المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ذم المن والأذى في الصدقة  
  
2267   05:44 مساءً   التاريخ: 10-4-2022
المؤلف : السيد محمد الحسيني الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الفضائل والاضداد
الجزء والصفحة : 135-138
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / رذائل عامة /

ينبغي للمتصدق أن يجتنب عن المن والاذى، قال الله سبحانه: {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى } [البقرة: 264].

 وقال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} [البقرة: 263]. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله تبارك وتعالى كره لي - ست خصال وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، واتيان المساجد جنباً، والتطلع في الوفد، والضحك بين القبور)(1)، والمن أن يرى نفسه محسناً، ومن ثمراتها الظاهرة: الإظهار بالإنفاق، والتحدث به، وطلب المكافأة منه بالشكر، والخدمة والتعظيم والمتابعة في الامور، والاذى التعيير والتوبيخ والاستخفاف والاستخدام، والقول السيئ وتقطيب الوجه وهتك الستر.

ثم معرفة الاذى ظاهرة وكذا معرفة الثمرات الظاهرة للمن، واما المن الباطني ـ أي: رؤية نفسه محسناً .

فيعرف بأن يكون استبعاده من خيانة القابض بعد العطاء أكثر من استبعاده من قبله.

قال امير المؤمنين (عليه السلام): (ومن علم أن ما صنع إنما صنع الى نفسه لم يستبطي الناس في شكرهم، ولم يستزدهم في مودتهم، فلا تلتمس من غيرك شكر ما اتيت الى نفسك ووقيت به عرضك، واعلم أن الطالب اليك لحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك، فاكرم وجهك عن رده)(2).

ومما ينبغي للمعطي: ان يستصغر العطية ليعظم عند الله، وإن استعظمها صغرت عند الله، وأن ينفق الاجود.

قال الصادق (عليه السلام): (رأيت المعروف لا يصلح الا بثلاث خصال: تصغيره ،وتستيره، وتعجيله، فأنت اذا صغرته عظمته عند من تصنعه اليه، وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنأته، وإن كان غير ذلك محقته ونكدته)(3).

ولعظم فائدة انفاق الأجود الاحب وقبح انفاق الرديء الأخس، قال الله تعالى: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}[البقرة: 267].

أي لا تأخذونه الا مع كراهية وحياء وهو معنى الاغماض وما هذا شأنه عندكم فلا تؤثروا به ربكم، وقال سبحانه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92].

ومما ينبغي له: أن يغني الفقير إذا قدر، ففي الخبر: {اذا أعطيته فأغنه} وأن يقبل يده بعد الإعطاء، لأنه يقع في يد الله تعالى أولاً، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إذا ناولتم السائل فليرد الذي ناوله يده الى فيه فيقبلها، فان الله عز وجل يأخذ الصدقات)(4).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما تقع صدقة المؤمن في يد السائل حتى تقع في يد الله، ثم تلا هذه الآية {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104] (5).

وقال الصادق (عليه السلام): (إن الله تعالى يقول: ما من شيء إلا وقد وكلت به من يقبضه غيري ، الا الصدقة فأني اتلقفها بيدي : تلقفاً، حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق تمرة فأربيها له كما يربي الرجل قلوه وفصيله، فتأتي يوم القيامة وهي مثل أحد واعظم من أحد)(6).

وأن يلتمس الدعاء من الفقير، لأن دعاءه يستجاب فيه كما روي ان علي بن الحسين (عليه السلام) كان يقول للخادم: (أمسك قليلاً حتى يدعوا فإن دعوة السائل الفقير لا ترد) وأنه (عليه السلام) كان يأمر الخادم اذا أعطى السائل أن يأمره أن يدعو بالخير)(7)، وعن احدهما (عليهما السلام: (اذا اعطيتموهم فلقنوهم الدعاء، فانه يستجاب لهم فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم)(8).

وما قيل: من أن أرباب القلوب لا يتوقعون الدعاء من القابض لأنه شبيه المكافأة، وكانوا يقابلون الدعاء بمثله، ولو أرسلوا معروفاً الى فقير، قالوا للرسول: احفظ ما يدعو به ليردوا عليه مثل قوله، خلاف طريقة ائمتنا الراشدين (عليهم السلام)، فلا اعتبار به عندنا.

ومما ينبغي له أيضاً: أن يصرف الصدقات الى من يكثر بإعطائه الأجر، كأهل الورع والعلم، وأرباب التقوى والصدق، والكاملين بالإيمان والتشيع، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يأكل طعامك إلا تقي)(9).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم: (اطعموا طعامكم الأتقياء)(10).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أضف بطعامك من تحبه في الله)(11)، والأولى من الكل الأقارب، واولوا الرحم من أهل الاحتياج، فإن الانفاق عليهم صدقة وصلة وفي صلة الرحم من الثواب ما لا يخفى، قال امير المؤمنين (عليه السلام): (لئن أصل أخا من أخواني بدرهم أحب إلي من أن أتصدق بعشرين درهما، ولئن أصله بعشرين درهما أحب إلي من أن أتصدق بمائة درهم، ولئن أصله بمائة درهم أحب إلي من أن أعتق رقبة، وفي خبر آخر: (لا صدقة وذو رحم محتاج)(12)، (الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر، وصلة الاخوان بعشرين، وصلة الرحم بأربعة وعشرين)(13).

وفي الخبر (إن افضل الصدقات والصلاة الانفاق على ذي الرحم الكاشح)(14)، يعني المبغض، وكأنه لمخالفة الهوى وصدوره عن الخلوص والتقوى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) من لا يحضره الفقيه: ۱۸۹/۱.

(2) الكافي: 28/4، (باب منه).

(3) المصدر السابق: 30، باب تمام المعروف .

(4) عدة الداعي: 59.

(5) وسائل الشيعة، آل البيت : 434/9.

(6) الكافي: 47/4. باب النوادر.

(7) عدة الداعي: 59.

(8) المصدر السابق.

(9) مسند ابي داود الطيالسي: 294.

(10) مستدرك الوسائل: 253/16.

(11) وسائل الشيعة، آل البيت: 275/24.

(12) وسائل الشيعة، آل البيت: 267/6.

(13) الكافي: 10/4 باب الصدقة على القرابة.

(14) المصدر السابق.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.