يطلق تعبير التربة الناضجة على التربة التى أكتمل تكوينها وأصبحت تتمثل فيها الصفات العامة التي اكتسبتها خلال مراحل تكوينها وتطورها الطبيعي الذي يحدث عادة ببطئ شديد ، ولكي يتم هذا النضوج يجب أن تبقى المواد الرسوبية الأساسية المكونة لها في نفس مكانها زمنا طويلا ، وألا تطرا عليها خلال هذا الزمن تغيرات مهمة ، نتيجة لجرفها أو الإضافة رواسب جديدة بكميات كبيرة إليها ، أو نتيجة لحدوث تغيرات كبيرة فى الأمطار ونظام تصريف المياه ، وعلى أساس مراحل التكوين والتطور تقسم التربة أحيانا إلى ثلاث درجات هي : التربة الناشئة أو المتغيرة وهى التى مازالت في بداية تكوينها ، ثم التربة الحديثة أو غير الناضجة ثم التربة الناضجة .

وتوجد التربة الناضجة عادة فى المناطق ذات الصرف الجيد ومن مميزاتها أن قطاعها يكون مكتملا أو ناضجا ومنتظما نتيجة لتطورها البطىء في بيئة طبيعية ملائمة. وأصلح الأراضى لحدوث هذا التطور هي الأراضي التي لايكون استوائها شديدا بدرجة تؤدى إلى تراكم المياه فوقها أو يكون انحدارها شديدا بدرجة تؤدى إلى جرف التربة باستمرار، ففى مثل هذه الأراضى يمكن أن تتطور التربة تحت تأثير العوامل المناخية والنباتات الطبيعية كما تنشط فيها التفاعلات البكتريولوجية اللازمة لتحلل المواد العضوية فيها ، وينعكس أثر ذلك في الطبقات التي يتكون منها قطاعها ، ويطلق تعبير القطاع الناضج  Mature Profile  على القطاع النهائي الذي تصل إليه التربة التي تطورت في موضعها تطورا مطردا حتى وصلت إلى النضوج  وهذا القطاع يظل ثابتا بعد ذلك ولا يتغير بمرور الوقت ، ويلاحظ أن قطاع التربة لا يكون مكتملا غالبا في المناطق التي تتجمع فيها رواسب جديدة باستمرار مثل السهول الفيضية لوديان الأنهار ، لأن التربة لا تكون فى هذه الحالة خاضعة لعوامل التطور العادية التي تساعد على اكتمال قطاعها ، بل تكون متأثرة بصفة خاصة بالمواد الأصلية الجديدة التي كونتها  وبدرجة انحدار سطح الأرض، ومثل هذه التربة يكون لها قطاعها الخاص الذي تفرضه ظروفها .