أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
![]()
التاريخ: 6-4-2016
![]()
التاريخ: 5-4-2016
![]()
التاريخ: 4-03-2015
![]() |
كان جيش الإمام ( عليه السّلام ) يتكوّن من خليط غريب ، فقد تجمّعت فيه عدّة اتجاهات مختلفة وعناصر متضادة ، ويمكن بالنظرة الأولى تصنيفه إلى فئات :
أ - الخوارج : وهم الذين خرجوا عن طاعة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وحاربوه وناوؤه ونصبوا له العداوة ، فكانوا قد وجدوا من الإمام الحسن ( عليه السّلام ) حلّا وسطا ، فانضموا اليه لمحاربة معاوية ، وهؤلاء أناس تستثيرهم أدنى شبهة عارضة فيتعجّلون الحكم عليها ، وسنرى أنّهم كيف وثبوا على الإمام الحسن ( عليه السّلام ) فيما بعد .
ب - الفئة الممالئة للحكم الأموي ، وهي على قسمين :
1 - وهم الذين لم يجدوا في حكومة الكوفة ما يشبع نهمهم ويروي من ظمئهم فيما يحلمون به من مطامع يطمحون إليها ، فأضمروا ولاءهم للشام مترقّبين سنوح الفرصة للوثوب على الحكم وتسليم الأمر لمعاوية .
2 - وهم الذين حقدوا على حكومة الكوفة لضغائن في نفوسهم أورثتها العهود السالفة أو حسابات شخصية .
وسنرى فيما بعد خيانة هؤلاء وكتابتهم لمعاوية تزلّفا وطمعا في الحظوة عنده .
ج - الفئة المتأرجحة ، التي ليس لها مسلك معيّن أو جهة خاصة مستقلّة ، وإنّما هدفها ضمان السلامة وبعض المطامع عند الجهة التي ينعقد لها النصر ، فهي تترقّب عن كثب إلى أيّ جهة تنقلب الأمور ليميلوا معها .
د - الفئة التي تثيرها بعض العصبيات القبلية أو الإقليمية .
ه - الغوغاء ، وهي الفئة التي لا تستند في موقفها إلى أساس متين .
و - الفئة المؤمنة المخلصة ، وهي القلّة الخيّرة التي يذوب صوتها في زحام الأصوات الأخرى المعاكسة لها والمتناحرة فيما بينها .
فجيش الإمام ( عليه السّلام ) خليط لا يربط بين فئاته هدف واحد ، وهو معرض للانقسام والتفكّك لدى أيّ بادرة للانقسام من شأنها أن تفسد أيّ خطة مهما كانت حنكة القائد الذي وضع تلك الخطة ، وقد شعر الإمام ( عليه السّلام ) بخطورة هذا الموقف بين هذا الخليط الذي يحمل عوامل الانقسام على نفسه .
وذكر السيد ابن طاووس - رضوان اللّه تعالى عليه - في « الملاحم والفتن » كلاما يؤثر عنه ( عليه السّلام ) يعبّر عن ضعف ثقته بجيشه ، وكان من أبلغ ما أفضى به في هذا الصدد ، وذلك في خطابه الذي خاطب به جيشه في المدائن قائلا :
« . . وكنتم في مسيركم إلى صفّين ، ودينكم أمام دنياكم ، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ، وأنتم بين قتيلين : قتيل بصفّين تبكون عليه ، وقتيل بالنهروان تطلبون منّا بثأره ، وأمّا الباقي فخاذل ، وأمّا الباكي فثائر »[1].
وكان معاوية قد عرف نقاط الضعف التي ابتلي بها جيش الإمام ( عليه السّلام ) ، فرسم للموقف خطة حاسمة ابتكرتها له الظروف الموضوعية من شأنها أن تحسم الأمر بينه وبين الإمام ، وذلك بدعوته للصلح والتظاهر بإعطائه الشروط التي يريد ، فإن يقبل بذلك فإنّ أحبولته التي حاكها حول قادة الإمام ورؤساء جيشه كافية لأن تمنع الالتحام بين المعسكرين ، وتدفع بالإمام الحسن ( عليه السّلام ) إلى الرضا بالأمر الواقع .
[1] صلح الإمام الحسن : 70 .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|