أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/11/2022
2786
التاريخ: 21-6-2022
1685
التاريخ: 2-9-2016
2909
التاريخ: 13-12-2016
1887
|
لا شك أن الإنسان لا يستطيع أن يعتزل المجتمع ويقطع حبال روابطه مع أبناء نوعه وينزوي عن الناس، إذ أن الإنسان موجود محتاج لا حد لحاجاته ولا حصر لفقره، فهو بحكم فطرته وضرورته تبتني حياته على الأسس الاجتماعية لتحل تحت ظلال التعاون والمساعدات عقد الحياة. ولكن الحياة الإجتماعية لها شرائط مختلفة ما أن يقدم الإنسان عليها حتى يقيد بتلك الشرائط والقيود والوظائف والآداب التي تتوقف الموفقية في الحياة على رعايتها جميعاً.
إن الحياة الاجتماعية - وهي أكثر العوامل أثراً في تكون شخصية الإنسان - لا ينبغي أن تتحدد بحدود الجسمانيات فقط، بل يجب أن تكون الروابط نتيجة لاتحاد الأرواح وترابطها واتصالها، وأن تكون الروابط الصورية مظهراً لتناسبها وتوازنها، وإذا كان المجتمع يتمتع بوحدة معنوية صورية تقوم الروابط العامة فيها على أساس الترابط الروحي الكامل، فمحال أن تفقد الحياة حينئذ جمالها وصفاءها.
إن من وظائفنا الأساسية في عالم المعاشرة أن نتصف بصفة العفو والإغماض عن أخطاء الآخرين، فضلاً عن أن الروابط الإنسانية نفسها تقتضي ذلك.
وأن أحسن الطرق للتعايش السلمي أن يسالم الإنسان الآخرين من أبناء نوعه.
ولا ينبغي للإنسان أن يغفل عن أنه لا يخلو أحد في هذا العالم من عيوب ونقائص، وأن أولئك الذين يتصفون بالتوازن والاعتدال الطبيعي والأخلاقي الكامل قليلون جداً، وأن أسمى الشخصيات أيضاً لا يخلو عن خطأ ما. ولذلك فيجب على كل شخص ان يتحمل قسطاً من الأمور التي لم يكن يتوقعها فيعفو عن اخطاء أبناء نوعه، فإن السلام الدائم والوطيد لا يحصل إلا من طريق التصالح في كثير من الموارد.
قديماً قال الشاعر: (لكل أمرئ من دهره ما تعودا)، وأن ما يتعوده ليس إلا وليداً لحالاته الروحية والخلقية، وأن العفو والصفح من أبرز مظاهر قوة الإرادة وتملك النفس، وهما نوع من الشجاعة والفتوة. وأن الذين يتمتعون بهذه الفضيلة فيعفون بعد قدرتهم على ما يريدون سيحصلون بذلك على صفاء وطمأنينة خاصة لا يعادلها أي شيء آخر. أن العفو يورث قوة الإرادة وتربية الروح، وهو موهبة اخلاقية تصبح منبعاً للرأفة والإحسان، وهو وسيلة إلى تحرر الإنسان عن قيود عبودية النفس. أن الإغماض عن أسواء الآخرين وإن كان عبئاً ثقيلاً على طبع الإنسان ولا تقبله نفسه إلا بعسر وشدة، ولكن كلما اقتدر في هذا الطريق قلت اضطراباته النفسية بشكل محسوس، ويصبح في النهاية رحمة للعالمين.
إن العفو والإغماض سيؤثر في عواطف العدو بصورة قاطعة، مما يغير من فكره وعمله بتحول عاطفي سريع، فكم من العلاقات المتوترة قد تحسنت في ظل الصفح، وكم من الحقد والبغضاء والعداء العميق والمتأصل تبدل إلى صفاء وإخلاص، وكم من عدو قابل رجلا قد تجهز له بسلاح الأفكار الشفيقة والمخلصة فاستسلم له وانقاد.
يقول أحد العلماء: (إن من أكبر مواهب الإنسان التي لا حظ لسائر الحيوانات فيها هو العفو والصفح عن أخطاء الآخرين. أن من يؤذيك يعطيك فرصة حسنة تستطيع أن تعفو فيها عمن ظلمك فتلتذ بلذة العفو عنه. لقد قالوا لنا أن نعفو عن أعدائنا ولم يقولوا لنا أن نعفو عن آبائنا واصدقائنا ايضاً، إذ من المعلوم لنا أنه ينبغي لنا أن نعفو عن جميع ما يرتكبه الآخرون منا سواء كانوا أعداء أم أصدقاء. إنك إذا انتقمت من عدوك كنت مثله إذ عاملته بالمثل ولكنك إذا عفوت عنه كنت أكرم منه إذ كان سيئاً وكنت محسناً. إننا إذا أردنا أن ننتقم من أحد كان من المحتمل أن لا نقدر عليه ولكنا إذا عفونا عنه قدرنا عليه، أننا بالعفو نستطيع أن نقهر أعداءنا بدون قتل وقتال، وأن نحملهم على التواضع لنا، أن ترك الخصم والفرار من مقابلته لهو أحسن حملة دفاعية نعملها في مقابلتهم، فإن هزيمتهم حينئذ هزيمة حتمية لا محالة منها أنه ينبغي لنا أن نبر إذ أضر الآخرون، فإن البر في مقابلة الضر سياسة سماوية تستقر بها الأرض ومن عليها بهدوء وهناء).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|