرى تبعا للمرحلة التي قطعتها المدينة في نموها وازدهارها ، وهناك عوامل تؤثر في زيادة مفعول هذه العمليات أهمها عامل المنافسة وعامل الحراك كعامل المنافسة يلعب دورا كبيرا في زيادة عمل العمليات الأيكولوجية في المحيط الحضري ، فتركيب المنطقة الحضرية الذي يشمل توزيع السكان وأنماط استعمالات الأرض والوظائف المختلفة التي تقوم في المدينة يقتضي قيام عنصر المنافسة فيما بينها ، إذ تؤدي المنافسة إلي تنشيط العمليات الأيكولوجية بصورة أو بأخرى .

أما الحراك فيرتبط بمدى توافر طرق النقل والمواصلات والقدرة علي التنقل من مكان لآخر ، وهذا يؤثر بدوره على العمليات الأيكولوجية عبر الزمان والمكان ، وهذا ما يطلق عليه الحراك الطبيعي أما الحراك الاجتماعي فيكون تأثيرهم قويا علي العمليات الأيكولوجية المرتبطة بالنطاقات الاجتماعية بالمدينة ، وإن المعطيات السابقة التي قامت عليها نظريات نمو المدن سواء ما ارتبط منها بالشكل أو البنية أو العمليات الأيكولوجية يمكن أخذها بعين الاعتبار كمتغيرات يمكن قياسها من خلال البعد الزمني والمكاني لظاهرة النمو الحضري لأي مدينة من المدن .