أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
3136
التاريخ: 6-4-2016
3525
التاريخ: 4-03-2015
3422
التاريخ: 5-03-2015
3247
|
عن الصادق عليه السّلام ، عن آبائه : إنّ الحسن بن عليّ عليهما السّلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم .
وكان إذا حجّ حجّ ماشيا وربّما يمشي حافيا .
وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى .
وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على اللّه شهق شهقة يغشى عليه منها .
وإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه ، وإذا ذكر الجنّة أو النار اضطرب اضطراب السليم ويسأل اللّه الجنّة ويتعوّذ به من النار .
ولا يقرأ من كتاب اللّه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، إلّا قال : لبّيك ، ولم ير في حال إلّا ذاكرا للّه سبحانه[1].
- وروي عن رجل من أهل الشام : دخلت المدينة فرأيت رجلا راكبا على بغلة لم أر أحسن وجها ولا سمتا منه ، فمال قلبي إليه ، فسألت عنه فقيل : هذا الحسن بن عليّ عليهما السّلام ، فامتلأ قلبي له بغضا وحسدت عليّا عليه السّلام أن يكون له مثله ، فصرت إليه فقلت : أنت ابن عليّ بن أبي طالب ؟
قال : أنا ابن ابنه[2].
قلت : إنّي أشتمكما ، فوثب إليّ رجل - قيل لي : إنّه محمّد بن الحنفيّة - ما رأيت أشدّ بطشا منه ، فقال له الحسن عليه السّلام : بحقّي عليك لما خلّيت عنه ، فخلّى عنّي ، فلمّا انقضى كلامي قال : أحسبك غريبا ، قلت : أجل ، قال : فمل بنا فإنّك إن احتجت إلى منزل آويناك ، أو إلى مال واسيناك ، أو إلى حاجة عاونّاك ، فانصرفت عنه وما في الأرض أحد أحبّ إلىّ منه[3].
- وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقا[4].
- وقيل لمعاوية يوما : لو أذنت له فصعد المنبر ووعظنا ، وقال عمرو ابن العاص : إنّه إذا صعد المنبر ورمقوه بأبصارهم خجل وانقطع ، فأذن له ، فقام فحمد اللّه وقال : « من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليّ ، وابن سيّدة النساء فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، أنا ابن رسول اللّه ، أنا ابن نبيّ اللّه ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين ، أنا ابن من بعث إلى الجنّ والإنس ، أنا ابن خير خلق اللّه بعد رسول اللّه ، أنا ابن صاحب الفضائل ، أنا ابن صاحب المعجزات والدلائل ، أنا ابن أمير المؤمنين ، أنا ابن المدفوع عن حقّه ، أنا وأخي سيّدا شباب أهل الجنّة ، أنا ابن الركن والمقام ، أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن المشعر وعرفات » .
فغاظ معاوية فقال : خذ في نعت الرطب ودع ذا ، فقال :
« الريح تنفخه ، والحرّ ينضجه ، وبرد الليل يطيبه » .
ثمّ عاد فقال :
« أنا ابن الشفيع المطاع ، أنا ابن من قاتلت معه الملائكة ، أنا ابن من خضعت له قريش ، أنا إمام الخلق وابن محمّد رسول اللّه » .
فخشي معاوية أن يتكلّم بما يفتن به الناس ، فقال : يا أبا محمّد ، انزل فقد كفى ما جرى ، فنزل[5].
فقال معاوية : ظننت أن ستكون خليفة ؟ ! ما أنت وذاك ؟
فقال الحسن عليه السّلام : إنّما الخليفة من سار بكتاب اللّه وسنّة رسول اللّه ، ليس الخليفة من سار بالجور وعطّل السنن ، واتّخذ الدنيا أبا وأمّا ، ملك ملكا متّع فيه قليلا ثمّ تنقطع لذّته وتبقى تبعته ، ثمّ نفض ثوبه ونهض ليخرج .
فقال ابن العاص : اجلس فإنّي أسألك عن مسائل .
قال : سل عمّا بدا لك ، فقال عمرو : أخبرني عن الكرم والنجدة والمروءة .
فقال : أمّا الكرم فالتبرّع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال ، و [ أمّا ] النجدة فالذبّ عن المحارم والصبر في المواطن عند المكاره ، و [ أمّا ] المروءة فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس وقيامه بأداء الحقوق وإفشاء السّلام ، وخرج .
فعذل معاوية عمرا فقال : أفسدت أهل الشام بأن قلت أن آمر الحسن يتكلّم ، فقال عمرو : إليك عنّي ، إنّ أهل الشام لم يحبّوك محبّة دين ، إنّما أحبّوك للدنيا ينالونها منك فلا يبغضك إليهم إلّا الدنيا ، والسيف والمال بيدك ، فما يغني عن الحسن كلامه[6].
- وعن عبد اللّه بن الحسن : ما دخلت على أبي قط إلّا رأيته باكيا .
- وعن حكيم بن جابر[7]: أرسلت إلى الحسن بن عليّ عليهما السّلام في حاجة فرأيته توضّأ ثمّ أخذ خرقة فجعل ينشّف بها وجهه ، فمقتّه على ذلك ، فرأيت في ليلتي كأنّي أقيء كبدي ، فقلت : ما هذا إلّا ما جعلت في نفسي للحسن[8].
[ 265 / 7 ] - وعن معاوية بن خديج[9] : أرسلني معاوية إلى الحسن عليه السّلام أخطب بنتا له أو أختا له ليزيد .
فقال : إنّا قوم لا نزوّج نساءنا حتّى نستأمرهنّ فائتها أنت ، فأتيتها فذكرت لها يزيد .
فقالت : لا يكون ذلك حتّى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم ، فرجعت إلى الحسن عليه السّلام فقلت : أرسلتني إلى فلقة[10] من الفلق تسمّي معاوية فرعون .
فقال : قل لمعاوية : إيّاك وبغضنا فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : « لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلّا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من النار »[11]
[1] رواه الصدوق رحمه اللّه في الأمالي : 244 / 10 وعنه في فلاح السائل : 268 وبحار الأنوار 43 : 331 / 1 ، حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعيّ ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليّ ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال الصادق عليه السّلام . . . .
عدّة الداعي : 139 وعنه في وسائل الشيعة 11 : 80 / 10 وبحار الأنوار 70 : 400 / تحت رقم 72 .
[2] بناء على هذا النصّ يكون صاحب القصّة هو الحسن بن الحسن بن عليّ كما في شرح النهج الحديديّ وغيره . وفي كشف الغمّة ووفيات الأعيان : ( أنا ابنه ) . فيكون صاحب القصّة هو الحسن المجتبى عليه السّلام .
[3] راجع : نثر الدرّ 1 : 226 ، كشف الغمّة 2 : 183 ، مطالب السؤول : 347 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18 : 378 ، ربيع الأبرار 2 : 19 ، وفيات الأعيان 2 : 68 . وجاء في تكملة الإكمال لابن نقطة 2 : 733 ، بهذا الطريق : أخبرنا عمر بن محمّد بن طبرزد في كتابه ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الباقي بن منازل قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين الربعيّ ، قال : أخبرنا أقضى القضاة أبو الحسن عليّ بن حبيب المآورديّ ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن المعلّى الشونيزيّ بالبصرة إملاء ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه بن يعقوب ، قال :
حدّثنا محمّد بن زكريّا ، قال : حدّثنا ابن عائشة ، عن عبيد اللّه بن العبّاس رجل من بني جشم بن بكر ، قال : حدّثني أبو المعافى الرجبيّ من الرجبة حي من همدان ، قال : كان لي صديق . . . .
[4] راجع : الأمالي للصدوق : 244 / ذيل حديث 10 وعنه في فلاح السائل : 269 وبحار الأنوار 43 : 331 / ذيل حديث 1 .
[5] راجع : الأمالي للصدوق : 244 / ذيل حديث 10 وعنه في بحار الأنوار 43 : 231 / ذيل حديث 1 ، تحف العقول : 232 وعنه في بحار الأنوار 44 : 41 / 3 ، الاحتجاج 1 : 418 وعنه في بحار الأنوار 43 : 353 / 31 ، مناقب آل أبي طالب 3 : 178 وعنه في بحار الأنوار 43 : 355 / ذيل حديث 33 ، ذخائر العقبى : 140 ، نظم الدرر : 200 .
[6] من قوله : ( وقيل لمعاوية يوما ) إلى هنا جاء في الخرائج والجرائح 1 : 236 / 2 وعنه في بحار الأنوار 44 : 88 / 2 ومدينة المعاجز 3 : 414 / 109 .
[7] حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأحمسيّ الكوفيّ ، من بجيلة ، توفّي في آخر ولاية الحجّاج في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة اثنتين وثمانين ، وقيل : خمس وتسعين ، وقيل غير ذلك ، وكان ثقة قليل الحديث [ لاحظ : الطبقات الكبرى 6 : 288 ، تهذيب الكمال 7 : 162 / 1451 ، تقريب التهذيب 1 : 234 / 1472 ] .
[8] راجع : مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام للكوفيّ 2 : 240 / 707 ، محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا عثمان بن سعيد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المروزيّ ، قال : حدّثنا سريج بن يونس ، قال : حدّثنا محمّد بن يزيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر . . . .
المصنّف لعبد الرزّاق 1 : 183 / 713 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 241
[9] معاوية بن خديج بن جفنة السكونيّ ، وقيل : الخولانيّ ، وقيل : من تجيب ، قيل أبو نعيم يعد في أهل مصر وحديثه عندهم ، ملعون ، هو الذي قتل محمّد بن أبي بكر رضى اللّه عنه بأمر عمرو بن العاص لعنه اللّه [ أسد الغابة 4 : 383 ] .
[10] الفلقة : الداهية
[11] انظر : المعجم الكبير 3 : 81 ، مجمع الزوائد 4 : 278 ، شرح إحقاق الحقّ 24 : 412 عن كتاب « مطلع البدور ومجمع البحور » للعلّامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمّد اليمانيّ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|