الآثار المترتبة على النقل:

إن عملية النقل من العمليات المهمة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي اعتمادا كبيرا وازدادت أهمية هذه العملية مع ظهور الثورة الصناعية التي ترتب عليها التخصص في الإنتاج وتقسيم العمل، حيث أصبح العالم بأقاليمه المختلفة يحتاج إلى أداة ربط تربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك، وهذه الأداة تمثلت في وسائل النقل بمختلف أنواعها .

إن تطور الإنتاج المتخصص أدى بدوره إلى تطور النقل ووسائله بسرعة كبيرة مما ترتب عليه آثار هامة منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي. وفي هذا الفصل سنتحدث بشيء من التفصيل عن هذه الآثار مجتمعة.

أ - الاثار الإيجابية (فوائد وأهمية النقل) وهذه الآثار متعددة ومن أهمها:

- الأثار الاقتصادية: للنقل عديد من الآثار الاقتصادية الإيجابية المهمة يمكن تلخيصها في النقاط التالية :

1- المساعدة والإسهام في تعمير وتطوير واستثمار الكثير من الأراضي غير المأهولة والتي لم تصلها يد التعمير والتطوير ، والأمثلة متعددة في الكثير من دول العالم ولاسيما الدول ذات المساحات الكبيرة، فبعد شق الطرق وبناء السكك الحديدية والمطارات في كل من كندا والولايات المتحدة والبرازيل وأستراليا وروسيا وغيرها تم تعمير الكثير من الأراضي بإقامة المشاريع الصناعية والزراعية والسكنية والخدمية كذلك كان الشق الطرق وتعبيدها وبناء المطارات المتعددة في ليبيا أثر كبير على ظهور العديد من المشاريع الزراعية الإنتاجية منها والاستيطانية في أقاليمها المختلفة سواء الشمالية منها أو الجنوبية، كما كان لمد بعض الطرق في ليبيا أثر على إحياء بعض المدن مثل القريات والشويرف وبن جواد.

2- المساعدة والإسهام في توسع قاعة التخصص في الإنتاج وتطويره عن طريق نقل المواد المطلوبة من مكان إلى آخر في أسرع وقت، كذلك انتقال الأيدي العاملة والآلات المختلفة.

3 - المساهمة في رفع مستوى المعيشة، فكلما تحسن قطاع النقل والمواصلات كلما ساعد على تحسين وتطوير القطاعات الاقتصادية الأخرى ومن ثم ينمو ويزداد الدخل القومي الذي يترتب عليه ارتفاع مستوى المعيشة لدى أفراد المجتمع.

4- المساهمة في تحسين وتطوير القطاعات والأنشطة الاقتصادية الأخرى مثل الزراعة والصناعة، عن طريق توفير احتياجاتها وفتح أسواق جديدة أمامها لتصريف منتجاتها, مما يترتب عليه ظهور الإنتاج الكبير.

5- المساهمة في الدخل القومي بنسب مختلفة تختلف باختلاف درجة اعتماد الدول على النقل مصدرا من مصادر الدخل، ففي بعض الدول يساهم النقل مساهمة مباشرة وبنصيب كبير في الدخل القومي، هذا النصيب تساهم به في الغالب الشركات المختلفة المرتبطة بالنقل (شركات شق الطرق- شركات بناء السكك الحديدية - شركات الشحن - شركات صناعة وسائل النقل وغيرها من الشركات) كما يساهم النقل في الدخل القومي مساهمة غير مباشرة نظرا لما له من دور كبير في العملية الإنتاجية.

6- المساعدة على استغلال الكثير من الثروات على سطح الأرض لاسيما الثروات المعدنية سواء على اليابس أو في مياه البحار والبحيرات والمحيطات.

7- المساهمة في حماية ووقاية الإنتاج النباتي والحيواني من الآفات والحشرات الضارة كما هو الحال عند مقاومة الجراد بواسطة السيارات والطائرات.

8- المساعدة والإسهام في تحقيق المنفعة المكانية والمنفعة الزمنية للكثير من السلع والبضائع عن طريق نقلها من مكان إلى آخر وعن طريق اختيار الوقت المناسب لنقلها بغية التسويق.

9- يساعد النقل على نمو وتعدد الأسواق عن طريق نقل كميات كبيرة من السلع والبضائع إليها، بالإضافة إلى زيادة عدد الأشخاص الذي يتم نقلهم إلى هذه الأسواق.