المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في دلوك الشمس ووقت الزوال
2024-11-02
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02

حديث ابتداع قريش التحمس في مكة
18-1-2021
رعراع أيوب أو عرق الحلاوة
2024-08-26
اليقين
19-7-2016
تصنيف مركبات الجزيئات الضخمة ذات السلاسل اللامتجانسة
2024-04-03
مبدأ التناظر The Correspondence Principle
24-7-2016
The Reader Knows the Old and the New
2024-10-05


الشباب والاستقلال الاقتصادي  
  
860   08:17 صباحاً   التاريخ: 2024-01-07
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 235 ــ 236
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن فترة الشباب، ومرحلة تكوين الشخصية والاعتماد على النفس، هي أحد العوامل لإحراز الشخصية والاستقلال الاقتصادي؛ فالشاب يضغط على الجيل السابق له ليجد لنفسه مكاناً، ويجد عملاً، ويفتح طريقاً لنشاطاته الاقتصادية ليحصل على كسب مالي، وهو لا يحصل على الاعتماد على النفس طالما لم يصل إلى هدفه ولم يحصل على عمل، أو أنه لم يحدد تخصصه الدراسي للحصول على عمل في المستقبل، ويكون قلقاً على مستقبله، ويرى شخصيته ضعيفة، ومعنوياته مضطربة، وكلما طال هذا الوضع يزداد اضطرابه النفسي. وفي هذه الحالات يصبح الشاب عنيفاً، ويعسر التفاهم معه، ويظهر ردود فعل شديدة لأسباب تافهة في محيط العائلة والمجتمع.

وعندما يحصل على عمل يكسب من خلاله عائدات مالية مستقلة يغرق في الفرح والسرور، ويشعر أنه يعتمد على نفسه وله شخصية، وتنتهي أحاسيس القلق ويطمئن قلبه، ويسير بفخر واعتزاز، مرفوع الرأس بين الناس، ويود أن يعرف الناس جميعاً انه قد نال نصيباً من النجاح، وها هو قد أصبح عضوا نافعاً في المجتمع.

(للعمل وكيفية انتخابه دور مباشر في إثبات شخصية الشاب، لأن ذلك دليل على حريته، وأنه يستطيع من الآن فصاعداً أن يستفيد من وسائله الخاصة للاستمرار في الحياة، ولهذا السبب فإن الحصول على أول كسب مالي يكون مفرحاً، وتكون النتيجة أن يحصل الشخص على مشاعر الاعتماد على النفس فينتشي حتى قمة رأسه. إن الشاب الجامعي الذي لم يحصل على كسب مالي بعد، بل يحتاج إلى مساعدة مالية يشعر بنوع من الذلة الغامضة، وهو يرضى، على الأقل، بأن يشعر بلذة تحصيل مصروفه اليومي) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ماذا أعلم، البلوغ، ص 78. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.