المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4957 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاموات
2025-04-14
الأمور التي تحرم على المجنب
2025-04-14
الاغسال المندوبة
2025-04-14
الاستنجاء
2025-04-14
الاحداث التي توجب الغسل او الوضوء
2025-04-14
اقسام الطهارة
2025-04-14



غيبة الامام الثاني عشر  
  
1317   10:27 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 276
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

 [مقدمة] ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺒﺔ...

 ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻧﺴﺒﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﺄﻏﻨﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ. ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻣﻊ ﺛﺒﻮﺕ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺤﻤﻞ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺇﻥ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﻠﻮﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺒﻴﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﺘﺎﺭ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﺘﺮ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻒ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻨﻬﺎ، ﻟﻴﺘﻀﺢ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ [البحث]:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﻻﺩﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻷﺟﻠﻪ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﻔﺼﻼ، ﻭﻭﺟﻪ ﺍﺳﺘﺘﺎﺭﻩ ﻋﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ.

ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻓﻮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻓﻬﻞ ﺗﺴﻘﻂ ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻗﻴﺔ؟

ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﺍﻻﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻬﺞ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻣﻦ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﻋﻤﺮﻩ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ.

 ﺃﻣﺎ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻭﻻﺩﺗﻪ ... ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻌﺼﻮﻡ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺑﺈﻣﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻭﻻﺩﺗﻪ، ﻭﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪﻩ، ﻟﻜﻨﺎ ﻧﻀﻴﻒ، ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻛﺜﺮﺓ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - " ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﺳﻤﻲ، ﻭﻛﻨﻴﺘﻪ ﻛﻨﻴﺘﻲ، ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻏﻴﺒﺔ ﻳﻀﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﻢ. ﻳﻘﺒﻞ ﻛﺎﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻗﺐ ﻳﻤﻸﻫﺎ ﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﺟﻮﺭﺍ ﻭﻇﻠﻤﺎ "(1)

ﻭﻋﻦ ﺍﻷﺻﺒﻎ ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - " ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ ﻳﻤﻸﻫﺎ ﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﺟﻮﺭﺍ ﻭﻇﻠﻤﺎ ". ﻭﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ " ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻻﺗﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻫﻨﻴﻬﺎ ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺩﺭﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺖ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ، ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ". ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: " ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ - ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻟﻮﺡ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﻴﻪ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﻭﺻﻴﺎﺀ، ﻓﻌﺪﺩﺕ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ، ﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ". ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻋﻨﻪ " ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻲ ". ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ - ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ: " ﻳﺨﻔﻲ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻭﻳﻐﻴﺐ ﺷﺨﺼﻪ، ﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ". ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - " ﻗﺎﻝ: ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ ﺷﺒﻪ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﺷﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻤﻨﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ". ﻭﻋﻨﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻗﺎﻝ: " ﻗﺎﺋﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ، ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ". ﻭﻋﻨﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - " ﻗﺎﻝ: ﻣﻨﺎ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻣﻬﺪﻳﺎ، ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -، ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ "ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ - ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ - " ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻋﻠﻴﺎ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻷﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﺃﺭﻭﺍﺣﺎ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﻫﻢ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻬﺪﺍة ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ". ﻭﻟﻨﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﺏ ﻭﺍﺳﻊ. ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﻐﻴﺮ ﺧﻔﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺇﻻ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺧﺪﻣﻪ ﺛﻢ ﻳﺸﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ، ﻓﻴﺜﺒﺖ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻴﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ، ﻣﻊ ﺻﻼﺣﻬﺎ ﺃﺧﺒﺮﺕ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، " ﻗﺎﻟﺖ: ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﻟﻮﺟﻬﻪ، ﺟﺎﺛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﺭﺍﻓﻌﺎ ﺳﺒﺎﺑﺘﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺟﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺛﻢ ﻋﺪ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺠﺰ ﻋﺪﺗﻲ ﻭﺃﺗﻤﻢ ﺃﻣﺮﻱ "  ﻭﻛﺬﺍ ﺃﺧﺒﺮﺕ ﻧﺴﻴﻢ  ﻭﻣﺎﺭﻳﺔ  ﻗﺎﻟﺘﺎ: ﻭﻗﻊ ﺟﺎﺛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺯﻋﻤﺖ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﺣﻀﺔ، ﻭﻟﻮ ﺃﺫﻥ ﻟﻨﺎ  ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﺮﻳﺐ ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻧﻲ.

ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﺎ (ﺃﺑﻮ) ﻏﺎﻧﻢ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻓﻘﺎﻝ: " ﻭﻟﺪ ﻷﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻓﺴﻤﺎﻩ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ".

 ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺎﺭﻭﻥ: " ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ". ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﻮﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻲ ﺑﺸﺎﺓ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﻋﻘﻴﻘﺔ ﺍﺑﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ.. ﻭﻛﺬﺍ ﺃﺧﺒﺮ ﺣﻤﺰﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺘﺢ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪﻭﻩ ﻓﻜﺜﻴﺮ: ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﺣﺪﻩ. ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺣﻜﻢ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﻧﻮﺡ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺭﺟﻼ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺇﻣﺎﻣﻜﻢ ﺑﻌﺪﻱ ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ. ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻣﻨﻔﻮﺱ. ﻭﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻃﺮﻳﻒ. ﻭﺭﺁﻩ ﺍﻟﺒﻼﻟﻲ. ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻤﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻬﺰﻳﺎﺭ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻬﻤﺪﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﺎﻣﻲ " ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻣﻲ " ﻭﺍﻷﺳﺪﻱ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ. ﻭﻏﻴﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻤﻦ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻘﺼﻴﻨﺎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻷﻃﻠﻨﺎ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻷﺟﻠﻪ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺘﺮ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ  ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺭ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﺳﺘﺘﺮ ﻳﺴﻴﺮﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻝ ﻏﻴﺒﺔ ﺇﻣﺎﻣﻜﻢ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ، ﺇﺫ ﺗﻔﻮﺕ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺟﺎﺯ ﻣﻊ ﺗﻄﺎﻭﻟﻬﺎ. ﻭﺣﺎﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺣﺎﻝ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﺇﻣﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﻣﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺧﺎﻑ ﻫﻮ، ﺃﻭ ﻷﻧﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ  ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺃﺗﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ. ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺧﺒﺮﻩ. ﻭﻗﻴﻞ: ﺑﻞ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻭﻗﻴﻞ: ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ.

ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻗﺪﺡ ﺑﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻣﻘﺘﺾ ﻟﺤﺴﻨﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻔﺼﻠﻪ (3). ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: (ﻻ ﻧﺴﻠﻢ) ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ، ﻓﺈﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﻮﺍﻝ (ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ) ﺑﻞ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺎﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺴﺐ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻛﺎﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﻟﻐﻴﺒﺘﻪ ﺑﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻇﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻕ، ﺍﺳﺘﻮﻓﺎﻩ، ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺧﻮﻓﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺑﻘﺎﺀﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻧﺸﺄ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ، ﻭﺇﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻟﻸﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻤﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﻧﺴﻠﻢ ﻭﻧﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰﺍ ﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -.

ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻗﻊ ﻭﻗﻮﻋﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺣﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﻗﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ، ﺑﻞ ﻣﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﺃﻥ ﻧﻮﺣﺎ ﻋﺎﺵ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ. ﻭﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺷﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﻋﺎﺩ ﺑﻦ ﺇﺭﻡ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﺳﺒﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﻀﺮ، ﻭﻋﻤﺮﻩ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻟﻮ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ، ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻗﻬﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻟﻨﺎ، ﻭﻟﻮ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﻨﺎﻁ ﺑﻪ ﺃﻣﻮﺭ، ﻻ ﻳﺘﻌﻄﻞ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻟﻐﻴﺒﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮ، ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ، ﻷﻧﺎ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻫﻢ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ. ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺑﻐﻴﺒﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ ﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -. ﻭﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺘﺮ، ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ 1 / 682، ﻣﻊ ﺗﻠﺨﻴﺺ.

(2) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ ﻓﻲ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ 2 / 442: ﻭﺭﺁﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻛﻼﺀ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ: ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻭﺣﺎﺟﺰ، ﻭﺍﻟﺒﻼﻟﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺭ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ: ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﻲ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺯ: ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻬﺰﻳﺎﺭ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻗﻢ: ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﻤﺪﺍﻥ: ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻱ: ﺍﻟﺴﺎﻣﻲ ﻭ (ﺍﻟﺒﺴﺎﻣﻲ) ﻭﺍﻷﺳﺪﻱ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺁﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ: ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ: ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ.

(3) ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺳﺮ ﻣﻦ ﺳﺮ ﺍﻟﻠﻪ... ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ 2 / 482.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.