أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2018
41228
التاريخ: 19-1-2020
2034
التاريخ: 4-6-2017
34911
التاريخ: 18-1-2020
1473
|
يلوح ان ما درج عليه النقاد من مصطلح "عمود" الشعر، يوحي بضرب من الجمود يجعل غاية الشعر ان يحاكي انموذجاً معيناً لا قبل له بالخروج عليه، وما هو إلا ان ينهج نهج هذا العمود حتى يستقيم على جادة الصواب، ويفتح امامه سبيل القبول، والويل لمن يخطر بباله، او تنازعه نفسه، إلى ما يعد مروقاً من سلطانه الذي تهفو إليه افئدة النقاد، لما يمثله من الذوق الشعري العربي، فكأن عمود الشعر في حقيقته عمود الذات، وما الطواف به إلا طواف بما ينطوي عليه من قيم تجلت في الشعر رمزاً حضارياً على ان معيار هذا العمود لم يستنبط غالباً من مفهوم جمالي معين، وانما استنبط من مفهوم شعري معين هو مفهوم الشعر الجاهلي الذي صيغت معظم مبادئ النقد في قالبه، بحيث افضى الامر إلى ان أصبحت غاية النقاد وضع معيار لا لمحاكاة الشاعر للطبيعة مظهراً وجوهراً، وانما لمحاكاة الشاعر للنموذج القديم مظهراً وجوهراً، فقد اغفل النقاد حرية الشاعر في محاكاته ما شاء من معالم طبيعته الخاصة، والزموه ان يحاكي ما حاكاه القدماء، وبالطريق التي حاكوه بها ايضاً ولو انهم اجازوا ان يحاكي الشاعر المحدث ما عاينه فيما يحيط به ــ كما اجازوا ذلك للشاعر القديم ــ والزموه ان يتبع سبيل الاقدمين في اسلوب محاكاته فحسب، لساغ لهم ذلك واحتمل، اما ان ينكروا عليه الكلام في الاجاص والتفاح، ويؤثروا له الكلام في القيصوم والحثجاث، لمجرد كلام الجاهلي فيها(1)، فذلك ما لا سبيل إلى قبوله، لأنه يفضي لا محالة إلى جمود الخيال الشعري على رسوم معينة لا يعدوها، وفي ذلك ما فيه من وأد التطور وحقاً لم يكن ذلك شأن النقاد اذا وجد منهم من التمس للمحدثين عذراً في وصف ما يرونه، وذاد عنهم أسنة النقد(2)، بيد ان محاكاة القديم ظلت المعيار الامثل دائماً، باسمها يلام المحدثون، وباسمها ايضاً يمدحون، وليس للخيال المحدث إلا ان يوافق في صورة وطريقته خيال القدماء.
ولا مراء في ان
محاكاة النموذج الادبي القديم ليست بدعاً من الامر، بل لعلها تحمد عندما تتعلق
بالنماذج المثلى، وهو ما انتهى إليه مفهوم المحاكاة في النقد الاوروبي كما يقول
الدكتور محمد مصطفى هدارة(3)، ولكن المشكلة هي ان يفرض النموذج القديم
فرضاً يحرم الشاعر من التعبير عن مشاعره الخاصة، بحيث يحاكي الآخرين، ولا يتاح له
ان يحاكي ذاته، فيبتعد عن الصدق، ويظهر إلى ان ينهج نهج القدماء في معانيهم واخيلتهم،
كي يظفر برضا النقاد.
________________
(1) ابن قتيبة:
الشعر والشعراء، تحقيق احمد محمد شاكر، دار المعارف 1966 ص77.
(2) انظر مثلاً
دفاع ابن سنان بحماسة بالغة في: سر الفصاحة ص261-267.
(3) انظر مقالته:
نظرية المحاكاة بين السرقة والفن، في كتابه مقالات في النقد الادبي دار القلم، دون
تاريخ ص31-38.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|