المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28



تحمل المشاكل: ضريبة الدور الكبير  
  
1389   09:53 صباحاً   التاريخ: 21/9/2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص115ــ120
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2018 2528
التاريخ: 11-4-2017 2358
التاريخ: 2024-08-05 452
التاريخ: 7-8-2022 1202

كلما يكبر المرء، ويعظم دوره، كلما تزداد همومه ومشاكله، تماماً كما أنه بمقدار ما يكبر الطفل، تشتد عضلاته، وتزداد قدراته الجسمية والفكرية والروحية.

من هنا يختلف دور الإنسان في الحياة من شخص لآخر، تبعاً للمركز الذي يشغله، والمكانة التي يتبوءها. فلربما يتفوه شخص بسيط بكلمة، فلا تؤثر إلا على مستوى عائلته، ولكن ذات الكلمة عندما يتفوه بها رئيس دولة، فإنها تؤثر على مستوى تلك الدولة، ولربما غيرت معادلات وقلبت موازين.

فالشخص الذي يتبوأ مركزاً مرموقاً في المجتمع، تكون قدراته كبيرة، وتبعا لذلك تكون مسؤولياته عظيمة، وحسابه يوم الجزاء أعظم.

يذكر أن بهلول العاقل كان يسعى مع الناس بين الصفاء والمروة، وكانوا يبكون وينتحبون، فرأى هارون الرشيد وهو يبكي لوحده، فقال له بهلول: أتعلم يا هارون لم يبكي هؤلاء الناس؟

فقال هارون: لا.

فقال بهلول: «كل واحد منهم يبكي لنجاة نفسه، لأنه مسؤول عنها. أما أنت فمسؤول عن نفسك، وعن كل واحد من هؤلاء لأنك رئيسهم)).

ثم إنه بمقدار ما تزداد قدرات الإنسان، فإن مشاكله أيضاً تكبر معه، وإذا سقط فإن سقطته تكون خطيرة كالذي يسقط من شاهق، فكلما كان المكان أرفع، كان السقوط منه أخطر، وعذاب الكبير إذا عصى الله يكون يوم القيامة عسيراً وكبيراً.

وبالعكس بالنسبة إلى الصالحين، فكلما يعظم دورهم يعظم ثوابهم، لأن «الأجر على قدر المشقة» وكبار الصالحين يتحملون عظائم الأمور.

فمثلاً الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حينما بُعث بالرسالة، فهو من جهة قد كبر دوره وعظم، ومن جهة أخرى انهالت عليه المشاكل حتى قال «ما أوذي نبي بمثلما أوذيت».

ذلك لأن رسالته هي أعظم الرسالات السماوية بل هي جامعة لكل الرسالات.

وعظمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تكمن في أنه تحمل كل تلك المشاكل والصعاب، دونما كلل أو ملل، وأنه حمل على أكتافه مشعل الهداية، التي يظل نورها متوهجاً إلى قيام الساعة.

وكما يصدق ذلك بالنسبة إلى دور الفرد فإنه يصدق بالنسبة إلى دور التجمعات، فالفرد الواحد له دور بحجمه ومشاكل بحجمه أيضاً، وإذا أصبح الفرد جزءاً من جماعة فهو بمقدار ما يزداد دوره، تزداد مشاكله. لأن الانتماء إلى الجماعة له ضريبته وهي زيادة المشاكل والهموم. ولكن مع زيادة ذلك يزداد دور الفرد داخل المجموعة، ودور المجموعة داخل المجتمع.

وعلى كل حال لا بديل عن انخراط الفرد في المجموع، لأن «الاثنين خير من الواحد، والثلاثة خير من الاثنين» ــ كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

فعندما تنتمي إلى جماعة أو تنظيم، فإن قوتهم ستضم إلى قوتك، وعلمهم سيلتقي مع علمك، وعقلهم سيشاور عقلك. أما إذا خسرت هذا الانتماء، فإن خسارتك ستكون عظيمة لا يسدها شيء.

ولا ريب أن الفرد الذي يتحرر من إسار الفردانية وينتقل إلى واحة الجماعة، فإن النجاح سيكون حليفه في شتى المجالات. لأن قوة الجماعة ستضاف إلى قوته، فيكون على مواجهة الأعداء أقدر، وعلى مواكبة تطورات العصر أكثر.

يقول كيسنجر، وزير خارجية أمريكا الأسبق: «إن الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك في دائرة وسيعة جداً. ليس في نطاق حدودها فحسب، بل يتعدى ذلك إلى سائر نقاط العالم، ويشمل حتى الفضاء والمجرات السماوية؛ حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أكثر من مليون ونصف من الجنود الموزعين خارج حدودها ، وتمد حرب النجوم بشتى وسائل الدعم المادي والتكنلوجي، ولأنها دولة كبيرة، فإن مشاكلها على قدر حجمها».

وهذا أمر طبيعي، فكلما تزداد قوة الجماعة تزداد مشاكلها أيضاً.

غير أن ذلك أمر لا مفر منه. فمن يريد أكثر فإن عليه أن يدفع ثمناً أكبر..

وهذا يعني أن كل جماعة تحاول أن تصبح عظيمة، فإن على أفرادها أن يتحملوا المشاكل الكبيرة.

وكذلك في كل مجالات الحياة، فعندما تكبر، فإن مشاكلك تكبر معك، فلابد أن يزداد حلمك وصبرك وحذرك في الحياة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.