المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13859 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

serial verb
2023-11-15
فوائد السواك
2024-08-31
التكنولوجيا الحديثة وأثرها على وسائل الإعلام
14-1-2023
الرجاء من الله
22-6-2019
اسلام عمر
25-5-2021
طبقات المجتمع العربي قبل الاسلام
5-2-2017


زراعة وإنشاء بساتين الموالح  
  
3008   10:18 صباحاً   التاريخ: 18-8-2022
المؤلف : أ.د مصطفى عاطف الحمادي واخرون
الكتاب أو المصدر : الموالح (الإنتاج والتحسين الوراثي)
الجزء والصفحة : ص 392-420
القسم : الزراعة / الفاكهة والاشجار المثمرة / الحمضيات / مقالات منوعة عن الحمضيات /

زراعة وإنشاء بساتين الموالح

عند إنشاء بساتين الموالح لابد من دراسة العوامل الأساسية التي تؤثر على نجاحه مثل نوع التربة والمناخ السائد في المنطقة والأصول والأصناف والحماية اللازمة من أسيجة ومصدات رياح ...... وغيرها، وبوجه عام لكي يحصل المزارع على عائد جيد لابد من دراسة العوامل التالية:

• دراسة الموقع المزمع إنشاء بستان الموالح به من حيث المناخ السائد في المنطقة ونوع التربة.

• العوامل الاقتصادية مثل سهولة النقل للمحصول وتسويقه ومدى توافر الأيدي العاملة وغيرها.

• مدى توافر مياه الري ونوعية المياه خاصة في حالة الاعتماد على المياه الجوفية في الري.

• الآفات المرضية والحشرية المتوطنة في المنطقة (منيسي 1975).

أولا: اختيار الموقع:

يمكن زراعة الموالح على مدى واسع من خط العرض والمناخ والظروف البيئية، ويعتبر اختيار الموقع مفتاح نجاح الإنتاج التجاري. وهناك العديد من الأمور الهامة في هذا الاختيار منها الموقع الجغرافي والظروف البيئية ومواصفات التربة وتوفر مياه الري والقرب من محطات التعبئة وسهولة تسويق المحصول ومدى توفر العمالة المدربة، هذا بالإضافة لدراسة الجدوى الاقتصادية وواقع الإنتاج العالمي وإمكانية التصدير للأسواق الخارجية والتسويق المحلي من أهم العوامل المحددة لإنشاء بساتين الموالح واختيار الأنواع والأصناف التي يمكن زراعتها، وبوجه عام قد يكون أي من هذه العوامل هو العامل المحدد لاختيار الموقع أو أن يكون هناك العديد من هذه العوامل والتي تقلل من الربح من إنتاج الموالح في موقع ما، وبناء على ذلك عند اختيار موقع إنشاء بساتين الموالح يجدر دراسة الآتي:

1- عوامل المناخ السائد في المنطقة

يعتبر المناخ السائد في المنطقة العامل الأكثر أهمية في تحديد إمكانية زراعة الموالح من عدمه، حيث يحدد المناخ السائد المواقع التي يمكن زراعة الموالح بها بينما يحدد عاملي التربة والمياه نمو الأشجار وإنتاجيتها.

تعتبر درجات الحرارة المنخفضة من أهم العوامل التي تحدد مدى انتشار الموالح عالميا ففي المناطق شبه الاستوائية والتي يحدث بها الصقيع بصورة منتظمة ومتكررة تحدث أضرار كبيرة للأوراق والثمار وقد يتعدى الضرر ذلك بتأثيره على الأفرع والأشجار وقد يصل الضرر في بعض الأحيان إلى قتل الأشجار بالكامل (1973 Reuter et al)، لذلك فإنه من الضروري جمع بيانات الأرصاد الجوية على المدى الطويل بالإضافة إلى دراسة المناخ العام للمنطقة، وبصفة عامة في مثل هذه الحالات يفضل أن تكون زراعات الموالح بالقرب من البحار أو البحيرات.

معظم أصناف الموالح تتحمل الحرارة المرتفعة، ولكن قد يتأثر نمو وتطور أشجار الموالح أيضأ بالحرارة المرتفعة (أكثر من 50 م)، وقد تتأثر الأشجار الصغيرة الغضة بدرجات حرارة أكثر من 40 م خاصة في المناطق الجافة، وبوجه عام فإن الارتفاع المفاجئ للحرارة أو الحرارة المرتفعة المصحوبة برطوبة جوية منخفضة تسبب أضرارا للموالح خاصة للثمار الصغيرة (خاصة في فترة ما بعد العقد مباشرة) والأوراق، وبوجه عام فإن حدود درجات الحرارة المرتفعة التي تحدث أضرارا بأشجار الموالح قد لا تحدث إلا إذا كان ماء الري غير متوفر و/أو الانخفاض الشديد للرطوبة الجوية مما ينتج عنه إجهاد مائي كبير حيث يؤدي ذلك إلى زيادة معدل النتح واختلال الاتزان المائي للأشجار وإلى انغلاق الثغور مما يقلل من معدل التمثيل الضوئي (1981 , Kriedemann & Barrs).

كما أن الرياح تعتبر من العوامل المحددة لزراعة الموالح ويجب أن تؤخذ في الاعتبار وخاصة الرياح الساخنة الجافة حيث تؤدي إلى تساقط الثمار و / أو إحداث خدوش بها، كما تسبب اختلال التوازن المائي للأشجار نتيجة زيادة معدل النتح من الأشجار ومعدل البخر من التربة، وعموما تتحمل الأشجار الكبيرة الرياح المتوسطة أما الأشجار الصغيرة فتتأثر بها.

أما فيما يخص الرطوبة الجوية فقد لوحظ نجاح زراعة أشجار الموالح في مناطق مرتفعة أو منخفضة الرطوبة الجوية، ولكن يكون معدل فقد الماء عن طريق النتح والبخر أكبر في المناطق المنخفضة الرطوبة الجوية وبالتالي فإن الاحتياجات المائية تكون مرتفعة في مثل هذه المناطق، ويؤخر انخفاض الرطوبة الجوية وخاصة إذا ما كانت مصحوبة بالرياح من النمو الخضري والثمري، كما أن التقلبات الكثيرة في مستوي الرطوبة الجوية وخاصة إذا ما كانت مصحوبة بالرياح تسبب أضرار كبيرة لأشجار الموالح. (يمكن الاطلاع على تأثير عوامل المناخ بالتفصيل تحت عنوان تأثير العوامل البيئية).

2- التربة المناسبة لزراعة الموالح:

يمكن زراعة الموالح التجارية في مدى واسع من أنواع الأراضي بداية من التربة الرملية الخشنة الفقيرة (مزارع رملية) إلى الرملية الطميية إلى الأراضي الطينية الطمييه (متوسط القوام)، وتعتبر خصائص التربة الطبيعية والتي تشمل كل من قوام التربة (Soil Texture) والذي يدل على تركيب التربة من حيث أحجام الحبيبات المكونة لها (حصى، رمل هش، رمل ناعم، سلت، طين) ونسبة هذه المكونات بعضها لبعض في كل طبقة (Structure) ثم ترتيب الطبقات المختلفة المكونة للتربية بالنسبة لبعضها البعض (Profile Characteristics) من الأهمية الكبيرة حيث تحدد مجموع ما يشغله كل من الهواء وماء التربة من حيز فيها وبالتالي مدى صلاحية الأرض لزراعة الموالح، وعموما إذا أمكن زراعة الموالح في أراضي عميقة متجانسة جيدة التهوية أفضل من زراعتها في أراضي غير متجانسة لأنه في الحالة الأولي يكون نمو المجموع الجذري متجانسا وبالتالي نمو المجموع الخضري - كما أن جودة الصرف والتهوية للتربة وخلوها من الطبقات الصماء كلها عوامل يجب أن تأخذ في الاعتبار عند تقرير مدى صلاحية الأرض لإنشاء بساتين الموالح من عدمه، وقد وجد أن نمو المجموع الجذري والمجموع الخضري يقل بدرجة كبيرة في الأراضي التي تحتوي على أكثر من 50% من الطين. وتعتبر التربة الطميية المتجانسة العميقة جيدة الصرف الخصبة الخالية من الأملاح هي المفضلة لزراعة الموالح (1973 Reuter et al).

نظرا لأن جذور الموالح تمتد جانبيا أكثر مما تصله الأغصان وتتركز معظم الجذور في الثلاث أقدام السطحية من سطح التربة والقليل منها في القدمين الرابع والخامس، ويتركز أكثر من 70 % من الجذور الشعرية الماصة لشجرة الموالح في القدمين الأول والثاني فإنه لا ينصح بزراعة الموالح في أراضي يكون مستوي الماء الأرضي أقل من 150 سم من سطح الأرض في أي وقت من أوقات السنة وذلك في أراضي الدلتا ووادي النيل نظرا لأنه من الضروري أن تظل هذه المسافة من التربة جيدة التهوية لكي تتاح الفرصة لنمو الجذور وتنفسها، ويؤدي ارتفاع مستوى الماء الأرضي وغمره للمجموع الجذري إلى اصفرار المجموع الورقي وبالتالي سقوط الأوراق في أقل من شهر وذلك لعجز المجموع الجذري الفسيولوجي الناتج عن عدم استطاعته التنفس وبالتالي موته اختناقا نظرا لأن المجموع الجذري للموالح لا يحتمل سوء التهوية طويلا. وإذا ما كان مستوي الماء الأرضي قريبا لسطح الأرض ولمدي لا يقل عن 90 سم وكان هذا العمق بحالة ثابتة لا تتغير بفضل وجود نظام محكم للصرف فإنه يمكن زراعة أشجار الموالح تحت هذه الظروف بنجاح ولكن يجب أن تكون الأشجار متقاربة بعضها من بعض بالنسبة لصغر مجموعها الخضري الناتج عن تحديد المجال الذي يمكن أن ينتشر فيه المجموع الجذري للأشجار.

يجب عدم زراعة الموالح في الأراضي الملحية والتي يمكن التعرف عليها بتزهير الأملاح على ظهر الخطوط وحواف الشقوق وذلك لأن ارتفاع نسبة الملوحة في التربة يؤدي إلى ظهور أعراض نقص العناصر الغذائية على الأشجار رغم توافرها في الأرض بجانب أن الأشجار لا تستجيب أيضا للتسميد الآزوتي هذا بالإضافة إلى أن أيونات الكلوريد تسبب سمية مباشرة للأشجار، وبوجه عام يجب ألا يزيد تركيز كل من عنصر البورون، والكلوريد، والكربونات والبيكربونات عن 0.5 ، 200، 300 - 400 جزء مليون على التوالي في مستخلص التربة، وألا تزيد نسبة كربونات الكالسيوم عن 10-12%، ألا يزيد تركيز الكلوريد عن 200 جزء في المليون، وألا نزيد نسبة كربونات الكالسيوم والصوديوم عن 10-12% ، 40 % علي التوالي من مجموع القواعد المتبادلة علي حبيبات التربة. وفي حالة ضرورة إنشاء بساتين الموالح في مثل هذه الأراضي يجب إجراء غسيل للأرض قبل الزراعة بغمرها بالمياه ثم صرفها سطحية مع الاعتماد بعد ذلك على الصرف الجوفي بحيث يسمح لمياه الغسيل بأن تتخلل باطن الأرض وتكرر هذه العملية على حسب درجة نفاذية التربة وكمية الأملاح بها.

وتتراوح درجة حموضة التربة pH المناسبة لنجاح زراعة الموالح فيما بين 5.5 - 7.0 لتوفر معظم العناصر الغذائية ولذلك تعطى أشجار الموالح أفضل نمو، إلا أنه على المستوى العالمي توجد مساحات كبيرة من الموالح منزرعة في أراضي درجة pH من 7.5 إلى 8.5 بدون مشاكل أساسية خاصة عند استخدام الأصل المناسب. ولكن يحدث نقص للعديد من العناصر الصغرى وخاصة الحديد. وبصفة عامة فإن درجة pH التربة وحدها ليست عامل محدد لإنتاج الموالح على المستوى العالمي، وعموما في الأراضي التي تميل إلى القلوية وقلة النفاذية فإنه يمكن التغلب على ذلك عن طريق إضافة الجبس الزراعي الناعم النقي نثرا على سطح الأرض ثم يقلب في الأرض باستخدام محراث تحت التربة بعمق 60 سم بالإضافة إلى تكسيره الطبقات الصماء التي قد تتواجد في بعض الحالات ثم تغمر الأرض بالماء بعد ذلك عدة مرات.

وتتوقف كمية الجبس المستخدمة على حسب نوع التربة ودرجة القلوية، ولذلك يفضل أن يضاف الجبس المستخدم على دفعة واحدة في حالة إذا تراوحت الكمية المستعملة ما بين 3-5 طن للفدان وعلى دفعتين في حالة الزيادة عن هذا المعدل.

3- توفر المياه الصالحة للري:

يحد عدم توفر الماء الصالح للري من زراعة وإنتاجية الموالح في مناطق إنتاج الموالح مثل البرازيل والصين والمكسيك وحتى في العديد من المناطق الاستوائية، ويعتبر توافر مياه الري من أهم العوامل المحددة لانتشار الموالح في المناطق الجافة مثل استراليا وإسرائيل. وفي العديد من المناطق الجافة تعتبر نوعية الماء حيوية لنمو الموالح نظرا لارتفاع نسبة الأملاح. وفي حالة الاعتماد على الآبار الارتوازية في الري فإنه من الضروري أخذ عينات من هذه المياه وتحليلها للتأكد من صلاحيتها للري ويجب ألا تزيد درجة التوصيل الكهربي عن 2 ملليموز أي أن تركيز الملوحة الكلية حوالي 1300 جزء في المليون، وتركيز الكلوريد عن 350 - 500 جزء في المليون، وتركيز البورون عن 0.5 جزء في المليون.

4- حالة الصرف:

يعتبر الصرف الجيد على درجة موازية من الأهمية للإنتاج الناجح من الموالح. نظرا لأن جذور الموالح تتعرض للضرر أو الموت في الظروف اللاهوائية في الحقل. وبصفة عامة يجب ألا يقل بعد مستوى الماء الأراضي عن 150 سم من سطح التربة. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إنشاء شبكات الصرف الجيدة سواء كانت مصارف مغطاة أو مكشوفة.

ولا تنمو الموالح جيدا عندما تحتفظ التربة بالماء لفترة طويلة بالإضافة إلى ذلك فإن الصرف السيئ يزيد من مشاكل الإصابة بمرض التصمغ الفيتو فثوري وأنواع تعفن الجذور الأخرى وكذا الأمراض الموجودة في التربة. والصرف الجيد مطلوب أيضا في المناطق المروية لمنع تراكم الماء في المناطق المنخفضة مما يسبب موت الجذور.

ثانيا: تصميم وزراعة البستان:

بعد التأكد من صلاحية التربة لزراعة الموالح وتحديد المساحة المزمع زراعتها ومعاينتها يجب عمل خريطة تفصيلية للأرض موضحا عليها التفاصيل المختلفة للبستان مثل أقسام البستان والأجزاء التي يشملها كل قسم (تحدد مساحاتها طبقا لنظم الري والصرف والمسافات بين مصدات الرياح ويفضل أن تكون مساحة الجزء الواحد حوالي 10 أفدنة وذلك لتسهيل عمليات الخدمة والاستفادة القصوى من الأرض) ومصادر الري والصرف ومواقع مصدات الرياح والأبعاد بين كل مصد والأخر ومواقع الأشجار ومواقع الطرق بحيث لا يقل اتساع الطرق عن 4 متر ولا يزيد البعد بين الطرق المتوازية عن 80 – 100 متر لتسهيل حركة الآلات الزراعية سواء آلات الرش لمقاومة الآفات ولخدمة التربة أو نقل وتوزيع مستلزمات الإنتاج ونقل المحصول ويظهر أهميتها بصورة واضحة في البساتين المثمرة والتي يصعب فيها المرور بين الأشجار، ويفضل أن تكون الطرق متعامدة، ويجب أن تترك مسافة كافية بين الطرق وخطوط الأشجار المجاورة لها حتى لا تؤثر على السير في الطريق عندما تصل الأشجار لحجمها الطبيعي وللبدء في زراعة البستان يتم إجراء العمليات الزراعية التالية:

1. اختيار مصدات الرياح وزراعتها:

مصدات الرياح ذات أهمية كبيرة في مزارع الموالح حيث تسبب الرياح وخاصة الحارة والجافة فقدا كاملا أو جزئيا للمحصول كما تسبب احتراق وتساقط جزئي لأوراق الأشجار الصغيرة، ويجب زراعة مصدات الرياح قبل زراعة أشجار الموالح بسنتين على الأقل لتوفير الحماية الكافية لأشجار الموالح من التأثير السيئ للرياح الشديدة (1973 ,Reuter) والتي قد تؤدي إلى ميل الأشجار ونمو أفرعها الصغيرة في اتجاه واحد من الشجرة.

ومن أهم أنواع أشجار المصدات الكازوارينا Casuarina equisetifolia، والكافور (Eucalyptus globules (Blue Gum، والطرفاء أو الأثل أو العبل Tamarix articulata، والسرو .Cupressus sp والذي يوجد منه عدة أنواع أكثرها شيوعا النوع C. sempervirens والسرو الأفقي C.horisntalis والسرو الهرمي C. pyramidalis وتستخدم عادة أشجار الكازوارينا لزراعة مصدات الرياح على مسافة متر من بعضها حول البستان وأقسامه الرئيسية، ويراعي في المناطق المكشوفة المعرضة للرياح الشديدة مثل مناطق الاستصلاح الصحراوية الحديثة زراعة صفين من أشجار الكازوارينا في الجهة البحرية والغربية بالتبادل على شكل رجل غراب والمسافة بينهما 1.5- 2.5م (1973 Reuter et al) مع ملاحظة ترك مسافة لا تقل عن 5-6 م بين أشجار مصد الرياح وصف أشجار الموالح المجاورة لمنع التأثير التنافسي بين جذورهما، بالإضافة إلى تلافي التأثير السيئ للتظليل على نمو صف أشجار الموالح المجاورة لأشجار مصد الرياح (العزوني 1962 ومنيسي 1975 )، ويمكن بصفة عامة منع التنافس بين جذور أشجار الموالح وأشجار مصد الرياح بعمل خندق بينهما بعمق 1 متر وتقطع الجذور التي تمتد في هذا الخندق ولا يلزم أن يكون الخندق عريضا ويكفي 30 - 35 سم، وقد يكون هناك حاجة إلى إعادة قطع الجذور كل 3-4 سنوات ( 1957 ,Hume ).

وقد ثبت أن أشجار المصد توفر الحماية الكافية لأشجار الموالح من الرياح لمسافة تعادل 4-5 أمثال ارتفاع أشجار المصد وبفرض أن متوسط ارتفاع أشجار المصد يعادل 20 متر، لذلك يجب ألا تزيد المسافة بين صفوف أشجار مصد الرياح عن 80-100 متر حتى تتمكن أشجارها من توفير الحماية الكافية لأشجار الموالح في كل قسم من أقسام المزرعة. وقد أثبتت مصدات الرياح فوائدها تحت معظم الظروف القاسية، فقد وجد في كاليفورنيا أن سرعة الرياح انخفضت بنسبة 45 - 59 % في حالة وجود مصدات رياح مرتفعة (1973 ,Reuter) مما قلل من الأضرار الميكانيكية والفسيولوجية، كما تقلل من انجراف التربة Soil Erosion بواسطة الرياح، ولها تأثير على تغيير درجة حرارة الجو فقد وجد في ولاية كنساس بالولايات المتحدة الأمريكية أن درجة حرارة المنطقة المحمية في وسط النهار في شهر يوليو علي ارتفاع 30 - 120 سم من سطح التربة المحروثة وعلى بعد من صفر - 4 أمثال ارتفاع مصد الرياح كانت أعلى بمقدار 6 درجات عن المنطقة غير المحمية، أما بالنسبة لدرجة حرارة الليل فكانت حرارة الجو قرب سطح الأرض على مسافة من صفر - 20 مثل قدر ارتفاع مصد الرياح أعلى بمقدار 1-2 درجة عن درجة حرارة المناطق غير المحمية (منيسي 1975)، كما وجد أن الرطوبة الجوية تكون أعلى بمقدار 2-4 % في المناطق المحمية وقد يمتد هذا التأثير إلي مسافة 400 م من المصد ويتوقف ذلك على ارتفاع المصد، كما يقل معدل البخر Evaporation والنتح Transpiration فقد نقصت بمقدار 65 % بالقرب من مصدات الرياح وذلك نتيجة لانخفاض سرعة الرياح وزيادة نسبة الرطوبة الجوية وقد يمتد هذا التأثير إلي مسافة تعادل 24 مثل ارتفاع المصد.

2. طرق زراعة أشجار الموالح

توجد عدة نظم لزراعة أشجار الموالح في البستان يمكن تلخيصها فيما يلي:

أ- النظام المربع

تزرع الأشجار على خطوط مستقيمة ومسافات طولية وعرضية متماثلة أي تكون المسافة بين الخطوط مساوية للمسافة بين الأشجار، وهذا النظام من الزراعة هو الأبسط والأسهل والأكثر انتشارا.

ب- النظام المستطيل

تزرع الأشجار على خطوط مستقيمة متعامدة على بعضها طولا وعرضا إلا أن المسافة بين الصفوف وبعضها أوسع من المسافة بين الأشجار وبعضها، وهذا مما يشجع نمو الأشجار في اتجاه ويحد من نموها في اتجاه آخر. وتمتاز هذه الطريقة بأنها تسمح بترك مسافات كبيرة بين الصفوف تسمح بمرور آلات الخدمة والنقل مما يساعد على خفض نفقات إدارة البستان (العزوني 1962).

ج- النظم المتبادلة

وتشبه النظم السابقة إلا أنه يضاف خط آخر من الأشجار بالتبادل بين كل صفين ومنه النظام الخماسي والذي يتم فيه زراعة شجرة خامسة في نقطة تلاقي قطري المربع في طريقة الزراعة بالنظام المربع، والنظام المثلث أو المتبادل وفيه تكون الأشجار متبادلة بين الصفوف وبعضها وتكون المسافة بين الأشجار المتبادلة في صفين متتاليين أكبر قليلا منه بين الأشجار المتبادلة، والنظام السداسي أو نظام المثلث المتساوي الأضلاع وفيه تكون أي شجرة على نفس المسافة مع أي شجرة حولها مكونة ما يشبه الشكل السداسي فيما بينها. وبوجه عام يلجأ إلى هذه الطرق في حالة زراعة أشجار مؤقتة والتي يجب أن تقلع قبل تداخل جذورها مع الأشجار الرئيسية 1973 Heald et al 1977 & Reuter et al . وأفضل نظم زراعة الأشجار المؤقتة هو النظام الخماسي حيث يسهل إزالة الشجرة الخامسة من نقطة تلاقي القطرين عند تزاحم الأشجار دون أن تختل المسافات بين الأشجار، مقارنة بالنظام المثلث أو السداسي حيث تختلف المسافات بين الأشجار.

د- زراعة أشجار الموالح في الأراضي غير المستوية

وتزرع الأشجار في حالة الأراضي غير المستوية بطريقتين الأولى منها على مصاطب حيث تدرج الأرض إلى مصاطب مستوية تتمشي مع خط سير الكنتور وقد تكون ذات ميل محدود يسهل من الري ولا يسبب أضرار للتربة نتيجة التعرية، وتكون المصاطب عادة بعرض 1 - 2 متر وتغرس الأشجار في وسطها، وهذه الطريقة مكلفة نوعا بسبب التسوية وأنظمة الري. أما الطريقة الثانية فهي الزراعة الكنتورية وتزرع الأشجار في هذا النظام حسب الميل الطبيعي للأرض وبحيث تكون على خط كنتوري واحد في كل صف من الصفوف بغض النظر عن استقامة الصفوف لأن الأساس في هذه الحالة هو الخط الكنتوري وليس استقامة الخط وذلك لحماية التربة من الفقد بالتعرية ولتنظيم عملية الري حيث تقام منشآت الري وفتحاته لكل صف من الأشجار على حدة.

3. مسافات الزراعة:

أ- طرق الزراعة التقليدية

تختلف المسافات التي تترك بين الأشجار حسب الأصناف حيث أنه لطبيعة نمو الصنف دور واضح في تحديد مسافات الزراعة فالأصناف القائمة النمو تحتاج لمسافات أقل من الأصناف منتشرة النمو، ونوع الأصل المطعم عليه الأشجار إذا ما كانت أصول منشطة أو نصف مقصرة أو مقصرة حيث تحتاج الأصول المنشطة إلى مسافات بين الأشجار أكبر من الأصول الأخرى، ونوع التربة وخصوبتها حيث يكون حجم الأشجار اكبر في الأراضي الخصبة مقارنة بتلك النامية في أراضي ضعيفة وبالتالي تحتاج زراعتها على مسافات أوسع، والمناخ السائد في المنطقة، والغرض من الزراعة إذا كانت دائمة أو مؤقتة حيث في حالة الأشجار المؤقتة يمكن الزراعة على أبعاد أقل لأن مصير هذه الأشجار الإزالة وإلى حد ما على الهدف المزمع لاستخدام الثمار (تصنيع أو طازج). واختيار مسافات الزراعة له تأثيرا كبيرا على المحصول ونوعية الثمار والعمليات الزراعية وصافي الدخل، ويؤدي اختيار مسافة الزراعة المناسبة إلى الاستفادة من أكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية مع الاحتفاظ بإمكانية إجراء عمليات الخدمة المختلفة..

وتختلف المسافة بين الأشجار في المناطق تحت الاستوائية كثيرا ولكنها تتراوح من 8×8 متر (في فلوريدا) إلى 3×3 متر (في اليابان) وإلى 1.5 × 3 متر (وسط الصين) مع أن هذه الكثافة الأخيرة محدودة الاستخدام. وفي مصر يتم زراعة الأصناف قوية النمو مثل البرتقال أبو سره والبرتقال اليافاوي والبرتقال الفالنشيا والليمون البلدي على مسافة x46 او 55x او x56 متر وتعتبر المسافة الأولى (x46 متر) أفضل مسافة لزراعة الأصناف السابقة. إما في حالة اليوسفي البلدي والجريب فروت فيتم زراعتهما على مسافة 44x او x45 متر وفي حالة اليوسفي الصيني والتي تتميز أشجاره بالنمو القائم غير المفترش فيمكن زراعته على مسافة x34 أو 44x متر كما يزرع الكلامنتين على نفس المسافات السابقة. وفي المناطق التي تتواجد فيها الأراضي الواسعة مثل أمريكا والبرازيل والمكسيك فإن معظم مزارع الموالح تصمم بالطريقة المربعة أو المستطيلة.

وتوجد العديد من الدراسات على تأثير الأبعاد داخل الخط أو بين الخطوط على الإنتاج ونوعية الثمار، وقد دلت هذه الأبحاث في كاليفورنيا أن ذلك لم يكن له تأثير مادامت الكثافة/ الأيكر واحدة (1975 ,Boswell et al) ولكن هذا لا ينطبق تحت جميع الظروف حيث أنه في المناطق التي يزيد فيها النمو بدرجة كبيرة نجد أن الأشجار في داخل الصف تتداخل مع بعضها وتصبح كالسياج مما يؤدي إلى انتشار جفاف وموت الأفرع داخل الأشجار ويعيق عمليات الخدمة وجمع المحصول. وتجدر الإشارة إلى أن أهمية اتجاه الخطوط عندما تزرع المزرعة بالطريقة المستطيلة مع تربية الأشجار على هيئة سياج Hedgerow فيجب إن يكون اتجاه الخطوط من الشمال إلى الجنوب عند استخدام هذه الطريقة لتسمح بأقصى استقبال للضوء. وخاصة للزراعة في المناطق تحت الاستوائية القريبة جدا من الشمال أو الجنوب لخط الاستواء.

وينصح بأن لا يزيد ارتفاع الأشجار عن مرتين قدر المسافة بين المجموع الخضري للاحتفاظ بأعلى قدر من الاستقبال الضوئي مما يحسن من المسطح الحامل للثمار على الأشجار (1978 ,Wheaton et al)، فمثلا يجب ألا تزيد أطوال الأشجار عن 4م إذا كانت المسافة بين حواف المجموع الخضري بين الخطوط 2م علما بان هذه المسافة أقل بكثير عن المسافة بين الجذوع، وإذا أصبحت الأشجار أطول من اللازم فإن الثمار تنتج على المسطح العلوي مقارنة بالمسطح السفلي والداخلي للأشجار مما يؤدي إلى انخفاض محصول الأشجار وانخفاض نسبة المواد الصلبة الذائبة TSS في الثمار الموجود داخل الأشجار والجزء السفلي منها، كما أن الأشجار المظللة تكون صغيرة الحجم (1970 .Boswell et al). ويجب تحديد مسافات الزراعة بحيث تناسب طبيعية نمو أشجار كل صنف ليسهل إجراء عمليات الخدمة وكذا تسمح بنمو الأشجار بحالة جيدة كما تؤدي إلى أن يتخلل الضوء المزرعة بصورة جيدة مما يؤدي إلى الحصول على محصول جيد كما ونوعا.

ب- الزراعات الكثيفة: High density plantings

يختلف مفهوم الزراعة المكثفة في بلاد العالم المختلفة باختلاف الظروف المناخية، ويعرف (1981,Cary) الزراعة المكثفة على أنها زراعة أكثر من 500 شجرة/هكتار، ولكن قد يكون من الأفضل استخدام مصطلحات كثافة قليلة (أقل من 300 شجرة / هكتار) وكثافة متوسطة (300 – 700 شجرة / هكتار) وكثافة مرتفعة (700 -1500 شجرة / هكتار ) أو كثافة مرتفعة جدا (أكثر من 1500 شجرة/ الهكتار) لوصف الكثافة مع أن ذلك أيضا يكون مبنيا على حدود تقريبية وفي حدود كل منطقة إنتاجية، وكان الغرض من زيادة كثافة الأشجار هو زيادة الاستفادة من الأرض بالإضافة إلى زيادة الدخل المبكر من المزرعة بزيادة الإنتاج في خلال السنوات الأولى عقب إنشاء المزرعة (1978 ,Wheaton et al). وهناك ارتباط كبير بين الإنتاج وعدد الأشجار/ الهكتار أثناء المراحل الأولى لإنشاء المزرعة (Phillips, 1947,Passos et al, 1977).

وقد أوضح (1990 ,.Wheaton et al) أن محصول الزراعات المكثفة جدا (2000 - 10.000 شجرة/ هكتار) يكون أعلى من الكثافة القليلة أو المتوسطة (300 -700/هكتار) للسنوات 5-8 بعد الزراعة. وتدل الدراسات على المستوى العالمي أن الزراعة المتوسطة أو المكثفة جدا تكون أكثر من المنخفضة الكثافة حتى على مدى 20-15 سنه بفرض أنه يتم العناية بها بطريقة سليمة ,1970 ,Bosswell et al، 1982 , Cary, 1981, Koo & Muraro ومن الضروري إجراء تقليم منتظم (Hedging و Topping) للتحكم في حجم الأشجار والحصول على أفضل إضاءة، ومن الممكن أيضا إزالة بعض الأشجار في داخل الخطوط لزيارة الإضاءة داخل الأشجار، وبصفة عامة فإن المزارع يكون متردد لدرجة كبيرة في إزالة أي من الأشجار المنتجة.

ونظرا للاختلافات الكبيرة في ظروف النمو في المناطق الإنتاجية المختلفة من العالم فإنه لا توجد كثافة واحدة مثالية، ولكن دلت الدراسات طويلة الأمد في أمريكا أن الكثافة من 600 إلى 800 شجرة/هكتار تكون مثالية من الناحية الاقتصادية بالنسبة لبرتقال أبو سره بعمر 3-7 سنوات تحت ظروف كاليفورنيا (1970 ,.Boswell et al). وهذا المدى من الكثافة يكون أساسا كدليل عام. وبالتأكيد فإن الكثافة يمكن أن تكون أكثر في مناطق النمو منخفضة الحرارة والمطعمة على أصول غير منشطة للنمو الخضري مثل الساتزوما على البرتقال الثلاثي الأوراق في اليابان (1989, Tachibana & Nakai) والصين.

بالإضافة إلى أن العديد من الدراسات على الكثافة باستخدام البرتقال الثلاثي الأوراق أو الأصول الأخرى القريبة منه والتي تم تقزمها باستخدام فيروس CEV قد أنتجت أعلى محصول على كثافة 1000-5000 شجرة/ هكتار وكان المحصول مثالي على كثافة 1500 شجرة/ هكتار (1981 ,Cary). وعلى العكس فإن الكثافة المثلى تكون أقل في المناطق الشبه الاستوائية الرطبة والمناطق الاستوائية المنخفضة والتي تتميز بوحدات حرارة متراكمة مرتفعة ونمو خضري كبير. وقد وجد (1982، Koo & Muraro) أن 300 شجرة/هكتار تكون مثالية من الناحية الاقتصادية بالنسبة للبرتقال Pineapple على مدى 15 سنة في فلوريدا. مع أن الدراسات الحالية تقترح كثافة 500 شجرة/هكتار كأحسن كثافة. ويختلف معدل نمو الأشجار بين المناطق المختلفة فمثلا شجرة البرتقال عمر 6 سنوات والمطعمة على الكاريزو والنامية تحت ظروف كوستاريكا قد تكون بنفس الحجم مثل شجرة بعمر 15 سنة من نفس الصنف تحت ظروف اليابان.

وأحد العوامل الهامة في الزراعة المكثفة لبعض أنواع الفاكهة مثل التفاح هو توفر الأصول المقصرة أو نصف المقصرة للتحكم في حجم الأشجار. ولكن لا يوجد في الحقيقة أصول مقزمة للموالح. وعلى ذلك فأن التقليم أو إزالة أشجار من داخل الخطوط هي الطريقة المتاحة للتحكم في كثافة الأشجار في الموالح، وهذه الطريقة تكون أصعب وأكثر تكلفة من استخدام الأصول المقزمة. وعدم توفر هذه الأصول المقزمة كان أحد العوامل لعدم انتشار الزراعات المكثفة للموالح في العديد من مناطق الإنتاج في العالم ولكن بإدخال الأصول المقزمة أو نصف مقزمة مثل Flying Dragon أو Rangpur x Troyer أو استخدام فيروس CEV لتقزم الأشجار هي بعض الطرق التي قد تكون مفيدة في المستقبل لتحديد حجم أشجار الموالح ويتم تقييمها الآن في كاليفورنيا وأستراليا وإسرائيل وجنوب أفريقيا وغيرها.

والهدف الرئيسي من الزراعات المكثفة للموالح هي الحصول على أكبر استفادة من الضوء لوحدة المساحة ولذا تزيد المساحة الحاملة للثمار وبالتالي المحصول بأسرع ما يمكن بعد الزراعة. وفي الزراعة التقليدية تعتبر الشجرة كوحدة قائمة بذاتها للعديد من السنين إلى أن ينمو المجموع الخضري ويغطى أكبر مساحة بين الأشجار، وفي حالة عدم تقليم الأشجار المثمرة تتدخل نمواتها داخل الخطوط وتصبح المسافة بين الخطوط محدودة. ويؤدي ذلك إلى زيادة المساحة الورقية للشجرة ولكن المساحة الكلية الحاملة Total Canopy - bearing volume تكون ثابتة تقريبا أو تقل مع تقدم الأشجار في العمر وقربها من بعضها (1978 ,Wheaton et al). وعلى العكس فإن نظام التقليم Hedgerow والذي يسمح فيه للأشجار داخل الخط أن تنمو على هيئة سياج فإن قلة المسافة بين الخطوط تزيد من مسطح المجموع الخضري والأهم من المسطح الحامل للثمار وقد قام 1978 ,Wheaton et al نظريا بحساب التغير في المسطح الحامل على مدى 30 سنة للأشجار الفردية للموالح مقارنة بنظام تربيتها كسياج Hedgerow وقد وجد أن المحصول التراكمي والمسطح الحامل يزيد بمعدل أسرع في نظام السياج عنه في الأشجار المنفردة كلما ازدادت الكثافة، وعليه فإن الكفاءة الإنتاجية (مقدار الثمار المنتجة تكون مرتبطة مباشرة بالمسطح الحامل للثمار، وعلى ذلك فإن أي نظام زراعة مكثفة يزيد من المسطح الحامل للثمار يزيد من المحصول المتوقع إذا لم تكن التغذية أو الماء عوامل محددة.

ومن الناحية النظرية فإن الزراعات المكثفة يمكنها استخدام العناصر الغذائية والماء بكفاءة أكثر عنها في الزراعات ذات الكثافة المنخفضة، ولكن هذا الاستنتاج لم يتم التحقق منة تجريبيا. واستهلاك الماء عن طريق (النتح) يكون محصلة للمسطح الورقي الكلى للأشجار، وعليه فإن الزراعات المكثفة ستقوم بالنتح بمعدل أكبر على أساس الهكتار عنها في الزراعة الغير مكثفة في المراحل الأولى من نمو الأشجار ولكن النتح سيصبح متشابه مع تمام نضج المزرعة، أما الاحتياجات الغذائية تكون متعلقة بنوع التربة وقوة النمو وأهم من ذلك مقدار المحصول في المزارع المثمرة، وفي أثناء الفترة المبكرة من نمو المزرعة فإن الزراعات المكثفة سيكون لها مجموع جذري أكبر بكثير /هكتار عنها في الزراعات التقليدية لأنه يوجد عدد أكبر من الأشجار، ونظريا فإن المجموع الجذري الأكبر سيكون ذات مقدرة أعلى لامتصاص العناصر الغذائية المضافة مما يحسن من كفاءة امتصاص العناصر الغذائية وذلك في حالة إضافة السماد نثرا على مسطح التربة بالكامل وليس عن طريق السحب خلال السمادة في نظام الري بالتنقيط أو الرش الورقي، بالإضافة إلى ذلك فإن فقدان الحرارة بالإشعاع يقل أثناء الصقيع في حالة تربية الأشجار على هيئة سياج Hedgerow مما يحسن من حرارة المزرعة، ومن المحتمل أن يقلل الأضرار التي تحدث للأشجار أو للثمار (1978 ,Wheaton et al). ولكن قد يتراكم الهواء في مناطق منخفضة معنية مما يسبب أضرار بالصقيع أكثر من التي تحدث في الزراعات المفتوحة.

وبصفة عامة تعتبر الزراعات المكثفة أكثر كفاءة في استخدام المبيدات والماء والمواد الغذائية. ولكن توجد صعوبة كبيرة في إجراء العمليات البستانية.

4. اختيار الصنف أو الأصناف:

يعتبر اختيار الصنف أو الأصناف من أهم القرارات التي يتخذها المزارع عند إنشاء المزرعة وتستمر تبعات هذا القرار طوال حياة المزرعة، وأفضل المزارع من الناحية الاقتصادية هي التي يتم زراعتها بالأصناف التي تتمشى مع متطلبات الأسواق والتي تكون متأقلمة مع الظروف البيئية للمنطقة والتي يمكن الحصول منها على أفضل محصول كما ونوعا وبدون استثمارات كبيرة في العمليات البستانية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار عند اختيار الصنف أو الأصناف التي سوف تزرع في البستان العوامل التالية:

أ- المناخ Climate:

تعتبر أقلمة معظم أصناف الموالح واسعة. ولكن من الملاحظ أن بعض الأصناف تكون أكثر ملائمة للظروف البيئية في منطقة ما عن الأخرى، فمثلا المناطق التي تتعرض إلى احتمال صقيع لا يناسب زراعة الليمون، كما يجب أخذ التقلبات الجوية للمناخ في المنطقة المزمع إنشاء بستان الموالح بها في الاعتبار، بالإضافة إلى المناخ المعتاد وتأثيراتها على نوعية الثمار.

ويجب أن يستفيد المزارع من خبرة المزارعين الآخرين في نفس المنطقة. ويمكن للمزارع أن يزرع صنف غير ملائم بالكامل للمنطقة إذا كانت الأسواق تفضل هذا الصنف بأسعار مجزية.

كما أن للمناخ المحيط بالمزرعة Microclimate تأثيرا مهما على الإنتاج الاقتصادي للمزرعة مثله مثل المناخ العام في المنطقة، فمثلا إذا كانت المنطقة مناسبة تماما لزراعة اليوسفي ولكن الموقع المراد زراعته في المنطقة يتعرض بصورة خاصة لرياح شديدة تصيب الثمار بأضرار. فيجب عدم زراعة هذا الصنف.

ولا يمكن للمزارع تغيير العوامل الجوية ولكن يمكنه تعديلها والإقلال من التأثيرات الضارة لها. ولكن من الممكن أن يكون ذلك مرتفع التكلفة مما يجعل الزراعة في هذه المنطقة غير مجزى اقتصاديا.

ب- التسويق: Marketing

بجانب الإنتاج الوفير وجودة الثمار فيجب أن يكون هناك الأسواق التي تشتري هذه الثمار بأسعار مجزية، ولذلك يجب اخذ إمكانيات التسويق في الاعتبار عند الزراعة كما يجب الإلمام ببعض المعلومات التي يمكن على أساسها اختيار الصنف أو الأصناف المناسبة، ومن هذه المعلومات التعرف على ما يلي:

ب. 1- المزارع الموجودة في المنطقة وإنتاجها من الأصناف ومتطلبات الأسواق والمتوقع في السنوات القادمة، فإذا كان هناك صنف قد زادت مساحته نظرا للإقبال في الأسواق فلا يفضل التوسع في زراعة نفس الصنف، ومن ناحية أخرى فإن زراعة الأصناف الجديدة (المنتجة حديثا) تكون ذات عائد اقتصادي مغرى ولكن يجب اخذ في الاعتبار أن ذلك يتطلب الدعاية والإعلان لكسب الأسواق لهذا المنتج.

ب. 2- الهدف من إنتاج الثمار هل للتسويق كثمار طازجة للسوق المحلي أم للتصدير أم لكليهما أو للتصنيع، وقد يرجع هذا إلى تأثير المناخ على الصفات الثمرية لمختلف الأصناف، فمثلا الليمون يحتاج إلى مناخ معتدل لزيادة قدرة حفظ الثمار واستمرار حملها على الأشجار.

ب. 3- تشكل طبيعة متطلبات الأسواق أهمية في إمكانيات التسويق وبالتالي في اختيار الصنف أو الأصناف المزمع زراعتها، فبعض الأصناف تكون غير مطلوبة في مختلف الأسواق العالمية نظرا لعدم تحملها عمليات النقل والشحن أو لكثرة عدد بذورها كما هو الحال في اليوسفي البلدي ولكنها تكون مطلوبة في الأسواق المحلية، وعلى ذلك طالما كان هناك طلب محلي وسعر مجزي فذلك يدفع لزراعة مثل هذا الصنف.

4.ج- الظروف المحلية الخاصة:

تواجد بعض الأمراض والحشرات المتأقلمة في المنطقة والتي تؤثر على الحالة العامة للأشجار، وما يتبعه ذلك من تكلفة مرتفعة لمكافحة هذه الآفات مع ضرورة الأخذ في الاعتبار منع الدول المختلفة دخول الثمار المصابة لمنع انتشار الإصابة ببعض الآفات مثل الإصابة بذبابة الفاكهة.

5. اختيار الأصل المناسب:

يجب أن تتلاءم الأصول المطعم عليها الأصناف المزمع زراعتها مع التربة والمناخ ونوعية المياه والصنف المراد زراعته، وتتميز معظم أصول الموالح ببعض الخصائص ولكن في نفس الوقت يوجد بها أيضا بعض العيوب، ولا يوجد حتى الآن أصل يجمع كل المزايا وخالي من العيوب، فمثلا أصل النارنج من الأصول الممتازة في كثير من الصفات ولكنه يصاب بالتريستيزا وبالتالي يلزم اختيار أصول أخرى مقاومة لمثل هذا المرض. كما يتباين سلوك الأصول من منطقة إلى أخرى وعلى ذلك فيجب انتخاب الأصل المناسب لمنطقة معينة على حسب الخبرة. ويتم اختيار الأصول على أساس أفضل الاحتمالات بتوازن بين العيوب والمزايا، وعلى سبيل المثال يتم اختيار الأصل بناء على أكثر العوامل حدية في المنطقة مثل المناخ ومواصفات التربة أو الأمراض والحشرات المستوطنة في المنطقة، وفي حالة عدم وجود جميع المشاكل السابقة فإن انتخاب الأصل يصبح مبنيا على كمية المحصول ومواصفات الثمار.

وبصفة عامة فان أصل النارنج هو أكثر الأصول شيوعا وانتشارا في مصر وحوض البحر الأبيض المتوسط بصفة عامة نظرا لشدة مقاومته لمرض التصمغ وتعفن الجذور بجانب تحمله للأراضي الثقيلة والغدقة أو رديئة الصرف، وبجانب ذلك فهو أكثر الأصول توافق مع جميع أصناف الموالح التجارية سواء من ناحية النمو الخضري أو صفات الثمار. ويعاب على أصل النارنج أنه غير مقاوم للأمراض الفيروسية خاصة مرض التدهور السريع وهو أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب أشجار الموالح. وفي حالة وجود مرض التدهور السريع لأشجار الموالح فإنه ينصح باستخدام أصل الترويرسترانج أو الكاريزوسترانج أو السوينجل أو اليوسفي كليوباترا والتي تعتبر من أفضل أصول الموالح مقاومة لمرض التدهور السريع.

وفي حالة الأراضي الرملية فإن أصل الفولكا ماريانا يعتبر من أفضل أصول الموالح التي يوصي بها نظرا لأنه أصل منشط قوى النمو مما ينعكس على نمو وإثمار الأشجار المطعمة علية بالإضافة إلى انه مقاوم للجفاف نظرا لانتشار مجموعه الجذري وارتفاع نسبة جذور الامتصاص التي تقوم بامتصاص الماء والعناصر الغذائية، ويعتبر الفولكا أصل مناسب للبرتقال الفالنشيا والليمون المالح والليمون الأضاليا والجريب فروت ولكن لا يفضل استخدامه كأصل للبرتقال أبو سره واليوسفي نظرا لتأثيره الغير مرغوب على مواصفات الثمرة رغم قوة نمو الأشجار المطعمة علية وإنتاجيتها العالية.

وفي حالة الأراضي الجيرية فإن أصلي اليوسفي كليوباترا والليمون الرانجبور من أنسب الأصول التي ينصح بتطعيم الموالح عليها لزراعتها في مثل هذه الأراضي. وتتأثر العديد من صفات أشجار الموالح بالأصل المستخدم وقد تؤثر هذه الصفات سواء فردية أو مجتمعة على العائد من الأشجار وعلى طول فترة حياة الأشجار ومن أهم هذه التأثيرات ما يلي:

أ- التأثير على النمو والمحصول وخصائص الثمار:

يؤثر الأصل المستخدم في العديد من الصفات فيمكن أن يختلف المحصول/ شجرة (مقارنة بالمحصول/ وحدة المساحة) على حسب قوة النمو الخضري للشجرة وحجم الأشجار والمواصفات الخارجية والداخلية للثمار وتشمل الحجم والشكل ولون القشرة وسمك القشرة ومحتوى العصير والمواد الصلبة الذائبة (TSS) والحموضة، وتعتبر جودة الثمار عامل أساسي ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن العامل النهائي هو مقدار العائد الاقتصادي للمزرعة. فمثلا البرتقال الفالنشيا والليمون والجريب فروت المطعمة على الليمون المخرفش أو الفولكاماريانا تتميز بقوة النمو والمحصول وحجم الثمار والعائد الاقتصادي المجزي وتشجع المنتجين على زراعة الأصناف المطعمة على هذان الأصلان. ولكن يجب عدم استخدام هذه الأصول لتطعيم البرتقال أبو سره واليوسفي، لأنه رغم قوة النمو والمحصول الجيد، إلا أن الثمار تكون ذات مواصفات غير جيدة.

كما أن التوافق بين الأصل والطعم يكون أحد عوامل اختيار الأصل، وهناك حالات من عدم التوافق مثلا الليمون اليوريكا/ البرتقال الثلاثي الأوراق وهجنه (ما عدا سترانج Benton) وأيضا تطعيم اليوسفي على السترانج أو الستروميللو في المناطق الباردة أو الجافة، ويجب الإشارة إلى أنه قد يكون بعض مظاهر عدم التوافق في التطعيم عائدا إلى الفيروس أو الفيرويد.

ب- التغلب على بعض الظروف البيئية غير المناسبة:

مقاومة للصقيع والعطش وسوء الصرف تكون عادة اعتبارات لها أهميتها عند اختيار الأصول، على أن يكون التعرض لمثل هذه الظروف لمدد بسيطة، ولكن إذا ما كانت هذه العوامل متكررة تكون الأشجار معرضة للأضرار والموت بغض النظر عن الأصل المستخدم.

ج- التغلب على بعض الحشرات والأمراض:

تختلف الأصول في مقاومتها للتصمغ وعفن الجذور والنيماتودا والعديد من الأمراض الفيروسية مثل CTV والفيرودية (Excortis و Xyloporosis) واللفحة Blight، وبصفة عامة فان مدى مقاومة الأصول لهذه الأمراض معروف، والأمراض الفيروسية والفيرويدية ذات أهمية عالمية ولكن أمكن الإقلال من التأثير الضار لها عن طريق استخدام طعوم معتمدة أو مضمونة الجودة Certified، كما يعتبر التصمغ والنيماتودا من المشاكل العامة في مختلف المناطق.

د- التغلب على بعض ظروف التربة غير المناسبة:

يمكن أن تكون مواصفات التربة مثل (القوام، pH، محتواها من كربونات الكالسيوم، والقلوية) من عوامل اختيار الأصل المناسب، ويوجد اختلاف واضحة بين الأصول في مقدرتها على استخلاص العناصر المعدنية في حالة تواجد كربونات كالسيوم في التربة، كما تختلف الأصول في تحمل الأملاح في التربة والتي تؤثر على محتوى الطعوم من هذه العناصر وتوجد اختلافات واضحة في الإنتاج عند زراعة مزرعة في ارض رملية أو طينية ثقيلة، وتتزايد الفروق بين الأصول في حالة وجود عيوب متزايدة في التربة.

6. اختيار الشتلات:

يجب أن يحصل المزارع على أفضل شتلات مطعمة بأصناف متميزة وعلى أن تكون مطابقة للصنف وعالية الإنتاجية وخالية من الأمراض والآفات التي يمكن أن تنتقل عن طريق التطعيم. وفي العديد من الأحوال تكون طعوم هذه الأصناف ذات أصل نيوسيليي لتكون خالية من الأمراض بالإضافة لقوة نموها. ولكن هذه الأصناف النيوسيلية تكون ذات أشواك كثيرة ونمو خضري كثيف وتنتج ثمار كبيرة الحجم خشنة وغير صالحة للتسويق، والأفضل هو اختيار الأصناف التي تم إخلائها من الأمراض باستخدام بعض المعاملات مثل المعاملة الحرارية والتطعيم القمي الدقيق نظرا لأنه لا يوجد بها المشاكل العديدة والتي تتواجد في الأصناف النيوسيلية، ويجب الحصول عليها من مصدر موثوق به لضمان مطابقتها للصنف وخلوها من الأمراض وخصوصا الأمراض الفيروسية نظرا لان أشجار الموالح تصاب بالعديد من الأمراض الفيروسية والشبة فيروسية مما يؤدى إلى تدهور الأشجار المصابة وانخفاض إنتاجيتها بصورة كبيرة، كما تؤدي بعض هذه الأمراض إلى موت الأشجار المصابة . ومن المعروف أن الأمراض الفيروسية ليس لها علاج ولذلك يجب أن تستخدم المشاتل عيون طعم مأخوذة من أمهات مطابقة للصنف وخالية من هذه الأمراض، ولا تفقد بساتين الموالح المنزرعة بشتلات معتمدة وخالية من الأمراض قدرتها الإنتاجية بتقدمها في العمر على عكس الحدائق التي بها أشجار مصابة حيث تنخفض إنتاجيتها بتقدمها في العمر.

ويجب الاهتمام بزراعة الشتلات الخالية من الأمراض الفيروسية والشبة فيروسية والتأكد من مطابقتها للصنف المراد زراعته وذلك لأن أعراض هذه الأمراض لا تظهر على الشتلات النامية بالمشتل أو على الأشجار الحديثة الزراعة لأنها تحتاج إلى فترة تتراوح بين 5 أو 6 سنوات لكي يتكاثر الفيروس داخل الأشجار المصابة ثم تبدأ الأعراض بعد ذلك في الظهور على الأشجار، وتزداد حدة الإصابة كما تنخفض إنتاجيتها بدرجة كبيرة جدا بتقدم الأشجار في العمر وهذا يوضح الخسارة الكبيرة التي تسببها هذه الأمراض. ومن ناحية أخرى فانه لا يمكن الحكم على مطابقة الشتلات الصنف المطلوب إلا بعد أن تبدأ الأشجار في الإثمار وخصوصا في أصناف البرتقال المختلفة ويؤدي وجود أشجار مخالفة للصنف في المزرعة إلى انخفاض ربحية المزارع من هذه الأشجار مثل وجود أشجار مخالفة من البرتقال البلدي أو السكري في وسط البرتقال أبو سره أو الفالنشيا.

ويمكن تلخيص أهم المواصفات التي يجب أن تتوافر في الشتلات عند اختيارها ما يلي:

أ- ضمان خلو الشتلات من الأمراض الفيروسية والشبة فيروسية مع الأخذ في الاعتبار أن أعراض هذه الأمراض لا تظهر على الشتلات كما سبق الإشارة إليه ولذلك يجب أن تكون الشتلات من مصدر موثوق به.

ب- ضمان مطابقة الشتلات للصنف حتى لا تفاجأ عند بلوغ الأشجار مرحلة الإثمار بأشجار مخالفة للصنف الذي تم زراعته.

ج- خلو الشتلات من الإصابة بالنيماتودا وذلك باختيار الشتلات التي تم زراعتها في وسط زراعة يتكون من الرمل والكمبوست ولا تدخل التربة الزراعية في مكوناته وبالتالي تنعدم إمكانية الإصابة بالنيماتودا.

د- خلو الشتلات من الأمراض الفطرية وأهمها مرض التصمغ وذلك نتيجة معاملة بذور الأصول قبل الزراعة بالماء الساخن على درجة 51-52 م لمدة 10 دقائق ثم معاملتها بأحد المبيدات الفطرية مما يؤدي إلى القضاء على الفطريات التي قد تكون موجودة داخل البذرة أو على قصرتها.

هـ- ضمان حماية البستان الجديد من الحشائش المعمرة التي قد تنتقل مع الصلايا الطينية، ولذلك يفضل الشتلات المنزرعة في أكياس داخل الصوب والتي تستخدم وسط زراعة يتكون من الرمل والكمبوست ولا تدخل التربة الزراعية في مكوناته.

و- يجب اختيار الشتلات المنزرعة في أكياس ووسط زراعة مناسب مثل الرمل والكمبوست للزراعة في الأراضي الجديدة لأنها تتميز بسرعة نموها بالمقارنة بمثيلتها المنزرعة في الأرض مباشرة ويتم نقلها بصلايا طينية، فقد لوحظ ضعف نمو الشتلات في الأراضي الرملية في السنوات الأولى من الزراعة في حالة استخدام شتلات بصلايا. ويرجع ذلك إلى أن جذور الشتلات تظل فترة طويلة داخل الصلايا حيث تكون الرطوبة مرتفعة في التربة الطينية للصلية بينما تنعدم الرطوبة في التربة الرملية المحيطة بها لانخفاض قدرة الأرض الرملية للاحتفاظ بالرطوبة، ولذلك تتعرض الشعيرات الجذرية للموت عندما يمتد نموها خارج الصلايا نتيجة عدم تحملها الحرارة المرتفعة للرمال المحيطة بها فيظل نمو المجموع الجذري محدودا لفترة طويلة حتى يتأقلم ويبدأ في النمو خارج الصلايا ويؤدي ذلك بالطبع إلى ضعف النمو الخضري ويظل نمو الأشجار المنزرعة بشتلات ذات الصلايا الطينية محدود جدا لمدة 2-3 سنوات، لذلك يجب اختيار الشتلات المنزرعة في أكياس بلاستيك وفي وسط يتكون من الرمال والكمبوست للتغلب على مشكلة ضعف نمو شتلات الموالح في السنوات الأولى من الزراعة.

ز- يجب أن لا يقل ارتفاع الأصل عن 25سم ولا يقل ارتفاع الشتلة عن سطح وسط الزراعة عن 90 - 100 سم.

7. توزيع الأصناف في البستان:

يجب عدم التوسع في عدد الأصناف المزمع زراعتها في البستان، وينصح عند توزيعها داخل البستان أن يجمع كل صنف من الأصناف في قسم أو أقسام خاصة به، ويفضل ترتيب الأصناف وفقا لموعد نضج الثمار وتسويقها، حيث تبدأ بزراعة الأصناف المبكرة النضج مثل أصناف البرتقال أبو سره المبكرة ثم يليه البرتقال البلدي واليوسفي، ويزرع في نهاية المزرعة الأصناف المتأخرة النضج مثل البرتقال الفالنشيا حيث يؤدي ذلك إلى سهولة إجراء عمليات الخدمة بالمزرعة عقب جمع المحصول وسهولة حراسة المحصول.

8. حفر جور الزراعة:

بعد تخطيط البستان وتحديد خطوط الزراعة ومواقع زراعة الأشجار يبدأ العمل في حفر وتجهيز الجور للزراعة علما بأن هذه العملية تختلف طبقا لنظام الري المزمع استخدامه هل سيكون ري بالغمر أم ري موضعي مثل الري بالتنقيط ويمكن تلخيص هذه العملية فيما يلي:

أ- في حالة البساتين التي سوف تروي بالغمر يتم حفر وتجهيز جور الزراعة بحيث لا تقل أبعادها عن 80 × 80 × 80 سم ثم يخلط ناتج حفر الجورة السطحي خلطا جيدا مع 80- 100 كجم (أي حوالي 4 - 5 مقطف) سماد عضوي جيد التحلل + 1.5 كجم سماد سوبر فوسفات الجير +1/2 كجم سلفات نشادر + 1/4 كجم سلفات بوتاسيوم + 3/4 كجم كبريت زراعي مع ضرورة استبعاد التربة التي تخرج من الجزء العميق من الجورة واستخدامها في إقامة البتون حول الشتلات وذلك لاحتوائها غالبا على نسبة عالية من الأملاح.

ب- في حالة البساتين التي ستروي بالتنقيط يفضل الزراعة بطريقة الخنادق وذلك بعمل خندق على طول خط الأشجار بعرض متر وبعمق متر مما يؤدي الى تفكيك التربة والتخلص من الطبقات الصماء التي قد تكون موجودة تحت التربة مع التخلص من أي أحجار قد تكون موجودة تحت التربة ويؤدي عدم التخلص من هذه الأحجار إلى إعاقة نمو الجذور، وبعد الانتهاء من حفر الخنادق يضاف للفدان 20-30 متر مكعب كمبوست نباتي أو سماد عضوي جيد التحلل + 300 كجم سوبر فوسفات كالسيوم + 100 كجم سلفات نشادر + 50 كجم سلفات بوتاسيوم + 100 كجم كبريت زراعي على أن يتم خلط هذه المكونات مع ناتج الحفر للطبقة السطحية خلطا جيدا مع مراعاة استبعاد التربة التي تخرج من الجزء العميق من الخنادق لاحتمال احتوائها على نسبة عالية من الأملاح، ثم تروى الأرض قبل الزراعة لمدة 6-8 ساعات يوميا لمدة أسبوع لغسيل الأملاح التي قد تكون موجودة في التربة كما يساعد ذلك على انتظام توزيع الرطوبة على طول الخندق وخصوصا في حالة وضع النقاطات على أبعاد 50 سم مما يؤدي إلى انتشار المجموع الجذري للشتلات بصورة جيدة.

9. موعد زراعة الشتلات:

يختلف موعد الزراعة المناسب طبقا لظروف المناخ في منطقة الزراعة، وبوجه عام يفضل أن يكون موعد الزراعة عندما تكون الشتلات في حالة سكون وليست في حالة نمو ونشاط حتى يكون أثر عملية نقل الشتلات أضعف ما يكون، كما يفضل عدم زراعة الشتلات في أوقات الحرارة الشديدة أو قبيل حلول فصل الشتاء البارد، كما يفضل عند اختيار موعد الزراعة أن يكون لاحقا له فترة نمو كافية لاستقرار النبات في مكانه بحيث يستطيع مقاومة بعض الظروف التي قد تكون غير ملائمة مثل احتمال حدوث صقيع في أول شتاء للشتلة في البستان، ولو أنه من الممكن نظريا زراعة الموالح في جميع أشهر السنة ماعدا الأشهر الشديدة الحرارة (يونيه ويوليه) والأشهر الشديدة البرودة (ديسمبر ويناير) ولكن أفضل موعد للزراعة هو ابتداء من منتصف فبراير حتى أوائل مايو (فصل الربيع) وخلال سبتمبر وأكتوبر (فصل الخريف). وبصفة عامة تعطى زراعة الخريف نتائج أفضل من زراعة الربيع في الأراضي الصحراوية نظرا لتعرض الشتلات لرياح الخماسين في فصل الربيع.

10. زراعة الشتلات:

عند زراعة الشتلات تحفر جوره في المكان المحدد لزراعة الشتلة والسابق تحديده وإعداده بحيث تكون هذه الجورة مناسبة لحجم الكيس المنزرع به الشتلة بحيث يكون مستوى الشتلة بعد زراعتها مماثلا للمستوى الذي كانت عليه في المشتل أو أعلى قليلا، وأن لا يزيد عمق الزراعة عن مستوى ما كانت عليه الشتلة في المشتل حيث أن ذلك قد يؤدي إلى إعاقة نمو الشتلة (1957 ,Hume و 1973 Reuter et al وإذا لزم تعديل عمق الشتلة فيجب أن يتم ذلك بعناية حتى لا تتقطع الجذور 1973 al et Reuter وتتم زراعة الشتلات في أرض البستان على النحو التالي:

• يتم قطع قاعدة كيس الزراعة بواسطة سكين أو أي آلة حادة ثم يسحب الكيس إلى أعلى ويربط فيما بعد حول ساق الأصل مما يؤدي إلى منع نمو السرطانات.

• توضع الشتلة في الجورة بحيث يكون الطعم متجه ناحية الجهة البحرية التي تهب منها الرياح في الغالب وبذلك نحمي الطعم من الكسر بسبب الرياح الشديدة.

• يراعي أن يكون سطح وسط الزراعة في الكيس أعلى من سطح التربة بحوالي 2-3 سم حتى إذا هبطت التربة بعد ذلك نتيجة الري تظل منطقة التطعيم على نفس الارتفاع.

• يتم ردم الجورة مع ضغط التربة جيدا حول الشتلة لتثبيتها مع مراعاة عدم وجود أي تشققات في التربة في منطقة جوره الزراعة سواء أثناء الزراعة أو بعد رية الزراعة حتى لا يؤدي تسرب الهواء داخل الجورة إلى جفاف المجموع الجذري مما يؤدي إلى موت الشتلات.

• يتم إزالة جزء من المجموع الخضري للشتلات بتطويش قمتها بعد الزراعة مباشرة وذلك لتقليل عملية النتح وإحداث توازن مائي للشتلات وبالتالي تصبح الشتلات أقل عرضة للجفاف.

• يروي البستان عقب الزراعة مباشرة رية غزيرة مما يؤدي إلى تثبيت الشتلات في الجور ويزداد ملاصقة التربة للجذور والتخلص من الجيوب الهوائية والتي يمكن أن تسبب في جفاف الجذور ويستمر الري فترات متقاربة وعلى حسب الحاجة حتى تمام نجاح الشتلات، علما بأن نقص الرطوبة الأرضية قد يؤدي إلى موت بعض الشتلات (1957 ,Hume).

• يجب المرور على الشتلات بعد زراعتها في اليوم التالي وإعادة تعديل الشتلات التي حدث بها ميل بعد الري، وفي المناطق المكشوفة أو في الأراضي الرملية قد ينصح بوضع سنادة بجوار كل شتلة وتربط بها حتى يستقيم نموها مستقبلا.

• بعد أسبوعين من الزراعة يتم إزالة النموات التي جفت وفي حالة وجود أكثر من نمو في منطقة التطعيم يترك نمو واحد فقط ويزال الباقي بحيث يبدأ التفريع على مسافة 50-60 من سطح التربة.

• يفضل تغطية جذوع الشتلات الصغيرة لحمايتها من ضربة الشمس أو البرد، ويمكن استعمال لفة أو غلاف ال Tree Wrap وهو عبارة عن اسطوانات من الورق الكرتون الخفيف وقد يكون مغلفا من الخارج بطبقة من ورق القصدير، ويوضع حول جذع الشتلة بأسرع ما يمكن بعد الزراعة لحمايتها من درجات الحرارة المرتفعة خاصة في المناطق الجافة والمرتفعة الحرارة، وهذه العملية تمنع في نفس الوقت ظهور الأفرخ المائية أو السرطانات على الجذع، كما يحمي الجذع عند رش مبيدات الحشائش ويستمر ذلك حتى نمو الأوراق على النموات الحديثة ويكسو ظلها الجذع، ويجب الإشارة إلى ضرورة الحرص حتى لا تتحول هذه الأغلفة إلى ملجأ للآفات.

• ينصح بعمل خرائط للبستان تحدد فيها مواقع الأشجار في نقط تلاقي الخطوط الطولية والعرضية ويعطي لكل صف رقم وتحدد الأشجار بإحداثيين (رقم الصفين الطولي والعرضي)، ويوضح علي الخريطة الأنواع والأصناف ومواعيد الزراعة ، كما يفضل أن تكون لكل شجرة سجل لتدوين المعلومات الضرورية عن الشجرة ومتوسطات المحصول لكل سنة ، وهذه السجلات ذات أهمية كبيرة إذ أحيانا أن تكون بعض الأشجار غير مثمرة أو قليلة الإثمار بالرغم من أنها تأخذ العناية والرعاية اللازمة ، لذلك لا بد من تغييرها ولا يمكن الوصول إلى مثل هذه المعلومات إلا عن طريق هذه السجلات، أضف إلى ذلك قد توضح هذه السجلات الأشجار ذات الكفاءة المحصولية المرتفعة والمستمرة وتميز مواصفات ثمارها بحيث يمكن الاستفادة منها كمصدر لعيون الطعم، كما قد تساهم هذه السجلات في التعرف على أشجار ذات مواصفات خاصة تكون نواه لإكثارها والحصول على صنف جديد.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.