الفصل التاسع

ستراتيجيات المنظمة

Corporate Strategy

اهداف الفصل

بعد قراءة الفصل الحالي نستطيع التعرف على الآتي:

1- مفهوم ستراتيجية المنظمة ومن ثم بيان التطور التاريخي الذي مرّت به وصولاً الى صيغتها الراهنة. 

2- مفهوم مزية المنظمة وعناصرها الاساسية. 

3- طبيعة العلاقة بين ستراتيجية المنظمة ومزية المنظمة. 

4- انواع ستراتيجية المنظمة والانواع الفرعية المنبثقة عن اي منها.

مفهوم ستراتيجية المنظمة 

 تختص ستراتيجية المنظمة Corporate strategy بتحديد قواعد ادارة محفظة الاعمال للمنظمة (Hofer and Schendel, 1978) اي انها تختص بتحديد اتجاه المنظمة ككل سواء كانت هذه المنظمة صغيرة ذات منتج واحد ام منظمة كبيرة متعدية القومية Rumelt et al,1994 وعرف (Collis & Montgomery, 1997) ستراتيجية المنظمة بالطريقة التي تستطيع عبرها خلق القيمة من خلال التشكيل Configuration والتنسيق Coordination بين انشطتها ذات الاسواق المتعددة. وبهذه الكيفية فان ستراتيجية المنظمة من شأنها ان تساهم بشكل رئيس في تحديد نوع العمل او الاعمال التي ترغب المنظمة ممارستها ومن ثم كيف يتم تخصيص الموارد التنظيمية بين هذه الاعمال (Hitt et al, 2004). وقرنها Hill & Jones2001) بتحديد ميدان الاعمال Business area المؤدي الى تعظيم الربحية على الامد البعيد. وربطها (Thompson & Strickland, 2003) بالمنظمات المتنوعة Diversified Company والمنظمات ذات وحدات الاعمال المتعددة بوصفها تحركات Moves هادفة لاداء مراكز الاعمال Business Positions في صناعة مختلفة، فضلاً عن كونها مداخل مختلفة لادارة مجاميع الاعمال الخاصة بالمنظمة. وعبر (Lynch,2006) عن ستراتيجية المنظمة في اطار تحديد غرض المنظمة وخططها وانشطتها التي تحقق ذلك الغرض. وبدورها اشار كل من (Wheelen & Hunger, 2012) الى استراتيجية المنظمة بالاتجاه العام للمنظمة معبراً عنه بلغة توجهاتها العامة نحو النمو وادارة اعمالها المتعددة وخطوط منتجاتها المختلفة. 

وقد مرت الافكار الخاصة بستراتيجية المنظمة عبر الزمن بتطورات اوجزها (Goold et al., 1994) بمجموعة مراحل ابتدأت منذ عقد الخمسينيات من القر الماضي عندما اكتشفت العديد من المنظمات الرائدة في مجال عملها لاسيما شركة General Motors وشركة Mckinsey ان تنظيم نفسها على اساس وحدات الاعمال هو البديل الافضل عوضاً عن التنظيم الوظيفي.

وفي عقد الستينيات ساد بين المنظمات مفهوم التنويع المستند للاكتساب المتعدد، اي ان المنظمة تمتلك محفظة من الاعمال غير المترابطة نتيجة اكتسابها لمنظمات اخرى تعمل في ميادين مختلفة مستندة في ذلك الى المفهوم الذي كان سائداً في ذلك الوقت والقائل بأن المديرين في منظمات الاعمال يمتلكون المهارات الادارية العامة ونظم الرقابة المناسبة لادارة اي نوع من انواع الاعمال. واثناء عقد السبعينيات قدمت مجموعة بوسطن الاستشارية ما يعرف اليوم بتحليل المحفظة Portfolio analysis الذي يقوم على اساس اعادة النظر في عمليات الاكتساب السابقة في ضوء توافر العلاقة بين الاعمال المختلفة مؤشرة بذلك ما يدعى بالمحفظة المتوازنة Balanced Portfolio. وفي عقد الثمانينيات ساد مفهوم الاتجاه نحو العقلانية المستند الى تحليل قيمة (منفعة) الاعمال وبالتالي استبعاد المنظمة للوحدات ذات الاداء الضعيف عبر ما يعرف بإعادة الهيكلة Restructuring. وخلال عقد التسعينيات استمر التوجه صوب قيمة العمل فضلاً عن التركيز على جانبين اساسيين هما المقدرة الجوهرية Core competency واعادة النظر في حجم المنظمة بما يتلائم وغرضها. واخيراً فقد جرى التركيز في العقد الاول من الالفية الثالثة على القيمة التي يمكن ان يحصل عليها مالكو الاسهم وامكانية استمرارها لاطول فترة ممكنة وذلك استناداً الى عملية تقدير القيمة الاقتصادية للاستثمارات او الستراتيجية المقترحة وذلك بخصم القيمة المستقبلية المتوقعة للتدفقات النقدية المستند الى كلفة رأس المال.