المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

ذكر أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام)
10-02-2015
مركبات الهيدرازون
2024-04-02
حدود الطرقات وتوسعتها
20-4-2016
الحيازة (او وضع اليد)
3-8-2017
المراوح الفيضية في منطقة غور الأردن - مناخ الغور
27-8-2019
اهم فصول حياة الرضا(عليه السلام)
19-05-2015


مكانة المرأة في المنظار الإسلامي  
  
2327   10:59 صباحاً   التاريخ: 8-7-2022
المؤلف : حبيب الله طاهري
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة وطرق حلها
الجزء والصفحة : ص23ــ31
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2017 4068
التاريخ: 19-1-2016 2165
التاريخ: 19-1-2016 2356
التاريخ: 9-11-2017 2995

يعتبر القرآن الكريم المرجع الأساس والمصدر الأوضح لمعرفة نظرة وفكرة الإسلام حول أهمية ومكانة المرأة، وبعده تأتي روايات وأحاديث أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، وعلى الرغم من ورود الروايات والأحاديث الكافية التي توضح وتبين هذه المسألة إلا أننا سنكتفي (للاختصار) بالإشارة إلى أهمية وعظمة دور المرأة في القران الكريم، ونحيل الراغبين في التوسع بالموضوع من الباحثين وطلاب العلم إلى مراجعة الكتب التي ألفت في هذا المجال مثل كتاب (نظام حقوق المرأة في الإسلام) للأستاذ الشهيد مرتضى المطهري.

لقد كرم القرآن الكريم المرأة ورفع مكانتها في ذلك الوقت الذي كانت تعتبر فيه المرأة بنظر المجتمع شيئاً تافها حقير خلق فقط لخدمة الرجل، ولم تصل من الناحية المعنوية إلى أية منزلة ولن تذهب إلى الجنة أبدا (حسب اعتقادهم)، وكانوا يعتقدون أيضا بأنها أداة بيد الشيطان لخداع الرجال، وإن ملامسة النساء يشكل أساس النجاسة، وترك الزواج عندهم يعتبر أمر مقدساً ومثل هذه النظرة لم تكن ناتجة فقط من العادات والتقاليد الجاهلية بل أن بعض المذاهب ورؤسائها المحاطين بهالة من القدسية كانوا يؤكدون تلك النظرة.

بالطبع ليس القرآن كتاب فلسفة، لكنه يبين بصورة قاطعة نظرته حول العالم والإنسان والمجتمع، هذه المواضيع التي تشكل أساس الفلسفة، لأن القرآن لا يقدم لاتباعه الأوامر التثقيفية والتعليمية فقط، ولا يقتصر على المواعظ والنصائح، بل يقدم لهم من خلال تفسيره وشرحه لنظام الخلق نظرة شمولية وأسلوباً خاصاً في الفكرة والحياة.

إن أساس القوانين الإسلامية المتعلقة بالمسائل الاجتماعية كالملكية والحكم والحقوق الأسرية وغيرها هي نفس التفسير الذي يعرضه القرآن لكريم للخلقة والأشياء.

ونحن هنا نشير إلى بعض هذه التفاسير :

١- إن إحدى المسائل التي تم تفسيرها وتوضيحها في القرآن الكريم هي موضوع خلق المرأة والرجل، ولم يسكت القرآن الكريم بهذا الشأن ولم يدع مجالاً لأهل الباطل والمرجفين كي يتفلسفوا في تفسير القوانين المتعلقة بالمرأة المسلمة ويعرفونها على أساس أن الإسلام يحتقر المرأة. وإذا أردنا أن نعرف نظرة القرآن بشأن خلق المرأة والرجل، يجب أن نلتفت إلى طبيعة المرأة والرجل التي ذكرت أيضاً في جميع الكتب المقدسة. لقد اعتبر القرآن الكريم في آيات كثيرة أن الرجل والمرأة خلقوا من طينة وطبيعة واحدة، وذكر بصراحة تامة أن النساء خلقن من جنس الرجال ومن طينة شبيهة بطينتهم، قال تعالى بشأن خلق آدم (عليه السلام): {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1].

وقال تعالى أيضاً بشأن جميع البشر: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم: 21].

ومع أن بعض كتب الأديان الأخرى قد ذكرت بأن المرأة قد خلقت من مادة أحقر وأدنى من مادة الرجل، وعلى الرغم من اضفاء صفة الطفيلية والفضول على المرأة والقول بأن زوجة آدم (عليه السلام) قد خلقت من ضلعه الأيسر، فإن لا يوجد في القرآن الكريم أية اشارة تدل على أن للإسلام نظرة ازدراء وتحقير للمرأة فيما يخص طينتها وطبيعتها.

٢- توجد نظرة أخرى من نظرات الازدراء والتحقير للمرأة كانت سائدة في الماضي وتركت آثاراً سلبية على الآداب العالمية وهي أن المرأة تشكل أساس الذنوب وهي مخلوق خبيث لا يصدر منه سوى الشر والسوء، والمرأة بزعمهم شيطان صغير، وكل ذنب أو جرم يرتكبه الرجل للمرأة يد فيه، والرجل بفطرته مبرأ من ارتكاب الذنوب إلا أن المرأة هي التي تدفعه نحو ارتكاب المعصية وأخيراً من تلك الإيحاءات أيضاً أن ليس للشيطان طريق مباشر إلى ذات الرجل وإنما يوسوس للمرأة وهي تقوم بدورها في وسوسة الرجل وخداعه، وحتى آدم (عليه السلام) أبو البشر وقع في حبائل الشيطان وطرد من الجنة بواسطة المرأة، أي أن الشيطان قد خدع حواء وهي التي خدعت آدم (عليه السلام) (على حد زعمهم).

إن القرآن الكريم عرض قصة آدم (عليه السلام) في الجنة لكنه لم يقل مطلقا إن الشيطان خدع حواء وهي التي خدعت ادم (عليه السلام). وهو لم يُحمِّل حواء المسؤولية الأساسية، وفي نفس الوقت لم يضعها خارج الحدث، بل عرض القضية بصورة متساوية في كل فصول القصة من البداية حتى النهاية حيث قال عز وجل : .

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 35، 36].

وعندما يذكر القرآن وسوسة الشيطان يشير إلى كليهما ويورد ضمير المثنى فيقول عز من قائل : .

{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا} إلى قوله {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} .

وقال تعالى أيضاً: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21](1).

وبهذا الشكل فإن القران الكريم قد حارب بشدة تلك الأفكار التي كانت رائجة في ذلك العصر وما زالت باقية في بعض أنحاء العالم، وبرأ المرأة من تلك التهم الباطلة التي تزعم أنها مصدر الوسوسة والذنوب وأنها شيطان صغير.

٣- ومن النظرات التي كانت في الماضي تزدري وتحتقر المرأة أيضاً تلك التي تتعلق بالاستعدادات الروحية والمعنوية للمرأة إذ كانوا يدعون أن لا سبيل للمرأة إلى الجنة وأنها محرومة من الدرجات المعنوية والإلهية، ولا تستطيع أن تتقرب إلى الله وتصل إلى الدرجة التي يصل إليها الرجل.

لقد أكد القرآن الكريم وأعلن في آيات كثيرة أن ثواب الآخرة ودرجة القرب من الله عز وجل لا علاقة لها بجنس الإنسان ذكراً كان أم أنثى بل ترتبط بالإيمان والعمل الصالح فقط، قال تعالى : {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر: 40].

وفي اية أخرى أكد القران الكريم أن الحياة السعيدة في العالم ترتبط بالإيمان والعمل الصالح سواء كان المؤمن رجلاً أم مرأة، قال تعالى: .

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

والقرآن الكريم يذكر إلى جانب كل رجل كبير عظيم مرأة كبيرة عظيمة، وقد ذكر زوجتي ادم وإبراهيم (عليهم السلام) وأم موسى وأم عيسى (عليهم السلام) بكل تقدير واحترام، وإذا كان القرآن الكريم قد عرف زوجتي نوح ولوط (عليهم السلام) بأنهما زوجتان غير صالحتين لزوجيهما فإنه بالمقابل لم يغفل ذكر زوجة فرعون وتعريفها بأنها امرأة عظيمة صالحة ابتليت برجل طالح خبيث.

كأن القرآن الكريم أراد أن يحفظ التوازن في قصصه فلم يجعل أبطال تلك القصص مختصة بالرجال فقط، وحول أم موسى (عليه السلام) قال عز وجل:

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7].

وأما بشأن أم عيسى مريم الطاهرة (عليها السلام) فيقول تعالى : {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].

وتوجد في تاريخ الإسلام الكثير من النساء الطاهرات ذوات المنزلة الرفيعة، فقليل من الرجال يمكنهم الوصول إلى الدرجة التي وصلت إليها خديجة (عليها السلام)، وباستثناء الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام علي (عليه السلام) لا يستطيع أي رجل أن يصل إلى درجة الزهراء الطاهرة (عليها السلام)، والإسلام في مسيرة «من الخلق إلى الحق» أي الحركة والتوجه إلى الله عز وجل لم يفرق أبداً بين المرأة والرجل، ولم يفرق بينهما أيضاً في الوصول إلى «مقام الولاية العظمى» أي الدرجات العليا نحو الله، والفرق الوحيد الموجود هو في مسيرة «من الحق إلى الخلق» أي درجة النبوة (أو الإمامة والإمارة والقضاء) التي هي من الوظائف التنفيذية بين الخلق، إذ اعتبر الباري عز وجل (لحكمته تعالى) إن تلك الوظائف تناسب الرجل أكثر من المرأة، وإلا فإن باطن النبوة هي نفس الولاية وكل الدرجات مستترة فيها، وتستطيع المرأة أن تصل إلى تلك الدرجات، ولذا واستنادا إلى عقيدة الشيعة فإن فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي أفضل من الأنبياء السابقين.

٤- ومن نظرات التحقير والازدراء التي كانت موجودة في الماضي بحق المرأة تتعلق بالرهبنة وتقديس العزوبية، كما إننا نعرف بأن بعض الأديان تعتبر العلاقة الجنسية بأنها شيء قذر ونجس، وحسب اعتقاد اتباع تلك الأديان فإن الأشخاص الوحيدين الذين ينالون الدرجات المعنوية الرفيعة هم أولئك الذين يعيشون عزاباً طيلة عمرهم، حتى أن قائدا دينيا معروفا في العالم قال :

«اقطعوا شجرة الزواج من الجذور بفأس البكارة» وأولئك يجيزون الزواج فقط من باب دفع الأفسد بالفاسد، أي أنهم يدعون بما أن أكثر الأفراد لا يستطيعون الصبر على العزوبية أو السيطرة والتحكم بارادتهم ويبتلون بممارسة الفحشاء والفساد ويضطرون لمقاربة نساء عديدات، فمن الأفضل لهم الزواج كي لا يقترنوا بأكثر من امرأة.

إن أساس تلك الأفكار الرهبانية والاتجاه نحو الانعزال والعزوبية تعود الى التشاؤم من جنس المرأة واعتبار حب المرأة جزءاً من المفاسد الأخلاقية(2).

لقد حارب الإسلام بشدة هذه الأفكار والعقائد الخرافية واعتبر الزواج أمراً مقدساً والعزوبية شيئاً شاذا سيئا. واعتبر الإسلام حب النساء من أخلاق الأنبياء فقد ورد في الحديث: «من أخلاق الأنبياء حب النساء))(3).

قال المفكر راسل :

يوجد نوع من التشاؤم من الرابطة الجنسية في كل الأديان عدا الإسلام. والإسلام مراعاة للمصالح الاجتماعية وضع قوانين وضوابط لهذه الرابطة، ولم يعتبرها أبداً شيئاً خبيثاً أو سيئاً.

٥ - ومن نظرات التحقير والازدراء الأخرى التي كانت موجودة بشأن المرأة تلك النظرة القائلة بأنها كانت مقدمة لوجود الرجل وأنها خلقت لأجل الرجل، أي أن الأصالة في نظام الخلق تعود للرجل.

لا توجد في الإسلام أبد مثل تلك النظرة حول المرأة، والإسلام اعتبر الإنسان (وليس الرجل فقط) هو سبب وغاية الخلق، وذكر بكل وضوح بأن الأرض والسماء والغيوم والرياح والنبات والحيوان كلها خلقت لأجل الإنسان، ولم يقل أبداً بأن المرأة خلقت لأجل الرجل بل قال في القران الكريم : .

{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187].

٦- ومن النظرات الأخرى التي كانت تزدري المرأة في الماضي كذلك النظرة التي تعتبرها شراً وبلاء للرجل لا يمكن التخلص منه، وكان كثير من الرجال يحتقرون المرأة على الرغم من كل الفوائد والمنافع التي يجنونها منها، ويعتبرونها أساس التعاسة والمشاكل لهم.

حول المسألة المذكورة أكد القرآن الكريم أن المرأة ليست شراً أو بلاء وإنما هي خير للرجل وهي أساس السكينة والطمأنينة له، قال تعالى:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم: 21].

٧- ومن نظرات التحقير والإزدراء للمرأة أيضاً في الماضي هي اعتبار منزلتها بين الأبناء متدنية جداً. وقد كان عرب الجاهلية وبعض الشعوب الأخرى يعتبرون الأم مجرد وعاء فقط يحفظ بداخله نطفة الرجل التي تشكل البذرة الأصلية للابن وينميها.

أما القرآن الكريم فإنه ذكر في آيات كثيرة بأن الباري عز وجل قد خلق الناس من ذكر وأنثى ولم يجعل منزلة الأب أكبر من منزلة الأم وأسدل الستار إلى الأبد على هذا النوع من الأفكار، كما أنه قد ثبت أيضاً في هذا العصر من الناحية العلمية أن جنين الإنسان يتكون من قسمين: الحيمن (من الرجل) والبويضة (من المرأة).

لقد أصبح واضحاً مما بيناه أن الإسلام من ناحية الفكر الفلسفي وتفسير الخلقة ليست لديه أية نظرة تحقيرية للنساء. وقد فند ورفض كل النظريات التي تزدري وتحتقر المرأة، وعرفها بأنها رفيقة الرجل وشريكته في كل مراحل الإنسانية.

وبالطبع بما أن الرجل والمرأة يختلفان أحدهما عن الآخر من ناحية التكوين الجسدي والقدرة الذهنية والجسدية، فهما بالضرورة سوف لا ينالان حقوقا متشابهة وإن كانا متساويين من حيث الحقوق.

وفي الموضوعات القادمة سنشير إلى هذا الموضوع وإلى أن الإسلام قد قبل مساواة المرأة بالرجل وليس التشابه.

______________________________

(1) راجع سورة الأعراف - الآية ١٩ وما بعدها.

(2) لأجل الاطلاع بصورة مفصلة على هذه لنظرية راجع لكتب لتالية :

ألف - الزواج والأخلاق لراسل، الفصل ٤، ٥ وأيضاً كتاب الأخلاق المسيحية

- ترجمة إبراهيم يونسي، من الصفحة ٣٨ وما بعدها.

ب - الكتاب المقدس للمسيحيين - الرسالة الأولى لبولس إلى قرنتيان – الباب السابع.

ج ـ الأخلاق الجنسية للشهيد المطهري.

د - دروس من الأخلاق الإسلامية أو آداب السيرة والسلوك، خاتمة كتاب الأخلاق الجنسية.

(3) وسائل الشيعة، ج ١٣ ، ص ٩. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.