المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

الاسلام وبعض أساليب الغرب
2024-06-26
المياه الراكدة
2024-10-09
الفرع الأكادي
23-11-2018
حكم الولد الموسر والمعسر في إخراج زكاة الفطرة
26-11-2015
زكريا بن سابق
3-9-2017
واجبات الاحرام
19-9-2016


رجع إلى المنارة  
  
1592   02:59 صباحاً   التاريخ: 26/9/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:548-551
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-03 415
التاريخ: 4-7-2016 2073
التاريخ: 2024-05-28 815
التاريخ: 2024-01-07 613

رجع إلى المنارة

وارتفاع المنارة إلى مكان الأذان أربعة وخمسون ذراعا، وطول كل حائط من حيطانها على الأرض ثمانية عشر ذراعا، انتهى بحروفه. وفيه بعض مخالفة لما ذكره ابن الفرضي وبعضهم، إذ قال في ترجمة المنصور بن أبي عامر ما صورته (3) : وكان من أخبار المنصور الداخلة في أبواب البر (4) والقربة بنيان المسجد الجامع والزيادة فيه سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وذلك أنه لما زاد الناس بقرطبة وانجلب إليها قبائل البربر من العدوة وإفريقية، وتناهى حالها في الجلالة، ضاقت الأرباض وغيرها، وضاق المسجد الجامع عن حمل الناس، فشرع المنصور في الزيادة بشقيه حيث تتمكن الزيادة لاتصال الجانب الغربي بقصر الخلافة، فبدأ ابن أبي عامر هذه الزيادة على بلاطات تمتد طولا من أول المسجد إلى آخره، وقصد ابن أبي عامر في هذه الزيادة المبالغة في

(548)

الإتقان والوثاقة، دون الزخرفة، ولم يقصر - مع هذا - عن سائر الزيادات جودة، ما عدا زيادة الحكم. وأول ما عمله ابن أبي عام تطييب نفوس أرباب الدور الذين اشتريت منهم للهدم لهذه الزيادة بإنصافهم من الثمن، وصنع في صحنه الجب العظيم قدره، الواسع فناؤه، وهو - أعني ابن أبي عامر - هو الذي رتب إحراق الشمع بالجامع زيادة للزيت (3) ، فتطابق بذلك النوران، وكان عدد سواري الجامع الحاملة لسمائه واللاصقة بمبانيه وقبابه ومناره بين كبيرة وصغيرة ألف سارية وأربعمائة سارية وسبع عشرة سارية، وقيل: أكثر، وعدد ثريات الجامع ما بين كبيرة وصغيرة مائتان وثمانون ثريا، وعدد الكؤوس سبعة آلاف كاس وأربعمائة كأس وخمسة وعشرون كأسا، وقيل: عشرة آلاف وثمانمائة وخمس كؤوس، وزنة مشاكي الرصاص للكؤوس المذكورة عشرة أرباع (4) أو نحوها، وزنة ما يحتاج إليه من الكتان للفتائل في كل شهر رمضان ثلاثة أرباع القنطار، وجميع ما يحتاج إليه الجامع من الزيت في السنة خمسمائة وربع أو نحوها، يصرف منه في رمضان خاصة نحو نصف العدد، ومما كان يختص برمضان المعظم ثلاثة قناطير من الشمع وثلاثة أرباع القنطار من الكتان المقطن لإقامة الشمع المذكور، والكبيرة من الشمع التي تؤخذ بجانب الإمام يكون وزنها من خمسين إلى ستين رطلا، يحترق بعضها بطول الشهر، ويعم الحرق لجميعها ليلة الختمة، وكان عدد من يخدم الجامع المذكور بقرطبة في دولة ابن أبي عامر ويتصرف فيه من أئمة ومقرئين وأمناء ومؤذنين وسدنة وموقدين وغيرهم من المتصفين مائة وتسعة وخمسين شخصا (5) ، ويرقد من البخور ليلة الختمة أربع أواق من العنبر الأشهب وثماني أواق من العود الرطب، انتهى.

 (549)

وقال بعض المؤرخين: كان للجامع كل ليلة جمعة (6) رطل عود، وربع رطل عنبر، يتبخر به، انتهى.

وقال ابن سعيد، نقلا عن ابن بشكوال: طول جامع قرطبة الأعظم الذي هو بداخل مدينتها من القبلة إلى الجوف ثلاثمائة وثلاثون ذراعا، الصحن المكشوف عنه ثمانون ذراعا، وغير ذلك مقرمد، وعرضه من الغرب إلى الشرق مائتان وخمسون ذراعا، وعدد أبهائه عند اكتمالها بالشمالية التي زادها المنصور بن أبي عامر بعد هذا تسعة عشر بهوا، وتسمى البلاطات، وعدد أبوابه الكبار والصغار واحد وعشرون بابا: في الجانب الغربي تسعة أبواب، منها واحد كبير للنساء يشرع إلى مقاصيرهن، وفي الجهة الشرقية تسعة أبواب، منها لدخول الرجال ثمانية أبواب، وفي الجهة الشمالية ثلاثة أبواب، منها لدخول الرجال بابان كبيران وباب لدخول النساء إلى مقاصيرهن، وليس لهذا الجامع في القبلي سوى باب واحد بداخل المقصورة المتخذة في قبلته متصل بالساباط المفضي إلى قصر الخلافة منه كان السلطان يخرج من القصر إلى الجامع لشهود الجمعة، وجميع هذه الأبواب ملبسة بالنحاس الأصفر بأغرب صنعة، وعدد سواري هذا المسجد الجامع الحاملة لسمائه والملصقة (7) بمبانيه وقبابه ومناره وغير ذلك من أعماله بين كبار وصغار ألف وأربعمائة سارية وتسع سوار، منها بداخل المقصورة مائة وتسع عشرة سارية.

وذكر المقصورة البديعة التي صنعها الحكم المستنصر في هذا الجامع فقال: إنه خطر بها على خمسة بلاطات من الزيادة الحكمية، وأطلق حفافيها على الستة الباقية: ثلاثة من كل جهة، فصار طولها من الشرق إلى الغرب خمسة وسبعين ذراعا وعرضها من جدار الخشب إلى سور المسجد بالقبلة اثنين

 (550)

وعشرين ذراعا وارتفاعها في السماء إلى حد شرفاتها ثمانية أذرع، وارتفاع كل شرفة ثلاثة أشبار، ولهذه المقصورة ثلاثة أبواب بديعة الصنعة عجيبة النقش شارعة إلى الجامع شرقي وغربي وشمالي، ثم قال: وذرع المحراب في الطول من القبلة إلى الجوف ثمانية أذرع ونصف، وعرضه من الشرق إلى الغرب سبعة أذرع ونصف، وارتفاع قبوه في السماء ثلاثة عشر ذراعا ونصف، والمنبر إلى جنبه مؤلف من أكارم الخشب ما بين آبنوس وصندل ونبع وبقم وشوحط وما أشبه ذلك، ومبلغ النفقة فيه خمسة وثلاثون ألف دينار وسبعمائة دينار وخمسة دنانير وثلاثة دراهم وثلث درهم (8) وقيل غير ذلك، وعدد درجه تسع درجات صنعة الحكم المستنصر رحمه الله.

وذكر أن عدد ثريات الجامع التي تسرج فها المصابيح بداخل البلاطات خاصة - سوى ما منها على الأبواب - مائتان وأربع وعشرون ثريا، جميعها من لاطون مختلفة الصنعة، منها أربع ثريات كبار معلقة في البلاط الأوسط أكبرها الضخمة المعلقة في القبة الكبرى التي فيها المصاحف حيال المقصورة، فيها من السرج - فيما زعموا - ألف وأربعة وخمسون (9) ، تستوقد هذه الثريات الضخام في العشر الأخير من شهر رمضان، تسقى كل ثريا منها سبعة أرباع في الليلة، وكان مبلغ ما ينفق من الزيت على جميع المصابيح في هذا المسجد في السنة أيام تمام وقوده في مدة ابن أبي عامر مكملة بالزيادة المنسوبة ألف ربع، منها في شهر رمضان سبعمائة وخمسون ربعا، قال: وفي بعض التواريخ القديمة كان عدد القومة بالمسجد الجامع بقرطبة في زمن الخلفاء وفي زمن ابن أبي عامر ثلاثمائة، انتهى. وفيه مخالفة لبعض ما تقدم.

وذكر بعضهم الزيت - ولكن قوله أولى بالاتباع، لنقله عن ابن بشكوال،

 (551)

ولمعرفة ابن سعيد بمثل هذا وتحقيقه فيه أكثر من غيره، والله سبحانه أعلم - فقال: ألف ربع وثلاثون ربعا، منها في رمضان خمسمائة ربع، وفي الثريات التي من الفضة - وهي ثلاث - اثنان وسبعون رطلا، لكل واحدة ثمانية عشر في ليلة وقدها. وقال في المنبر: إنه مركب من ستة وثلاثين ألف وصل، قام كل واحد منها بسبعة دراهم فضة، وسمرت بمسامير الذهب والفضة، وفي بعضها نفيس الأحجار، واتصل العمل فيه تسعة، ثم قال: ودور الثريا العظيمة خمسون شبرا، وتحتوي على ألف كأس وأربعة وثمانين، كلها موشاة بالذهب، إلى غير ذلك من الغرائب.

 

__________

 (1) النص في ابن عذاري 2: 428.

(2) ق: ودوزي: الخير والبر.

(3) ابن عذاري: للرسم.

(4) ابن عذاري: عشرة أرباع القنطار.

(5) مخطوط الرباط: ثلاثمائة رجل، وهو يوافق ما سيأتي من نقل عن ابن سعيد.

(6) ق: كل جمعة.

(7) في ط: والملتصقة؛ ج: والملاصقة.

(8) وثلث درهم: سقطت من ك.

(9) في ك: ألف وأربعمائة وخمسون.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.