المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دخول الناس الجنة بحب فاطمة  
  
3467   03:50 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص118-119.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

 روى فرات بن ابراهيم في تفسيره بأسناده عن الصادق (عليه السلام) ، قال: قال جابر لابي جعفر (عليه السلام) : جعلت فداك يا بن رسول الله، حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة (عليها السلام) اذا انا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك، قال أبو جعفر (عليه السلام) : حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال : اذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور، فيكون منبري اعلى منابرهم يوم القيامة، ثم يقول الله : يا محمد، اخطب، فاخطب خطبة لم يسمع احد من الانبياء والرسل بمثلها.

ثم ينصب للأوصياء منابر من نور، وينصب لوصيي علي ابن ابي طالب (عليه السلام) في أوساطهم منبر من نور، فيكون منبره أعلى منابرهم، ثم يقول الله : يا علي، اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الاوصياء بمثلها، ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور، فيكون لابني وسبطي وريحانتي أيام حياتي منبر من نور، ثم يقال لهما : اخطبا، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الانبياء بمثلهما.

ثم ينادي المنادي – وهو جبرئيل (عليه السلام): أين فاطمة بنت محمد، أين خديجة بنت خويلد، اين مريم بنت عمران، أين آسية بنت مزاحم، اين ام كلثوم ام يحيى بن زكريا؟ فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى : يا أهل الجمع، لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين : (عليه السلام) لله الواحد القهار.

فيقول الله تعالى : يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة (عليه السلام) .

يا أهل الجمع، طاطئوا الرؤوس، وغضوا الابصار، فان هذه فاطمة تسير الى الجنة، فياتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنين، خطامها من اللؤلؤ المحقق الرطب، عليها رحل من المرجان، فتناخ بين يديها فتركبها، فيبعث اليها مائة الف ملك فيصيرون على يمينها، ويبعث اليها مائة الف ملك فيصيرون على يسارها، ويبعث اليها مائة الف ملك يحملونها على اجنحتهم حتى يصيروها على باب الجنة، فاذا صارت عند باب الجنة تلفتت، فيقول الله: يا بنت حبيبي، ما التفاتك وقد امرت بك الى جنتي؟ فتقول : يا رب، احببت ان يعرف قدري في مثل هذا اليوم.

فيقول الله: يا بنت حبيبي، ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك او لاحد من ذريتك خذي بيده فادخليه الجنة.

قال أبو جعفر : والله يا جابر، انها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء، فاذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم ان يلتفتوا، فاذا التفتوا فيقول الله : يا أحبائي، ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون : يا رب، احببنا ان يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا احبائي ارجعوا وانظروا من احبكم لحب فاطمة، انظروا من اطعمكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة، انظروا من سقاكم في حب فاطمة، انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة، خذوا بيده وادخلوه الجنة.

قال ابو جعفر : والله ! لا يبقى في الناس الا شاك، او كافر، او منافق، فاذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى : {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } [الشعراء: 100، 101] ,فيقولون : {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 102].

قال أبو جعفر (عليه السلام) : هيهات هيهات، منعوا ما طلبوا {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28].




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.