المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Laterals: primary and secondary articulations
27-6-2022
اسس الاستشعار عن بعد
16-6-2022
الصدق والكذب بين أبي تمام والبحتري
25-03-2015
دعاؤه (عليه السلام) في الاحتجاب عن خصومه
20-4-2016
نظام تشتت disperse system
29-8-2018
جواز تخصيص الكتاب بالخبر الواحد
18-8-2016


أبو سهل اسماعيل بن عليّ  
  
3332   04:22 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص549-550
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

أبو سهل اسماعيل بن عليّ بن اسحاق بن أبي سهل بن نوبخت شيخ متكلّمي الامامية ببغداد وكبير طائفة نوبخت في زمانه نال وجاهة الدين والدنيا وكان في مصافّ الوزراء وله كتب كثيرة منها كتاب الأنوار في تاريخ الأئمة الأطهار (عليهم السّلام) .

قال ابن نديم في الفهرست: انّه متكلّم فيلسوف كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة مثل أبي عثمان الدمشقي واسحاق وثابت وغيرهم وكان جمّاعة للكتب قد نسخ‏ بخطه شيئا كثيرا وله مصنفات وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها ؛ ومن غلمانه السوسن جردي واسمه محمد بن بشر ويعرف بالحمدوني وله من الكتب كتاب الإنفاذ في الامامة  .

يقول المؤلف: انّ محمد بن بشر المذكور من الصلحاء وعيون الأصحاب ومن المتكلمين وقد ذهب الى الحج خمسين مرّة ماشيا وأبو سهل خال أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي الفيلسوف صاحب كتاب الفرق ومن سعادة أبي سهل تشرّف بخدمة الامام الحجة (عليه السلام).

وهذا الشيخ الجليل كان سببا لافتضاح أمر الحلّاج وذلك انّ الحلّاج ظنّ أنّ أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الأمر بفرط جهله وقدّر أن يستجرّه إليه فيتمخرق به و يتسوّف بانقياده على غيره فيستتب له ما قصد إليه من الحيلة والبهرجة على الضعفة لقدر أبي سهل في أنفس الناس ومحلّه من العلم والأدب أيضا عندهم .

ويقول في مراسلته ايّاه: انّي وكيل صاحب الزمان (عليه السّلام) وقد أمرت بمراسلتك واظهار ما تريده من النصرة لك لتقوّي نفسك ولا ترتاب بهذا الأمر ؛ فارسل إليه أبو سهل يقول له: أنّي أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين وهوانّي رجل أحبّ الجواري وأصبو إليهنّ ولي منهنّ عدة اتحظّاهنّ والشيب يبعدني عنهنّ وأحتاج أن أخضبه في كلّ جمعة واتحمل منه مشقة شديدة لأستر عنهنّ ذلك والّا انكشف أمري عندهنّ فصار القرب بعدا والوصال هجرا وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مئونته وتجعل لحيتي سوداء فانّي طوع يديك وصائر إليك وقائل بقولك وداع إلى مذهبك مع مالي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة فلمّا سمع ذلك الحلّاج من قوله وجوابه علم انّه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا ولم يرسل إليه رسولا وصيّره أبو سهل احدوثة وضحكة و يطنز به‏  عند كلّ أحد وشهر أمره عند الصغير والكبير .

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبّهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلّمون من بدعهم يكتب اللّه لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة .

بيان: يقال بهته بهتا أي أخذه بغتة وقوله تعالى: {فَتَبْهَتُهُمْ} [الأنبياء: 40] أي تحيرهم وبهت الرجل على صيغة المجهول أي انقطع وذهبت حجته ويحتمل ان يكون المراد بأهل الريب الذين يشكون في الدين ويشككون الناس فيه بالقاء الشبهات .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.