الموطن الأصلي للفت الزيتي

زرع محصول اللفت الزيتي في الحضارات القديمة في آسيا وحوض البحر ابيض المتوسط، ويعود استخدامه إلى حوالي 2000 عام قبل الميلاد في الهند، وعرف في أوروبا في القرن الثالث عشر، حيث أستخدم أولا كزيت للإضاءة (Colton و Sykes، 1992). عرفه اليونانيون في القرن السادس عشر وسموه Henslow (BOUNIAS ، 1908) . بدأت زراعته بوصفه محصولا اقتصادية في هولندا خلال القرنين 15-16 الميلاديين، حيث كان له دور رائد في برامج استصلاح الأراضي المنخفضة بعد أن انتقل إليها من بعض مناطق الشرق الأقصى. ومن هولندا انتقل إلى بقية دول أوروبا كالدانمرك وألمانيا والسويد وبولونيا ثم روسيا وفنلندا وانكلترا، حيث أدخل في عمليات استصلاح الأراضي في فنلندا بينما استخدم زيته الإضاءة المصابيح في انكلترا. وازداد انتشاره في القرن الثامن عشر، إلا أن فعاليته ضعفت بسبب منافسة الزيت المعدني المستخدم في الإضاءة، ثم عادت أهميته مرة أخرى إبان الحرب العالمية الأولى، حيث زرع هذا المحصول وعلى نطاق واسع في كندا عام 1942 للحصول على مادة للتشحيم (شحم تزليق لتخفيف الاحتكاك) في السفن الحربية وأصبحت الدولة الأولى بإنتاج بذاره وزيته وتصديرهما، علما أنه تم استخلاص زيت التغذية أولا في كندا في عام 1956 (Colton و Potter، 1999) ، بينما كانت زراعته الواسعة في استراليا عام 1969. أصبح اللفت الزيتي أكثر أهمية بالنسبة للعالم الغربي، حيث أخذت زراعته بالتوسع والانتشار على الصعيد العالمي بعد أن تم من خلال عمليات التربية والانتخاب تحسين نوعية الزيت وطرق استخلاصه OECD) (1997 Paris، واستنباط أصناف مؤصلة جديدة تتميز بانخفاض محتواها من حمض الأيروسيك ERUCIC ACID. وازدادت في وقتنا الحاضر نسبة الزيت في البذور من 35% إلى 45%. ولقد أشار Delobel (1981) إلى أن اللفت الزيتي قد عرف من قبل المهتمين بالتداوي بالأعشاب، وأطلقوا عليه تسميات مختلفة منها: Bunias sive napus. ويعتقد أن موطنه الأصلي هو حوض البحر الأبيض المتوسط ومنها انتقل إلى الهند.