المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الكون قد لا يزن شيئًا!
2023-03-08
Probability Function
18-5-2017
elicitation (n.)
2023-08-21
الفرق بين الاستعارة والتشبيه
19-09-2014
انتهاء مدة العضوية .
26-6-2016
Abel-Plana Formula
17-11-2018


عمرة القضاء  
  
1892   01:51 صباحاً   التاريخ: 3-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج1، ص170-172
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

انقضت أيام الهدنة والنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمون في عمل دؤوب متواصل لتركيز دعائم الحكم الإسلامي ، ولم تحدث تحركات عسكرية مهمة بعد فتح خيبر سوى خروج سرايا تبليغية أو تأديبية لبعض العناصر التي كانت تظهر الشغب .

ومضى عام على صلح الحديبية التزم خلاله الطرفان ببنود الاتفاق وحلّ الوقت الذي أصبح النبي والمسلمون في حلّ من عهدهم لزيارة بيت اللّه الحرام ، فنادى منادي الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يتجهز المسلمون لأداء عمرة القضاء . وخرج مع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ألفان من المسلمين لا يحملون سلاحا إلّا السيوف في القرب ، وكان من حيطة النبي وحذره من احتمال الغدر أن جهّز مجموعة مسلحة عند ( مرّ الظهران ) ليكونوا القوّة المستعدة للدفاع عند الطوارئ .

ولما وصل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ذا الحليفة أحرم هو وأصحابه وساق معه ستين بدنة ، وقدّم الخيل أمامه ، وكانت نحوا من مائة بقيادة محمد بن مسلمة . وخرج زعماء مكة ومن تبعهم إلى رؤوس الجبال والتلال المجاورة المطلة على مكة زاعمين أنهم لا يريدون النظر إلى وجه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ولا إلى أصحابه ، ولكن جلالة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وهيبة منظر المسلمين الذين كانوا قد احتفّوا بالرسول وهم يردّدون التلبية بهرت عيونهم وتركتهم مذهولين ينظرون إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين وهم يؤدون مناسكهم .

وطاف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حول البيت على راحلته التي كان يقودها عبد اللّه بن رواحة وأمر أن ينادي المسلمون بصوت عال : « لا إله إلّا اللّه وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده » .

فدوّى النداء في مكة وشعابها فانصدعت قلوب المشركين رعبا وتملّكهم الغيظ والحقد من مظاهر النصر الإلهي للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) الذي خرج منهم طريدا قبل سبع سنين .

وأتم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمون مناسك العمرة ، وأيقنت قريش بقوة الإسلام والمسلمين وأيقنت بكذب من أخبرها أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ومن معه في جهد وتعب وضيق وحرج بسبب الهجرة إلى المدينة .

وصعد بلال على ظهر الكعبة وأعلن نداء التوحيد مؤذّنا لصلاة الظهر بمظهر روحاني بهيج أغاظ رؤوس الكفر من قريش . . . وقد كانت مكة كلّها تحت تصرف المسلمين .

وتفرق المهاجرون فيها وهم يصحبون إخوتهم الأنصار يزورون دورهم التي غادروها في سبيل اللّه ويلتقون بأهليهم وذويهم بعد فراق طويل .

وأمضى المسلمون ثلاثة أيام في مكة ثم غادروها بموجب الاتفاق الذي كان بينهم وبين قريش بعد أن رفضت طلب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بأن يتم مراسم زواجه من « ميمونة » خائفين من ازدياد قوة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) واختراق الإسلام لمجتمع مكة من خلال طول مكث النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فيها .

وخلّف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أبا رافع ليحمل إليه زوجته « ميمونة » حين يمسي ، إذ خرج المسلمون قبل صلاة الظهر من مكّة [1].

 

[1] السيرة النبوية : 2 / 372 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.