أنماط الترب في الوطن العربي - التربة الرملية في البيئات الصحراوية:

من الخطأ الاعتقـاد بـأن الأراضي الصحراوية مغطاة تماماً بالرمال، فهنـاك مساحات شاسعة من البيئات الصحراوية العربية (في غرب جمهورية مصر العربية، وأجزاء من شبه الجزيرة العربية، وجهات من الصحراء السورية التي يتخللها المـواد الحصوية والكثبان الرملية) ذات سطوح صخرية عارية من غطاء تربة، فتسود تكوينات السرير التي تتميز باستواء سطحها، والتي هي عبارة عـن فرشـات حـصوية توجد في الجزائر وليبيا، كسرير كلمنشو في ليبيا وسرير تنزورونت في جنوب غرب الجزائر، كما تضم بعض جهات الصحراء الكبرى تكوينات الحماد الـتـي هـي مسطحات صخرية صوانية جرداء فقيرة بمواردها النباتية والحيوانية، وتنتشر تكوينات الحماد في الأراضي الأردنية والسورية وفي العراق وفي المملكة العربية السعودية، كما تسود تلك تكوينات الحماد في شمال إفريقيا العربية، كتكوينات حمادة الحمراء في ليبيا، وحمادة نادميـت في وسط الجزائر.

والترب الرملية من أكثر أنواع الترب انتشاراً في مساحات شاسعة مـن صـحراء شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى في الوطن العربي، وتتألف مـن مـواد رمليـة ناعمة يتخللها حبات من الحصى، وغالباً ما يكون لونها أصفر أو رمـادي ضـارب إلى الحمرة أحياناً، كما أنهـا فقيرة بالعناصـر العـضوية نظراً لجفـاف الصحاري العربيـة وفقرها بالحياة النباتية والحيوانية، ومع ذلك أمكن استصلاح مساحات محدودة مـن الأراضي الصحراوية في كل من مصر والسعودية وليبيا.

وفي جهات محدودة من البيئات الصحراوية تسود الترب الملحية Salty Soils ذات المقاطع الضعيفة التطور، ويغطيهـا حيـاة نباتية مبعثـرة، لكنهـا أقـل عـراء مـن صحارى مصر والنفوذ والربع الخالي في صحراء شبه الجزيرة العربية، وتتوزع الـترب الملحية في المنخفضات الداخلية كمنخفض القطـارة في شمال غرب جمهورية مصر العربية، وفي جنوب حوض الرافدين (في العراق)، وفي بيئة السبخات والأخوار على طول السهول الساحلية المحاذية للخليج العربي .معظم الأراضي ذات التربة الملحية غير صالحة لممارسة الزراعة فيها، لكن غسل تربتها بمياه عذبة قد يحولها إلى أراض صالحة للزراعة، وتقع الأراضي المروية والتي تعاني من مشكلة تراكم الأملاح في جنـوب العراق.