المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02



لماذا يجنح الاحداث  
  
1708   02:56 صباحاً   التاريخ: 15-5-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص140 ـ 143
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-11-2019 2590
التاريخ: 21-8-2021 2361
التاريخ: 6-11-2021 1742
التاريخ: 21-4-2016 2015

1ـ أسباب جنوح الأحداث

تؤكد الدراسات أن كثيراً من حالات الجنوح عند الأحداث تعود إلى ما عاناه ذلك الحدث في مراحل طفولته الأولى.

ويقول الدكتور احمد عزت راجح مشيراً إلى بحث قام به الدكتور (بيرت)، وهو من أشهر الباحثين في هذا المجال: (إن أشيع العوامل في جنوح الأحداث، وأكثرها خطراً وتدميراً هي العوامل التي تدور حول حياة الأسرة في الطفولة، وهو يعني بذلك أن البيوت المحطمة بسبب الشقاق، أو موت أحد الوالدين، أوكليهما، وكذلك البيوت الآثمة، التي تشيع فيها الرذيلة والخمر والجريمة، ثم التأديب الأبوي المعيب الذي يصنع العقاب الصارم، والتراخي الشديد، أو التقلّب بين الشدة والعنف، كل ذلك يشكل أخطر العوامل في جنوح الأحداث)(1).

2ـ طفلي يسرق.. ماذا أفعل؟:

لا يستطيع الطفل دون الخامسة من العمر عادة التمييز بين ما يملكه وما لا يملكه، فلا نقلق كثيراً إذا ما ظهرت السرقة في السنين الخمس الأولى، ولكن ظهورها فيما بعد الخامسة سلوك مَرَضي يحتاج إلى عناية وعلاج.

وقد تكون السرقة بسبب الحاجة والفقر، أو تكون بسبب وفاة أحد الوالدين أو غيابه لفترات طويلة، كما قد يسرق الطفل الذي ينشأ في الأحياء التي تهتزُ فيها القيم.

وقد يبالغ الآباء في حفظ الأشياء الغالية والرخيصة، فيودُّ الطفل كشف السر، مدفوعاً بحب الاستطلاع.

وينبغي مواجهة الطفل بمشكلته ومخاطر هذا السلوك، ويشرح الوالدان للطفل لماذا يُعتبر هذا السلوك غير مقبول على الإطلاق.

وإذا حدثت سرقات الأطفال في المدرسة فينبغي دراسة كل حالة على حدة.

- ماذا تفعل عندما ترى ابنك وهو في سن السابعة يمد يده الى حافظة نقودك ليأخذ منها قدراً كبيراً من النقود، ويدعو أصدقاءه في المدرسة إلى أكبر وليمة؟.

فهل تبدي انزعاجك دون أن تعاقبه على فعله بالتوبيخ واللوم، ودون أن تبحث عن الأسباب التي دفعته إلى ذلك؟.

ينبغي على الابن أن يعرف تماماً أن هناك حدوداً للسلوك في الحياة يجب ألا يتخطاها، وينبغي تعليمه أن أخذه قلماً من رفيقه دون إذنه تعتبر سرقة، وأن أخذه أموال أبيه دون علمه سرقة..

يروى أن إحدى المحاكم حكمت على سارق بعقوبة قطع يده، ولما جاء وقت التنفيذ قال لهم بأعلى صوته: قبل أن تقطعوا يدي اقطعوا لسان أمي، فقد سرقتُ أول مرة في حياتي بيضة من جيراننا فلم تؤنبني، ولم تطلب إلي إرجاعها إلى الجيران، بل زغردت وقالت: الحمد لله، لقد أصبح ابني رجلاً، فلولا لسان أمي الذي زغرد للجريمة لما كنت في المجتمع سارقاً(2).

- إذا أتى ابنك من المدرسة ومعه شيء تعتقد أنه أخذه من أحد الأولاد في المدرسة، فماذا تفعل؟.

ينبغي أن ندرك أولاً أن الأولاد الصغار في السنوات الأولى من العمر لا يملكون الحس الدقيق فيما لهم وما لغيرهم، عامله بصبر وتأن وعلمه أننا لا نحبُ أن يأتي أحد لأخذ ما هو لنا، ولذلك علينا أن لا نمد أيدينا إلى ما ليس لنا.

أخبره أنك تشعر بأنه قد أخذ ما ليس له، وأنك لست غاضباً، وإنما تريد أن تعرف حقيقة ما حدث.

لا تحاول أن تغريه بشراء لعبة أو غيرها إذا أخبرك الحقيقة، فإن هذا قد يشجعه على تكرار ما حدث ليحظى بالمزيد من الهدايا.

إذا شعرت بظهور الحقيقة، فيمكنك عندها أن تكافئه بضمه إلى صدرك، وبإخباره بأن الصدق حسن.

بعد ذلك أرجع الأشياء أو النقود إلى أصحابها أو إلى المدرسة، ولكن أرجعها بشيء من الدبلوماسية، من دون أن يفتضح أمره على الملأ، ومن غير أن يُستهزأ به، وأبقِ الأمر بينك وبينه قدر الإمكان.

تذكر أن الوقاية خير من العلاج، فلا تترك الأشياء والنقود مبعثرة بشكل يشجعه على مد يده.

- وإذا وجدت شيئاً مكسوراً، وأظهر الولد عدم معرفته بالأمر ولا علاقة له به، فماذا تفعل؟.

حاول أن لا تخلق جواً مخيفاً مرعباً يدفع بالولد إلى التستُر وإخفاء الحقيقة، وإلا فقد يهرب من مواجهة الواقع والحقيقة، وندفعه إلى الانحراف.

شجعه دوماً على ذكر الحقيقة، وأظهر له مدى سرورك منه بسماعك حقيقة ما جرى.

تجنب تكرار استجواب الولد ومساءلته في صدق ما يقول، فإن هذا التدقيق والاستجواب قد يدفع الولد لتغيير كلامه وقصته.

وعندما يتعلم الولد أنه إذا قال الحقيقة ولم تسلط عليه شبح العقاب بعدها، فسيتعلم الالتزام بالصدق وقول الحق في المستقبل(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أصول علم النفس، للدكتور أحمد عزت راجح.

2ـ أخلاقنا الاجتماعية، للدكتور مصطفى السباعي.

3ـ أولادنا، للدكتور مأمون مبيض. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.