المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

القيمة الاقتصادية والغذائية للكاكي
3-1-2016
النعت
23-12-2014
إستحباب إشتراط الإحلال من الإحرام عند عروض مانع وفائدة ذلك
8-9-2017
إلكترون مُتموه hydrated electron
12-3-2020
Lorna Mary Swain
25-7-2017
أكل الحرام يحرق العبادات
5-4-2019


الشعر القاصر عن الغايات  
  
1427   04:05 مساءً   التاريخ: 18-1-2020
المؤلف : عيار الشعر
الكتاب أو المصدر : ابن طباطبا العلوي
الجزء والصفحة : ص:76-78
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2020 1697
التاريخ: 14-08-2015 3442
التاريخ: 23-3-2018 2373
التاريخ: 26-7-2017 4525

 

ومن الأبيات التي قصر فيها أصحابها عن الغايات التي أجروا إليها ولم يسدوا الخلل الواقع فيها معنى ولفظاً قول امرئ القيس:

فللساق أُلُهوب وللسوطِ درةٌ           وللزجر منه وقع أخرج مهذبِ

فقيل له: إن فرساً يحتاج إلى أن يستعان عليه بهذه الأشياء لغير جواد.

وقول المسيب بن علس:

وقد أتناسى الهم عند احتضاره       بناجٍ عليه الصعيرية مكدمِ

فسمعه طرفة فقال: استنوق الجمل. و الصعيرية من سمات النوق.

وقول الشماخ:

فنعم المعترى رحلت إليه       رحى حيزومها كرحى الطحينِ

وإنما توصف النجائب بصغر الكركرة ولطف الخف.

وقوله:

 

76

 

وأعددت للساقين والرجل والنسا          لجاماً وسرجاً فوق أعوج مختالِ

وإنما يلجم الشدقان لا الساقان. وقول الأعشى

وما مزبد من خليج الفراتِ           جون غواربه تلتطم

بأجود منه بما عونِه           إذا ما سماؤهم لم تغِم

يمدح ملكاً ويذكر أنه إنما يجود بالماعون.

وقوله:

شَتان ما يومي على كورها          ويوم حيان أخي جابر

وكان حيان أشهر وأعلى ذكراً من جابر فأضافه إليه اضطرارا.

وقول عدي بن زيد:

ولقد عديت دوسرةً         كصلاةِ القينِ مِذكارا

والمذكار التي تلد الذكران، والمثنات عندهم أحمد.

وقال الشماخ:

بانت سعاد ففي العينين ملمولُ           وكان في قصرٍ من عهدها طولُ

كان ينبغي أن يقول: وكان في طول من عهدها قصر، أو يقول: وصاري في قصر  من عهدها طول.

وقول أبي داؤد الإيلدي:

لو أنَّها بذلت لذي سقم          مرةِ الفؤادِ مشارفُ القبضِ

أنُس الحديثِ لظلَّ مكتئباً          حران من وجدٍ بها مض

لو أنه قال: يذهب سقمه، لكان أبلغ لنعتها.

وقول أبي ذؤيب:

ولا يهنئ الواشين أن قد هجرتُها وأظلم دوني ليَلها ونهارها

كان ينبغي أن يقول: وأظلم دونها ليلي ونهاري.

وقوله:

عصاني إليها القلب إني لأمره          سميع فما أدري أرشد طلابها

 

77

 

كان ينبغي أن يقول: أم غي، فنقص العبارة.

وقول ساعدة بن جؤبة:

فلو نبأَتك الأرض أو لو سمعَته         لأيقنت أني كدت بعدك أكمد

لو قال: إني بعدك كمد، لكان أبلغ من قوله: كدت أكمد.

وقول ابن أحمر:

غادرني سهمه أعشى وغادره        سيف ابن أحمر يشكو الرأس والكبدا

أراد: غادرني سهمه أعور فلم يمكنه، فقال أعشى.

وقول طرفة:

كأن جناحي مضرحي تكنَّفا         حفافيه شكا في العسيبِ بمسردِ

وإنما توصف النجائب بدقة شعر الذنب وخفته، وجعله هذا كثيفاً طويلا عريضاً.

وقول امرئ القيس:

وأركب في الروعِ خيفانةً         كسا وجهها سعفٌ  منْتشر

شبه ناصيتها بسعف النخل لطولها، وإذا غطى الشعر العين لم يكن الفرس كريماً: وقول الحطيئة:

ومن يطلب مساعي آل لأي           تصعده الأمور إلى علاها

كان ينبغي أن يقول: من طلب مساعيهم عجز عنها وقصرن بلوغها فأما إذا تساوى بهم غيرهم فأي فضل لهم. وقوله:

صفوفٌ وماذي الحديد عليهم          وبيض كأولاد النعام كثيف

شبه البيض بأولاد النعام، أراد بيض النعام.

وقول لبيد العامري:

ولقد أُعوِص بالخصمِ وقد          أملأ الجفنة من شحم القُللْ

أراد السنام، ولا يسمى السنام شحما وقوله:

لو يقوم الفيلُ أو فيالُه          زلَّ عن مثل مقامي وزحلْ

وليس للفيال مثل أيد الفيل فيذكره.

ولقوله النابغة الذبياني:

ماضي الجنانِ أخي صبر إذا َنزلت           حرب يوائل منها كلُّ تنبالِ

 

78

 

التنبال القصير من الرجال، فإن كان كذلك فكيف صار القصير أولى بطلب الموئل من الطويل، وإن جعل التنبال الجبان فهو أعيب لأن الجبان خائف وجل، اشتدت به الحرب أم سكنت، وإن كان عن مثل قول الهمذاني:

يكر على المصاف إذا تعادى         من الأهوال شجعان الرجالِ

وقول طرفة بن العبد:

من الزمرات أسبل قادماها          وضرتها مركنَّةٌ ذرور

لا يكون القادمان إلا لما له آخرون، وتلك الناقة التي لها أربعة أخلاف. ومثله قول امرئ القيس:

إذا مستْ قوادمها أرنَّتْ             كأن الحي بينهم نِعي

وقول المسيب بن علس:

فتسلَّ حاجتها إذا هي أعرضت       بخميصةٍ سرح اليدين وساعِ

وكأن قنطرة بموضع كورها         ملساء بين عوامض الأنساعِ

وإذا أطفْت بها أطفت بكلكلٍ        نبض الفرائض مجفر الأضلاعِ

فكيف تكون خميصة وقد شبهها بالقنطرة لا تكون إلا عظيمة، وقال هي مجفرة الأضلاع، فكل هذا ينقض ما ذكره من الخمص.

قال: وقول الحطيئة:

حرج يلاوذُ بالكناسِ كأنه        متطرفُ حتى الصباح يدور

حتى إذا ما الصبح شق عموده      وعلاه أسطع لا يرد منير

وحصى الكثيبِ بصفحتيه كأنَّه       صدأُ الحديدِ أطارهن الكير

زعم أنه لم يزل يطوف حتى أصبح وأشرف على الكثيب فمن أين الحصى بصفحتيه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.